الأحد ٠١ أبريل ٢٠١٨
سلّة ضخمة متنوعة من المشاريع والبرامج والاتفاقات حملتها جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، جمعت بين السياسي والعسكري والاقتصادي، وفي كل منها جهد دؤوب وآمال كبار. القيادة السعودية تبني وعينها على المستقبل بإصرار، والمهمة بل والمسؤولية الوطنية على كبار التنفيذين الذين سيعملون ويشاركون في إدارة هذه المشاريع والبرامج تحتم عليهم بذل الجهد لتحقيق أكبر استفادة ممكنة تزرع في الوطن، من توطين التقنية إلى توطين الخبرات فيها بالتدريب المستمر، والمجالات واسعة، كما أن الشباب السعودي الذي يطلب العمل الآن يتوافر في شريحة كبيرة منه التأهيل العلمي الذي تحتاجه مثل هذه المشاريع. ولم يكن مستغربا أن يزيد نظام الملالي من استخدام ميليشياته الإرهابية الحوثية بإطلاق صواريخ هي الأكثر عدد في فترة قصيرة، فهو لا شك قلق ومترقب مما يتم بناؤه في السعودية وما سينتج من جولة ولي العهد، ويحاول جاهداً التأثير والتشويش عليه. وكما أن هناك يدا تبني فهناك يد تحمي، جنودنا على الحدود وفي الجو يقومون بواجباتهم بمشاركة من الأشقاء في التحالف والجيش الوطني اليمني. نظام الملالي في إيران يعلن في كل اعتداء أنه «بؤرة الإرهاب» في المنطقة و«مفرختها»، وأن هذا النظام لا يستطيع الاستمرار في ظل الاستقرار والسلام، فهو نظام يقوم على الهدم وتجنيد الميليشيات الطائفية، طهران تهرب من استحقاقاتها الداخلية بتصدير الأزمات، وهذه المظاهرات التي…
الخميس ١١ يناير ٢٠١٨
نُشر خبر قبل أيام لم يأخذ حقه من الاهتمام، ويقول إن المحكمة الجزائية في الرياض ستبدأ خلال الأيام المقبلة محاكمة التوأمين الداعشيين اللذين أقدما على قتل والدتهما وأصابا والدهما وشقيقهما، في حي الحمراء في مدينة الرياض في شهر رمضان الماضي. والجريمة التي صدمت المجتمع السعودي لم تكن الوحيدة من نوعها، والمشكلة أن الإعلام المحلي يهتم بالحدث الآني من دون اهتمام بمتابعة تطوراته، خصوصاً في قضية هي في غاية الأهمية والحساسية مثل هذه القضية المؤلمة. إن متابعة هذه المحاكمة والغوص في تفاصيل المسببات، ومعرفة من أثر وكيف أثر في هذين الشابين (20 عاماً)، ضرورة ليعلم المجتمع عن مصادر الخطر الذي غرر ببعض الشباب ليرتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة. فالأم- رحمها الله- ورحمةً بابنيها عندما علمت بنيّتهما السفر والانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، هددتهما بإبلاغ الشرطة، فاقترف التوأمان الجريمة. ما يجب عدم التهاون به أن الذي صنع تنظيم «داعش» ومكّنه من التأثير، يستطيع بل ويتوقع أن يصنع مثلها بأسماء أخرى، ومعلوم أن «داعش» الإرهابي صناعة استخباراتية استغلت شعارات دينية براقة ومؤثرة على السذج وصغار السن، وطار بها البعض حتى روجوا لها. وكما فعلت «القاعدة» التي تحولت «جبهة نصرة» ثم تلوّنت باسم جديد، كانت النتيجة أن شباباً من مجتمعنا وقعوا في الفخ وتحولوا أعداءً وقتلة لأقاربهم وتهديد لوطنهم ومجتمعهم. ونشاهد الآن النتائج في…
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨
الدعم الذي وفرته القرارات الملكية الأخيرة، سيخفف من أثر ضغوط تكاليف المعيشة على المواطن، بعد رفع أسعار الوقود، وضريبة القيمة المضافة، فمن تحمل الدولة الضريبة في التعليم الأهلي، والقطاع الصحي الخاص عن المواطن، إلى عودة صرف العلاوة السنوية للموظفين، ومبالغ مقطوعة للعسكريين والمدنيين والمتقاعدين. وفرض ضريبة القيمة المضافة على التعليم الأهلي والقطاع الصحي الخاص كان مستغرباً إلا أن وزير المالية أجاب عن السبب بقوله إن «المؤسسات الدولية» توصي بعدم استثناء قطاع تلافياً لحدوث تشوهات اقتصادية في التطبيق، حسب ما فهمت من حديثه التلفزيوني مع الصديق المتألق خالد مدخلي، واعتقد أن توصيات المؤسسات الدولية ليست كلاماً منزلاً، فيمكن أن نختار منها ما يناسبنا ونترك ما تم تجربته في بلدان أخرى، وثبت أثره السلبي. لذلك فإن استمرار مراجعة القرارات والتأكد من آثارها الإيجابية لتعظيمها، وآثارها السلبية لتلافيها، ضرورة في هذه المرحلة أكثر من غيرها. بقي على المستهلك، ما ليس منه مفر، أي ضرورة الترشيد في مصروفاته كلما أمكن ذلك بتنظيمها، فلا تشتري إلا ما تحتاج إليه فعلاً ولا تغرك العروض والإعلانات، وهي ليست بالمهمة السهلة بعد تعود طويل على نمط الاستهلاك العالي، و«اصرف ما في الجيب يأتي ما في الغيب»، وبالنسبة للعاطلين عن العمل لا تنتظر وظيفة، فالانتظار مقتلة للهمة والأمل، وإذا حاولت المبادرة بعمل، ولو رأيته بسيطاً، ربما تكتشف لاحقاً ما…
الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧
هناك موظفون كرام سواء في القطاع الحكومي أم القطاع الخاص قاوموا الفساد أو حاولوا مقاومته كل بحسب قدرته، لا شك في أن مثل هؤلاء قد دفعوا ثمناً كبيراً من صحتهم ومن فرصهم الوظيفية في الترقيات وغيرها وحتى من علاقاتهم الاجتماعية، وظيفياً التجميد كان أبسط الأساليب لإبعاد من لا ينضم إلى دائرة الفساد، أو بالتلذذ في الاستهداف الوظيفي، في مثل هذه البؤر ينظر إلى النزاهة كمرض يُتخوف من عدواه، وليس هناك أصعب على الموظف النزيه من العمل وسط بؤرة فساد، خصوصاً حينما يكون رئيس الدائرة أو الجهاز الحكومي جزءاً من هذا الفساد بالخفاء طبعاً، لا شك في أن مثله يختنق كل يوم. لكن الإجراءات العملية والكبيرة التي اتخذتها اللجنة العليا لمكافحة الفساد قلبت الصورة، وأعادت للنزاهة الوظيفية صورتها الناصعة، التي هي في المفترض السلوك الطبيعي للموظف رجلاً كان أو امرأة يعمل في القطاع العام أو الخاص، لكنه سلوك لا يحفظه سوى القوانين، فلا توعية ولا وعظ سيحقق نتيجة تذكر. في زمن مضى، كان النزيه يتحدث - إذا تحدث - بصوت هامس عما يجري في عمله من خروقات للأنظمة، وتلاعب فيها، وبحث عن ثغرات للنفاذ منها إلى الثراء غير المشروع، كان الهمس أو الصمت هو السبيل لاتِّقاء الضرر المحتمل، الآن تغيَّرت الصورة، وإن احتاجت إلى وقت وقدوات لتترسَّخ، مع ضرورة استمرار جهود…
السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦
غاب وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه وحضر نائبه، فيما شاركه اللقاء وزيرا المالية والخدمة المدنية في الحلقة المسجلة من برنامج «الثامنة» مع داود الشريان بعد صمت طويل وضغوط شديدة من الرأي العام. وظهرت حقيقة ما تردد منذ مدة في الكواليس أن وزارة المالية لم تعد تلك الوزارة المهيمنة على الأجهزة الحكومية، حينما كان الوزراء يخطبون ود موظفيها من الوزير إلى أصغر موظف. التساؤل عن غياب وزير الاقتصاد والتخطيط له أسبابه الموضوعية، فالمهندس عادل فقيه صاحب مشروع بدأه في وزارة العمل حينما كان وزيراً لها أيام الطفرة المالية، وحينها تسيّد المشهد الاقتصاد الحكومي في السعودية ببرامجي «حافز» و«نطاقات»، إذ سلّم الاستشاري ومستشاريه زمام الأمور واقتنع بالاستمتاع بالرحلة، وهو ما يحدث - مع اختلاف تفاصيل هنا وهناك - في ما نعيشه الآن من تطبيقات «تنويع» مصادر الدخل. وزارة المالية فرّطت في فرص ذهبية خلال سنوات طويلة «ما بين عجز وفائض»، إذ لم تصلح أوضاعها الإدارية الداخلية وسياسات تعاملها في الصرف والمحاسبة مع الأجهزة الحكومية وكان الاقتصاد مربوطاً بها، وحين تم فصله عن المالية تمنعت من التطبيق لسنوات. وتبيّن من اللقاء «الفضائي» أن وزارة الاقتصاد والتخطيط هي صاحبة الصوت العالي على مجمل الأجهزة الحكومية، بل جرت «محاكمة» غير مباشرة بين نائب وزير ووزير من الدفعة الجديدة ضد مرحلة مثّلها وزير من الجيل القديم…
الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٦
منعت حكومة طهران الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج لهذا العام 1437هـ، والسبب أنها ترفض الالتزام بأنظمة تلتزم بها مجتمعة كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي يفد منها الحجاج كل عام إلى المشاعر المقدسة، وكون السلطات الإيرانية هي الوحيدة التي ترفض الالتزام وتسعى جاهدة إلى تسييس الحج واستغلال الحشود، بدس عناصر الاستخبارات والمرتزقة لإثارة الشغب والقلاقل. هذا لم يمنع السلطات السعودية من السماح لحجاج إيرانيين قادمين من دول أخرى بالحج لهذا العام، بل سهلت لهم سبل الوصول وأعلنت ذلك في وقت باكر، ولا شك في أن هذا الإجراء من السلطات السعودية أزعج طهران، فها هم الإيرانيون يرون مواطنيهم ممن هم خارج سلطات خامنئي ينعمون بقضاء فرضهم وزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة. شعور السلطات الإيرانية بأنها في عزلة إسلامية هو ما دعا مرشدها الطائفي خامنئي إلى «الشوشرة» على إدارة السعودية للحج، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تسعى فيها إيران الملالي إلى هذا الهدف، فهي إذا لم تستطع استخدام حشود حجاج إيرانيين سذّج، تقودهم عناصر من الحرس الثوري للشغب في الحج أو في المدينة المنورة، تلجأ إلى الدس والتدليس في وسائل الإعلام. وأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، ولقد تأخرنا كثيراً في طرح إرهاب السلطات الإيرانية في مواسم الحج كل عام على العالم الإسلامي، على رغم أن ذلك ممكن منذ…
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
أبت أغنية طلال مداح - رحمه الله وغفر لنا وله - إلا أن تحضر مع خبر لصحيفة «الاقتصادية»، حضرت مع تحوير، فهي في الأصل «عندك أمل عندك، محتاج أمل عندك»، لكن الأمل تحول إلى «خلل» بعد التعديل، وكأنه الصورة الطبيعية بين النظرية والتطبيق أو بين ما يعلن ويسوّق للجمهور مع زفة إعلامية وما يحدث على الأرض. «الاقتصادية» نشرت عن تقرير لجنة ضمت ديوان المراقبة العامة والمباحث الإدارية وهيئة الاستثمار، خلص إلى «لاحظ ديوان المراقبة العامة عند مراجعته الحسابات الختامية، احتفاظ الهيئة العامة للاستثمار بإيرادات مركز التنافسية التابع لها، والمتمثلة في المقابل المالي للخدمات المقدمة للمستثمرين في حساب خاص خارج سجلات الهيئة، ويتم الصرف من هذا الحساب من دون التقيّد باللائحة المالية التي تحكم عمل الهيئة. كما تم رصد قيام الهيئة بصرف بدلات لموظفيها في الخارج من دون (سند نظامي)، وبدل سكن نقدي يتجاوز راتب ثلاثة أشهر مخالفة للائحة تنظيم العمل في الهيئة، وتجاوز رواتب بعض من تعاقدت معهم سلّم رواتبها المعتمد». انتهى الاقتباس من الصحيفة، وهو غيض من فيض، وما اكتشفه ديوان المراقبة ليس جديداً على المراقب والمتابع، هو معلوم، وسبق وكُتِب عنه في الصحف في وقته، وكان للهيئة الريادة في فتح الباب لهذه «التجاوزات» أو «المخالفات» أو الخلل، فهي كما ترى كلمات لطيفة أقصاها يصنف مثل المخالفة... المرورية! لكن…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
< قرأت تغريدات في موقع «تويتر» للدكتور عبدالله النفيسي المفكر الكويتي المعروف فيها تراجعات أو مراجعات عن أفكار - تخص الصراعات في المنطقتين العربية والإسلامية - اجتهد في الدعوة إليها أو تحليلات سبق أن صرح بها، ثم وجد بعد التأمل خطأ استنتاجاته، ورأى أنه كما قال نصاً: «مع تقدم السن والتجربة يدرك الإنسان ما لم يكن يدركه أيام شبابه وعنفوانه. ومراجعة الأفكار والقناعات وتقليبها أمر عادي بل صحي ولا مفر منه». موضحاً دافع المراجعة بقوله: «هل أدركت ذلك (متأخراً)؟ لا أدري، لكن رأيت أن من الأمانة أن أبوح بذلك للشباب حتى لا يخوضوا في بحار كدنا نغرق فيها لولا أن الله سلم ولطف». ماذا أدرك الدكتور النفيسي؟ سأرتب تغريداته لأهميتها بحسب التسلسل المنشور على صفحته في «تويتر». 1- «أدركت الآن كمثال أن (التعايش) مع بعض الأوضاع أمر لا مفر منه، وأن (المفاصلة) ضرب من ضروب المواجهة غير المتكافئة والتي تقود حتماً إلى الهزيمة». 2- وأدركت الآن أننا نعيش في ظل (نظام دولي) يحكم السيطرة عبر أذرعه الأربعة (احتكار السلاح، احتكار الخامات، احتكار الشرعية، احتكار الإعلام). 3- وأدركت الآن أن (المواجهة) مع (النظام الدولي) غير متكافئة، وتقود إلى الهزيمة . وأن (التعايش) معه و(التفاوض) معه ربما هو (المخرج) الوحيد». 4- وأدركت الآن أن على المرء أن يستوحي دروسه ومراجعاته الفكرية من…
الخميس ٠٧ يوليو ٢٠١٦
«يمكنك أن تسافر جواً، وستصل حقيبتك لاحقاً»! هذه طريقة جديدة في السفر، هي حاصل الرؤية الجديدة لإدارة المطارات والخطوط السعودية! لكن هناك تجربة أكثر نجاحاً غفلنا عنها، على رغم أنها استطاعت التعامل مع واقع «الكركبة» التي لا بد أن تحدث لدينا بشكل متكرر، هذه التجربة تتلخص في الاستفادة من تجربة العمالة في «النفاذ» الإداري، والخدمة «الشاملة»، ليس من مكتب واحد أو نافذة واحدة، بل من خلال شخص واحد، يمكنك من خلال عامل في المطار أن تريح رأسك فـ«تدفع له رسوم الصداع» ليقوم بإكمال المهمة بعيداً عن وجع الرأس، ولا علاقة لك بالآخرين من المزدحمين في الطابور، لأن اتباعك للنظام يعرضك لأمراض نفسية، وخصوصاً أن «سيورك» النفسية لا تختلف عن سيور المطار المثقلة منذ عقود بكثير من الحقائب والصناديق والعلب، مغلفة ومن دون تغليف. لذلك اقترح أن يتم التعاقد مع مكينزي، أو أية شركة استشارات إدارية أخرى من «المشهود لها عالمياً بالإقناع» لاستيعاب هذه التجربة ثم تفصيلها على مقاس إدارة المطارات والرحلات الجوية والبرية، فتجري الشركة الإدارية لقاءات شفافة مع عمالة المطار، وكلما كان العامل قديماً في العمل كان أكثر أهمية في اكتشاف مخزون التجربة «الإدارية»، وبعد هذه الخطوة يتم تفصيل برنامج «السيور الذكية»، ولا مانع من وضع فئات لكل سير، «ألماسي وذهبي وبرونزي». خبرة العمالة المكتسبة من «إدارتنا» أو أسلوبنا…
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠١٦
لتأخذ «نزاهة» (هيئة مكافحة الفساد) قضية مطار الملك خالد «الدولي» حالاً عملية، للتحقيق العميق في أسباب تكرار مشكلات الفوضى والازدحام في المواسم، وغير المواسم أيضاً، لكنها في المواسم تتضخم وتبعث رسائل إنذار لمن يريد التطوير. وبحسب القريبين من عمل الطيران، فإن سيور المطار والرحلات الإضافية ليست إلا شماعة، أو لنقل: نتيجة لواقع موجود أساساً. وسبب توجيه المقالة إلى «نزاهة» أنني لا أرى فائدة من توجيهها؛ لا إلى هيئة الطيران المدني ولا إلى الخطوط السعودية. كان لدى هيئة الطيران المدني مدير لمطار الملك خالد أبدى كثيرون إعجابهم بعمله، وشاهدنا أن هناك تغييرات في أسلوب العمل، ثم - قبل أشهر - استقال ولم يُعرف السبب، فهل هذا من أسباب ما حدث؟ لا نعلم في الحقيقة! لكن الاستقرار الإداري ضرورة، ولدى الخطوط السعودية سجل من الإخفاقات، ولو كانت إدارتها تملك الإرادة للتغيير لقامت بذلك، لكن هذا لم يحدث، ولا يُتوقع حدوثه، والتوقع لأن تكرار الإخفاقات لا ينتج منه إلا مزيد من الأعذار. وكان من أسباب الفشل في إدارة المطار وكثير من المطارات تعدد الإدارات وعدم وجود جهة مرجعية واحدة، هذا السبب نظري، وهو ما نستنتجه دائماً حينما نسأل جهة عن حال ما، فيقال لنا: إن السبب هو الجهة الأخرى، ولا يتطوع أحد لقول ذلك إلا بعد وعود وتحريص بعدم ذكر المصدر. القصة إدارية…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠١٦
هذه طرفة واقعية تخبر عن أحوال وزارة النقل وإشرافها على خدمات سيارات الأجرة من طريق شركات التوجيه، كريم وأوبر وغيرهما، والقصة ذكرها لي صديق، إذ تلقى اتصالاً من شخص لا يعرفه يسأله هل وجدتم المفتاح؟ فردّ مستغرباً أي مفتاح؟ فرد المتصل: المفتاح الذي فقدته في السيارة. وكي لا أطيل عليكم اكتشف الصديق أن سائقه سجّل سيارة العائلة لدى إحدى شركات توجيه السيارات، ويستخدمها كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً. ساخراً اقترح الصديق أن يقوم كل مواطن بتسجيل سيارته التي يقودها سائق في الشركات، كي لا يتمكن السائق من تسجيلها وبالتالي استخدامها. الموقف الثاني ما رواه صديق آخر أنه استخدم واحدة من هذه السيارات، فوجد لدى السائق هاتفين، واحداً لـ «كريم» والثاني لـ «أوبر». أما الثالثة فهي من اتصال أخبرني فيه أحد المتقاعدين بأنه ذهب للتوظف في إحدى°° من هذه الشركات، ووجد أن الوافدين مسيطرون على إداراتها، وهم من يقبل أو يرفض هذا الطلب أو ذاك، بحيث يمكن لأي سائق معه سيارة أن يدخل ضمن الخدمة إذا كان له في الجماعة ابن عم. والصورة مشوّشة وغامضة عن الشروط اللازمة لهذه الخدمة، مع ما فيها من جوانب أمنية واجتماعية، وقبول السائق والسيارة إلى آخر ما يفترض أن يكون، وهو أمر اعتدناه من وزارة النقل قبل حمل «الطيران المدني»، ومن الواضح أن الحمل سيجعل…
الأحد ٢٦ يونيو ٢٠١٦
< جريمة التوأمين البشعة في الرياض أعادت الاهتمام الإعلامي بالتصدي للفكر الـ«داعشي» إلى الصدارة، ونحن نعيد ونكرر كلامنا نفسه مع كل جريمة جديدة، ولا يظهر لنا فعل ممنهج واضح المعالم للتصدي لأساليب وقدرات الغزو، الذي استطاع العشعشة في أذهان مراهقين أو شبان صغار ليقترفوا مثل هذه الجريمة البشعة في شهر رمضان المبارك. بحسب تصريحات اللواء منصور التركي لقناة الإخبارية يوم الجمعة الماضي، فإن المجرمين متأثران بالفكر الـ«داعشي»، لكن لم يثبت من التحقيقات الأولية صلتهما المباشرة بالتنظيم. ولاشك في أن لدى وزارة الداخلية من المعلومات عن أمثال هؤلاء المجرمين الكثير المفيد في البحث في الروابط المشتركة والخلفيات المؤثرة، التي جعلت منهم أهدافاً سهلة، لماذا هذه الهشاشة الفكرية؟ وما هي أسبابها؟ وكيف نستطيع وضع الحلول المناسبة لها؟ من المؤكد أنه لا سبب وحيداً، وإنما جملة أسباب لهذه الهشاشة الفكرية، وهذا ما يجب العمل على البحث فيه، ومن هنا الوعظ التقليدي لن يحقق نتيجة مرضية. وللأسرة والوالدين قيمة أخلاقية كبيرة في الدين والتقاليد لدى المجتمع السعودي وضربها بمثل هذه الجرائم - بلا شك - هدف لعدو متوحش، يذكر في كتابهم «إدارة التوحش»، الذي سبق أن روجوا له، وشاهدنا آثاره بقطع الرؤوس وحرق الأحياء. من دون معلومات مفصلة ودقيقة يستنبط منها الاختصاصيون المفيد لا يمكن التصدي الناجع لمثل هذه الجرائم، والتحصين ضدها، بل إن…