مهرة سعيد المهيري
مهرة سعيد المهيري
كاتبة إماراتية

عودة التعليم الحضوري

آراء

دفعت جائحة «كوفيد-19» المدارس لغلق أبوابها في أكثر من 160 بلداً، ما أثّر في أكثر من مليار طالب وطالبة، وفقد ما لا يقل عن 40 مليون طفل فرصة التعلّم في السن الحرجة السابقة للتعليم المدرسي، ليجد العالم نفسه في مواجهة «كارثة تمس جيلاً كاملاً، وتهدر إمكانيات بشرية لا تعد ولا تحصى، وتُقوِّض عقوداً من التقدم، وتزيد من حدة اللامساواة المترسخة الجذور»، وفق وصف منظمة الأمم المتحدة. وها هي الإمارات بنظرة قيادتها في دعم عجلة التعليم والاستعداد لمواجهة كافة التحديات تنجح في عودة الحياة الطبيعية للطلاب في الدولة، وذلك من خلال عودة التعليم الحضوري في كافة المدارس مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، إذ سيتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطبيق أعلى المعايير بما يراعي سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي من معلمين وإداريين.

لقد تم وضع بروتوكول خاص بالعودة إلى المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات المحلية من شأنه الحفاظ على سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي، حيث تعمل المؤسسة بالتعاون المباشر مع مدراء المدارس نظراً لدورهم المهم في تهيئة الأجواء المناسبة لرفع كفاءة المعلمين والإداريين وتدريبهم، من أجل ضمان تطبيق البروتوكول بالشكل الأمثل، وهنا يأتي دور أولياء الأمور في التعاون مع الجهات المعنية بالدولة التي تسعى إلى تحقيق أعلى معايير السلامة للطلبة والذي بدورة سينعكس بشكل إيجابي على الطلبة باعتبار أن المدرسة هي الحاضنة لطموحهم ومكانهم الأمثل، حيث ستمكنهم العودة من الاستفادة المثلى من مرافق المدرسة المتعددة إلى جانب المتابعة المباشرة من قبل المعلمين والمعلمات لمسيرتهم التعليمية، واستئناف أنشطتهم المختلفة مع أقرانهم ضمن أجواء تربوية وتحفيزية تحفظ لهم سلامتهم.

إن سلامة الطلبة أولوية قصوى تتطلب تعاوناً تاماً من كافة مكونات المجتمع التربوي بدءاً من ولي الأمر مروراً بالطلبة وصولاً إلى المعلمين والمشرفين والإداريين في المدارس ليتمكنوا من متابعة مسيرتهم التعليمية دون عوائق بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الرشيدة والجهات المعنية والجهود المشهودة التي بذلتها الجهات المعنية بالدولة خلال الفترات الماضية، والتي كان لها بالغ الأثر في التغلب على الجائحة وما نتج عنها، حيث تصدرت الدولة مراكز عالمية في نسب تقديم اللقاح لكافة شرائح المجتمع، بمن فيهم المعلمون.

ومن خلال كلمة المتحدثة الرسمية عن القطاع الصحي في الدولة الدكتورة فريدة الحوسني، صرحت بأن دولة الإمارات تمكّنت خلال مكافحة جائحة «كوفيد 19» من تطبيق مفهوم التوازن الاستراتيجي في مختلف القطاعات دعماً لكل الجهود الوطنية المبذولة لاحتواء الجائحة، وقد جاء ذلك من خلال تشكيل فرق عمل في المنشآت التعليمية تحت اسم «لجنة الصحة والسلامة» لمراقبة جميع الأنشطة لضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية الصحية المعتمدة في الدولة. وأكدت استكمال تطعيم 86% من الكادر التعليمي و84% من الكادرين الإداري والفني، والعمل جارٍ لاستكمال خطة التطعيم بهدف الوصول إلى نسبة 100% بإذن الله تعالى.. ونوهت إلى أهمية الاستعداد النفسي للطلبة بعد تطبيقهم نظام «الدراسة عن بعد» لأكثر من عام.

كما أن للطالب دوراًكبيراً حيث ينبغي أن يكون الطلاب على وعي تام بماهية فيروس «كورونا» وأعراض الإصابة به، وطرق العدوى.حفظ الله طلابنا ووفقهم ونتمنى لهم عاماً دراسياً جديداً مليئاً بالأمل والتفاؤل والعزم والنجاح والصحة.

المصدر: الخليج