الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٣
على هوامش القصة الخبرية حول مطاردة جندي البحث والتحري لعائلة سعودية لمجرد الاشتباه في محافظة أحد رفيدة والتي نشرت تفاصيلها هنا بـ"الوطن" ما قبل الأمس، سأكتب علامتي استفهام: الأولى: عن التأهيل الميداني وعن تراكم الخبرات ونوعية التدريب الذي (كان) عليه هذا الموظف الأمني حتى نحفظه ونحفظ حقوقه الشخصية من أن يرتكب خطأ فادحاً بلا قصد أو عمد وهو يؤدي مهمته الأمنية كمسؤول بحث وتحرٍ عن مخالفي القواعد والقوانين الأمنية. نحن نخطئ في حقه، أولاً، حين نعطيه الذخيرة الحية في سيارة (شاص) بات من العرف المجتمعي أنها في الظلام البهيم، وفي المكان المهجور، شبهة مكتملة يهرب منها الجميع: إذاً فكيف بامرأة مع ولدها اليافع وبناتها تحت وابل الرصاص الذي مزق أطراف السيارة. في المقابل، نحفظ أيضاً حقوق عائلة طاردتها سيارة صار في العرف أنها مشبوهة وكان من الممكن بكل بساطة: أن تكون في السيارة الأمنية أجهزة الإضاءة الأمنية المخفية التي يستطيع رجل الأمن بكل سهولة أن يضعها في المكان المناسب. لماذا كل هذا الرعب بينما الحلول لحفظ حقوق الطرفين أسهل مما نتوقع ومن هو الذي سيتوقف حينما يشاهد سيارة بهذه المواصفات تحديداً تطارده في منطقة مهجورة؟ علامة الاستفهام الأخرى تكمن في السؤال: ماذا لو كان المطارد من بين أعضاء جهاز (الهيئة) وماذا لو أن هذه القصة الفظيعة لإطلاق الرصاص على عائلة…
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣
سأنصف معالي الشيخ الدكتور، عبداللطيف آل الشيخ، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن قلت إن ظهوره التلفزيوني مع الأخ، علي العلياني في برنامج (يا هلا) كان أجرأ وأمتع مقابلة شاهدتها لمسؤول من العيار الثقيل. كان معاليه واضحاً مباشراً وشفافاً مع الجمهور الذي يحاول ردم ثغرات وكسور في جسر العلاقة بين المجتمع وبين الهيئة. وفي المقابلة نفسها لم يهرب معالي الشيخ من السؤال الجريء: عن الحرس القديم في جهاز الهيئة ومدى انتشاره وتغلغله ضد أي فكرة إصلاح أو تطوير في أداء هذه المهمة الإنسانية السامية. لكن الجواب المطلق بالنفي أو التقليل لا يشرح الجواب على أن في هذا الجهاز من يسبح ضد حتى رئيسه ومن المقربين لمكتبه في الجهاز العلوي فكيف ببقية الآلاف في مئات مراكز الهيئة المختلفة. إذا كان، وكما قال معالي الرئيس، يكتشف أن أقرب المقربين إليه قد (سجَّل) عليه عشرات المكالمات في عيب أخلاقي شنيع لا يتعارض مع خلق المسلم فحسب، بل يتنافى جذرياً مع الكلمات الأربع في اسم الهيئة. فكيف يؤتمن مثل هذا أن يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ثم يصبح اسماً رفيعاً في ذات الجهاز وهو لا يترفع عن رذيلة التجسس؟ في السؤال الثاني، يتحسر معالي الشيخ على قصة أخرى لموظف رفيع في ذات الجهاز متورط في دعوة السذج، كما قال معاليه، للمجيء…
السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠١٣
في ثنايا الجدل الضخم المحتدم حول قصة الشهر لقتيلي مطاردة الهيئة كان القاتل الأكبر للعبرة والاستفادة من مخرجات وخراج القصة المؤلمة يكمن بالضبط في معاملين: المعامل الأول هو حالة الاصطفاف الديماغوجية التي استندت إلى العواطف أو إلى ولاءات المدرسة. صار أن تكون مع جهاز الهيئة أو ضده في هذه القضية المؤلمة بالتحديد أقرب إلى حكايات ومناوشات جماهيرية، كما يحدث في العادة بين جمهور النصر وجمهور الهلال في حالة هدف (افتراضي) تم تسجيله بالتسلل المكشوف أمام عشرين كاميرا تلفزيونية في الملعب. فريق يغمض أربعة أخماس العينين كي يبرر مشروعية هدف مسروق، وفريق يصرخ ضد الهدف رغم أن صافرة التحكيم برهنت في مئة عام من عالم المستديرة أنها لا تتراجع. فريق هيئة الأمر بالمعروف ينسى أولاً أن حرمة الدماء أغلى وأقدس من الوظيفة، ويتناسى في زمن ثورة الاتصال أن المطاردة التي انتهت بالقتل كانت مرصودة بالدقائق وبكل التفاصيل من عشرات الجائلين بجوالاتهم في مقطع تنشره اليوم آلاف المواقع، وللقطة وصلت لنصف مليون حالة إرسال وتبادل في اليوم الأول من القصة. جمهور الفريق المناوئ لجهاز الهيئة لا يتورع عن المطالبة بنشر أحجيات المسح والإلغاء لكامل الجهاز الموقر، متناسياً أن قانون (الملعب) ذاته يسمح بطرد لاعب من الفريق على خطئه الفادح ببطاقة حمراء لأن بنية القوانين نفسها لا تسمح بمسح فريق كامل من الخريطة…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٣
تعكس حكاية الطابور الطويل إلى بوابة الطائرة نهاية، مساء طويل. وقصة أفراد الطابور مع (حيواتهم) الشخصية. يحيى: سبعيني (متشبّب)، بلهجة ظهران الجنوب، ومن بعض تصرفاته في الطابور يبدو لي زبونا أسبوعيا لطائرة الرياض. يتباهى أمامنا أنه أنجز هذا الصباح أمرا (وزيريا) بفتح صغير لجماعته في (الماسورة) حينما تمر التحلية إلى مركز المحافظة. سألته بكل سذاجة: كيف جبتها يا يحيى؟ فأجاب: جبتها من فوووق.. خلفي في الطابور أيضا، صدام حسين، يضحك الجميع من الاسم الذي كان صدفة عندما كان (صدام)، وأيام ولادته، أنموذجا ورمزا: يهمس إليّ صدام أنه أنهى بعيد ظهر هذه الرياض رفع مخصصاته وأسرته من إدارة (المقررات والعوائد) إلى ما يقرب الضعفين. أول مرة في حياتي أسمع عن هذه الإدارة مع شرح (كتالوجي) عن طبيعة مهمة هذه الإدارة: كيف استطعت يا صدام؟ هو نفس جواب (يحيى) السابق: جبتها من فوووق.. بجواري أيضا على مدخل الطائرة كان (فرحان)، مثلما أكد لي، كان قبلي بعامين في ذات طابور المدرسة الثانوية. والفارق بينه وبين (يحيى وصدام) أنه لا يزال يحتاج لرحلتين كي ينجز فسحا إداريا لرخصة استيراد الأغنام من دولة مجاورة يفصلنا عنها عرض بحر ضيق. وحين سألته عن باقي الإجراءات أجاب فورا: شغال ومع ناس من فوووق.. على المقعد المجاور لي في الطائرة يشرح لي أحمد بلهجة (نماصية) غاية في الجمال…
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
أكاد أختتم هذا المساء بإذن الله قراءة (يوميات) الكاتبة السعودية، سارة مطر عن سيرتها الشخصية كطالبة في جامعة البحرين، تحت العنوان المثير بعاليه الذي يشرح بكل وضوح وصراحة هذا التباين في التقابلية المذهبية في قلب مجتمع واحد. وأنا هنا أكتب (البحرين) كمثال وأنموذج على سلاسة أو حدية التعايش المذهبي، وما البحرين سوى أنموذج لعشرات المواقع والأماكن على هذه الخريطة المسلمة. وحين سبحت في يوميات سارة مطر عرفت بكل صفاء ونقاء أن العقود الأخيرة الثلاثة من الزمن قد شهدت هذا الشحن المذهبي وهذا الاحتشاد الطائفي البغيض مثلما شهد آلاف الأدبيات المغلفة بخطاب ديني ولكن، ومن السذاجة والغباء: تحت دفع الغطاء السياسي.. الباكورة هي الثورة الإيرانية. متى عرفت البحرين، أنا، بشكل شخصي؟ كنت طالباً، منتصف الثمانينات من القرن الماضي، عندما تم اختياري لتمثيل طلاب جامعة الملك سعود في لقاء طلابي خليجي استضافته ذات (جامعة البحرين) حيث يوميات سارة مطر بعد ربع قرن من الزمن. وفي الليلة الخامسة والأخيرة من البرنامج كان في الجدول قضاء المساء الأخير في سهرة شعبية أخاذة داخل قرية خارج المنامة، قبل سنوات زرت ذات القرية ووقفت في ذات الساحة (لاسترجاع الذكريات) ثم عرفت بعد ربع قرن أن مساء سهرتي القديم كان داخل قرية شيعية خالصة. كنا في ذات البرنامج الجامعي القديم ما يقرب من ثلاثين طالباً، أمضينا الأسبوعين…
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
أنا في كامل الثقة أن في ملف الأخ الكريم، عضو مجلس الشورى، البروفيسور أحمد الزيلعي، من التوصيات للمجلس الموقر ما يجعله أكبر من (زنقة) أن يبدو أمام الرأي العام صاحب توصيتين لبناء مزيد من (الحمّامات) العمومية لستر عورات الشعب أو الأحرى بالاهتمام بأشجار الأراك للعناية بأسنان المواطن. هذه توصيات جانبية هامشية لا تسيء أمام الجمهور لمكانة عضو مجلس الشورى بل أيضاً تختزل صورة المجلس برمته في (لقطة) صغيرة، وهو المجلس الذي لا يحتاج إلى مزيد من الاختزال في عيون ذات الجمهور. بناء حمامات عمومية هي مسؤولية مدير قسم المرافق والخدمات بوزارة البلديات وأشجار الأراك مسؤولية نائب رئيس قسم البيئة المحلية بوزارة الزراعة. نحن رفعنا عماد (القبة) الشوروية لما هو أدهى وأهم من هاتين التوصيتين. وفي جعبتي الخاصة تحليل بالغ الخطورة عن السبب الجوهري في السؤال: لماذا يتحفنا عشرات الأعضاء الكرام بمثل هذه التوصيات؟ لن أكتبه لأن المقام والمساحة أيضاً لن يسمحا. ولكل الكرام الأعزاء من أعضاء مجلس الشورى سأقول اليوم إن لدينا معهم مشكلة جوهرية من طرفين: الأولى (وقد لا تنطبق المعضلة على الجميع)، أن لدينا مشكلة وطنية في القدرة على صناعة الأفكار التي تصلح بالتحليل والبلورة إلى تحويلها إلى توصية شاملة تعزز مكانة المجلس وأعضائه وترفع من مقامهم في العيون الوطنية المترقبة. لكن صناعة الأفكار تحتاج لشرطين: الأول: قراءة…
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣
سأعود للمنبع من رأس القصة: ليلة العاشر من المحرم الماضي، اتصلت متطوعاً بأحد الإخوة الكرام من فضلاء إخواننا في المذهب الشيعي كي أعلن له دهشتي العميقة من تحويل المذهب والدين أيضاً إلى طقوس حركية ونثرية على وفاة سيدنا، أبي عبدالله، الإمام الحسين بن علي، كرم الله وجهه. وبالطبع، لم أكن أناقش مع فضيلة المرجع الكبير، فاجعة الأمة بمأساة مقتل سبط النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، بقدر ما أنا أسائل هذا الخروج الجماعي الهائل في مسيرات اللطم و"التطبير" وأنهار الدم السائلة من الأجساد، التي أتفهم مصيبتها، ولكنني لا أفهم أن يتحول الدين إلى تراتيل وطقوس لا علاقة لها بالفقه أو العقيدة. خلصت مع فضيلته من النقاش الطويل إلى اختصار رده فيما يلي: أولاً، أن المذهب نفسه منقسم في جواز تفسير هذه الحالة بين من يرى فيها الجواز والفضل، وبين من يرى فيها البدعة الخالصة، ولكن الجزء الأخير مجرد أصوات شاردة لا تستطيع وقف هذا الحكم الجمعي من الجمهور الذي يخشى معه هذا (المرجع) أن يتحول الدين والمذهب إلى مجرد أساطير وأفعال جمعية وطوابير في هذه المسيرات العزائية التي لم تكن حتى في شيء من هذه الأعداد قبل ثلاثين سنة. هو يرى ثانياً، في العموم الشامل لكل المذاهب الإسلامية المختلفة أن هذا الدين العظيم تحول مع ثورة الاتصال المدهشة وعصر الفضائيات…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
يحتاج طالب/ طالبة الثانوية العامة، إلى خمسة مطبات نفسية بالغة التكلفة مثلما هي بالغة الحسابات في الضرب والجمع والقسمة والطرح؛ حتى يضمن الحصول على المقعد الجامعي الذي يريده أو في أفضل الأحوال ضمن خياراته المختلفة. هذه المطبات الخمسة هي نسبة الثانوية العامة والقدرات ثم نسبة التحصيلي ثم النسبة المؤهلة وأخيراً حلم النسبة الموزونة. أشهر من الجحيم وويلات الانتظار والعذاب النفسي لا للطالبات والطلاب فحسب، بل لآلاف العائلات التي تحاول تهيئة الأجواء لكل (نسبة وامتحان) لشهر أو شهرين ثم الانتظار بعدها لبشرى النتاج لمثلها من الوقت الطويل، وقد تتحول هذه البشائر في الأغلب إلى كوارث اجتماعية ونفسية. وموقفي الشخصي من القصة برمتها أنني مع تخفيف عبء امتحانات الثانوية العامة ومركزيتها وكوابيسها، وأيضاً مع امتحان القدرات كحل عادل للمساواة بين طبيعة وظروف المدارس ولكن: لست مع استبدال الأحلام المزعجة بالكوابيس. لست مع خمسة امتحانات وخمس نسب وخمسة أحمال لخمسة أشهر تمر في حياة العائلة وكأنها خمس سنين. أنا مع معدل امتحان الثانوية العامة مضروباً في معدل امتحان القدرات، ووحده كفكرة قياسية وحيدة، مثلما أنا مؤمن تماماً أن هذين القياسين في (الثانوية والقدرات) سيعطيان المؤشر والدلالة اللذين لن نحتاج بعدهما إلى كل هذه الغربلة وصنوف العذاب النفسي. أنا مؤمن تماماً أن الطالب الذكي المتفوق، ولأنه ذكي لماح، هو الخاسر الأكبر من النسبة الأخيرة…
الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٣
وما شاهدته بالأمس في جازان (مثالاً) بصحبة صديق غارق في بواطن هذه القضية، ليس إلا نموذجاً من كل شوارعنا التجارية في مهازل التستر التجاري تحت أوراق النظام والقانون. تسيطر جنسية بعينها على مواد البناء وأخرى من جيرانها على البلاط وثالثة من الجيران ذاتهم على المستلزمات الصحية. جنسية آسيوية شهيرة تمتلك فوق التسعين من النسبة المئوية لتجزئة المواد الغذائية. أخرى بعينها تسيطر على القرطاسيات واللوازم المدرسية، وسأكتفي هنا من التوصيف لأن المسألة واضحة لكل مواطن يدفع رياله في السوق اليومي. والجواب الحزين أننا منذ عقود ثلاثة ونحن نحاول بالإنشاء والتعبير كسر هذا التستر التجاري الذي يمتص سوقنا المحلية ويسرق المواطنة من مئات آلاف الشباب، ولك من الحساب المؤكد أن حجم التحويل الخارجي يزداد في العام الواحد بعشرة مليارات ريال عن سابقه. وفي جولة الأمس، استوقفني شاب سعودي حاول دخول عالم مواد البناء واستثمر فيها نصف مليون ريال، وبعد عامين يقول لي بالأمس إنه يتمنى الخروج منه بنصف رأسماله. يعترف أنه لن يستطيع المنافسة في بطن هذا (الكارتيل) لأنهم يحاصرونه بكل الطرق والوسائل. كيف قتل هؤلاء لدى شبابنا روح المنافسة؟ الجواب البدهي الأول هو في يوم العمل المفتوح، فنحن قد نكون البلد الوحيد على وجه الأرض الذي تستطيع فيه شراء (البلاطة) عند العاشرة مساء وتشتري فيه لمبة الإضاءة بعد منتصف الليل. البلد…
السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣
هل بإمكاني ككاتب (سنوي) أن أستعيد من الأرشيف نفس المقال الذي أكتبه في مثل هذا اليوم من العام على أبواب اليوم الأول من العام الدراسي؟ نعم، سأعترف بصراحة أنني أكرر ذات مقالي بذات الفكرة عن المساء الكئيب الحزين في وجوه آلاف الأطفال والشباب عن (غد) المدرسة والجامعة. أكررها لسبب بسيط منذ سنوات: لأن بيروقراطية المدرسة ورتابتها تكرر نفسها كل عام دون جديد. دون أن نتدارك لندرك العلة الدائمة في السؤال: لماذا يكره أطفالنا المدرسة؟ كل ما تغير في المقال والفكرة هو (اليوم) في رأس العنوان حين يصبح السبت الحزين بدلاً من الجمعة، متبعاً لقرار تغيير الإجازة الأسبوعية. كيف ابتدأت لدي فكرة سنوية للعنوان بعاليه؟ الجواب يعود إلى منتصف العام 2008 حين نشرت مجلة (المعرفة)، المطبوعة الأساسية الرسمية لوزارة التربية والتعليم تحقيقاً رشيقاً طويلاً عن نماذج من هذا العالم لعلاقة الطلاب بمدارسهم بمعيار النسبة المئوية للحب أو الكراهية. وخذ من المدهش في المفارقات التي تقرؤها في ذلك التحقيق الجميل هذه المعلومات المثيرة: في اليوم المفتوح، ليوم السبت من الإجازة الأسبوعية في كوريا الجنوبية، يعود للمدرسة أكثر من 70% من الطلاب في تفضيل للمدرسة على الإجازة، ويطلب معظم هؤلاء الطلاب الانتظام في برامج التأهيل البدني والنفسي الشاق ليوم هو أشبه بالمعسكر، ولكنهم يرون فيه متعة تفوق متعة الأيام الدراسية الخمسة السابقة. في…
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
يقول مسؤول هيئة الطاقة المتجددة في تصريحه بالأمس (إن الأجواء المناخية الحارة على خريطة هذا الوطن قد لا تسمح بإنشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية....) ولست هنا بصدد الحديث عن أهمية فكرة هذه المشاريع بقدر ما أنا مهتم شغوف بدراسة وإعادة تدريس معالم الخريطة الوطنية. يبدو لي أن سواد أصحاب المعالي وأصحاب السعادة من كبار التنفيذيين لا يعرفون أن في البلد بدائل للطقس والمناخ ولا يعرفون أن في مساحة وطنهم الهائلة شريطاً جغرافياً معتدلاً وطويلاً بطول المسافة من ظهران الجنوب إلى شمال الطائف. شمولية توزيع مشاريع التنمية الكبرى على المستوى الوطني، في مثل هذه المقاربة من تصريح المسؤول، لا تبدأ من تنوير عقل جبار يحمل أرفع الشهادات في الفيزياء النووية: هي تبدأ من درس صغير في مادة الجغرافيا في الصف الرابع الابتدائي ليعرف المواطن خريطة وطنه وتنوعه ومدنه وسهوله وجباله. سيغرق (العاقل) في نوبة ضحك أو حتى (بكاء) حين يقرأ تصريحاً لمسؤول رياضي يقول باستحالة قدرة المملكة على استضافة بطولة رياضية في عز الصيف لأن المسؤول نفسه لا يعلم استحالة إقامة نشاط رياضي في مدينة مثل الباحة بعد صلاة العشاء من شدة البرودة في "آب" اللاهب ولأن الخريطة الوطنية مبتورة في عقل مثل هؤلاء المسؤولين فستشعر بنوبة مفاجئة من الضحك وهم يقيمون دورة الألعاب الإسلامية قبل أعوام فوق (الأربعين) درجة…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
حين حولوا مولود بريطانيا العظمى الجديد إلى حكاية إحصائية، قالوا: إن أكثر من خمسمئة صحفي اصطفوا على المدخل الرئيس للمشفى اللندني في انتظار السيدة "كت ميدلتون" وهي خارجة بمولودها للمرة الأولى في لقطة تاريخية. تقول الأخبار أيضا إن "القابلة" التي خرج على يديها الجنين قد رفضت عرضا خرافيا من شبكة تلفزيونية للحديث مدة نصف ساعة بعد سويعات من الولادة، لأن "القابلة" قالت بحزم إن المهنة ليست للبيع. وحين سبحت ـ أمس ـ إلكترونيا في أخبار هذا الوليد الملكي البريطاني، وجدت آلاف الصفحات والعناوين، حتى أكاد أجزم بأن طبيعة الزمن، وثورة المعلومة، قد كتبتا عن هذا الوليد في اليوم الأول أكثر مما كُتب عن جدته الكبرى على رأس العرش، في الأربعين عاما الأولى من عمرها في زمن منقرض. تحول الولد الصغير، بفضل الوقت وطبائعه، إلى "بزنس": مراهنات على وزنه ولون شعره، ومراهنات أخرى، لا على مقاربات شبهه بأيٍ من والديه، بل على ملامحه، وهل تعود في شيء إلى جدته الأسطورية "الليدي ديانا سبنسر". يقال الآن إن ما يقرب من ملياري شخص حول العالم قد سمعوا بولادته، وإن مليار شخص قد استمع إلى الحدث في نشرة إخبارية، وإن نصف مليار إنسان تبادلوا صورته. وأنا اليوم أكتب مفارقات هذه الحياة في استقبال وليدين: واحد يشغل الدنيا، ويشتغل به هذا العالم، وآخر في العام…