الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤
من الأيام المشهودة ذلك اليوم الذي أهدى فيه خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ للشعب بشارته بقوله: "يسعدني أن أتحدث إليكم لأعلن عن موافقة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله ـ ويرحمه ـ على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني". وكان الهدف من ذلك الإشهار كما أعلنه الملك عبدالله هو "أن يتطور الحوار حتى يكون أسلوبا بناء من أساليب الحياة في المملكة العربية السعودية". وبالفعل أنشئ المركز في عاصمة البلاد بتاريخ 24/5/1424، وانطلق في مسيرة هادئة وجميلة ليحقق من خلالها أهدافه الثمانية المعلنة، من خلال أنشطة محلية ثمانية أيضا. وعلى ذات النهج الحواري بادر خادم الحرمين العالمَ كله بفكرة الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات، التي قبلَها العقلاء في الدنيا، وطوروها إلى إنشاء مركز (الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات) في العاصمة النمساوية. مركزنا المحلي ـ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ـ بعد المسيرة المطمئنة أراد أن يطور مسيرته، وأن يستشرف مستقبله فجمع نخبة من المفكرين والأكاديميين والأدباء في المنطقة الشرقية، ثم في منطقة مكة المكرمة، وكان لي شرف المشاركة في حضور الجولة المناطقية الثانية من جولات البحث عن واقع ثقافة الحوار في المجتمع السعودي وسبل تطويره، وفعالية اللقاءات الوطنية، واستشراف مستقبل المركز، لتحسين برامجه في ظل المتغيرات التي نمر بها،…
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤
إمارة الشارقة لها من الحضور البارز، والتألق المشهود في عوالم الثقافة ما يعرفه المهتمون بجوانب المعرفة المختلفة، ومن هنا جاء تتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014؛ في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والمصادق عليه في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر عام 2004.. الشارقة تاريخ عريق، ومساهمات ثقافية واضحة، وأعمال أدبية وفنية راقية، وجامعات رصينة، ومراكز أبحاث مرموقة، ومعارض مشهورة للكتب وغير ذلك. حزمة مشاريع وبرامج وفعاليات التتويج الكبير للشارقة استهلته بعرض مسرحي هو الأكبر في تاريخ الإسلام؛ عنوانه "عناقيد الضياء – أعظم قصة رواها التاريخ"، ترجم رؤية سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، بتقديم عمل رفيع يروي سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويوضح حقيقة الإسلام السمحة، ويعزز قيم العدل والمحبة والسلام، ويبقى أثره محفوظاً للأجيال القادمة.. وأنا أتابع قرب بداية عرض العمل طلبت من صديقي في الإمارات أن يحجز لي تذكرتي حضور للعرض، وفرحت عندما أخبرني أن الصفوف الأمامية كلها قد شغرت، ولم يبق إلا بعض الفراغات في الصفوف الخلفية والجانبية، وقبل التحرك إلى هناك تعذر لصاحب التذكرة الثانية الحضور لظرف صحي، وترددت، ثم عزمت، فتوكلت، وحضرت.. مسرح (جزيرة المجاز) الذي احتضن العرض أكثر من رائع، وتجهيزاته غير مسبوقة ـ مساحته تبلغ 7238 متراً…
الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤
تعافت ـ بفضل الله ـ مصر، وستتعافى ـ بقدرة الله ـ أكثر من أي وقت مضى، ومن أدلتي على ذلك ما شهدته القاهرة الثلاثاء والأربعاء الماضيين من أعمال للمؤتمر السنوي الثالث والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي نظمته وزارة الأوقاف المصرية برعاية رئيس الجمهورية، تحت عنوان "خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية"، بعد ثلاث سنوات من توقف انعقاده بسبب الأحداث (القديمة).. أربعون دولة، وأربعمئة عالم، ورئاسة حصيفة وجريئة، وجهود حيوية وموفقة لوزير الأوقاف الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وعمل دؤوب على قلب واحد من صحبه الكرام، وخمس جلسات علمية ثرية، وافتتاحية فيها من العلم الغزير ما لا يمكن أن يقوله بهذا الوضوح إلا فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي أكد على أن البعد عن التكفير أصل من أصول الإسلام، ودعا العلماء إلى مقاومة الانحراف التكفيري بالأدلة الواضحة والحوار الهادئ. الإمام الطيب وبعد تنقيب في تاريخ بدايات آفة التكفير أرجع الأمر إلى "الفهم الخاطِئ للعلاقةِ بين مفهوم الإيمان بالله كأصل، والأعمال كفرع"، مضيفا أن من أهم الأسباب المشجعة على التكفير "الغلوِّ والتشدد في الفكر الإسلامي"، وبكلام دقيق للغاية ذكر فضيلته "أن محور الخلاف بين عقيدة التكفيريين وعقيدة سائر أئمَّة المسلمين يَكمُن فيما يُسمى في مبحث الإيمان والإسلام عند علماء العقيدة بعلاقة…
الأحد ٠٩ مارس ٢٠١٤
ساعات أقل من أصابع اليدين تفصلنا عن انتظام حوالي ثلاثمئة فقيه حكيم من مختلف دول العالم في العاصمة الإماراتية لافتتاح الحدث العالمي المهم (منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة)، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، يجيء هذا الحدث "العلمائي" الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة وسط أمة لا يخطئ الناظر في وضعها أنها تعيش في داخلها وخارجها حرائق، وضغائن، وأحقاد متأججة في جسمها، وبات نسيجها الاجتماعي مهددا بالتفكك، والخراب، وغدت مناعتها في أضعف مستوياتها، وصارت مسرحاً للأطماع والمؤامرات من هنا وهناك.. واضح تماماً أن الأمة تعيش ـ وللأسف ـ صراعات طائفية، لم يمر عليها مثيل لها في العهود الماضية. صراعات لا علاقة لها من قريب، ولا من بعيد بالإسلام ومبادئه التي تقف إلى جانب الاستقرار، وترفض العنف، كذا محاولات لتبريره. جوهر الفكر الإسلامي أصابه ما أصابه، ويكفيه ما أصابه من ضياع لكرامته، وحريته؛ فلا عدل، ولا مساواة، ولا احترام للتعددية، ولا مراعاة لثقافة الاختلاف. المفاهيم يُعبر بها ذات اليمين، وذات الشمال، والفتاوى يصنعها ويضعها مفتوها حسب مصالحهم الخاصة فقط، "... رؤوسا جهالاً فسئلوا، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا". الشيخان: عبدالله بن زايد، وعبدالله بن بية صرحا بتصريحات غاية في الدقة.. راعي المنتدى صرح ـ وفقه الله ـ: "بأن المنتدى دعوة صادقة من أجل النقاش الجاد والبحث عن حلول…
السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣
مدينة الملك فهد الساحلية منشأة رياضية عملاقة تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحت رعايتها وتوجيهها، وقد تأسست قبل أكثر من عقدين من الزمان، على يد شركة ألمانية قامت ببناء مدينتين رياضيتين في المملكة؛ إحداها على شاطئ البحر الأحمر بمدينة جدة، والأخرى على شاطئ نصف القمر بمدينة الخبر، وهما نسختان مطابقتان لتلك الموجودة في جمهورية ألمانيا.. الفكرة الأساسية والهدف الأساس من المدينة الساحلية هو إتاحة الفرصة للأعضاء وضيوفهم للاستمتاع والاستفادة من أوقات فراغهم. المدينة تعد من أكبر المنشآت الرياضية في المملكة العربية السعودية، وتحتوي على صالة ألعاب رياضية ذات تصميم جيد، توفر التسهيلات اللازمة لألعاب الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وألعاب الجمباز، وتنس الطاولة، وتضم مقاعد للمتفرجين تتسع لـ250 شخصاً. المدينة الساحلية تحتوي على حوض سباحة متميز بكامل الاحتياجات اللازمة، ويشرف عليه مدرب مختص وطاقم من المنقذين، ومجهز لإقامة البطولات. المدينة تضم مركزاً جذاباً للغاية فيه 12 مساراً للعب (البولينج)، ومجهز بالكامل، ويشرف عليه مدرب مختص أيضاً. كما تحتوي على أربعة ملاعب دولية متجاورة للعبة (الإسكواش)، وملاعب (كرة الريشة الطائرة)، وتخضع لإشراف مدرب خاص، وتقام عليها دواري ـ جمع دوري ـ داخلية، وتتضمن مكاناً خاصاً للمتفرجين. وتحتوي كذلك على ملعب كرة القدم (سداسيات)؛ مخصص لتمارين كرة القدم (كبار, ناشئين, براعم)، وهو ملعب مجهز بالكامل بإنارة ومرامٍ ـ جمع مرمى ـ…
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
انطلاقاً من "خليجنا واحد، وشعبنا واحد"، أكتب عن مشاهدات تراثية وتقليدية وقفتُ عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وتحديداً في مهرجان (قصر الحصن) في عاصمتها البهية (بوظبي) كما ينطقها أفراد المجتمع الظبياني.. أكتب هذا بعد الزيارة للقصر، الذي شهد مؤخراً احتفالات جميلة، ومسيرات رسمية وشعبية بمناسبة مرور ما يزيد عن 250 عاما من تاريخ بناء وإنشاء أول مقر للحاكم هناك. القصر تم تشييده بدايةً ليكون برج مراقبة للمياه العذبة، وتلاه بناء الحصن الذي أسهم في توفير الحماية والأمن للمجتمع لفترات طويلة، وشكل رمزاً للشموخ وسلطة الحكم في المنطقة، وعمل على تحفيز مجالات التنمية فيها، ومواصلة دوره كحارس أمين على المدى المستقبلي الطويل، وشكّل كذلك مقر الإقامة والحكم للعائلة الحاكمة لأجيال طويلة، كما مارس دوراً مهماً في استضافة الوفود الزائرة من مختلف أنحاء دول العالم، وتزيّنت جدرانه الخارجية بمجموعة من الأحجار المرجانية بأسلوب معماري بارع، وتمت تغطيتها بخلطة خاصة من الجبس تتكون من الجير والرمل المحلي ومسحوق صدف البحر، حيث اكتسبت جدران الحصن بفضل الخصائص العاكسة لصدف البحر، منظراً مُتلألئاً تحت أشعة الشمس؛ مما شكل منارة ترحيب وتوجيه للسفن البحرية التي يعتليها تجار المنطقة خلال رحلاتهم البحرية المتنوعة، ويتمتع القصر (منذ الماضي وحتى يومنا الحاضر) بمكانة خاصة مغروسة في قلب كل من رافق مسيرته الطويلة، ودور مهم لخدمة ورقي المجتمع…