لأجل سلام العالم، ولأجل حياة سعيدة تنعم بها البشرية، تكرس الإمارات الجهد من أجل التقاط السبل الأكثر نجاحاً، في الإبلاغ عن مناطق الضعف، والإصابة في الجسد العالمي، وتبذل دولة التضامن، والعون، والتسامح كل ما في القريحة من ملكات، وإمكانيات، وقدرات لكي تزيح عن كاهل البشرية، غضب الطبيعة، وحماقة البشر، وحتى تستمر الإنسانية في رغد الحضارة، وجمال العقل المتطور، والمنسجم مع مجريات الأحداث، ومعطيات الواقع.
المنصة الرقمية للاستجابة للكوارث، هي الساعة البيولوجية لجسد الأرض، والتي تعلن عن المناطق المصابة بتشققات القشرة الأرضية وما يتبعها من زلازل، وبراكين، وسيول وغيرها من التغيرات المناخية، وهذه المنصة سوف تتيح للدول المنكوبة، والدول المعنية، الدور الفعال، والسريع للاستجابة لمتطلبات المنكوبين، وما يحتاجون إليه من عون، وغوث، ومساعدة.
إنه العقل الإماراتي، إنه الضمير المنبثق من تقاليد، وعادات، وقيم، وشيم، توارثها جيل بعد جيل على هذه الأرض الولادة، هذه الأرض التي تعلم أبناؤها وفي مقدمتهم القيادة الرشيدة تقديم الخير من دون انتظار الجزاء، وهي سمة أخلاقية لا يقوم بها إلا النبلاء من بني البشر، وتأتي هذه المنصة العالمية، تتويجاً للدور الريادي الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإلى أثره القيادة الرشيدة، وهو الدور الإنساني الفريد في هذا العالم، والإمارات ريانة بأفعال الخير، زاخرة بتاريخ التعاضد مع الإنسان في كل مكان، لأن الضمير الإنساني، مبني على فكرة، أنه ما من دولة تستطيع أن تغرد خارج السرب، بل إن التعاون جبلة حضارية لا يمكن أن تغادرها أخلاق الحضارات القائمة على إرث تاريخي قويم.
واليوم العالم يتطلع إلى الإمارات، بعين الرضى، والحب، والقناعة أنها دولة تبوأت مكانة رمانة الميزان في هذا الكون، من مشرق الأرض حتى مغربها.
اليوم، ونحن نقرأ التفاصيل على الخارطة الدولية نرى الإمارات تسجل حضوراً وافياً، وواسعاً، وشاسعاً، بفضل دبلوماسية ناعمة، وكأنها الحرير، صارمة، وكأنها الموجة ترتب ضمير البحر، حاسمة في الدفاع عن مسؤوليتها في حماية الإنسان في كل مكان، جازمة في بناء علاقة التكافؤ، بين الدول، ماضية في كبح جماح الأصوات النشاز، وكل ما يعكر صوت القيم العالية، والشيم الرفيعة.
الإمارات، اليوم، تحلق في سماوات العالم بأجنحة الشفافية، وحلم الإنسان بعالم تسوده المحبة، والسلام، والانسجام.
الإمارات، لن تتوقف عن بث روح الوئام في الجسد البشري، لأن القيادة واثقة من أن تعاون بلدان العالم، هو السبيل لاستمرار الحضارة البشرية، والحفاظ على الوجود الإنساني.
المصدر: الاتحاد