الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨
أميركا وحلفاؤها اتخذوا إستراتيجية العصا مع إيران من محورين رئيسيين، (الأول) مع عملائها حزب الله والحوثي والحشد وحماس، و(الثاني) مع الدول الداعمة لها وقطر وسوريا، وكلا الخيارين بحاجة إلى وقت قبل أن تنتقل الخطة إلى المحور (الثالث) في الداخل الإيراني.. تصاعد العمليات الإرهابية في أفغانستان مؤخراً، وتحريك فلول داعش في المنطقة الحدودية بين سورية والعراق، والضربة الجوية لقوات الحشد العراقي بعد أن حاولت أن تتسلل إلى الحدود السورية للقتال هناك؛ كلها مؤشرات على أن إيران بدأت تحرّك وكلاءها لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بسلاح الإرهاب الذي تدعمه بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، إلى جانب الحفاظ على مكاسبها في سورية بعد أن خسرت معركتها في اليمن، والخوف على مصير حليفها حزب الله في لبنان بعد العقوبات الأميركية عليه وتصنيفه وعدد من رموزه «جماعة إرهابية». إيران ترى في الإرهاب وسيلة لتحقيق غاياتها التوسعية في المنطقة، ومبرراً للتدخل في شؤونها، وأسلوب ضغط على أميركا وحلفائها خارج حدودها قبل أن تصل النار إلى داخلها، والواقع يقول: إن العمليات الإرهابية في المنطقة ستزداد، والمال القطري سينفق الكثير في تمويل تلك العمليات، وستضطر دول في المنطقة مثل إسرائيل أن تباشر مهمة المواجهة الاستباقية ضد أي تحرك إيراني في سورية، بينما سيبقى التحالف الدولي لمواجهة داعش بقيادة أميركا بالمرصاد لتحجيم أي دور إيراني هناك. خيارات إيران…
الإثنين ٢٨ مايو ٢٠١٨
قبل عام وفي مثل هذا التوقيت حضرت مع عدد من الإعلامين مراسم تخصيص منتجات سكنية وتمويلية للمواطنين من قبل وزارة الإسكان، وبعد انتهاء الحفل التقينا الوزير ماجد الحقيل في حديث مسؤول مع إعلاميين استمر لما يقرب الساعة؛ تحدث فيها وزير الإسكان عن تحديات كبيرة في قطاعه، وحلول عملية للمواجهة، ودعم حكومي مستمر من القيادة لتوفير السكن للمواطنين، وتناول تفاصيل كثيرة من الأرقام، والتوجهات المستقبلية، ولكنه توقف كثيراً عن دور وزارة الإسكان كمنظم ومشرّع ومراقب وفق رؤية الوزارة الجديدة، ومشاركة القطاع الخاص في الحل، وآلية الدعم للمستحقين. سألته حينها: بعد كل ما ذكرت معالي الوزير هل تعتقد أن المواطن مستعد لسماع كل تلك الحقائق التي ذكرت، ومتقبل لها، ومدرك لتفاصيلها؟، وأتذكر جوابه: أتمنى ذلك؛ فالواقع لا يحتمل أي اجتهادات، أو تأزيم للمواطن في موضوع يرى فيه حلم حياته وأسرته، ولا نريد في الوزارة أن نعيد سياسات الأمس وأمامنا استحقاقات ومبادرات ملزمين بتنفيذها، ولكن ما نقوم به يحتاج إلى وقت ليس طويلاً. ماجد الحقيل في مجلس الشورى بعد غدٍ يجيب على تساؤلات واستفسارات وملاحظات الأعضاء عن قطاع الإسكان في المملكة، وتقارير وزارته السنوية، ويبدو أن الجلسة بدأت منذ إعلان الموعد، وزاد عليها طلب مجلس الشورى من المواطنين تقديم تساؤلاتهم وشكاويهم على البريد الإلكتروني، فضلاً عن ما يثار وسيثار في شبكات التواصل الاجتماعي…
السبت ١٩ مايو ٢٠١٨
تشدد المملكة من إجراءاتها القانونية في ملاحقة المخالفين الوافدين على أراضيها، وأطلقت (حملة وطن بلا مخالف) بمشاركة 19 جهة حكومية؛ لترحيل كل وافد ليس لديه وثيقة إقامة تثبت هويته، أو لديه وثيقة إقامة وخالف نظام الإقامة والعمل، أو دخل السعودية بتأشيرة حج أو عمرة أو زيارة أو عبور ولم يبادر بالمغادرة بعد نهاية صلاحيتها، إضافة لكل وافد خالف التعليمات بالحج بدون تصريح. وقد أسفرت الحملة التي بدأت منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي 2017 إلى ترحيل أكثر من مليون مخالف عن المملكة، بينهم (759) ألف مخالف لنظام الإقامة والعمل، و (85) ألف مخالف لنظام أمن الحدود، و (190) ألف مخالف لنظام العمل. ويمثل الرقم المليوني الذي وصلت إليه الحملة تصميماً سعودياً على تعزيز الأمن في المجتمع، ومكافحة الجريمة، والحد من البطالة، وتقليل الكلفة الاقتصادية على مشروعاتها وخدماتها الحيوية، إلى جانب حماية السوق من أي تجاوزات، وتهيئة البيئة الاستثمارية أمام رجال الأعمال من الداخل والخارج لممارسة تجارتهم من دون أي معوقات. وقد انعكست تلك الأهداف على تحقيق نتائج إيجابية في مؤشرات أداء الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في انخفاض نسب الجرائم ككل، حيث انخفضت جرائم القتل والسرقة وتهريب وترويج المخدرات والحوادث المرورية، إلى جانب تراجع أعداد المتسللين، كما ساهمت الحملات التفتيشية في وزارتي العمل والتجارة في ضبط أعداد كبيرة من المخالفين، والحد من…
الإثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٨
المصالحة السياسية في شبه الجزيرة الكورية، واللقاء التاريخي بين زعيمي الكوريتين بعد 65 عاماً من القطيعة، وما نتج عنه من بنود التسوية، وإنهاء تجارب بيونغ يانغ النووية؛ كل ذلك إشارة واضحة على أن الحوار والسلام هما الحل في أي خلاف مهما كانت مبرراته، وأزماته، وطول زمنه، حيث لا يمكن أن يستمر العداء إلى ما لا نهاية. شواهد كثيرة سبقت الاتفاق الكوري أبرزها معاهدة سلام سان فرانسيسكو بين قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية واليابان 1951، واتفاقية «إيفيان» لوقف الحرب في الجزائر 1962، والاتفاق التاريخي في شبه القارة الهندية 1971، واتفاقية «كامب ديفيد» بين إسرائيل ومصر 1979، وانتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي من ألمانيا بعد سقوط جدار برلين 1981، واتفاقية وادي عربة بين إسرائيل والأردن 1994، واتفاقية دايتون للقضاء على الصراع المسلح في البوسنة والهرسك 1995، واتفاق «نيفاشا» 2004 حول السلام بين السودان وجنوب السودان، وأخيراً عودة العلاقات الأميركية الكوبية بعد خمسين عاماً من التوتر السياسي والعسكري بينهما. هذا التاريخ الطويل من الصراع تعاقبت عليه أجيال وحكومات، ومع كل ما فيه من خسائر واستنزاف، إلاّ أن السلام انتصر في النهاية، حينما توافرت مسبباته، وأهمها الثقة، والعيش المشترك، واحترام سيادة الدول، والنظرة إلى المستقبل بعيداً عن العنف والكراهية وتصدير الأيديولوجيا. نحن في الشرق الأوسط أمام حالة فريدة من الصراع العربي…
الإثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٨
إعادة هيكلة قطاع التعليم الجامعي بما ينسجم مع رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني ومبادراته؛ أصبحت ضرورة، ليس فقط على صعيد نظام الجامعات الذي لم يرَ النور بعد، أو مستوى جودة المخرجات ومدى مناسبتها لسوق العمل، ولكن قبل ذلك مراجعة حالة الاستنساخ للتخصصات التي لم تعد ذات قيمة مقارنة بأعداد الخريجين منها كل عام، حيث أصبح من الضروري إعادة النظر في إمكانية تحويل بعض الجامعات إلى تخصصات تطبيقية وأخرى بحثية في مجالات علمية يحتاجها السوق من جهة، وتقلل من نسب البطالة من جهة أخرى. مسيرات الخريجين الذين تجاوزوا عشرات الآلاف في أكثر من (27) جامعة حكومية، و(11) جامعة خاصة، و(39) كلية أهلية، فضلاً عن آلاف المبتعثين العائدين بالشهادات العليا؛ تطرح تساؤلاً ملحاً: أين سيجد كل هؤلاء فرصتهم في التوظيف؟، ومن هو المؤهل منهم مهنياً للالتحاق بالسوق؟، ولماذا النسبة العظمى منهم من تخصصات نظرية إنسانية؟ فرحة التخرج التي بدأت على محيا كثير من الطلاب والطالبات تصطدم سريعاً بواقع السوق، وتبدأ معاناة الحصول على الوظيفة لتشكّل هاجساً أكبر بعد سنوات طويلة من التعليم، وتستمر تلك المعاناة مع تقديم تنازلات للطموح الذي كان يراود كل خريج، والأمنيات التي كان يتطلع إليها؛ لأنه باختصار وجد نفسه خريج معرفة وليس مهنة، وهذا يعني أن الأساس التي كانت عليه الجامعات قبل عقود من الزمن يجب أن يتغيّر،…
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٨
احتواء ردود الفعل المجتمعية بلا إقصاء أو استفزاز أو محاولة تأزيم؛ هو أصعب ما يواجه مشروع التحول في المملكة، وعبّر عن ذلك صراحة ولي العهد أن من «أصعب التحديات التي تواجهنا أن يقتنع الشعب بما نقوم به»، وهو أمر طبيعي يحدث في أي مجتمع ينشد التغيير، ولكن الأهم أن يبقى الجميع أمام حالة اختيار وليس إكراه، وهو ما يحصل بكثير من الحكمة والتعقل والهدوء الذي لا يصادم القناعات أو يستفزها، أو يسمح لأي حراك فكري أن ينال منها، أو يوظفها لأجندات لم تعد مقبولة، أو مستساغة. حادثان رغم الفارق الكبير بينهما، إلاّ أن الصراع الفكري قديماً وجديداً حولهما قد استأثرا جانباً واسعاً من الحديث عنهما في المجتمع خلال اليومين الماضيين، وتناقلتهما وسائل إعلام ومواقع إخبارية ونشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي؛ الأول افتتاح دور السينما في المملكة، والثاني قرار وزير التعليم بالتحقيق في حادثة مقطع فيديو يظهر طالبات مدرسة متوسطة يحملن لافتات «حجابي تاج راسي»، و»شعيرة لن تندثر». السينما كمشروع حضاري وتنويري وترفيهي واقتصادي أيضاً أصبحت واقعاً، وعاش المجتمع فرحته بوجود متنفس أسري جديد كان الغالبية منه يقطع مسافات طويلة، ويصرف أموالاً طائلة في الوصول إليه، واليوم هو موجود داخل الوطن رغم التحديات الكبيرة التي سبقت اتخاذ القرار، ومع ذلك مضى المشروع من دون أن نكره أحداً عليه، وتركنا للناس حرية…
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
سجلت القضية الفلسطينية بنداً ثابتاً في القمم العربية منذ 72 عاماً، بدءاً من قمة أنشاص بمصر في مايو 1946، ومروراً بقمة اللاءات الثلاث في الخرطوم بعد نكسة يونيو 1967، وقمة بيروت في مارس 2002 التي أقرت مبادرة السلام العربية مع إسرائيل المقترحة من ولي العهد السعودي حينذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حيث تعرض على إسرائيل انسحاباً كاملاً من الأراضي التي احتلتها 1967 مقابل سلام شامل، وتطبيع في العلاقات مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ووصولاً إلى القمة العربية في الظهران التي تعقد بعد غد لمواصلة النقاش عن ذات البند ولكن في ظروف وتطورات مختلفة. إسرائيل كانت ولا تزال محوراً مهماً على طاولة العرب، واجتماعات الجامعة العربية الدائمة، ومع كل ما تقرر لم نصل إلى حل، أو حل ترضى به إسرائيل، وانشغلنا مع هذا الحل عن قضايا عربية جوهرية أهمها الخطر الإيراني في المنطقة، وتداعياته التي وصلت إلى احتلال أربع عواصم عربية، وثلاث جزر إماراتية، بينما إسرائيل تحتل عاصمة عربية واحدة، وإيران التي تنشر الطائفية وتصدّر الإرهاب وتدعم جماعاته المتطرفة وتتدخل في شؤون الآخرين، بينما إسرائيل لم تتجاوز حدود دولتها على الأقل في العقد الأخير. على العرب أن يدركوا أن إيران أخطر عليهم من إسرائيل، وتحديداً الأيديولوجيا التي تحملها في طريق التمدد والهيمنة والنفوذ، والشواهد على ذلك كثيرة، حيث جعلت من…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
انتهت حرب التنظيمات الإرهابية في سورية بإزاحة «داعش» وغيرها عن خارطة المشهد السياسي والعسكري، ودخلت قوى الصراع الإقليمي والدولي في مرحلة جديدة من المصالح التي بدأت منحازة لفريق على آخر على الأرض، ومتوازنة إلى حد كبير على طاولة المفاوضات؛ لدرجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن قبل أسبوع عن سحب قواته من سورية، رغم تحفظ حلفائه على القرار وفي مقدمتهم إسرائيل. ولكن، استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في الهجوم على مدينة دوما بالغوطة الشرقية؛ أعاد الأزمة إلى المشهد السياسي مجدداً، وما يتبعها من ضربة عسكرية محتملة ربما ستكون أقوى من سابقتها قبل نحو عام؛ حينما أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخاً على أهداف محددة في قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية قرب حمص بعد حادثة استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون. الأحداث متسارعة في سورية؛ فالرئيس الأميركي ألغى بصورة مفاجئة زيارته الأولى المقررة إلى أميركا اللاتينية من أجل الإشراف على الرد الأميركي على الهجوم الكيميائي في دوما، وروسيا استخدمت حق النقض «فيتو» ضد مشروع القرار الأميركي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وإيران تدين الحادث تحت الضغط، والنظام السوري في حال ارتباك واضحة بعد أن طلب متأخراً لجنة تحقيق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والغرب يندد بالحادثة، ومجلس الأمن يستنكر بشدة، والعالم يترقب، ويحبس أنفاسه. المشهد يوحي أن عملاً عسكرياً مقبلاً في سورية…
الخميس ٠٥ أبريل ٢٠١٨
أسئلة كثيرة أثيرت عن المملكة لم تجد من يجب عنها في وقتها، وتنوعت كماً وكيفاً في تحليل الصمت عنها، أو أسباب التردد فيها، وبقيت عالقة لسنوات منحازة للمبادئ أكثر من المصالح، ومعلقة بين يقين نؤمن به وشك يراود الآخرين في إثباته، ومتعلقة بثوابت ومتغيرات لم يتم التمايز بينهما؛ فكان السياق تابعاً في صورة ردة فعل، وخطاب لم يتجدد، ووعي لم يتحصّن بما يكفي. أسئلة مثل الإرهاب والتطرف حاصرت المجتمع السعودي لعقود من الزمن في الإعلام الغربي، ومثلها الحديث عن المرأة وقضايا الفساد، ورغم كل الإجابات التي عبّرت عنها جميعاً، إلاّ أنها لم تكن كافية، والسبب؛ لأننا كنّا ندافع ولا نبادر. في عهد الملك سلمان تحولت الإجابات إلى أفعال قبل الأقوال؛ وبدأ يضرب الإرهاب والتطرف بمزيد من الانفتاح الذي يعبّر عن حقيقة المجتمع وطبيعته المعتدلة المتسامحة، وتساقطت الأفكار، وانهارت الأيديولوجيا التي كانت تتغذى عليها، وأصبح الطريق سالكاً أمام المرأة لاستعادة حقوقها ومستوى حضورها، ثم كشف الفساد على العلن، وبدأ من أعلى إلى أسفل في حال غير مسبوقة في التاريخ السعودي. هذه الأفعال أعادت القوة والهيبة للدولة، ورسمت قانوناً للمساواة والعدالة، وخطوطاً حمراء لم يعد من السهل تجاوزها أو التطاول عليها، فضلاً أن المجتمع كان حاضراً بوعيه، ومشاركاً في التغيير الذي لم يدم طويلاً، ونجحت المهمة بين الدولة والشعب، وبقيت الوحدة الوطنية…
الإثنين ٠٢ أبريل ٢٠١٨
تمثّل الخصخصة في رؤية المملكة 2030 شراكة مطلقة مع القطاع الخاص لدعم فرص الابتكار والاستثمار، وتذليل كافة العقبات أمامه للقيام بدور أكبر في التنمية، وتطوير وتفعيل المنظومة التشريعية المتعلقة بالأسواق والأعمال، بما يسهّل للمستثمرين والقطاع الخاص فرصاً أكبر لتملك بعض الخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات البلدية والإسكان والتمويل والطاقة، وتحويل دور الحكومة من مقدم أو مزود للخدمة إلى منظم ومراقب للخدمات، حيث تتوقع الرؤية الوصول بمساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من (40 %) إلى (65 %)، وتقدم ترتيب المملكة في مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية من المرتبة (49) إلى (25) عالمياً، والأول إقليمياً. ويناقش مؤتمر الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» الذي يبدأ أعماله بعد غدٍ الأربعاء برعاية من خادم الحرمين الشريفين؛ بعنوان (حماية النزاهة ومكافحة الفساد في برامج الخصخصة) مخاطر الفساد في برامج الخصخصة، وطرق اكتشافها، والآثار الناتجة عنها، من خلال حزمة من التدابير الوقائية المناسبة في عملية المتابعة، وكفاءة القوانين والسياسات والإجراءات، ودور وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في المشاركة، وكل ذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. لقد نجحت «نزاهة» خلال السنوات الثلاث الماضية في تعزيز علاقاتها الإيجابية مع المجتمع ومؤسساته وأفراده، والتوازن في تقديم دورها على أساس من المشاركة والتعاون والتوعية، وليس فقط ممارسة…
السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧
الموقف التاريخي للملك سلمان في إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المسلمين -بعد أسبوعين من منع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمصلين من دخوله-؛ تأكيد على موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفها بجانب الشعب الفلسطيني، ومكانتها في خدمة الإسلام والمسلمين، والحفاظ على سلامة المقدسات الإسلامية. الملك سلمان في مواقفه، وتوجهاته، لم يكن ظاهرة صوتية في أوقات الأحداث والأزمات، بل كان ولا يزال صاحب أفعال مشهودة، وجهود مبذولة بوعي وحكمة وعقل رشيد، ويسعى على الدوام أن يتحدث العالم عن أفعاله وليس أقواله، ويتحمّل في سبيل ذلك الكثير من العمل والصبر لتحقيق أهدافه بلا ضجيج، أو تسلّق على الأزمات، أو تردد في اتخاذ القرارات. الإعلان الرسمي عن جهود الملك سلمان في أزمة الأقصى يقطع الطريق على المتاجرين بالقضية الفلسطينية من جانبين، الأول: أن المملكة لم تتخلَ عن واجباتها وثوابتها تجاه فلسطين المحتلة، وثانياً: تحييد القضية الفلسطينية عن أزمات المنطقة، بما فيها حالياً الأزمة القطرية؛ فلا مجال لخلط أوراق، أو خطب شعبوية لتمرير عواطف مشحونة لكسب تأييد، أو تخفيف ضغط، كما كان يروّج له أمير قطر في خطابه الأخير. نحن في المملكة لا نزايد ولا نساوم ولا نناور في تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، ورؤية حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، وهو المبدأ الذي تسير عليه الدبلوماسية السعودية ولا تزال،…
السبت ٠٨ يوليو ٢٠١٧
رغم تعدد تصنيفات الايديولوجيا -كنظام من الأفكار يتكون في مرحلة تاريخية معينة-، إلاّ أن الباحثين يرون أن التصنيف الأيديولوجي مردّه في النهاية إلى إيديولوجيا سياسية، حيث تبدأ ثورية في التبرير للأنظمة أو الجماعات، ومنحهم مزيداً من الشرعية في القبول، ثم تتحول إلى إيديولوجيا حاكمة بعد بلوغ دعايتها ومشروعها سدة الحكم، فالديمقراطية مثلاً بدأت إيديولوجيا ثورية في القرن الثامن عشر، ثم تحولت إلى إيديولوجيا سياسية حاكمة في أميركا، وكذلك كانت الماركسية إيديولوجية ثورية عام 1917 –أي قبل قيام الثورة البلشفية في روسيا- وأصبحت أيديولوجية حاكمة بعد ذلك. لا شك أن إيديولوجيا جماعة الإخوان الإرهابية هي على ذات الخط التصاعدي الثوري الذي أوصلها في النهاية إلى سدة الحكم في مصر، ثم فشلت، وعادت إلى مربعها الأول تثور في كل اتجاه، ومن معها من المتعاطفين والمتآمرين في منطقتنا العربية، والخليجية تحديداً. والسبب أن الأيديولوجيا لا يحمي مشروعها من يرّوج أفكارها، بل من يتأثر بها؛ ولذا لم تكن الديمقراطية في الغرب فقط نتيجة لتطور اجتماعي وسياسي واقتصادي وثقافي بعد انهيار النظام الإقطاعي واللاهوتي، وظهور عصر التنوير والنهضة تبعاً لذلك، وإنما لأن المتأثرين بها من نخب وعوام وجدوا فيها صيغة لأن يحكم الشعب نفسه، وبإرادته المستقلة، وعلى العكس من ذلك الماركسية التي لم تتجاوز عقوداً من الزمن، وسقطت بإرادة من يرون أن أفكارها لم تستقم…