كاتبة إماراتية
الحديث عن شخصية مثل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، ليس بالسهل، فعندما تكون أمام قامة وطنية وإنسانية كبيرة، وشخصية حكومية قيادية قدمت الكثير، فلا شك في أن القلم سيحتاج إلى مداد لا ينتهي، خصوصاً عندما تكون إنجازات هذه الشخصية أكثر من أن تُعد، ومحطات مهمة أكثر من أن تحصى، إلا أنها جميعها جزء من عطائه المستمر والمتواصل نحو ذرى المجد، وبلوغ أعلى درجات التقدم.
يتصف سموه بأنه شخصية قيادية فذة، متعددة الجوانب، وعرف بقربه من أبناء الشعب، واستماعه لهم بكل هدوء. فقد كان يتابع المشاريع بصورة مباشرة مع المسؤولين، ولا يقتصر الأمر على ذلك، فقد كان يتواصل مع المواطنين، ويأخذ رأيهم في الخدمات المقدمة لهم، إضافة إلى التعرف المباشر إلى احتياجات الشعب.
لقد أمضى سنوات طويلة، وما زال، في خدمة الوطن والمواطن، وسموه مشهور ببعد النظر، والحكمة، والحنكة السياسية والإدارية، والتواضع، فهو واسع الاطلاع، ويتمتع بشخصية قوية، ونفوذ على المستويين، الداخلي والخارجي، ويحظى سموه بحب واحترام الجميع، في الداخل والخارج. اتصف سموه بحبه للدقة في العمل، وبشغفه بالتحدي، ويؤمن دائماً بأن العمل يجب أن يتم بجودة رفيعة، وسرعة عالية، وبانضباط مطلق. وفي عمله اليومي، معروف عن سموه أنه دقيق، ويتحرّى الدقة مع الآخرين، لا يتخذ قراراً إلا بعد أن يتأكد، ويطرح جميع الأسئلة التي تبيّن مدى تمكّن الشخص من الإلمام بالموضوع، وجديّته في العمل.
فصفات سموه القيادية وموقعه المهم في الحكومة، تجعله لا يجتمع من أجل الاستماع للموضوع، وإنما الإنجاز، وإضافة القيمة لاتخاذ القرار المناسب والمفيد، والفائدة عنده هي ما يكون في مصلحة المواطن. فهذه المصلحة فوق كل شيء، فعندما يتخذ قراراً ما، ينظر إلى جميع النواحي، وبشكل متواز، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
منصب نائب رئيس الدولة هو استكمال لمسيرة طويلة بدأت عندما كان سمو الشيخ منصور بن زايد رئيساً لمكتب الراحل الكبير، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. واستمر العطاء من خلال وزارة شؤون الرئاسة في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، سواء بالعمل المباشر من خلال مؤسسة الرئاسة، أو عبر النشاط الكبير له عبر آليات مجلس الوزراء، باعتباره نائباً لرئيس مجلس الوزراء، والمسؤول عن الكثير من اللجان التنفيذية في مؤسسات الدولة الاتحادية، وإشرافه المباشر على ملف «نافس»، والذي كان له الأثر الكبير في الاستفادة من الكوادر الشابة ومشاركة القطاع الخاص في المسؤولية في تذليل التحديات في هذا الملف.
ومعروف عن سمو الشيخ منصور بن زايد، ثقافته العالية، وتواضعه الجم الذي يأسر كل من يلتقي به، وكذلك حبه الشديد، واهتمامه بالرياضة كبير، فهو أحد المساهمين الفاعلين في ازدهار الرياضة الإماراتية، خاصة كرة القدم، فقد ساهم في تطوير رياضة كرة القدم في الإمارات.
ثمة شهادات شخصية كثيرة يمكن أن تقال في سمو الشيخ منصور. وهذه شهادات متراكمة ترسم صورة لطبيعة العلاقة بينه وبين الناس. فلسمو الشيخ منصور قدرة كبيرة على التواصل مع الناس، والإنصات لمشاكلهم. القائد الإداري المعروف بدقته، هو مستمع متفانٍ ومصغٍ للناس وحاجاتهم، التي تجد طريقها إلى القرارات الحكومية، وتعكس تطلعات المواطن. هو مصغٍ للكبار الذين يدركون ما شهدته البلاد من تطور خلال العقود الماضية، وهو مستمع للشباب ممن يدركون أن ما تحقق يحتاج إلى سواعدهم لإدامته، وإلى مواصلة العمل والتدريب والمشاركة من جيل صاعد في عالم متغير.
وتتجمع في شخصية سمو الشيخ منصور بن زايد الكثير من ملامح القيادي المثابر الذي لا يدّخر جهداً من أي نوع في سبيل تحقيق الأهداف والارتقاء بالعمل الإداري والوظيفي على مراتب متقدمة، من دون التفريط في البعد الإنساني.
استبقَ تعيين سمو الشيخ منصور بن زايد بمنصب نائب رئيس الدولة، تكريمه من صاحب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكبار قادة البلاد من الشيوخ والمسؤولين. وهذه شهادة فخر من القيادة، مثلما هي من المواطن، على صدر سمو الشيخ منصور بن زايد، وإشادة بإنجازاته على مستوى الدولة لأكثر من ربع قرن، من العمل المثابر والدؤوب. عندما يذكر اسم سمو الشيخ منصور فإنه ذكرٌ مقترن بالنجاح.
المصدر: الخليج