الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣
في بيان هام أصدره ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر يوم الجمعة الماضي قال فيه بوضوح « العراق يقف عند مفترق طرق ويتجه نحو المجهول ما لم تتخذ إجراءات «حاسمة وفورية» لوقف انتشار العنف « مضيفا في البيان الذي وصف بأنه -شديد اللهجة « ادعو جميع الزعماء الدينيين والسياسيين للاحتكام إلى ضمائرهم واستخدام الحكمة والا يدعوا الغضب ينتصر على السلام واختتم البيان بقوله «إن قادة العراق يتحملون مسؤولية «تاريخية في تولي زمام الامور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معا» الحديث عن وضع العراق المأساوى منذ عشر سنوات عجاف يطول ولكن وقبل وصف الديمقراطية العراقية الحالية بأنها هشة وإنها سببت أزمة ثقة بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية ، لا بد من الاعتراف بان الديمقراطية الوليدة في العراق ما زالت في طور التخلص من ذهنية ما قبل الديمقراطية ، وان جذور الازمة العراقية الحالية تعود إلى ما قبل 2003 م ، حيث كانت التنشئة السياسية للنظام المنهار خاطئة، اذ بنيت بالقوة والإكراه والشعارات الفارغة ولذا يمكن القول إن الشعور بالمواطنة في العراق كان ضعيفا وان الولاءات الجزئية كانت أعمق من ولاءات المواطنة. وخلال الأعوام 2005 – 2007 شهد العراق تصاعد الصراعات المذهبية أو ما سمي بحرب الطوائف خاصة السنية والشيعية والتي رغم أنها خمدت إلا أن جذورها مازالت قائمة ،…
الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣
تاريخ التعصب المذهبي قديم ولكن يمكن القول ان تحوله الى نزاع دموي ومأسسته سياسيا يعود الى عهد الشاه اسماعيل الصفوى (1501م الى 1524م) مؤسس الدولة الصفويّة، والذي اتخذ المذهب الاثنا عشري مذهبا رسميا وتبنى نشر المذهب الشيعي بالحديد والنار، كما احتل بغداد عام 1508م ونكل بأهلها وخرب قبر الامام ابو حنيفة. ورغم اصول الشاه اسماعيل التركية -كونه آذاريا- الا أن ذلك لم يمنعه من الصدام الدموي مع العثمانيين بل والتحالف مع البرتغاليين والصليبيين ضدهم -وهذا يثبت خطورة التعصب المذهبي وضرره البالغ- مما اضطر السلطان العثماني سليم الاول الى مقاتلته في معركة سهل تشالدران في 16 مارس 1514م والتى انتهت بهزيمة الشاه اسماعيل الصفوي والاستيلاء على عاصمته تبريز، ليواصل ابنه الشاه طهماسب مهاجمة العثمانيين وهم يستعدون لدخول فينا عام 1529م مما اضطر السلطان سليمان القانوني لفك الحصار عنها والعودة لمقاتلته. في العصر الحديث ادى نجاح الثورة الايرانية عام 1979م الى تأجيج التوتر المذهبي بصورة كبيرة وخاصة بعد تبني الامام الخميني تصدير الثورة بصورة واضحة ومعلنة وتجيير امكانيات ايران لخدمتها، «واذا كان اسماعيل الصفوي نجح في تشييع ايران فان الخميني نجح في أيرنَة معظم الاقليات الشيعية الاجنبية» كما يذكر الباحث الفرنسي اوليفيه روا. حدث الأسوأ عربيا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م والذي أخرج القمقم الطائفي العربي من مخبئة لينتشر بشكل كبير…
الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠١٣
«لقد استطعنا هزيمة اليأس ولكننا لم نستطع للأسف حتى اللحظة هزيمة العناد والجنون الإيديولوجي»، «نرجو ان لا يهتز صبرنا للحظة واحدة امام الابتزاز والاستفزاز والتهور الكوري الشمالي وان نبقى على قدرتنا الحالية في النجاح في اختبار الصبر الذي تعودنا عليه منذ 1953م»، «ان هذا هو قدر الامة الكورية وسنستمر على المراهنة على ان صوت العقل والحكمة سيتغلبان على الجانب الاخر وهو جانب مفزع»، «ان ما يحدث من توتر في شبه الجزيرة الكورية سيمر بسلام رغم محاولات نظام كوريا الشمالية جر المنطقة والعالم لحرب ستحرق الجميع».. كان هذا جزءا من حديث جانبي مع السفير الكوري الجنوبي في المملكة كيم جونج يونج قبل مشاركته في حديث تلفزيوني، في القناة السعودية الاولى ضمن برنامج دوائر سياسية حول «التوتر النووي في شبه الجزيرة الكورية» يوم الثلاثاء الماضي. أثناء اللقاء التلفازي كان السفير الكوري الجنوبي والذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة يحمل كتابا مترجما الى اللغة العربية بعنوان (من اليأس الى الامل، صنع السياسات الاقتصادية في كوريا 1945-1979م) ومختصر الكتاب يحكي قصة المعجزة الكورية الجنوبية ونجاحها في الاستثمار في التعليم وفي تنمية رأس المالي البشري والمراهنة على السلام والدبلوماسية والتى كانت نتيجته نجاحا اقتصاديا ورفاها اجتماعيا واستقرارا سياسيا في بيئة مضطربة. ودعنا السفير وهو يؤكد «ما يحدث من تهديدات كورية شمالية ليس جديدا وكوريا الجنوبية ما…
الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠١٣
عنوان المقال مأخوذ من اسم كتاب حديث للدكتور عبدالخالق عزوزي وهو من اصدار مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية للعام 2012م، ويرى المؤلف ان العالم العربي تنتظره تحديات جسام في ظل تغيرات عالمية واقليمية كبيرة، ولذا فبدلا من الالتهاء بابداع خطابات جوفاء لا تغير شيئا من الاوضاع الصعبة، فيجب النظر بموضوعية وعلمية لمواجهة التحديات عبر اصلاحات سريعة وصادقة ومقنعة، خاصة في الدول التى شهدت تغييرات سياسية جوهرية حيث ان آليات تثبيت الديمقراطية صعبة جدا وفي غاية الحساسية والخطورة، اذ لا يكفي ان تحدث انتخابات بصفة دورية ودائمة ليقال ان هذا البلد ولج عالم الديمقراطية فالمسألة ليست بهذا التبسيط، خاصة وان معطيات العلوم السياسية وبالاخص (علم التحولات الديمقراطية) تشير الى ان الديمقراطيين ذوى السرعة المفرطة او المغامرين لا يمكن ان يوصلوا بلادهم الى بر الديمقراطية الحقيقي.. وتتركز فكرة الكتاب على طرح ثماني معادلات يرى المؤلف انها ستشكل عقدا اجتماعيا جديدا ربما يخرج المجتمع العربي من سباته ويضعه في مركز الريادة الذي يستحقه كما يجعل كل دولة امام مرحلة جديدة واعدة، والمعادلات الثماني بتصرف هي كالتالي: المعادلة الاولى: أهمية زرع الثقة بين الحاكم والمحكوم وبين الدولة والمجتمع لان على الجميع ان يعمل في اطار المؤسسات واطار الدولة الام والاصلاح من الداخل بعقلية جديدة وافكار متنورة جديرة بالمحافظة على هيبة الدولة وضمان ديمومة المؤسسات،…
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
دأبت إيران الشاه على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لا سيما في العراق والخليج العربي، وكان هذا الأمر مرتبطاً أساساً بدور يقوم به الشاه لصالح الولايات المتحدة بشكل خاص، لكن ذلك تغيـر بعد الثورة الإسلامية، وتحول الدور إلى مشروع استراتيجي وأصبح البعد العربي للسياسة الخارجية الإيرانية مهماً ومحورياً، سواء لذاته أو لاستخدامه كورقة تفاوضية مع الغرب المهتم بدوره بالمنطقة وله فيها مصالح جوهرية. ومنذ وصول الخميني للحكم عام 1979م اعلنت ايران « تصدير الثورة « حيث بدأت مرحلة تاريخية صعبة مع العرب لم تقتصر على احتلال جزر عربية وتحرش سياسي واعلامي وتنفيذ إملاءات أجنبية كما كان الوضع في عهد الشاه، لكنها هذه المرة كانت تعبـر عن مزيج من السلطة الدينية والميـراث القومي وإرادة الاستحواذ والرغبة بالسيادة الإقليمية والسعي للحصول على مكانة اقليمية ودولية بالقوة وإرادة الإرغام. واستند المشروع الإيراني إلى ثنائية عقدية وإستراتيجية نجحت طهران في دمجهما بطريقة متقنة،لا سيما وأن ظروفاً خارجية هيأت لإيران تعزيز النجاح في مشروعها الإقليمي وحتى الدولي،واستند الشق العقدي إلى مرتكزين أساسيين هما (ولاية الفقيه وتصدير الثورة)،وكلا المرتكزان له خلفيات إيديولوجية دينية اكتسبت بعداً قانونياً ملزماً من خلال تضمينها في الدستور الإيراني،حيث ينص الدستور على التشديد المحوري للولي الفقيه بوصفه الحاكم بأمر الله على الأرض وولي أمر جميع المسلمين. شجع المشروع الايراني عوامل كانت…
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣
«وقت السلام» «لقد انتهى وقت السلاح» «دعوة اوجلان للسلام تجلب الربيع» «تركيا الجديدة... أوجلان يدعو لإلقاء السلاح»،كانت تلك افتتاحيات صحف «خبر تورك» و «صباح» و «ملّيت» ثم «توركيش ديلي نيوز» الخميس الماضي. أبرز ردود الفعل الدولية جاءت من واشنطن على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية «هذا العنف كلّف الكثير من الأرواح..ويجب ان ينتهي وإعلان أوجلان وقف إطلاق النار يمكن أن يساعد في إنهاء العنف المأساوي المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود في تركيا». « نحيي الجهود الشجاعة التي بذلتها الحكومة التركية وجميع الأطراف المعنية لتحقيق الحل السلمي الذي سيعزز الديمقراطية في تركيا ويحسن حياة جميع المواطنين الأتراك». يمكن القول: إن صبيحة اليوم الثاني من عيد النيروز (22مارس 2013م) كانت اسعد الأحداث في تركيا أملا في ايقاف صراع كلّف تركيا 400 مليار دولار و40 ألف قتيل وإضعافها إقليميا ودولياً . يعود تاريخ القضية الكردية الى ما قبل إعلان جمهورية تركيا الحديثة في 29 اكتوبر 1923م ،حيث منحت اتفاقية سيفر (10 اغسطس 1920م ) - والتي وقّعها السلطان العثماني – الأكراد دولة مستقلة ، إلّا أن اتاتورك استطاع بدهائه السياسي وبعد انتصاراته العسكرية فرض معاهدة لوزان (24 يونيو1923م ) ، تلا ذلك عرض اتاتورك حُكماً ذاتيا للأكراد ، إلا أن موقف الكُرد السياسي وقتها كان أشبه بموقف العرب من رفض تقسيم فلسطين…
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣
احتفلت ايران في بداية شهر فبراير الماضي بالذكرى الرابعة والثلاثين لنجاح الثورة الإسلامية (10 فبراير 1979م) وسط أوضاع اجتماعية متأزمة واقتصادية صعبة جدا بسبب تأثير العقوبات السياسية والاقتصادية الدولية المفروضة على النظام الايراني بسبب البرنامج النووي المثير للجدل، كما جاءت هذه الذكرى وسط بيئة اقليمية مضطربة وخاصة بعد التورط الايراني المباشر في الاحداث في سوريا والذي تحول من صراع داخلي متصاعد بين النظام السوري ، والشعب السوري الاعزل الى صراع إقليمي، كما ان تفجر المظاهرات في العراق ورفع شعار رفض التدخل الايراني واستمرار توتر العلاقات مع دول الخليج العربي بسبب سياسات ايران العدائية والتهديد بغلق مضيق هرمز وتوتر العلاقات مع تركيا يؤكد عدوانية النظام الايراني . كانت ايران المستفيد الابرز من تداعيات احداث سبتمبر 2001م ثم الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001م والذي قضى على عدوها الشرس «حركة طالبان « ثم الغزو الامريكي للعراق وسقوط عدوها اللدود الرئيس العراقي صدام حسين في 9 ابريل 2003م ثم اعدامه في 30 ديسمبر 2006م ، و تشكيل حكومة ذات طابع مذهبي في العراق ،وتزايد النفوذ الإيراني في العراق ،ولم يكن سرا وجود التعاون الامريكي الايراني وتقديم إيران الكثير من العون للأمريكيين رغم محاولة الطرفين اخفاء هذا التعاون .. ومنذ الانتخابات الاخيرة في يونيو 2009م ،عاشت ايران حالة من عدم الاستقرار السياسي وصل لحد التشكيك بشرعية…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
يعيش العراق حاله عدم الاستقرار السياسي منذ اكثر من عقد، وقد انعكس ذلك على الداخل العراقي وعلى علاقات العراق الخليجية والعربية والاقليمية، ورغم تحسن الوضع الامني وانعقاد القمة العربية في بغداد في نهاية شهر مارس 2012م ، الا ان الوضع الداخلي لا يزال متشنجا بسبب تجاهل الحكومة الحالية لمطالب السنة وكل من يختلف معها ، كما ان علاقات العراق تدهورت حتى مع سوريا بعد تفجيرات (اغسطس 2009م) وكذلك مع الجارة الشمالية تركيا كما ان اقليم كردستان يظل (دولة امر واقع) وحتى اشعار آخر . ولعل اخطر ما انتجه الاحتلال الامريكي للعراق وسقوط بغداد في التاسع من ابريل 2003م مرورا بتوقيع الاتفاقية الامنية مع امريكا في نوفمبر 2008م ، وانتهاء باكتمال الانسحاب الامريكي من العراق في ديسمبر 2011م ، هو تزايد النفوذ الايراني في العراق بل وسيطرته على القرار السياسي، ولم يعد الحديث يدور حول التغلغل إلايراني في العراق أو عدمه بل انتقل إلى البحث عن تقدير حجم هذا الامتداد ومدى تأثيره السلبي ليس فقط على الأوضاع العراقية بل وعلى دول الجوار، وسط صمت امريكي وممارسة سياسة (غض الطرف) والاعتراف احيانا بزخم هذا الدور وحقيقة اختراقه للداخل العراقي خاصة وان الأهداف الاستراتيجية التي تتوخى إيران تحقيقها في العراق كثيرة وبالتالي فإن «استقرار العراق قد لا يخدم المصالح الإيرانية بالضرورة». وبعد انتشار…
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
لم تنتظر ايران كثيرا لاستغلال الفرصة التاريخية التى سنحت بعد الربيع التونسي لتوثيق علاقاتها مع تونس الجديدة ففي اقل من عامين نجحت ايران في توقيع 16 اتفاقية اقتصادية وثقافية وفنية وتعليمية وإعلامية، واستضافت اسبوعا ثقافيا في طهران ، بل وأصدرت في 6 فبراير 2013م قرارا من جانب واحد يقضي بإلغاء التأشيرات عن التوانسة الراغبين في زيارة ايران . كانت الزيارة الأهم في 24 فبراير 2012م حيث قام وزير الخارجية الايراني علي صالحي بزيارة تونس والتقى بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية التونسي وحرص على لقاء الشيخ راشد الغنوشي ،واصفا علاقات ايران مع السلطات الجديدة في تونس بأنها "على أحسن ما يرام" داعيا إلى "رفع مستوى المبادلات التجارية والاقتصادية" بين البلدين وفي لقائه مع وزﯾر التجارة والصناعات التقليدية التونسي آنذاك البشير الزعفوري أكد صالحي " ان الحكومة الايرانية منحت المستثمرين الايرانيين في تونس تمويلا ائتمانيا بمبلغ 100 مليون يوريو لتشجيعهم على الاستثمار في قطاع الفوسفات التونسية". ولم توفر ايران استخدام "دبلوماسية السينما" لتوثيق العلاقات مع الشعب التونسي ، حيث افتتح الوزير الايراني بحضور نظيره التونسي " اسبوع السينما الايرانية" وسط اقبال جيد من الشعب التونسي . كما لم تنتظر ايران كثيرا لاستغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها تونس ولو على حساب احراجها دوليا ففي 19/7/2012م قام وزير الصناعة…
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
يمكن القول ان إيران كانت اكثر الدول اهتماما بالثورة التونسية وسرعة سقوط الرئيس التونسي في 14 يناير 2011م وذلك لعده أسباب موضوعية وذاتية أهمها ان الثورة التونسية فتحت عدة ابواب امام ايران بدلا من الباب الواحد السابق والذي كان يتمثل في الباب الرسمي. كما ان احد اسباب الابتهاج الايراني هو ان السياسة الإيرانية ومنذ 1979م جعلت مبدأ تصدير الثورة هدفا حيويا ومصيريا سواء على البعد العقائدي أو البعد المتعلق بمصلحة النظام ووضع له إستراتيجية خاصة لها ، وسياسات تستند إلى امكانات وطاقات لتنفيذها ،وبالتالي أصبح تصدير الثورة وسيلة وغاية لكسب المناصرين لإيران ومواجهة التحديات الخارجية وإضفاء الشرعية عليها ، فطالما آمنت إيران بأن حدود الدولة الإسلامية تتجاوز حدودها السياسية كدولة قومية. كان اول موقف رسمي تجاه الاحداث في تونس تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بقوله «ما يهمّنا جميعا هو تحقّق إرادة الشعب التونسي في أحسن الظروف على اعتبار أنّ تونس يمكنها أن تؤدّي دورا هاما في العالم الإسلامي مستقبلا» تلاه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتعليقه « اسقط الشعب التونسي الديكتاتورية بشعارات إسلامية مطالبة بالعدالة « ، وفي 4 من فبراير 2011، قال مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية في خطبة الجمعة «إن المحرك الأساس للثورة التونسية هو إحساس الناس الشديد بالظلم وبالإهانة وليس ما يروّجه البعض انها تعود لأسباب اقتصاديه…
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
حتى قيام الشاب محمد بو يزيدي بحرق نفسه أمام مقر محافظة ( سيدي بو زيدي) التونسية في 17 ديسمبر 2010م لم يخطر في بال معظم صانعي ومنفذي السياسة الخارجية الإيرانية- أن تونس - وهي الدولة العربية الوحيدة التي استنسخت النموذج (العلماني –الاتاتوركي) منذ تحوّلها من مملكة لجمهورية عام 1957م - ستقود الدول العربية نحو موجة من الاحتجاجات الشعبية ستسقط العديد من الأنظمة العربية ،وقد تصل أثارها للحدود وحتى للداخل الإيراني . ففي العاشر من فبراير 1979م استقبلت تونس (المتحسِّسة من أيّ نظام يحمل صِفةً دينية )، الثورة الايرانية بنوع من القلق الشديد، ومما زاد من تخوف النظام التونسي هو زيادة نشاط حركة الاتجاه الإسلامي ثم إعلان إنشاء حركة النهضة الاسلامية في يناير 1981م ، حيث لم يخفِ الشيخ راشد الغنوشي اعجابه بالإمام الخميني ،حيث يقول الغنوشي: «لقد جاءت الثورة الخُمينيَّة في وقت مهم جداً بالنسبة إلينا، إذ كنا بصدد التمرد على الفكر الإسلامي التقليدي الوافد من المشرق.. فجاءت الثورة الإيرانية لتعطينا بعض المقولات الإسلامية التي مكنتنا من أسلمة بعض المفاهيم الاجتماعية اليسارية.. فلما جاءت الثورة الخمينية علمتنا درساً آخر من الكتاب العزيز لخّصته هذه الآية من سورة القصص (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونُمكِّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
« الذهاب إلى طهران: لماذا يجب على الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم مع الجمهورية الإسلامية الايرانية « اسم احدث كتاب امريكي صدر في بداية يناير 2013م ، وفيه يتحدث فلينت وهيلارى ليفريت الخبيران الأمريكيان بشؤون الشرق الأوسط والمحللان السابقان بإدارة كل من الرئيسين بوش وكلينتون بوضوح حول أهمية تحسين العلاقات الامريكية الايرانية ، بل والذهاب الى ان السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة ستدفعها نحو خوض غمار حرب خاسرة مع إيران ، مما قد يتسبب في تدمير وضع أمريكا كقوة عظمى؛ خاصة مع تصدر الضجة اليومية المشهد السياسي والدبلوماسي المتوتر ما بين واشنطن وطهران والدفع نحو ضرورة استعراض القوة والنفوذ الأمريكي ،والذي وإن لم يتم تحجيمه ستكمل أمريكا مسيرة أكثر من ثلاثين عاماً من فشل إستراتيجيتها في التعامل مع ايران ؛ وستؤدي إلى الدخول في غمار حرب غير مأمونة العواقب مع إيران؛ وهو ما سيتسبب باضعافها كقوة عظمى وحيدة لصالح قوى أخرى ستظهر على الساحة السياسية والاقتصادية كالصين وروسيا. ويوصى المؤلفان صانعي الدبلوماسية الأمريكية بتغيير إستراتيجيتها مع إيران -كما فعل نيكسون من قبل من خلال الذهاب إلى بكين وإعادة تنظيم العلاقات مع الصين والذي وُصف آنذاك بأنه ثورة في السياسة الخارجية الأمريكية- ويذهب مؤلفا الكتاب الى التأكيد على عدم صدقية الدفع بأن النظام السياسي الإيراني على وشك الانهيار؛ بل العكس من…