السبت ١٣ يوليو ٢٠١٣
منذ فترة ليست ببعيدة، أصبح هناك وعي عام بأهمية تطوير الطاقة المتجددة في السعودية سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح خاصة لانتاج الكهرباء. في هذا المقال، الحديث عن الطاقة يقصد في معظمه طاقة انتاج الكهرباء. الدعم الحكومي ضروري تقنية الطاقة المتجددة بدأت بالدخول للسوق السعودي على استحياء نوعا ما. وهنا يأتي دور المسؤول في دعم هذه التقنية. فمعظم التقنيات الجديدة تحتاج لدعم حكومي كي تصل لمرحلة النضج وتكون قادرة على تمويل نفسها بنفسها. في السعودية، معظم محطات انتاج الكهرباء تعمل على الزيت الخام و الغاز. وسعر الكهرباء المنتج من قبل هذه المحطات مدعوم حكوميا. وهذا ما يوضح انخاض اسعار الكهرباء في السعودية. فالمستهلك حين يدفع فاتورة الكهرباء، فهو يدفع جزء من سعر الوقود والدولة تدعم بشكل كبير الجزء المتبقي. في حال تم تطوير محطة لانتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، فالسؤال هنا، ما هي تسعيرة الميغاواط الواحد؟ هل ستكون الطاقة الشمسية المنتجة تباع على الشبكة بنفس سعر الطاقة المنتجة عن طريق الوقود التقليدي؟ هنا يبدو أن الموضوع ما زال قيد الدراسة من قبل الجهات المعينة. لكن يجب التذكير أنه من الصعب أن نقارن بين المحطات التقليدية والمحطات المتجددة، فمنتوجات المحطات التقليدية تحصل على دعم كبير من قبل الدولة رغم حرق الثروة المحلية. إذا لتسهيل تطوير محطات الطاقة المتجددة، يتضح أنه…
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢
في دراسة عن استهلاك الماء في السعودية، لفت نظري بل فاجأني نسبة استخدام المياه المحلاة في المجال الزراعي في السعودية إذ أن هذه النسبة تتجاوز 80 بالمائة. هناك عدة أسئلة سأطرحها اليوم، وليس بالضرورة أن أجيب عليها لكن هي دعوة للتأمل. أولى الأسئلة هل الغذاء أهم من الماء أم العكس؟ هذا السؤال قد لا يطرح في كندا وفيتنام لكن يجب أن يُطرح في البلدان الشحيحة بالمياه العذبة. رغبة السعودية بالحصول على الاكتفاء الذاتي الغذائي رغبة شرعية. لكن إذا كان هذا الاكتفاء الذاتي سيولد مشاكل بيئية واقتصادية على المدى القصير، فهنا علينا التوقف قليلا والتفكير كثيرا لتحليل هذه الاستراتيجية الزراعية. هل السعودية بلد زراعي؟ بذلت السعودية مجهوداً كبيراً في تأمين الغذاء لسكانها. في كل مرة تصطدم الخطط الزراعية بحقيقة لا يمكن إغفالها: كيف يمكن دعم القطاع الزراعي دون وجود الأمطار أو الأنهار؟ لفترة طويلة كان الجواب يكمن في تحلية مياه البحر. هذه التقنية وإن لبّت احتياجات عديدة إلا أنها تبقى تقنية علينا استخدامها دون إسراف. فعند تحلية مياه البحر، عادة ما يتم إعادة هذه الأملاح إلى البحر مما يؤدي إلى زيادة الملوحة وهذا بدوره يقضي تدريجيا على الحياة البحرية. إضافة إلى أن تحلية المياه تحتاج إلى طاقة كهر بائية عالية. حين يكون الماء العذب غير متوفر إلا بنسب قليلة، فهنا يجب…
الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٢
في الآونة الأخيرة في فرنسا، يتداول الإعلام إمكانية جر قطع الثلج الجليدية Iceberg من القارة القطبية لإمداد الدول الشحيحة بالماء العذب. ففي القطب الشمالي، تتكسر ما لا يقل عن 40 ألف قطعة ثلجية جليدية ويبلغ وزنها 180 الى 30 مليون طن. ومنذ أكثر من نصف قرن، حاول المهندس البحري الفرنسي جورج موجان Georges Mougin البالغ من العمر حاليا 87 عاما، من الاستفادة من هذا المصدر المائي لري عطش الدول التي يندر فيها الماء. وتعاقد موجان مع الأمير محمد الفيصل في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وأسسا شركة Iceberg Transport International لمحاولة إيجاد حلول لنقل قطع الثلج من القطب الجنوبي. دامت الشراكة ست سنوات، لكن الجهود المبذولة لم تعط نتائج ملموسة وقرر الأمير محمد الفيصل وضع نهاية لهذه الشركة. بقي المشروع على حاله بسبب نقص الموارد المالية. وفي عام 2000 وجد جورج موجان من يتبنى فكرته. وبدأ بالعمل مع شركة 3DS والمتخصصة في تصميم برامج ثلاثية الأبعاد وشركة Mercator Océan والمتخصصة في رصد تغيرات تيارات المحيطات. الفكرة من هذه الشراكة عمل برنامج ثلاثي الأبعاد يوضح أن فكرة نقل قطع الثلج ممكنة فعليا. وفي تصريح لجورج موجان وضح ان ما يريد القيام به ليس جر قطع الثلج بل التأثير على مجرى التيار الذي ينقلها لتغيير مسارها. وبالفعل استطاع جورج موجان اثبات “كمبيوتريا” إمكانية…
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٢
قررت اليوم التحدث عن سيدة غيرت أسلوب حياتنا. وقفات قصيرة عن حياتها وأترك للقارئ الفضولي البحث في الانترنت للتعرف أكثر على هذه السيدة. بيرتا بينز زوجة كارل بنز مخترع السيارات ذات المحرك الوقودي (البنزين) يمكن أن يُطلق عليها بامتياز “أم السيارات”. حين تزوجت بيرتا بكارل، كان زوجها دائما يحدثها عن فكرة مشروعه horseless carriage أو التنقل دون أحصنة. وبالفعل استطاع المهندس بنز من ابتكار سيارة ذات محرك يعتمد على البنزين كوقود. لكن اختراعه لم يحظى بالدعم الكاف من الناحية المالية خاصة من شريكه الذي كان الممول الأساسي مما سبب له الإحباط وبدأ الشك يراوده من الفائدة المرجوة من اختراعه. الحدس الأنثوي لبيرتا جعلها تؤمن أن عبقرية زوجها يمكن أن تغير وجه البشرية. لذلك قامت باستلاف المال من والدها لشراء حصة شريك زوجها ولمساعدته في تطوير ابتكاره. وبالفعل استطاع كارل بنز الانتهاء من تصميم سيارته. رغم بهارة الاختراع إلا أن أحدا لم يشتر سيارته. صحيح ان اختراعه أثار الفضول، إلا أن استعمال البنزين في ذلك الوقت كان محصورا على الصيدليات إذ كانت تبيعه كمنظف. وكذلك السلطات المحلية لم تقتنع بأن سيارة كارل بنز يمكن أن تستخدم كوسيلة للتنقل. مع تكابل الهموم على كارل، قرر أن يتوقف عن مواصلة حلمه ومشروعه. لم يدخل اليأس قلب بيرتا. وفي 5 اغسطس 1888 تركت زوجها…
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢
في تقرير لمجموعة سيتي جروب تناقلت ملخصه وسائل الإعلام هذا الشهر أن السعودية قد تصبح من الدول المستوردة للنفط بحلول 2030. هذا “التنبؤ” عبارة عن عمليات حسابية أخذت بعين الاعتبار العرض والطلب ونسبة نمو استهلاك الطاقة الكهربائية. البعض لم يأخذ التقرير بجدية والبعض رأى فيه نوعاً من التحذير وآخرون اعتبروه تقريرا مبالغا فيه، لكن الأهم أن هذا التقرير لم يمر مرور الكرام بل حرك موجة تفاعلية. ردود الفعل في شبكات التواصل والمقالات تعكس نوعا من القلق والخوف من المستقبل وفوق ذلك وعي المواطن بأن البترول نعمة قد تزول. والسعودية كبلد بُني اقتصاده على البترول، لم تُعلق، حسب علمي، على التقرير سواء من خلال القنوات الرسمية كتصريح لوزير البترول أو أرامكو أو مناقشة في مجلس الشورى لطلب توضيح الأرقام المنشورة في تقرير سيتي جروب ونسبة الخطأ في التقرير إلا إذا كان هذا التقرير قد دق فعلا ناقوس الخطر وليس هناك ما يمكن نفيه أو توضيحه. أقل من جيل يفصلنا عن 2030 بغض النظر عن تقرير سيتي جروب، إلا أنه من الطبيعي أن نتساءل عن ماذا نحن فاعلون لأجل مستقبلنا. ففي كل دول العالم هناك أهداف وضعت لضمان توفير الطاقة من وقود وكهرباء. وإذا أخذنا عام 2030 مثلا كهدف لتحقيق خطة ما، فيجب الإسراع في ذلك لأن 2030 لن ينتظر كثيرا حتى…