الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤
«عيشي بلادي.. عاش اتّحاد إماراتنا»، نغمة البهجة والسّرور، في كل بيت في جميع ربوع الوطن، فرحة العيد، فرحة الطّفل يشدو بكل حماس، وفرحة الكهل يرنو إلى مسيرة من العطاء والوفاء، وفرحة الشباب يجدّد روح الوَلاء، فرحة ترسُم البِشر على الوجوه الجميلة، وتنطلق بالحَمد على كلّ الشّفاه، محبّة تعمر القلوب طمأنينة، وتملأ النّفوس فخراً واعتزازاً. تلك فرحة العيد، ولكنها ذلك وأكثر، فليست مجرّد مشاعر تُلهم أشعاراً وتَفيضُ شعاراتٍ، وإنما هي فكرة وعبرةٌ، وتأمُّلٌ وتعلُّم، تأمّل في مسيرة البلاد، وتعلم من سيرة قائد. الاتّحاد معجزة ألهمت الحكّام والحكماء، من كلّ أقطار العالم، معدنٌ لا ينفَد، ترِده العقول المختلفة، فتصدر بالمعاني المتنوّعة، والدروس المتعدّدة، كل يرى في هذه المعجزة ما يمدّه بقَبَس من نور، فهذا يُشيد بقيم الصّبر والشجاعة، وذلك بقيم الحكمة وجزالة الرأي، وآخر يرسم لوحة البذل والعطاء، ومتغنٍّ بالعدل الممزوج بمعاني الرّحمة، فكل ذلك تجسّد وتحقّق في حياة إنسانٍ وشعب. فحقّ لنا أن ننشد مع الشاعر الجاهلي: «هَلْ غادَرَ الشُّعراء مِن مُتَرَدَّمِ»! في هذه الخاطرة الوطنيّة، سنقصر الكلام على قيمة القيم التي إليها مردُّها جميعاً، قيمة السّلام، فهي منطلق الاتّحاد ومُنتهاه. لقد أدرك الشيخ زايد قبل الآخرين روح عصره، عصر الامتزاج والاتصال، فعرَف كيف يجعل الاختلاف ائتلافاً ويحوّل التنوّع تعاوناً، وكيف يستكشف فضاءات الالتقاء، ويوسع قنوات التواصل ويحقّق النفع المتبادل. تلك…