مستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
تتزين ملاعبنا وشوارع مدننا الرئيسية والمطارات باللون الأخضر، وشعار اليوم الوطني السعودي، ونعيش هذا الحدث بالعزة والمفخرة، مما يجعلك لا تكاد تفرق بين الرياض وجدة، فهذه المظاهر الاحتفائية باليوم الوطني للأشقاء أصبحت إماراتية، وهي ليست سوى انعكاس لحالة الارتباط الفعلي الوثيق والقوي.
وهذا النموذج الفريد في العلاقة بين البلدين تجاوز التوافقات الأخرى السياسية، أو ذات الأطر التقليدية للعلاقات بين البلدان لتصل إلى «جوهرة» من الشراكة الحقيقية والعلاقات الإنسانية الاجتماعية في كل شيء، ونرى أن الرياضة تمد جسور المحبة لأنها مرتبطة بمستقبل الأوطان ألا وهو الشباب الثروة الحقيقية لأي مجتمع.
الرياض المدينة التي فتحت لنا بمولد أول منتخب كروي العام 1972، جاء بعد قيام اتحادنا الغالي تحت كيان وحدوي جديد، لتودع المنطقة زمن الفرقة، ولتستثمر كل المشتركات الجغرافية والاجتماعية والثقافية بينها باتجاه بناء مشترك أكبر، ومظلة أوسع باتت معها دولة الإمارات آخر وأصدق تجارب الوحدة التي عرفتها المنطقة بفضل من الله وإخلاص قادتنا العظماء، الذين بنوا وأسسوا الدولة على قواعد راسخة ومتينة والنتيجة كما نراها الآن الحمد لله، لقد صنعت التجربة الإماراتية الوحدوية أثراً عظيماً في المنطقة.
وقدمت أبرز التجارب التنموية، واستطاعت دولتنا بفضل التعاون الصادق مع الشقيقة الكبرى التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم، بينما تصاعدت قيم التعاون الرياضي المشترك، كان آخرها هو موافقة اتحاد الكرة على التعاقد مع مدربنا الأرجنتيني باوزا، نتيجة العمل المشترك في النموذج المشرف، ونقترح تأسيس لجنة رياضية شبابية مشتركة.
وأيضاً إذا استطعنا أن تتناول هذه اللجنة العديد من التصورات الخاصة، في كل ما يتعلق بالأجهزة الفنية والإدارية سواء في كرة القدم أو الرياضات الأخرى، لنقدم نموذجاً آخر في البناء الرياضي ونستفيد من تجربتنا معاً ونسير تحت عنوان «معاً وأبداً».
التحولات الكبيرة التي تمر بها الرياضة في البلدين، هي لحظات تجعلنا أكثر قوة، وعلاقة في الكثير من التوجهات والتنسيقات قبل الاجتماعات الإقليمية الدولية، فهي مصدر لقوتنا في الساحة الرياضية من أجل الاستقرار الشبابي والرياضي وحتى الإعلامي.
وهو عنصر من عناصر التفوق إذا أردنا أن نشكل قوة ضاربة في المجال الرياضي، لما للبلدين الشقيقين من قوة ونفوذ ومكانة تحظى بها عالمياً، ونمنع أي اختراق قد يسعى له بعض المتصيدين، فلا شك في أن إطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن، يرسخ فصلاً جديداً في تلك الشراكة المتينة، ولهذا تترسخ كل يوم تلك القيم المشتركة بيننا، ونشعر بفخر، وبصراحة نريد أن نتطلع لمستقبلنا الشبابي والرياضي في العمل المشترك المقبل.. والله من وراء القصد
المصدر: البيان