كاتب بصحيفة الحياة
مرة سألت طبيباً هل القفاز الذي تضعه في يديك حماية لك من المريض أم حماية للمريض منك ومن مريض آخر؟ اكتفى بابتسامة مع وضع قفاز جديد، وحين يضع الطبيب والممرض قفازاً جديداً أمام المريض لا شك سيطمئنه أكثر، ويؤسس لعلاقة أعمق، لكن كثيراً ممن يستخدم القفازات البلاستيكية يحمي نفسه ولو على حساب الآخرين حينما لا يغير هذا القفاز في كل مرة، ونرى ذلك في المطاعم اليد «المقفزة» تصول وتجول في كل مكان ثم تعود إلى تجهيز طعام أو غيره من خدمات ملامسة. ومن حق «المخدوم» السؤال والتأكد، الآن نحن أمام فايروس «كورونا»، ولا يعرف عنه – بحسب المعلن – سوى محطته الأولى، ومحطته الأخيرة، أما المجهول فحلقات جوهرية.
طريقة العدوى المعلنة المحتملة هي انتقال الفايروس بالمخالطة القريبة، ألا يمكن لنا محاولة تغيير بعض العادات، يمكن لنا التأسيس ليكون السلام بيننا مصافح وحتى بالإشارة مع إلقاء السلام، أخف وأيسر من سلامنا المعتاد وكأننا على سفر دائم. أقلها في حال استثنائية مثل ما نعيشه من هاجس الفايروس، ومثل هذا زيارة المرضى المنومين وفي العناية المركزة، الحاصل أن الزيارات طويلة وبعدد كبير، وهي مثار خلاف وتصادم غالباً بين إدارة المستشفى ومن يزور مريضاً.
وبين الهلع وحذر يستهدف الاستعداد والوقاية… فارق، لكننا لا نستثمر الوقاية بالتوعية إلا عند اشتداد الأزمة، بمعنى أنها رد فعل مثل ردود أفعال أخرى في قضايا أخرى، التوعية بالنظافة الشخصية للشخص ولمن يخالط وقاية من كثير من الأمراض، وهو ما يفترض ألا يكون موسمياً، صحيح أنه معروف وشائع، إنما هو بحاجة دائمة إلى إعادة التذكير، لذلك لا تجد خطة مستمرة للتوعية بل هي موسمية وبحسب طرح المنافسة.
المصدر: الحياة