الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥
عبر تاريخ السعودية الطويل رسمت الاستراتيجية السياسية منهجا مميزا عبر مسار مختلف للعمل في سبيل إيضاح الصورة الحقيقية للمملكة ودورها الإقليمي والدولي، والحقيقة انه عبر هذا التاريخ الطويل لم تتوقف تلك المسارات الإعلامية والدعائية في رسم صور متفاوتة عن المملكة العربية السعودية في اذهان المتلقين في كثير من المجتمعات القريبة والبعيدة، هذه الصورة التاريخية والاعلامية حول السعودية تطرح في كل مرة ذات السؤال حول لماذا يتم الهجوم على السعودية ولمصلحة من ومن يقف خلفه، ولكن قبل الدخول في هذا المسار لابد من رسم صورة عن المملكة العربية السعودية بمساهمة مؤسسة الاعلام الأولى في تبنيها. هذه الدولة وفي دورتها الثالثة تمكنت في العام (1932) وعلى يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي اعلن استعادة ملك اجداده وتوحيد المملكة تحت مسماها الجديد، وكانت فكرة الوحدة الشاملة لهذه الدولة مطلبا تاريخيا تم تحقيقه من خلال عملية سياسية واستراتيجية وعسكرية انطلقت منذ العام (1902) بدخول الرياض ومن ثم الانطلاق الى توحيد اكبر مساحة جغرافية من الجزيرة العربية، هذه العملية السياسية طرحت السؤال المهم ما الذي سوف يميز هذه الدولة الناشئة عن سابقاتها..؟ في الدولة الحديثة تشكلت السعودية بطريقة مختلفة وخاصة أن المقدسات الإسلامية الأهم بالنسبة للمسلمين مكة والمدينة أصبحت جزءا من هذا الكيان، وبهذه الوحدة أصبحت مسؤولية السعودية اكبر بين دول العالم العربي…
الإثنين ١٣ أبريل ٢٠١٥
في تنويه تاريخي لابد من فهم المكونات التي تجعل من إيران تتدخل في اليمن بهذه الصورة المتهورة رغم أسئلة كبيرة حول مدى قدرة إيران على أن تؤدي دورا فاعلا في اليمن ذي التشكيل القبلي والاجتماعي المعقد، والذي تتحكم في مقوماته عوامل تاريخية وجغرافية يمكنها الانقلاب مباشرة ضد التكوينات الشيعية التي تحاول إيران أن تقدمها للعالم كحاكم لليمن وكحليف استراتيجي لها. القراءة الجيوسياسية لليمن معقدة إلى درجة كبيرة؛ فالتداخل السياسي القبلي هو اللاعب الرئيس في تكوين هذه الدولة، فهناك القبيلة كمكون اجتماعي وسياسي واقتصادي، وهناك القبلية السياسية وهي التي تجمع بعضا من "سمات الأحزاب السياسية وجماعات الضغط او جماعات المصالحة"، وهذا يذهب بنا إلى نتيجة تاريخية حتمية تؤكد أن القبيلة هي من أهم مكونات الدولة اليمنية، لأن القبيلة اليمنية - وبخلاف الكثير من القبائل العربية الصحراوية الأخرى - تمتلك الاستقرار والحدود الجغرافية والمكونات البشرية والسلاح الحربي والإطار الاقتصادي. الشعب اليمني بطبيعته "يفهم الدولة على أنها دولة صلة الرحم التي تربط الأسرة بالقبيلة" وهذا سبب للتحالفات القبلية في أحيان كثيرة في التكوينات المجتمعية اليمنية، فالمجتمع اليمني من أكثر المجتمعات العربية تجانسا وتماسكا "وينتمي اليمنيون إلى أصل عربي واحد متفرع من سلالتين هما القحطانية والعدنانية" كما تشكل القبائل اليمنية ما يقارب خمسا وثمانين بالمئة من إجمالي سكان اليمن، كما تقدر عدد القبائل اليمينة…
الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥
في كل مجتمع هناك رغبة متأصلة لإحداث عمليات التغيير والتطوير بشكل مستمر، ففي كل الخطابات السياسية والمجتمعية ترد عبارة التغيير والتطوير والتنمية على رأس العبارات المستخدمة من أجل الاستجابة المباشرة للمتطلبات التي تمس المواطن، فلكل عملية تغيير ثلاث زوايا مهمة لا يمكن الحديث عن التغيير دون الإشارة إليها، فالعنصر البشري أولاً، ثم الإمكانات ثانياً، ثم الثقافة بمعناها الاجتماعي ثالثاً، وشرط عملية التغيير والتطوير في المجتمع بكاملة تقوم على إحداث عملية تغيير في العناصر الثلاثة كلها وبشكل استراتيجي. عملية توزيع القوة ودرجتها بين العناصر الثلاثة مهمة جداً ولكن الأهم هو معرفة أين تكمن مقامة التغيير والتطوير في المجتمع، على سبيل المثال فقدان الإمكانات وعدم القدرة على توفيرها تشكل مقاومة مباشرة لعمليات التغيير، وعدم القدرة على اختيار الموارد البشرية القادرة على إدراك عمليات التغيير وتنفيذها مقاوم للتغيير، وإطلاق عملية التغيير في بيئة مجتمعية وثقافة اجتماعية مقاومة للتغيير يلغي السياسات المؤدية الى التغيير. قرار التغيير لا يمثل إدراجه في الخطاب السياسي أو الخطاب الإداري قطعاً بحدوثه أو ضماناً لتطبيقه، بل إن الكثير من التوجهات الكبرى لإحداث عمليات التغيير في المجتمعات والتي قد يتوفر لها الدعم المجتمعي إعلامياً وفي اتجاهات الرأي في المجتمع لا تستطيع النفوذ إلى منطقة إحداث التغيير، ولعل السبب يكمن في أن أي اتجاه نحو التغيير يجب أن يتمكن من قراءة…
الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥
الدين الإسلامي لم يتوقف بوجود نبي وتكوين الجيش الإسلامي فقط بل تحول عبر الزمن الى ثقافة عالمية اجتاحت الكرة الأرضية بأكملها، فخلال خمسة عشر قرنا مضت تغيرت وتطورت معطيات هذا الدين فمن مجموعة من الأشخاص يعدون على الأصابع بمن فيهم الرسول محمد عليه السلام انطلق الإسلام، ليشكل اليوم أكثر من مليار مسلم هم ربع العالم تقريبا وهم في تصاعد كبير فمن المتوقع بحسب الدراسات أن يتصاعد عدد المسلمين في العالم خلال العقدين القادمين ليشكل حوالي 35% من سكان العالم. عبر التاريخ الطويل لهذا الدين كانت المواجهات كبيرة ومتعددة وقد أتت في البداية من عشيرة النبي محمد عليه السلام الذين حاولوا السخرية من نبوءته واستخدموا كل الأساليب السياسية والاقتصادية والثقافية من اجل تغيير مسار هذا النبي، وكان الهدف الأساسي يتركز في قلقهم على التكوين السياسي لمكة وكذلك المؤسسات التجارية التي يرتكزون في سلطتهم عليها. لقد كانت تلك المحاولات كفيلة بالقضاء على هذه الرسالة لو لم تكن قضية أكبر من كونها ظاهرة انشقاق سياسي او بحث عن السلطة او المال، لقد كان هناك نبي مرسل من السماء ودين يجب ان ينتشر في الأرض لذلك عجزت المحاولات لتغيير مسار هذا الدين لأن الانبياء عبر التاريخ ليس لهم مطامع دنيوية بل هم رسل لديهم مهام سماوية مكلفون بها. انطلق الإسلام واستطاع النبي محمد عليه…
الإثنين ٢٦ مايو ٢٠١٤
في الحدث الإعلامي السنوي منتدى الإعلام العربي الذي يقيمه المكتب الإعلامي بحكومة دبي بمشاركة نادي دبي للصحافة كان العنوان هذا العام (مستقبل الإعلام يبدأ اليوم) هذا العنوان جاذب بشكل كبير فهو يعبر عن تلك الموجة الهائلة من الطاقة التقنية البشرية التي تحرك الإعلام في كل مكان في العالم فما بالك في عالمنا العربي الذي يعتبر مستهلكا دائما لمنتجات الإعلام التقنية والاجتماعية. الإعلام كما يريد أن يقول لنا هذا المنتدى وخصوصا في هذا العام لم يعد محتكرا على مؤسسات الإعلام الحكومية او الخاصة فالمجتمع وبكل افراده اصبح مشاركا في منتج إعلامي يخصه عبر وسائل التواصل والتقنية التي سمحت لكل فرد بأن ينشئ مؤسسته الإعلامية ويديرها عبر قيامه بالحصول على حساب شخصي في أي من تلك الوسائل المتاحة على سبيل المثال (تويتر، انستغرام، يوتيوب، فيسبوك.. الخ). فلسفة الإعلام لم تعد قادرة على انتظار النظريات التي توجه مسيرتها او تجدد منهجها لأن الإعلام اليوم بشكله التقني والسريع يتقاطع مع شريحة جماهيرية يصعب التحكم بها وتوجيهها، فمن وجهة نظري الإعلام اليوم يدخل في ظاهرة يمكن تسميتها (الذوبان الإعلامي في منظومة الجماهير)، فكل التوقعات اليوم تشير الى قرب نهاية محتملة للكثير من وسائل الإعلام التقليدية فهناك توقعات جريئة ومبنية على اسس علمية تتوقع موت التلفزيون وموت الصحافة الورقية والمجلات وانهيار المؤسسات الحكومية الإعلامية في دول…
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
عند قراءة هذا القرار الذي تبنى حظر عدد من الجماعات العنفية او الجماعات التي تتبنى الاسلام السياسي يجب أن ندرك بشكل تحليلي أن من أصدر هذا البيان هو وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية وليست وزارة الخارجية او غيرها وهذا يشرح أن بوصلة القرار تتجه بالدرجة الاولى نحو الداخل السعودي لذلك فإن هذا القرار من وزارة الداخلية يجب قراءته وفقا لهذا المنظور الذي ينطلق من مسؤولية وزارة الداخلية في تحقيق الحماية الفكرية والثقافية للمجتمع. يبدو السؤال المحتمل حول هذا القرار وخاصة ما يرتبط منه بجماعة الاخوان المسلمين وآليات وجودها في الداخل السعودي بجانب كونها منظمة تنتشر في كثير من البلدان العربية، وتنتشر في مهمات سياسية وعسكرية كما هو حاصل في سورية او ليبيا او تونس، هنا يجب الاشارة الى أن قرار وزارة الداخلية اعتمد ثلاثة اركان رئيسة الأول مرتبط بعملية فكرية سياسية تخص المجتمع السعودي يتم بموجبها حظر الانتماء بجميع اشكاله لأي جماعة او منهج يتبنى افكارا سياسية او افكار عنف وإرهاب وذلك بهدف اعادة تشكيل ثقافة الانتماء الفكري وحصرها بالوطن وولى امره وقواعد المنهجية الدينية الوسطى التي ينتمي اليها المجتمع. الصورة الثانية في القرار مرتبطة بحظر الجماعات التي تتبنى الأفكار الخاصة بالإسلام السياسي واستغلال الدين في سبيل الوصول الى مواقع سياسية يمكن من خلالها تضليل الاتجاه الفكري والتراثي للمجتمع،…