الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٤
خطوة ضرورية ومهمة، هي الحملة التي أطلقها معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، تحت شعار «أوقفوا الإساءات»، بهدف التصدي للذباب الإلكتروني الذي يسيء للعرب جميعاً، داعياً إلى حظر أصحاب الحسابات المسيئة، وفتح باب التسامح بين الجميع. معاليه قال عبر حسابه على منصة «X»، عند إطلاق الحملة: «الرد على السفيه ليس من الأدب العربي، ولا مكان للذباب. أرجو منكم حظر كل من يسيء لأي عربي، أينما كان. إيماننا بأصالتنا وعروبتنا، هو ما يمنحنا هذا الدافع. كلهم نفس الأشخاص، يعيدون إنشاء حسابات للنميمة والتفرقة. مهنة مسلية تملأ الفراغ أحياناً، صيد الذباب». حملة معالي الشيخ عبد الله آل حامد، لقيت تجاوباً سريعاً في دول الخليج العربي والدول العربية، حيث بادرت شخصيات رسمية وهيئات إعلامية، إلى تأييد الحملة، وتفاعلت معها، ودعت إلى التكاتف لطرد الذباب الإلكتروني من الفضاء المفتوح ووسائط التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعل معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، يتفاعل مع الحملة، ليغرد قائلاً في حسابه على منصة «X»: «جهود مهمة وجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية، والساعية لتحقيق أهداف مختلفة، عبر نشر الفتنة وخلخلة النسيج الاجتماعي الخليجي. دعوة نبيلة ومبادرة حكيمة لمعالي تركي آل الشيخ، ومعالي عبد الله آل حامد، تعكس الحرص المشترك بأهمية المشاركة…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٤
بعد أن أنهى أنس بن الصياد، نائب شرطة مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام أحمد بن طولون، انتقامه من أحمد بن المدبر، والي خراج الخليفة العباسي في مصر، الذي تسبب في موت أبيه وأخيه وطارد زوجته، فمات ابن المدبر في السجن بعد أن أصيب بالعمى، شعر أنس بالحيرة. ظن أن في الانتقام شفاءً وارتواءً، لكن ما ضاع لا يعود، ومن رحل لا يُبعث حيّاً في هذه الدنيا. لم يعد أنس إلى بيته ليذبح الذبائح ويحتفل ويفرح، عاد ليفكر ويفهم، ولكنه لم يفهم ولم يستطع التفكير. الفرح المؤجل وهمٌ، وعودة الحياة كما كانت قبل ظهور الحزن مستحيلة باستحالة عودة الأموات والأجداد القدماء. تُرى هل عرف القدماء أن العمر قصير، وأن الأيام تُفقد الألوان لمعانها؟ ظنّ أن موت ابن المدبر سيعيد الأب والأخ اللذين ماتا، ويغمر أيام العمر راحةً بعد عناء. مات ابن المدبر.. نعم، كما مات الأب والأخ، وكما سيموت هو وغيره. أيّ عبث، وأيّ وهم؟ عاد إلى بيته، ودخل حجرته وهو يتساءل عن مغزى العمر ونهاية الأيام. لحظة النصر لا تستحق سنوات العناء، والموت لا يأتي للظالم ويترك المظلوم. منذ مات ابن المدبر والحزن لا يتركه. خاف أن يكون أفنى عمره باحثاً لاهثاً عن نهر، والنهر يجري تحت قدميه. بحث عن نجم ساطع في السماء، والنجم قد سقط حوله، يبحث…
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤
كان لقائي بالشيخ زايد رائعاً.. كان يأتي إلى متجرنا مرة كل شهر.. لم تكن هناك مبانٍ كبيرة غير القصر ومتجرنا.. كان يأتي إلى متجرنا.. وكنا نقدم له كرسياً جميلاً.. كان مغرماً بجهاز اسمه «فيو ماستر».. يوضع في الجهاز قرص دائري صغير.. يتم تدوير القرص فتظهر صورٌ مختلفة.. كان يقول: أرني صوراً.. وكنت أعرض له صوراً من أمريكا وسويسرا وغيرهما.. كان يقول: سيحدث هذا في الإمارات بإذن الله.. قال هذا وهو يشاهد أبراج أمريكا. (حسناً يا شيخ.. إنني أثق بك.. لكنني شخصياً لا أعتقد ذلك) هذا ما كنت أقوله، لكن هذا كله حدث خلال ستين عاماً فقط! لا أستطيع أن أصدق أنني أرى كل هذه المباني قائمة أمام عيني. هذا هو ما قاله الشيخ زايد إنه سيحدث. أنقل هذا الحديث بتصرف عما قاله رجل الأعمال «موهان جاشنمال» صاحب متاجر «جاشنمال» المعروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي، وهو يتحدث إلى أحد برامج البودكاست بلغة إنجليزية كان يخلطها ببعض الكلمات العربية التي تعلمها خلال إقامته الطويلة في الإمارات. وذلك في سياق روايته قصة مجيئه وعائلته إلى إمارة أبوظبي في بداية الستينيات من القرن الماضي، وهي قصة تستحق أن تُروى، لأنها تسجل كيف استقطبت أرض الإمارات التجار الذين أتوها، في زمنٍ لم تكن فيه أرض الإمارات تغري أحداً بالقدوم إليها، خلافاً…
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٤
في حوار أجراه الصديق الدكتور سليمان الهتلان في برنامجه المعروف «حديث العرب» على قناة سكاي نيوز عربية، قالت الناشرة الدكتورة فاطمة البودي إنها ترى أن القرّاء في الآونة الأخيرة أصبحوا يهتمون بكتب التاريخ، التي عادت تتخذ موقعاً مهماً لها في دور النشر، وأرجعت ذلك إلى الأحداث التي عاشتها الشعوب العربية عام 2011 ميلادية. حيث أخذ الشباب يتجه إلى التزود بالتاريخ والتجارب السابقة ليعرف ما سيحدث في المستقبل. وأضافت إن الوعي بهوية كل بلد ازداد بعد الثورات، خاصة في الدول التي نجت منها وبقيت متماسكة، حيث عاد أغلب الشباب إلى قراءة الكتب التاريخية، لكنها لم تحدد شكل هذه الكتب، وما إذا كانت علميةً بحثيةً أم أنها أعمالٌ إبداعية. لفت نظري تصريح الناشرة المصرية الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السابعة عشرة، فرع النشر والتقنيات الثقافية، وجعلني أعيد قراءة المشهد بشكلٍ عام، وأتلمس الأسباب التي دفعت الشباب إلى إعادة قراءة التاريخ، الذي يمثل الماضي، في حين يعتقد البعض أن العودة إلى الماضي مضيعةٌ للوقت. ويعتبرون التطلع إلى المستقبل هو الاستثمار الحقيقي للوقت الذي هو كنزٌ ثمينٌ يجب استغلاله فيما يعود على الإنسان بالفائدة، وذهبت إلى التساؤل عن الجدوى من العودة إلى التاريخ وما يمكن أن تحققه، وكيف يمكن أن تحققه. أوافق على أن إعادة قراءة التاريخ مفيدةٌ لكل الأجيال وفي كل…
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤
هذا هو الاسم الذي يطلق على الشاشة الزرقاء التي يعرضها نظام التشغيل «مايكروسوفت ويندوز» عند حدوث خطأ كبير في النظام، أو يواجه النظام مشكلة كبيرة. وهو ما ظهر على شاشات الحواسيب عندما تعطل النظام يوم الجمعة الماضي، وفقاً للإخطار الذي أرسلته شركة «كراودسترايك» للأمن السيبراني إلى عملائها، بعد العطل الذي سبّب هلعاً واضطراباً في البنوك وبعض أسواق المال العالمية، وبعض المستشفيات التي ألغيت مواعيد مُراجعيها، ووسائل الإعلام التي انقطع بثها. وكان الأكثر تأثراً هو حركة الطيران في بعض المطارات، وشركات الطيران الكبرى التي واجهت تأخيراً أو تعطلاً في رحلاتها، لأن مجرد تأخير واحد لبضع دقائق قد يؤدي إلى فوضى شاملة لجدول إقلاع وهبوط الطائرات في مطار أو شركة طيرن ليوم كامل. وهو ما حدث فعلاً وأدى إلى إلغاء أو تأجيل رحلات بعض شركات الطيران، وأحدث إرباكاً في حياة المسافرين والعاملين في هذا القطاع، لجأت معه بعض الدول إلى إعادة إصدار تذاكر الطائرات يدوياً، وتسجيل جدول الرحلات بقلم «فلوماستر» على سبورةٍ داخل المطار، في عودةٍ إلى ما قبل عصر التذاكر الرقمية والتكنولوجيا الحديثة. صحيح أنه بدأ إصلاح العطل خلال ساعات، لكن الخبراء رجحوا أن تمتد مرحلة التعافي الكامل من الانقطاع أياماً وأسابيع. أما لحظة الارتباك التي عاشتها الجهات التي تأثرت بالعطل في مرافق الطيران والبنوك وأسواق المال والمستشفيات ووسائل الإعلام وغيرها…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٤
يوم الجمعة الماضي، 21 يونيو، احتفل العالم بيوم «الأب العالمي». في هذه المناسبة غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مستذكراً والد سموه ووالد كل الإماراتيين، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائلاً: «ولا نزال نرى فيك الوطن والأب والمعلم..». هذه التغريدة المفعمة بحب الأب ذكرتنا بما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وما كتبه في كتاب «قصتي» عنه وعن والدته المغفور لها الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، رحمها الله، من كلمات عظيمة ومؤثرة، وما عبر عنه من إحساس سموه بالفقد عند موتهما، وكيف ترك غيابهما في حياته فراغاً لم يستطع أحد أن يملأه. في هذه المناسبة أيضاً احتفى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بيوم الأب العالمي عبر حسابه في منصة «إكس»، فنشر سموه مقطع فيديو لوالده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قائلاً: «من يشبهك يا أبي.. والدنا وقائدنا وقدوتنا». وفعل الشيء نفسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء،…
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠٢٤
عندما كنا صغاراً، قبل أن نكبر ونركب الطائرات ونسافر إلى حواضر العالم وعواصمه الكبرى، كنا نظن تلك البلاد جنة الله على الأرض، وأن أهلها أسعد خلق الله. ولكن بعد أن رأينا هذه الجنة المتخيلة، أدركنا أننا كنا واهمين، وأن أهلها يعانون من الصقيع، ليس صقيع الأرض الذي يمكن التغلب عليه بطرق التدفئة المختلفة، ولكن صقيع القلوب الذي لا تنفع معه كل الوسائل والأجهزة التي أخرجتها مصانع هذه الدول المتقدمة. أمشي في شوارع مدينةٍ من مدن بلادٍ كانت توصف ذات يومٍ بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فأرى مناظر لم أرها في مدن بلداننا حديثة الاستقلال عندما كانت فقيرة. أرى رجالاً ونساءً في خريف العمر، وآخرين في منتصفه أو بعد الربيع بقليل، يفترشون أرصفة الشوارع، يتخذون منها بيوتاً، ليس في أطراف المدينة، وإنما وسط مركزها التجاري، حيث تقع المحلات التي تبيع أغلى ماركات الملابس والعطور وأدوات الزينة، وتحوي طوابقها المتعددة أحدث ما أنتجته مصانع الغرب والشرق من وسائل الرفاهية والراحة في عصرنا هذا، مما لا يستطيع شراءه سوى أصحاب الدخول المرتفعة ممن يملكون المال والجاه والسلطة. يسمونهم هنا (هوملس) وأسميهم أنا «وصمة عار» في جبين المدن الحديثة والدول العظمى؟ أتساءل: ألا يوجد لهؤلاء المفترشين الأرض أبناءٌ وأقاربُ يسألون عنهم؟ ألم يكن هؤلاء في يوم من الأيام يملكون بيوتاً، أو يقيمون في…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠٢٤
من جديدٍ أعاد حفل الدورة الرابعة من مبادرة «صُنّاع الأمل» إلى الأذهان أوبريت «الحلم العربي» بعد ما يقرب من ثلاثة عقودٍ على ظهوره، وهو الأوبريت الذي تم إنتاجه في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، في ظل ظروفٍ طغت عليها حالة من التشرذم العربي، بفعل أحداثٍ وسياساتٍ أدت حينها إلى انقسام الوطن العربي إلى معسكرين متباعدين، وهي ظروفٌ لا فائدة من استعراضها الآن، لأن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء، ولأن العودة إليها لن تؤدي إلا إلى مزيدٍ من نزف الجروح التي لم تندمل بعد، على الرغم من مرور كل هذه السنوات عليها. في تلك الظروف وُلِدت فكرة أوبريت «الحلم العربي» حاملةً معها مشعل أملٍ بغدٍ أفضل، يبدد ظلمة الحاضر، محاولاً أن يزرع بذرة تفاؤلٍ بمستقبلٍ أفضل للأمة العربية. وقد كنت شاهداً عليها من خلال علاقتي بصاحب فكرة الأوبريت الصديق المنتج أحمد العريان، الذي كان يقيم في دولة الإمارات وقتها، والذي قدّم النسخة التلفزيونية من الأوبريت بكلمةٍ ختمها قائلاً: «ومهما تعالت صور المعاناة العربية في هذا الأوبريت، فلا يزال هناك الأمل... ولا يزال الحلم مستمراً». كان عدد الذين شاركوا في أداء النسخة الأولى من الأوبريت 23 فناناً، في حين كتب كلماته الشاعر مدحت العدل، ولحنه الموسيقار الراحل حلمي بكر والموسيقار صلاح الشرنوبي، وقام بتوزيع موسيقاه حميد الشاعري، وأخرجه طارق العريان، ونفذه…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤
لم يفاجئني جواب المرشد السياحي، في أول يوم من زيارتنا لولاية «كيرالا» الهندية، عندما سأله أحد زملاء الرحلة عن عدد اللغات في الهند فأجاب: إنها كثيرة، حتى يُقال إنك كلما قطعت 50 كيلو متراً في الهند قابلتك لغة جديدة. ربما تكون هذه مبالغة، المقصود منها أن يناسب عدد اللغات في الهند عدد السكان، الذي بلغ مع بداية عام 2024 ملياراً و435 مليون نسمة، حسب الإحصاءات، وبما يعادل 17.76% من إجمالي عدد سكان العالم، لتنافس الهند الصين على مرتبة أكثر الدول اكتظاظاً بالسكان على مستوى العالم. يؤيد تعددَاللغات هذا أن الصحف في «كيرالا» تنشر بتسع لغات، وإن كانت اللغة الماليالامية تشكل نسبة 97% تقريباً من اللغات المستخدمة في الولاية، بينما تشكل اللغة التاميلية 1.49% منها، وتشكل اللغات الأخرى النسبة المتبقية. يُرجِع البعض أصل اسم ولاية كيرالا إلى كلمة «خير الله» لكثرة الخيرات المتوفرة فيها، ومن تسمياتها بلد الله، وحديقة التوابل، وأرض جوز الهند، وأرض الأشجار، وجوهرة جنوب الهند، وهي أسماء يصح إطلاقها كلها على «كيرالا» لأن حجم اللون الأخضر، الذي يمكن أن تشاهده فيها كبير جداً، إلى درجة أنه لا تكسر هذا اللون إلا الوديان ومجاري الأنهار والمناطق السكنية، التي تمر بها من شمال الولاية إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. ما لفت نظرنا في ولاية «كيرالا» أن بعض المحلات التجارية…
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠٢٤
جدلٌ كبيرٌ ثار حول ظهور الفنانة المصرية القديرة نجاة الصغيرة، في حفل «جوي أووردز» بالمملكة العربية السعودية قبل أيامٍ. فريق قال إنه لم يكن من اللائق ظهورها على خشبة المسرح أمام الجمهور، وهي في منتصف العقد التاسع من عمرها، ورأى أنه كان يجب أن تحتفظ بصورتها القديمة في أذهان الناس، وفريق عتب عليها لقبولها التكريم في الخارج، وقال إنه كان يجب أن يتم تكريمها في بلدها مصر. للفريق الأول نقول، إن الناس عندما تحب أو تُعجَب بفنانٍ أو مبدعٍ، أو أي إنسانٍ، فإنها لا تحبه أو تُعجَب به في مرحلة شبابه لتكرهه عندما يهرم أو يشيخ، لأن الحب والإعجاب غير مرتبطَيْن بمرحلةٍ من مراحل العمر، إذا تجاوزها الإنسان، وتغيّر شكله الخارجي ذهب هذا الحب أو الإعجاب، ونجاة الصغيرة فنانةٌ كبيرةٌ، أحب الناس صوتها وشخصيتها مثلما أحبوا صورتها وشكلها، وهي ما زالت تحتفظ بجمالها الداخلي والخارجي معاً، رغم بلوغها منتصف العقد التاسع من العمر. أما الفريق الثاني، فنقول له إن تكريم أي فنانٍ أو مبدعٍ في أي بلدٍ عربيٍ، هو تكريمٌ له في بلده، لأن الوطن العربي واحدٌ، لا فرق بين شعوبه، ومثلما مصر وطنٌ لكل العرب، فإن كل البلدان العربية وطنٌ للمصريين، علماً بأن والد الفنانة نجاة محمد حسني البابا كان سورياً، هاجر في شبابه إلى مصر، وأقام فيها حيث…
الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠٢٤
في القنوات الإخبارية، وفي مراكز الأخبار بالقنوات العامة، هناك قسم يطلق عليه «قسم المراسلين وإنتاج المقابلات». من مهام هذا القسم تكوين قاعدة من المحللين، للجوء إليهم عند وقوع الحروب والأزمات والأحداث الكبرى وغيرها. الأسماء التي تضمها هذه القاعدة تخضع لمواصفات معينة، أهمها أن تكون أفكار أصحابها وتوجهاتهم وميولهم السياسية والفكرية متفقة مع توجهات هذه القنوات وأهدافها، والأغراض التي أنشئت من أجلها، ومع سياسة وتوجهات الدول، التي تمثلها أو تنطلق منها، مهما كانت مساحة الحرية، التي تدعي القناة أنها توفرها لمن يظهر على شاشتها، مع الوضع في الاعتبار أن بعض القنوات تتعمد استضافة محللين مخالفين لتوجهاتها سعياً إلى مزيد من الإثارة. هذه معلومة لا تخفى على الكثيرين، لكن البعض يتغافلون عنها، لأن رأي المحلل الذي يستمعون إليه، ويأنسون له يتفق مع رأيهم أو يدغدغ عواطفهم، ويقترب من أمنياتهم، رغم أن هذا الرأي قد لا يتسق مع ما يحدث على الأرض. كما أن العاملين في هذه الأقسام يتفقون مع المحللين، الذين يستضيفونهم على الخطوط الرئيسية، التي يجب أن يلتزموا بها، وعلى الخطوط الحمراء، التي يجب ألا يتجاوزوها قبل أن يضعوهم على الهواء في فترات البث المباشر، أو قبل أن يبدأ التسجيل في البرامج غير المباشرة، والذين شاهدوا المقاطع، التي تسربت من كواليس بعض القنوات، التي ترفع شعار الرأي والرأي الآخر، للاتفاقات التي…
الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠٢٤
لا أعرف إذا كنتم ستجدون في صحف اليوم أسماء مواليد 1 يناير 2024 أم لا، على خلفية أن الصحف درجت على نشر أسماء مواليد العام الجديد منذ أن وعينا على قراءتها، وربما اعتقد البعض الآن أن من سمات التطور أن تتخلى الصحف عن هذه العادة في زمن وسائط التواصل الاجتماعي التي أخذت على عاتقها نشر أخبار المناسبات الاجتماعية وغير الاجتماعية على مدار ساعات الليل والنهار، وليس في بدايات الأعوام ونهاياتها فقط. على أي حال ليس هذا موضوعنا، ذلك أننا جميعاً نعدّ أنفسنا من مواليد 1 يناير إذا اعتبرنا 31 من شهر ديسمبر نهاية مرحلة، واعتقدنا أن 1 يناير بداية مرحلة جديدة في حياتنا. ولهذا يحتفل العالم بليلة رأس السنة الميلادية باعتبارها الخط الفاصل بين مرحلتين من حياتنا، أو هي اللحظة التي نتمنى فيها أن نتخلص من ذكريات العام الراحل الحزينة والمحبطة وننظر بأمل كبير إلى العام المقبل، متمنين أن نتمكن ونحن نقف على خط الزمن الفاصل هذا من نسيان إخفاقاتنا وتحقيق أمنياتنا. مواليد 1 يناير إذن ليسوا هم الذين يأتون إلى الدنيا في هذا اليوم، وإنما جميع من أتى إلى الدنيا منذ أعوام يختلف عددها من إنسان إلى آخر، ولا يمنع تفاوت الأعمار هذا إحساسنا بأننا نولد من جديد صباح كل يوم نطل من خلاله على الحياة، لأن اليوم الذي…