الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
لم يعرف القرن الواحد والعشرون تنظيماً سياسياً دولياً إجرامباً مثل «تنظيم الحمدين» الذي استطاع خلال عقدين من الزمن أن يدعم الإرهاب، وينشر الفوضى، ويثير الفتن، ويحارب بماله لقتل الأبرياء وتشريدهم، وتغيير أنظمة، وبناء تحالفات إقليمية، وإعادة مطامع إمبراطورية قديمة، واستحداث جغرافيا سياسية للمنطقة، ورسم خارطتها على طاولة الأماني والأحلام. هذا التنظيم استغل العدو والصديق والقريب والبعيد لتنفيذ أجنداته، وتعامل مع المتناقضات مع وضد في وقت واحد لتحقيق مصالحه التي لم تدم على حال، واحتضن جماعة الإخوان لتكون ذراعاً لتحركاته، وناطقاً بأفكاره، ومحرضاً على سلوكه، وهي الجماعة التي لا تزال تدين له بالولاء والسمع والطاعة أكثر من مرشدها، وتعكس في منابر الدوحة الإعلامية وسفاراتها في الخارج توجهات حمد الأب وليس تميم الابن، وهو ما يثبت أن صلاحية التنظيم لم تنته بعد رغم الضربة القاسية التي تلقاها من الدول الرباعية لمكافحة الإرهاب. كل ما أريد الوصول إليه هنا؛ أن النظام القطري يسعى إلى تحويل أزمته الحالية من صراع سياسي بين دول تقاطعه إلى صراع ديني بين هذه الدول وجماعة الإخوان المسلمين، وهو التكتيك الأخطر في عمر الأزمة وأكثرها سخونة أن يكون التركيز على الجزء وتجاهل الكل، أو أن يكون البديل في المواجهة تنظيماً إرهابياً وليس دولة تدعم الإرهاب ككل، والدليل أن جماعة الإخوان تدافع عن قطر أكثر من القطريين أنفسهم، وفي محتوى…
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٨
فرق كبير بين الإعلام الرسمي الذي يحكمه المصدر والوسيلة في بناء الرسالة وتوجيهها ونشرها، وبين الإعلام الوطني الذي يحتكم إلى المشاركة المجتمعية في مهمة ترميم المفاهيم، والتصدي لمظاهر الاختراق، وتعزيز الثقة في السلطة التنفيذية ورموزها، وفي كلا الإعلامين تبادل للأدوار على أساس المعلومة من مصدرها، ثم توظيفها جماهيرياً في سياقات إعلامية وطنية تخدم المجموع، وتعكس مكانة المجتمع ومؤسساته، وتحد من أي تناقضات محتملة. الإعلام الوطني الذي تبلور كمفهوم يرى فيه بعض الباحثين أن أمامه مشواراً طويلاً نسبياً في استقلالية دوره الوظيفي الذي يؤديه مجتمعياً، وتنقيته من أي مصالح تشكك في نزاهته، أو استخدام لغة التضخيم في التعبير عن أشخاص على حساب مؤسسات، أو حتى تجاوزات في الحكم بلا تقييم موضوعي، وهذا الالتباس أوجد لدى هؤلاء الباحثين حساسية من كلمة وطني واستبدالها بإعلام الخدمات العامة الذي يسوق إيجابية العمل الحكومي على أساس التقييم والمشاركة معاً. والحقيقة أن الإعلام الوطني يكتسب أهميته من مصطلحه، ويمثل قيمة وطنية ومهنية في التعبير عن دوره، فلا تعارض بين المصطلح والدور عند تحقيق المصلحة العليا للوطن في أمنه واستقراره ووحدته، وسلامة نظامه، والولاء لقيادته، والانتماء لأرضه، وتعزيز التعاون والتكامل بين أبنائه، ومواصلة العمل في تنميته وازدهاره، وهذه المرتكزات الوطنية الخالصة هي ما يقوم عليها الإعلام الوطني بوسائله وحساباته العامة والشخصية، وبالتالي الجميع يتشارك في مهمة وطنية…
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٨
يعود المعلم اليوم إلى مدرسته بعد إجازة طويلة نسبياً، ويتهيأ لموسم دراسي جديد، ويشارك إدارة المدرسة في تفاصيل التحضير لاستقبال الطلاب الأسبوع المقبل، ويبدأ إعداد أوراقه، ووسائله، وجدوله اليومي، واكتمال نصابه، وهكذا اعتاد من عام إلى آخر، من دون أن يشعر أن هناك شيئاً مختلفاً، أو يستحق التغيير على مستوى الممارسة الوظيفية، إلاّ من استجد عليه من زملائه المدرسين المنقولين أو المعينين حديثاً، أو ربما قائد جديد للمدرسة، ولكن البيئة المدرسية هي على حالها غالباً. الحالة النفسية للمعلم أو المعلمة مهمة جداً، ومثل ما نحضّر للعام الدراسي علينا أن نحضّر تلك النفسية التي تتحمّل اليوم فوق طاقتها، ونعيد إليها هيبتها ومكانتها، ليس داخل المدرسة فقط وإنما في المجتمع، ونتعامل معه كمربٍ، وموجه، وقدوة، وإنسان مؤهل لمهمة إعداد الأجيال، كذلك هذه النفسية بحاجة إلى من يرعاها، ويأخذ بيدها، ويلبي احتياجاتها، ويمنحها امتيازات مختلفة تنطلق معها نحو الرضا، والقبول، والتجديد الذي لا ينقطع فكراً وممارسة. مشكلة المعلم أنه موظف يمارس مهنة، فلا الوظيفة قدّمت له ما يريد في الجانب المادي، ولا المهنة منحته قيمة إضافية على مستوى المادة، وبالتالي أصبح كما هو موظف يأخذ أجره مثل أي معلم آخر يرى فيه أقل منه جهداً وتميزاً ويكون تقييمه مثل غيره، ويمارس في الوقت نفسه مهنة يعاني منها نفسياً؛ فهو قادر أن يبدع ولكنه…
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨
تعنت الحكومة القطرية بمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج، وتهديدهم بسحب جنسياتهم، وسجنهم؛ ينكسر أمام إرادة الشعب القطري الشقيق الذي يعي أن السياسة شيء، والدين شيء آخر، فلا يخلط الأوراق، ولا يسيّس الحج، ولا يكون أداة للضغط، أو المساومة، رغم أن إعلام قطر وعلى رأسه قناة الجزيرة لا يزال يناور في هامش بليد ومكشوف من إثارة الرأي العام في موسم الحج. الحجاج القطريون وصلوا إلى المشاعر المقدسة، وسيصلون تباعاً خلال الأيام المقبلة، رغم أن بلادهم حجبت الرابط الإلكتروني لتنظيم وصولهم، ولكن القرار السعودي الحكيم باستقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز وإنهاء كافة إجراءاتهم قطع الطريق على كل تلك المزايدات. القطريون الذين لا يتجاوز عددهم بضع مئات في موسم كل حج يجدون كل الرعاية والاهتمام مثل بقية الحجاج الذين يتوافدون من 180 جنسية لأداء الفريضة المقدسة، بل أكثر من ذلك تم تسهيل وصولهم مباشرة إلى المطار، ونقلهم إلى المشاعر المقدسة، وهم اليوم في بيت الله الحرام يمارسون شعائرهم الدينية، ويقفون مع إخوانهم السعوديين من دون تأزيم، أو إثارة؛ لأنهم يدركون أن ما تقوله دولتهم ويردده إعلام الجزيرة ليس له علاقة بالواقع. المملكة التي تنفق المليارات من الريالات على الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وتهيئ لقاصديها الراحة والأمان والطمأنينة، ولا تفرّق بين لون أو جنس أو عرق أو مذهب بين ضيوف الرحمن؛ لا تستحق…
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٨
تعتمد العقلية الجماهيرية في أي مجتمع على التصورات المشتركة بين أفراده فكراً وسلوكاً، وتمثّل الروح أو المادة التي يبنون عليها نظرتهم للواقع والمستقبل، وتعبّر في مجملها عن الضمير الجمعي الذي يتشكّل عبر الزمن في صورة تكامل وتوافق حول كل ما يستجد من مواقف وتوجهات وقضايا مثارة على أكثر من صعيد، ويخلص في النهاية إلى حالة تصالح مجتمعي بعيداً عن أي موجات للصراع، أو التأزيم، أو الوصاية. المجتمع السعودي ينخرط اليوم في عقلية جماهيرية للتعبير عن مصالحه، وتلبية احتياجاته، وتقرير مصيره، فلم يعد للتصورات الفردية مكان يستحق التنويه عنها بعد أن تراجعت النخب وقادة الرأي عن التمثيل المجتمعي بعد عقود من الزمن، وأصبح المجتمع في مهمة نوعية نحو بناء تصوراته الجديدة مع واقعه، وليس بحاجة إلى أفراد ينوبون عنه في التعبير والمشاركة. الأهم في بناء هذه العقلية الجماهيرية هو ثقة المجتمع بنظامه السياسي الذي أصبح يمارس دوره في ترميم المفاهيم، وتوجيه السلوك، وتعزيز الانتماء للكيان، وهو ما جعل هذه الثقة تتنامى وتتغذى من مصدر النظام وليس من أفراد، وانعكس تلقائياً على ردود الفعل التي أثبتت أن السعوديين على وعي تام بما تقوم به دولتهم، وقيادتهم، وليسوا بحاجة إلى وسيط بينهما؛ لأن ما يجمعهما مصير واحد، ووحدة راسخة، وإيمان عميق أن الوطن للجميع. الجانب الثاني في بناء العقلية الجماهيرية هو الحد من…
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨
قلنا مراراً إن إيران ستلجأ إلى الإرهاب كسلاح للمواجهة بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وستزداد وتيرته بعد فرض العقوبات الأميركية، وستتخذ من ميليشياتها المأجورة أداة للتنفيذ، وليس التهديد فقط، وكان آخرها الاعتداء الإيراني الحوثي على ناقلتي نفط سعوديتين في باب المندب، وإعلان المملكة تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر في المضيق إلى أن تصبح الملاحة فيه آمنة. الموقف السعودي المؤقت والمشروط هو رسالة للعالم للتحرك لحماية الممرات المائية الدولية لأغراض الملاحة والنقل والتجارة، وتأكيد على أن إيران تمثّل مصدر ذلك التهديد، إلى جانب أن المملكة ليست الوحيدة المعنية بذلك الاستهداف، بل العالم وأوروبا تحدياً سيتضرران من نقص الإمدادات، وارتفاع الأسعار، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته تجاه التصعيد الإيراني الخطير. المملكة رغم قرار التعليق لا تزال ملتزمة بحصتها اليومية في السوق، حيث تملك بدائل لتوفير الطلب، من خلال خط الأنابيب الضخم الذي يربط بين حقول الظهران على ساحل الخليج العربي إلى مدينة ينبع في البحر الأحمر، مما يغنيها عن المرور بمضيق باب المندب، رغم زيادة الوقت والتكلفة، ولكن يبقى أفضل الخيارات أماناً، بينما دول مثل الإمارات والكويت والعراق ستضطر إلى قطع ناقلاتها رحلة أطول عبر رأس الرجاء الصالح وصولاً إلى الأسواق الأوروبية. في الرابع من نوفمبر المقبل سيتوقف النفط الإيراني عن التصدير بفضل العقوبات الأميركية المقررة، والمملكة…
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٨
تزايدت العمليات الإرهابية في عدة دول منذ إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والسبب لم يعد خافياً، أو يقبل الشكوك، وهو أن إيران بدأت تحرّك خلاياها وجماعاتها الإرهابية لخلط الأوراق، واستنزاف المجهود الدولي، والإبقاء على الإرهاب مبرراً للنفوذ والهيمنة والتدخل في شؤون الآخرين. إيران تهدف إلى ضرب المصالح الأميركية في عدد من الدول العربية، والآسيوية، رداً على الانسحاب من الاتفاق، وتشتيت جهود واشنطن الإقليمية والدولية قبل أي تسويات سياسية مرتقبة، أو اتفاقيات تخرجها من المشهد وتعيدها إلى المربع الأول، حيث بدا واضحاً أن ورقة الإرهاب التي تلوح بها إيران كسلاح في المواجهة مع أميركا، ليست سوى انعكاس للأزمة التي تعيشها على أكثر من صعيد، ومحاولة فاشلة للهروب إلى الأمام قبل تطبيق العقوبات عليها في الرابع من نوفمبر المقبل، والأهم ما تسفر عنه مخرجات هلسنكي بين الرئيسين الأميركي والروسي في تحديد مصيرها للخروج من سورية. المخطط الإيراني في نشر الفوضى والطائفية مستمر، ولن يتوقف، وستحمل لنا الأيام والأسابيع، وليس الشهور أحداثاً إرهابية مدعومة من إيران في أكثر من مكان، وهو ما يتطلب جهداً دولياً في التصدي ليس على مستوى العمليات المتوقعة، ولكن الأهم على مستوى التعامل مع إيران الدولة والنظام، فالعقوبات وحدها لا تكفي مادامت إيران تقاتل خارج محيطها، وأذرعها تواصل تنفيذ أجنداتها بالنيابة عنها، والأخطر أن تمتد…
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨
أجمل ما في بيان وزارة الإعلام، أنه اختصر دافع «ويمبلدون» لاتهام السعودية بأنه ترديد لأكاذيب قناة الجزيرة، وطرح البيان سؤالاً عميقاً: كيف لبطولة دولية أن تحتكرها قناة يظهر فيها مَن يفتي بجواز العمليات الانتحارية وقتل رجال الأمن؟ التوظيف الإعلامي المضاد على صعيد المحتوى لا يستحق الرد غالباً إذا كان المصدر يتعمّد نشر الأخبار الكاذبة والملونة، والسبب أن المشكلة في المصدر وليست في المحتوى المنشور، وبالتالي أي محاولة رد على تلك الأخبار هي إضاعة للوقت والجهد، وتضخيم للوسيلة على حساب المحتوى، وأسوأ من ذلك أن تجعلها نداً في ممارسة غير متكافئة بين الحقيقة والكذب أولاً، والإيديولوجيا التي لا تريد الفصل بين الخبر والرأي ثانياً. من يتابع قناة الجزيرة يدرك حجم التوظيف الهائل للإساءة للسعودية؛ فالأقلام المأجورة، التي تنشر مقالاتها المسيئة عن السعودية بتمويل قطري، نجدها مباشرة في برنامج «مرآة الصحافة» تتصدر الأولوية، وتبدأ قراءة المقال بعبارة: قلل، أو شكك، أو انتقد الكاتب في صحيفة أوروبية غالباً سياسات أو مواقف أو توجهات السعودية، ويستمر الحال في برنامج «فوق السلطة»، الذي يكرّس جانباً من التناقض بين موقفين أو مقطعي فيديو لتحريض الجمهور على موقف ما، وهكذا البرامج الأخرى «ما وراء الخبر»، و»سيناريوهات» و»للقصة بقية»، فضلاً عن برنامج «ما خفي أعظم»، ونشرات الأخبار بكل تأكيد. هذا الكم الهائل من البرامج الموجهة للإساءة إلى السعودية…
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨
من يتابع محتوى الإعلام المضاد تجاه المملكة يجد أن التركيز على ردة فعل الجمهور، وليس على توعية الجمهور، وبالتالي علينا أن ندرك الفارق بينهما أولاً، ثم نعيد ترميم العلاقة بين الجمهور والسلطة التنفيذية على أساس من الثقة التي هي أساس الشراكة بينهما مارست السلطة التنفيذية في المملكة منذ عقود طويلة مهمة توعية الجمهور تجاه كثير من القضايا والظواهر المثارة على أكثر من صعيد، ونجحت إلى حد كبير في ترجمة تلك الجهود إلى منصة وعي ينطلق منه المجتمع في مراحل التقييم والتقدير والمراجعة والتدقيق قبل اتخاذ أي قرار، أو ممارسة أي سلوك خاطئ. وتواصل الجهات الحكومية مهمة التوعية في أكثر من مجال، حيث تتكأ على أنظمة ولوائح وتعاميم لضبط السلوك، حيث يمثل جانب التوعية أحد أهم واجباتها تجاه الجمهور، واستثمرت في ذلك وسائل الاتصال الحديثة لتطوير محتوى رسالتها الإعلامية، وسرعة تعميمها، وانتشارها، والتفاعل مع ردود الفعل تجاهها. اليوم برز في المجتمع السعودي توجهاً جديداً يفرّق بين توعية الجمهور والوعي بردة فعل الجمهور من القضايا المثارة، وهو ما يعني أن الجمهور لم يعد سلبياً في تلقي الرسالة الإعلامية، أو تابعاً لها، وإنما أصبح بما يملكه من وسائل اتصال واعياً وفاعلاً في استيعاب محتواها، ومؤثراً في الرد عليها، أو بمعنى آخر أكثر عمقاً ووضوحاً لم يعد الجمهور ينقصه الوعي على الأقل بالقدر الذي…
الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨
نكرر دائماً أن السلطة الخامسة للجماهير تشكّل عامل ضغط على صانع القرار في أي مجتمع، وتؤثّر إلى درجة التشويش على توجهاته ومواقفه، وتصل أحياناً إلى أزمة يتوقعها ولكن لم يتهيأ لها بالقدر الذي يناسب حجمها، وسرعة انتشارها، والفاعلين فيها، فضلاً عن استغلالها من قبل الإعلام المضاد الذي يتحيّن الفرص لتأزيم ردود الفعل عليها. فاتورة الكهرباء التي أثارت كثيراً من المشتركين، وخرجوا إلى فضاء شبكات التواصل الاجتماعي للتنفيس عن آرائهم، والتعبير عنها بكثير من الصدمة والدهشة للأرقام التي وصلت إليها، وزاد عليها المقارنة بين شهر وآخر، أو بين إقامة وسفر، أو ترشيد وإنفاق؛ كل ذلك اضطرت معه شركة الكهرباء أن تخرج إلى الجمهور ببيان صحافي توضح فيه سبب ارتفاع الفاتورة لعاملي الطقس والتعرفة الجديدة. لا نقاش أن البيان قال الحقيقة، وهي فعلاً لا تتحمل قراراً سيادياً برفع التعرفة الذي قابله دعم حكومي من خلال حساب الموطن وبدل الغلاء لمواجهة الزيادة المحتملة، وليس لها حول ولا قوة في طقس حار يتطلب أن يكون التكييف حلاً مكلفاً بنسبة 70 % من قيمة الفاتورة، ولكن هل كان البيان كافياً؟. قبل أن نجيب علينا أن نقر بأن شركة الكهرباء وجهازها التنفيذي حقق نجاحات كبيرة في مواكبة الطلب المتنامي على الخدمة الكهربائية في السعودية؛ بنسبة تزيد على (6,7 %) سنوياً، وخدمة (8,8 ملايين مشترك) في أكثر…
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨
الإعلام المضاد الذي تواجهه المملكة على أكثر من صعيد سياسي وأمني واقتصادي وعسكري، وحتى رياضي، لم يعد التصدي له من طرف الحكومة فقط، وإنما أصبح المواطن شريكاً في ذلك، وكل المؤشرات في شبكات التواصل الاجتماعي تحديداً تظهر دوراً وطنياً مخلصاً للمواطنين في عملية التصدي، حيث أصبحت الشراكة بين الحكومة والمواطنين ذات أثر إيجابي في قطع الطريق على أي محاولات تأزيم، أو تصعيد، أو استغلال للأحداث في حشد الرأي العام نحو الإساءة والتضليل. هذا الرصيد الوافر من الشراكة بحاجة إلى استراتيجية وطنية للتعامل مع الإعلام المضاد، فلا يكفي أن تتحمّل جهة عن أخرى مهمة التصدي، ولا يمكن أن تستمر ردود الفعل بلا رؤية أو خطاب وحدوي، والأهم أن يستشعر المسؤول أن مهمته التنفيذية ليست بعيدة عن الإعلام والاتصال في هذه المرحلة التي تنامى فيها حجم التعرض الجماهيري للوسائل وشبكات التواصل. الأخبار التي تُنقل عن ومن المملكة لم تعد مجردة في سياقها الموضوعي والزمني لحدوثها كما هي، وإنما أصبحت تلك الأخبار مفسَّرة وبعضها ملونة من إعلام يترصد لكل صغيرة وكبيرة؛ إما لتضخيمها وتأزيمها، أو للتقليل منها، وهنا يبرز دور المسؤول في الظهور الإعلامي من خلال استراتيجية واضحة في التعبير، وأهداف محددة في التفسير، ورؤية في التحليل والتنبؤ. مثال بسيط؛ كلنا يدرك أن تسييس الحج أصبح أحد أدوات الإعلام المضاد ضد المملكة، والسؤال:…
السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨
تبدأ المرأة في المملكة غداً تجربتها النظامية الأولى في قيادة السيارة، وتسير جنباً إلى جنب مع الرجل في الطريق، حيث تمثّل في ظاهرها مساواة بين الجنسين في الحقوق، ولكن في عمقها تعبّر عن رسائل كثيرة اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وحتى سياسياً، حيث لم يخل ملف المرأة السعودية في مجلس حقوق الإنسان العالمي من السؤال المتكرر بعد كل اجتماع لمناقشته: متى تقود المرأة في السعودية؟، وسؤال آخر: كيف توقع السعودية اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والمرأة لا تحصل على أقل حقوقها في قيادة السيارة؟!. اليوم أصبحت المملكة بعد اتخاذ هذا القرار وقرارات أخرى خلال الأشهر الماضية عضواً منتخباً في اللجنة الدولية المعنية بالقضاء على أشكال التمييز ضد المرأة، وهو إنجاز تاريخي، إلى جانب تغيير الصورة النمطية الغربية عن المملكة التي امتدت لعقود وكانت المرأة أحد أهم محاورها، فضلاً عن إسكات الأصوات الإعلامية والحقوقية التي كانت تنظر للمرأة في المملكة بطريقة سلبية رغم الحقائق والمنجزات التي تحققت لها، والدليل أن الإعلام الغربي تناول قرار قيادة المرأة للسيارة على أنه من بين أهم الأحداث والقرارات التي اتخذتها المملكة في 2017. القرار انعكس على الداخل السعودي على أنه حل اجتماعي لمشكلات المرأة مع وسائل النقل أثناء الذهاب إلى العمل أو الجامعة أو المستشفى أو التسوق أو عند قضاء احتياجات الأسرة، وحل…