السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
يسألني: هل نستطيع إكمال ورشة بنائنا التنموية الهائلة بسعر نفط ما بين الخمسين والستين؟ قلت له: لست خبيرا بعوالم الاقتصاد ولكنني سأرد واثقا: نعم ويمكننا هذا بشرط جوهري أن نبدأ حرب أفكار البناء والتنمية وأن نقبر للأبد فكرة المجتمع "الرعوي" الذي لا يعرف الرضاعة سوى من ثدي الحكومة. لدينا اليوم قاعدة وزارية شابة يحملون أفكارا عصرية، ولكنهم بحاجة ماسة إلى "تحطيم" السقف المتماسك من نوابهم ووكلائهم ومديري عمومهم من "المحنطين" الذين عاشوا لعقود في الوزارات ذاتها على ترقيات نظام الخدمة المدنية ونظريات الإدارة العامة وروتين الأنظمة والأوامر. نحن بحاجة إلى جيش جديد في جهازنا التنفيذي العالي يأتي إلينا من عالم "إدارة الأعمال" وقلب "البيزنس". خذوا هذه الأمثلة: يذهب 30% من هذا الشعب للعلاج في المشافي الخاصة وقد لا يعلم الكثر أن أكثر من 70% من هذه النسبة يدفعون الفواتير إما عبر وزارة الصحة أو عن طريق شركات التأمين. تقول ثورة الأفكار أيضا إن بناء مستشفى حكومي جديد بـ"500" سرير يحتاج لمليار ريال، بينما لا يحتاج نظيره "الخاص" سوى لقرض بـ"50" مليونا قابلة للاسترجاع الكامل. يقول البرهان المثبت إن المستشفى الخاص أكثر فاعلية وأقل تكلفة في علاج الفرد الواحد. نحن بهذه الأرقام نستطيع أن نرفع نسبة العلاج "الخاص" إلى الضعف تماما في ظرف ثلاث سنوات وبثلث التكلفة. في المثال الثاني، يستطيع…
الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥
لسبب وجيه بسيط، سألت عن صحة أصابع اليد اليمنى للصديق الشقيق، عبده خال، ولم أسأل عن لسانه الذي صمت عن الكلام في وعكة صحية طارئة. ذاك لأن (أبا وشل) لم يكن في المشهد الإبداعي العربي مجرد (ظاهرة صوتية) لسانية بقدر ما كان فعلا، كتبت ثلاث من أصابع يده اليمنى حكاية الأرض والطين ومآسي القرى وأماسي القصور المترفة. هو باختصار واحد من بيننا الذي تبدو صحة أصابعه أهم من صحة لسانه الذي (تلعثم) عن الكلام حتى تكاد تقول إن (المرض) الطارئ نفسه يعرف ماذا يصطاد ويعرف ماذا يترك. مشكلة عبده خال أنه كتب لمجتمع لا يحبذ الاعتراف بمآسيه ولا بقصص القاع المجتمعي الموغلة في الحرمان والألم والبؤس. مشكلته أنه كاتب قصص وروايات المهمشين على أطراف أظافر هذا المجتمع. مشكلة عبده خال الأساسية أنه كان نهرا روائيا جارفا، ولكن بلا ماكينة إعلامية تضعه في المكان الصحيح الذي يستحق في عالم الإبداع الروائي للغة العرب بجانب نجيب محفوظ ومحمد شكري ويوسف إدريس وحنا مينه. وحتى حينما فاز بجائزة (البوكر) العالمية، أخذتنا الدهشة لحظة الإعلان، لأن عبده خال كان يجلس لحظتها في (دبي) على طاولة مستديرة مع سبعة من دهاقنة الرواية العربية. مشكلة عبده خال أنه كتب (مدن تأكل العشب) لمجتمع مدني خالص وصحراوي لا يرى مساحة حديقة صغيرة من العشب الأخضر. مشكلته أنه…
الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥
حزنت جدا وأنا أستمع لشيخ فارسي معمم في مقطع قصير وهو يقول بكل صلف وغرور ما يلي: "نعم نحن أقلية مذهبية ولكننا اليوم نسكن ونربض فوق ما يقرب من 70% من النفط العالمي وبالتالي نسيطر على ثلث اقتصاد هذا العالم. نعم، نحن أقلية مذهبية ولكننا اليوم نحكم عواصم أربع دول عربية جوهرية، من سورية إلى العراق، ومن اليمن إلى لبنان. نعم نحن اليوم أقلية مذهبية ولكننا نسيطر على باب المندب ومضيق هرمز، ولم يعد لدى السنة سوى "قناة السويس" ولا معنى لهذه القناة إذا ما أقفلنا الباب وأغلقنا المضيق..". لم يكن هذا الشيخ الفارسي المعمم يتحدث في صالون خاص أو في دهاليز ندوة محصورة مغلقة. كان يتحدث إلى طلاب جامعة طهران وهي ذات المعمل الذي يتبارى فيه دهاقنة السياسة الفارسية ومن منبرها تخرج أشهر خطبة جمعة. وفي تاريخي مع الكتابة يعلم الجميع أنني تماما ضد تقابلية المذهب وضد التصنيف الطائفي على مرتكز المعتقد، لكن حديث هذا المعمم الإيراني الفارسي لا يشير سوى إلى حالة واحدة: استغلال العاطفة المذهبية من أجل الهدف العرقي. إحياء الأرومة الفارسية باستغلال الدين. والخلاصة ما يلي: خرجت ملايين بني يعرب إلى الشوارع في كذبة "الخريف" العربي لتصنع وتخلق نهرا جارفا يصب اليوم في قم وشيراز وينتهي "بربيع" فارسي بالغ الخطورة. هذه هي البراهين: قاسم سليماني، جنرال…
السبت ١٤ مارس ٢٠١٥
بين يدي معالي وزير الإسكان المكلف، سأضع هذه الحقائق والأرقام التي أخذتها من "فم" معالي الوزير السابق في لقاء تلفزيوني قديم تمت إعادته مساء ما قبل البارحة: خذ مثلاً، أن خريطة مدينة مثل الحبيبة الرياض، تحوي ما نسبته 74% من الأراضي البيضاء الفارغة في نطاقها العمراني، وأيضاً بما يقارب 46% من مساحة الرياض داخل حدود الخط الدائري وضمن جهاته الأربع. خذ مثلاً، ومن لسان معالي الوزير السابق، أن مجرد ثلاث مساحات من الأراضي البيضاء داخل الحزام الدائري لمدينة الرياض يصل مجموع مساحتها إلى 16 مليون متر مربع، وهذه القطع الثلاث وحدها تشكل ضعف مساحة جزيرة مانهاتن، روح أميركا، وقلب نيويورك. خذ مثلاً أن معالي وزير الإسكان السابق يقول بالحرف: إن لدينا بالبرهان ما يقرب من 900 ألف وحدة سكنية شاغرة تنتظر التأجير للسكن في مدن المملكة كافة. كل هذه الأرقام السابقة تشير تماما إلى معادلة وحيدة: نحن لا يوجد لدينا مشكلة في توفر ووفرة الإسكان، بل لدينا خلل فاضح في وصف المشكلة وتوصيف المستحق فعلاً للسكن. خذ هذه المقاربة: في مدينة مثل "لندن الكبرى" يضعون الأراضي الفارغة تحت اسم "الأراضي الداكنة" أوblack properties ونحن هنا نسميها الأراضي البيضاء. تصل نسبة السكان المستأجرين في مدينة مثل لندن إلى ما يقرب من 58% من سكان هذه المدينة ولا زالت هذه المدينة الكبرى…
الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥
تكمن مشكلتنا الكبرى مع نظرية الشيخ بندر حول دوران الأرض مع الاستقبال. هو يقول إن أرضنا.. وأكررررر أرضنا، وحدنا، لا تدور، وهو في كامل الحق عقلا ونقلا لأننا لا زلنا في المربع الصفر ببرهان كوب الماء الذي رفعه فضيلة الشيخ. كان فضيلة الشيخ بندر يريد أن يقول لخارطة عالمه الإسلامي إن السادسة صباحا تشبه السادسة مساء، وإن العام 736هـ لم يختلف أبداً عن العام 1436 للهجرة ذاتها. وأنا كمسلم مؤمن لست مطالبا بالإيمان والاعتقاد بالفلك والفيزياء والرياضيات، ولست محاسبا على تصديقي بها من عدمه يوم الحساب والعرض. لكن فضيلة الشيخ بندر أراد أن يختصر نظرية العلم بيمينه التي يرفع بها كوب الماء للدلالة على نفي دوران الأرض، ومن ثم يرفع بيساره طرف المشلح الذي كان يدور على كتفه. هو صادق في كل ما قال لأنه يتحدث عن خريطة ساكنة جامدة في قلب عالم متحول. وحين يرفع الشيخ بندر كوب الماء للدلالة على جماد أرضه وعالمه فقد لا يعلم ما يلي: قد لا يعلم فضيلة الشيخ بندر أن الغرب الذي تحدث عن علمه بتهكم وسخرية هو نفسه الغرب الذي أعطى جائزة نوبل لعالم مسلم استطاع تقسيم الثانية الواحدة إلى مليون جزء لدراسة التفاعلات الكيميائية والفيزيائية، بينما لا زال فضيلة الشيخ بندر يسبح لألف عام في الماء ذاته والمسبح وذاته. هو الغرب…
الخميس ٢٢ يناير ٢٠١٥
نعم، بكل تأكيد، أعتقد أن الظرف والمساحة يسمحان بالنقاش الجاد الخلاق عن قصة رائف بدوي وبالخصوص بعد أن تحولت إلى قصة رأي عام عالمية، لا يمكن لتلفزيونات الدنيا وصحف الكون أن تكتب وتتحدث عن قصة داخلية ثم نصمت نحن عن التفكيك والحوار والمجادلة. نظام القضاء الشرعي السعودي نفسه يسمح بمساحة كبيرة لنقاشه والاعتراض القانوني على أحكامه والاستئناف عليه، وما سأكتبه اليوم قد لا يختلف عن أوراق المحامين الذين دافعوا عن القضية، وما أكتبه لا ينتقص أبدا من احترام نظامنا القضائي والقبول بأحكامه النهائية. وأولا أكاد أجزم أن الضجة المحلية وردة الفعل الهائلة من حولنا في هذا العالم على هذه القصة تعود في جذر أساس إلى أن نظامنا القضائي يفتقد مهنية الذراع الإعلامية التي تشرح وتبرر، وتفند الوقائع والملابسات وبالخصوص مع بعض القضايا النادرة، وأقول بشك شديد إن هذا النظام القضائي المحترم لم يكن يستبق ذهنيا ردة فعلها الجارفة، لا يوجد لدي أدنى شك أن فقد هذه الذراع التسويقية للحكم كان أحد الأسباب التي وضعتنا جميعا - قضاءً ومجتمعاً - في فخ هذا الحرج. ثانيا، وهذا ما سيكتبه كما أسلفت محام قانوني شرعي، فأنا أعتقد أن نظامنا القضائي لم يتمكن بحبكة مكتملة أن يبني مجموع التهم الموجهة إلى رائف بدوي بالشكل الذي يقنع المجتمعين المحلي والعالمي في هرم بنائي راكز. نعم…
السبت ١٠ يناير ٢٠١٥
في الليلة الأخيرة من شهر نوفمبر، من العام الماضي، قال جلالة الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن بالحرف: إن الحرب على الإرهاب هي بالضرورة القصوى حرب يجب أن تبدأ من داخل الإسلام.. انتهى. جملة شجاعة من قائد شجاع. وبالطبع فهو يعني مباشرة أن بداخل الخطاب الإسلامي وقودا هائلا من أدبيات الإرهاب والعنف التي شوهت سماحة واعتدال ورحمة هذا الدين العظيم مثلما يريد أن يقول إن المجتمع العالمي من حولنا لا زال يجاملنا عندما يقول إن الحرب ضد الإرهاب هي حرب ضد "الإرهاب" نفسه لا ضد الديانة. لكن زعماء هذا العالم لن يستمروا إلى الأبد في هذه المجاملة التي تفصل الدين عن الإرهاب، لأن المزيد من الضحايا من شعوب الغرب والشرق لن تسمح بعد اليوم بهوامش من المناورة السياسية وخطابات المجاملة والترضية. هنا يبدأ السؤال، بل جملة الأسئلة: من أي بيئة خرج إلينا الشقيقان، سعيد وشريف كواشي، وتحت أي خطاب جاءا إلينا ونحن نتفرج على كل تلفزيونات الكون الإخبارية وهي تقرن هذين الاسمين باسم هذا الدين العظيم في أكبر وأضخم عملية تشويه لصورته منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ كيف حوّل هذان الشقيقان حياة ثمانية ملايين مسلم على الأرض الفرنسية إلى حالة من الانكفاء والهلع والخوف، لأنهما وبكل وضوح وصراحة: حالة حصار لإرهابيين اثنين في منزل في شمال شرق فرنسا، ولكنها أيضا،…
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
تقول الأرقام إن شرطة مدينة الرياض نشرت قبل الأمس 300 دورية أمنية طارئة أمام المدارس العامة في المدينة في اليوم الأول للامتحان ما قبل الأمس. وبحسبة بسيطة لعدد مدارس المملكة كاملة "ثم أخذ القياس بأرقام الرياض" وجدت أن جهازنا الأمني بحاجة إلى 6000 دورية أمن لتغطية بقية الساحات أمام مدارسنا على الخريطة. في مساء اليوم نفسه، الأحد، لم تجد السلطات الأمنية حرجاً أن تشرح السبب على شاشة "MBC": الامتحانات هي ذروة موسم التفحيط مثلما هي أيضاً ذروة موسم العنف والمشاجرات بين المراهقين، وللكارثة أيضاً، موسم بيع الحبوب والمخدرات بين طلاب المدارس. كل الصورة برمتها تمثل إطاراً مخيفاً لهزيمة أخلاقية وانهيار أسري وبلادة اجتماعية. لماذا نضطر لإنزال ستة آلاف رجل أمن أمام مدارس تعج بربع مليون معلم؟ وأين غاب هذا الجيش الهائل من المعلمين عن التصدي لمثل هذه الظاهرة؟ وللحق المدرسة والمعلم جزء من هذه الهزيمة الأخلاقية. ولكن: نحن معهم كآباء وأسر ومجتمع شركاء في هذه الهزيمة والانهيار والبلادة. خذوا هذه الصورة المقابلة كي يكتمل إطار المشكلة: تقول الأرقام إن 20% من طلاب الثاني المتوسط يذهبون إلى مدارسهم وهم يقودون سياراتهم الخاصة، ترتفع النسبة إلى 35% في الثالث المتوسط، وإلى أكثر من 75% في الأول الثانوي. هذه جريمة قانونية تأخذ "الوالدين" إلى المحكمة وتأخذ الطفل إلى حاضنة اجتماعية مستقلة في المجتمعات…
الأربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤
والقصة الخيالية التي أكتبها اليوم أكثر ألماً ومأساة حتى من توصيف اللغة في العنوان بعاليه، وأتمنى أن تصل تفاصيلها المدهشة إلى معالي وزير العمل وطواقمه العليا من حوله. هي أشبه بما يمكن توصيفه بحالة "استعمار" خفي باسم السعودة، واسمحوا لي على هذا التشبيه. هي ما يلي: عند الساعة الثامنة من مساء الخميس الماضي فوجئ ما يزيد عن 300 شاب "مهندس" سعودي برسالة موحدة تتضمن خطاب استغناء عن العمل من شركة "أجنبية" عملاقة تعمل بيننا في مشاريع إنشاء مليارية. الجملة الأولى في الخطاب الموحد تقول (إنه بناء على رفض وزارة الداخلية "عميل خدماتنا" لتوظيفكم فقد تم فصلكم استناداً إلى البند القانوني في العقد المبرم الذي يسمح لشركتنا بفصلكم عن العمل في فترة التجربة). معالي الوزير: هنا خيط القصة. نحن أمام شركة أجنبية عملاقة تعمل لدينا بعقود مليارية. وخلال أقل من شهر واحد، وعلى مسؤوليتي، استقطبت هذه الشركة أكثر من 300 مهندس سعودي بإغراءات مالية مشبوهة أجبرتهم جميعاً على الاستقالة من مواقعهم السابقة. الشبهة الكبرى أنها أعطت لكل فرد اختيار مكان عمله في أي منطقة وأي مكان يختاره "المهندس" بغض النظر عن الحاجة، الشبهة الأكبر أن الشركة نفسها كانت تغري الفرد بما يقرب من ضعف الراتب ليترك عمله السابق. وخلال أقل من شهر، وببرهان الأوراق في الملف الضخم بين يدي، اكتفت هذه…
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
لا يمكن لكاتب يحترم اهتمامات الجمهور وصدمة "الرأي العام" أن يتجاوز الظهور المثير للجدل الواسع العريض للشيخ أحمد الغامدي بجوار زوجته في برنامج "بدرية". في التحليل الاجتماعي تبرهن لنا جميعاً ردة الفعل الواسعة على ظهور الشيخ بجوار زوجته أننا شعب عاشق للإثارة مثلما تبرهن لي مقولتي القديمة "أنك لو...#هشتقت... قوطي على ناصية الشارع العام لسهر شعب بأكمله عليه". أنسانا فضيلة الشيخ الغامدي وزوجته تداعيات هزيمة الهلال من غريمه النصر. نسينا معه لقاء الأمير الوليد بن طلال مع علي العلياني في اللحظة نفسها. تجاوزنا "معهما" سهرة شعب بأكمله مع الحلقة الختامية لبرنامج "أرب آيدول"، وكل ما سبق، ثلاثة برامج ومناسبات جوهرية في نسب المشاهدة التلفزيونية. نعم... كانت صورة زوجة فضيلة الشيخ إلى جواره أمام "بدرية" صادمة مستفزة لتربية مجتمع محافظ ولكن: هي نفسها صورة زوجة "إردوغان" التي تظهر بجواره في المناسبات العامة. هي نفسها صورة زوجة "مرسي" الذي رآه متطرف سابق لابساً قميص عثمان بن عفان. هي نفسها "وجه" خديجة بن قنة حين تقدم حلقات البرنامج الشهير "الشريعة والحياة"، وحتى اللحظة ذهب إلى طاولتها "اشتراطاً" سبعة من طلبة العلم لدينا، مثلما هي أيضاً صورة وجه الجزائرية الشابة التي تزوجت فضيلة الشيخ الآخر، يوسف القرضاوي، ثم ظهرت على عشرات الشاشات الفضائية تتحدث عن التجربة بنفس حجاب زوجة الشيخ "أحمد الغامدي" حذو "الشيلة"…
الثلاثاء ٢٥ نوفمبر ٢٠١٤
كنت واضحا شفافا مع صديق الغربة والدراسة القديم وأنا أشرح له عتب الأسباب المتداخلة التي رمت بابنه البكر إلى مجاهل الجهاد المزعوم في صحاري بادية العراق والشام. الوالد، أحيانا، ومعه الأسرة وطريقة التربية، شركاء في هذه المأساة، ويؤسفني أنه عاد إلي واستمع لنصائحي بعد فوات الأوان. هو نفسه كان أكثر وضوحا وهو يهاتفني في لحظة متأخرة من مساء ما قبل الأمس، ليطلب مني كتابة كامل القصة، ولو حتى بالأسماء، من أجل العبرة وحتى لا تسقط أسر جديدة في ذات الشراك والفخ. تكمن ذروة المأساة كما قال لي والده بالضبط: حين يستقبلون من ابنهم البكر اتصالاته المتقطعة وهو يطلب من والده الإنقاذ من براثن تنظيم متطرف. يقول الأب المكلوم: لن أنسى أبدا تلك الجملة المكررة: "سيقتلونني يا والدي لو عرفوا أنني اتصلت". حملت "أحمد" طفلا صغيرا على أكتافي مع والده تناوبا في شوارع الغربة في المدن الأميركية، كنت أطمئن لالتزام هذا الصديق، وكنت أيضا أشاغبه حد الاختلاف والخصام في بعض مظاهر التشدد والتزمت. وحين زرته في الرياض لآخر مرة قبل عامين، قلت له ناصحا: انتبه لـ"أحمد" قبل وقوع الكارثة. ولأن بيننا من الحب العميق وفهم الطبائع ما سمح له بأن يودعني ضاحكا مبتسما بأوصاف ونعوت في حقي ولكنني أقبلها منه بذات الحب والأريحية. ويؤلمني جدا أن أكتب إملاءات صديق عزيز وهو…
الخميس ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤
كنت قد انتهيت تماما من كتابة فكرة (مقالي) لهذا الصباح وتحت العنوان المنتهي، سؤال لمعالي الوزير، لولا أنني قرأت الخبر العاجل بتكليف وزير جديد لوزارة الثقافة والإعلام، وشكرا من الأعماق لصديق الحرف والكلمة معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة على كل يوم من مسيرتك الطويلة في خدمة هذا الوطن. والآن آن لي أن أغير مجرد العنوان إلى ما هو مكتوب بعاليه. عن التغريدة الأخيرة لمعالي الوزير وهو يقول: (لكل من سأل: لقد أمرت بإغلاق مكتب قناة وصال في الرياض ومنع أي بث لها من المملكة. وهي ليست قناة سعودية من الأساس). هذا الظرف الوطني الدقيق لا يحتمل شطب كلمة ولا تغيير مجرد حرف. ولهذا سأعود في المقال (المعدل) إلى آخر 25 حرفا في تغريدة معالي الوزير حين قال: هي ليست قناة سعودية من الأساس. فكرت ثم تأملت. أحسنت الظنون وأسأتها أيضا. إن لم تكن هذه القناة سعودية من الأساس، وهي تبث من قلب الرياض، فلمن إذاً ستكون؟ ومن الملاك؟ وما الأجندة وراءها؟ وما الهدف؟ إذا كان وزير الإعلام لا يعرف فكيف لنا أن نعرف؟ إن لم تكن القناة سعودية من الأساس فمن هم الأساس إذاً؟ هل هي لجماعة الإخوان أم لجماعة التبليغ والدعوة؟ هل هي للسلفية الجهادية أم لحماس؟ هل هي قناة أنصار بيت المقدس أم هي تحويلة (فضائية) لداعش؟ هل هي…