الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦
صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، وصلت رحلة إلى مطار أبوظبي قادمة من إحدى الدول الخليجية الشقيقة التي لا تستغرق عادة سوى ساعتين ونصف الساعة، ومع هذا اضطر القادمون على متنها للانتظار أكثر من ساعتين لتسلم حقائبهم. وقبل ذلك بيوم، انتظر مسافرو رحلة «طيران الاتحاد» القادمة من جدة للبقاء نحو ثلاث ساعات، منتظرين وصول حقائبهم، وعرضت عليهم الناقلة الوطنية الذهاب إلى منازلهم للراحة من إرهاق السفر وعناء الانتظار، على أن تقوم بتوصيل الحقائب إلى منازلهم، خاصة أن غالبيتهم كانوا كباراً في السن، عائدين من أداء مناسك العمرة. ومنهم من رفض العرض وآثر البقاء لاصطحاب حقيبته بعد ثلاث ساعات من وصوله!!. ناقلتنا الوطنية التي تتخذ من مطار أبوظبي الدولي مركزاً لعملياتها، أصدرت بياناً حول حالات التأخير في المطار، أعتبره في غاية الغرابة، إذ أرجع تأخير الرحلات وتسلم للحقائب لما يشهده المطار من «ذروة الموسم»، وكأنما هذا المرفق الحيوي للغاية، والذي تفرعت عنه شركات عدة للخدمات، يواجه أول موسم من مواسم ذروة السفر والإجازات!. كما أصدرت شركة أبوظبي للمطارات بياناً ذهب في الاتجاه ذاته الذي طالب المسافرين بالتعاون لتجاوز «موسم السفر المزدحم»، والحضور قبل ثلاث ساعات من موعد الرحلة، ليكون لديهم الوقت الكافي لإنهاء الإجراءات، وهو مبرر لا يتفق مع الجهد الكبير المبذول لترسيخ مكانة المطار على خارطة السفر والسياحة الإقليمية والعالمية،…
الإثنين ١١ يوليو ٢٠١٦
تغيرت إدارة النقل بالحافلات العامة في أبوظبي، ومرت بمراحل عدة من مجرد قسم صغير تابع لبلدية أبوظبي إلى إدارة كاملة في دائرة النقل قبل أن تستقر الدائرة نفسها ضمن «الشؤون البلدية»، في إطار إعادة هيكلة دوائر الإمارة قبل فترة. وعلى الرغم من التوسع الكبير والنمو المتسارع لعاصمتنا الجميلة والحبيبة، إلا أن قطاع النقل بالحافلات لم يحظ بالاهتمام الذي يستحق في ضوء الاستراتيجية الموضوعة من لدن القيادة الرشيدة، وفي نطاق «رؤية أبوظبي 2030»، وأولويات النقل في التنمية المستدامة وتطوير البنى التحتية والارتقاء بها. حالة النقل بالحافلات كانت ولا تزال جزءاً من أزمة إدارة غير موفقة في هذا القطاع الذي ينكشف بصورة خاصة خلال مواسم العطلات، حيث تقبل عليه فئات واسعة وكبيرة من محدودي الدخل، وبالذات من العمالة الآسيوية. ويبدو أن لا مسؤول في الإدارات المتعاقبة اضطر ذات يوم للوقوف بنفسه تحت الشمس الحارقة ليشعر بمعاناة من يسميهم على الورق «شركاء النجاح»، وهم ينتظرون حافلة تتسع لـ 60 شخصاً، بينما المنتظرون 500 أو أكثر. في المحطة المركزية للحافلات في العاصمة خلال أيام العيد، كانت الطوابير عبارة عن سلاسل بشرية بانتظار الحافلات لوجهات بعضها يستغرق نحو ساعتين خارج العاصمة، بينما كان عليهم الانتظار قرابة خمس ساعات. المنظر عند تقاطع شارعي حمدان وهزاع الأول مع شارع سلطان بن زايد الأول أو الشارع رقم 5…
الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠١٦
ما أصعب وأقسى أن تجد نفسك في موقف صعب مهين، كالذي تعرض له رجل الأعمال الإماراتي أحمد المنهالي في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية. سائح عادي في رحلة علاج ارتدى زيه الوطني معتزاً بهويته، ليفاجأ بأسطول من سيارات الشرطة المدججين بالسلاح يحاصرونه. وبعد أن طوقوه طرحوه أرضاً بعد تقييده، وقاموا بمصادرة هواتفه ومحفظته، وأخضعوه لتفتيش دقيق واستجواب سريع لمجرد أن موظفة غبية تعاني «فوبيا» العرب والمسلمين اتصلت بالشرطة، مبلغة إياهم بأنها شاهدت «داعشياً» إرهابياً مرتدياً زياً غريباً، ويتحدث بلغة غريبة ويحمل هواتف «غريبة»!!. حجم التعاطف والتفاعل مع المنهالي، وحالة السخط والغضب والاشمئزاز التي انتابت الجميع، وعبروا عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والاتصالات بوزارة الخارجية والتعاون الدولي ووسائل الإعلام، حملت في طياتها إلى جانب تلك المشاعر روح الأسرة الواحدة التي تميز مجتمع الإمارات تحت سقف «البيت المتوحد». كما أن الواقعة كشفت كذلك عن أن الغالبية العظمى من سكان الولايات المتحدة التي تحاضر فينا ليل نهار عن التسامح والتعايش غير قادرة بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على التخلص أو الحد من حالة «الإسلاموفوبيا» التي ضربتها، بل تشهد صعوداً قوياً لليمين المتطرف، وأسطع مثال على ذلك تقدم المهرج دونالد ترامب السباق إلى البيت الأبيض، ولم يعد مستبعداً أن نراه قريباً في المكتب البيضاوي. أميركا لم تعد…
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠١٦
تتعرض الشقيقة البحرين لحملة شرسة من قبل منصات إعلامية وأبواق توالي إيران، احترفت التضليل والتشويه، وهي تتفنن في نسج الأكاذيب وبث الافتراءات، وإذكاء الفتن وتأجيج التعصب المذهبي والطائفي. تواكب الحملة تصعيد وتحرك فلول الإرهابيين الذي يظهرون بين الفينة والأخرى بجرائمهم، ولعل أحدثها ما جرى في منطقة العكر الشرقي وأدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة أطفال. مما يشير إلى أن الأصابع الموجهة واحدة من داخل غرف العمليات في طهران. يعتقد الإرهابيون ومن يوجههم ويدعمهم أنهم بذلك يستطيعون أن ينالوا من البحرين، وبئسما يعتقدون! فقد تناسوا حقيقة مهمة تتعلق باللُّحمة الوطنية المتينة والتلاحم الوطني لأبناء البحرين في وجه هذه المحاولات اليائسة البائسة للمساس بأمن واستقرار وطنهم، ومكتسباتهم ومنجزاتهم، التي تحققت لهم في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك حمد بن سلمان آل خليفة الذي أولى موضوع الحوار الوطني اهتماماً خاصاً، وانكشف من بعده أصحاب الغيرة الوطنية على بلادهم وأولئك التبع المرتهنين للأجندات الخارجية ممن يدارون بالتحكم عن بعد، من ذوي الولاءات الأجنبية. كما أن أصحاب المخططات التي تستهدف البحرين تناسوا أن «أرض دلمون» درة العقد الخليجي ليست وحدها في هذه المواجهة بل كلنا مع البحرين، لأنه -وببساطة أيضا- أمننا في كل بلدان مجلس التعاون الخليجي من أمن البحرين، لأنه أمن واحد وضمن منظومة واحدة. ومن المخططات الإرهابية والشبكات التخريبية التي أُحبطت وانكشفت سواء…
السبت ٠٢ يوليو ٢٠١٦
كل معاني الفخر والاعتزاز بتيجان الفخر تجلت وتجددت مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأبنائه مجندي الخدمة الوطنية في المدرسة التابعة لحرس الرئاسة في منطقة سيح حفير وتناوله طعام الإفطار معهم. وتجددت أيضاً مع حضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الاحتفال بتخريج الدورة الأولى من ضباط الصف المنتسبين إلى الخدمة الوطنية في معسكر المنامة بعجمان، ومشاركتهم طعام الإفطار مع الخريجين من مصنع الرجال. إنها معاني الفخار والعزة بهؤلاء الرجال وبقواتنا المسلحة حصن الوطن الحصين بسواعد أبنائه، وقوة تلاحم كل من تشرف بالانتماء إلى أرض وتراب الإمارات، والارتياح لأدوارهم العظيمة وتضحياتهم الجليلة في مسيرة وسيرة المجد الذي يتسامق علواً وارتفاعاً من بلاد «زايد الخير». لقد كانت القوات المسلحة دوماً وفية لنهج خطه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولعقيدة تأسست عليها وتطورت معها في ظل قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتكون الدرع الواقي والسياج المتين لمنجزات ومكتسبات إمارات العطاء، وفي الوقت ذاته تنتصر للحق سنداً وعوناً للشقيق والصديق. القوات المسلحة التي…
الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠١٦
ذات مرة تحدث والد أحد الذين سقطوا في هاوية الإرهاب، وقال «تصورت أي شيء، إلا أن يقع ابني الغر، أصغر وأهدى إخوانه وأكثرهم طاعة وطيبة بين براثن الإرهاب، ويتسلل خلسة إلى خارج الدولة ليلتحق بتنظيم إرهابي ويقاتل بين صفوفه». حالة من حالات محدودة تنقلها لنا وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى، ولا نعرف بها سوى بعد وقوع أمثال هذا الشاب في قبضة العدالة، وتدفعنا للبحث عن إجابة لسؤال يطرق الأذهان، كيف سقطوا، وهم بيننا؟. وتتركز الأنظار في المقام الأول باتجاه الأسرة والبيئة المحيطة، الأسر المستقرة تتحمل مسؤولية متابعة الأبناء وحمايتهم ليس فقط من رفاق السوء الذين لم يعودوا فقط الذين يزينون له الانحراف باتجاه الرذائل والمخدرات على طريق السقوط في هاوية الإدمان والضياع. وإنما أولئك الذين يتخفون باسم الدين، ويقدمون أنفسهم كنصحاء آمنين ثم يبدأون بعملية غسيل الدماغ للصبي الغر، وتشويه كل ما هو جميل أمامه، وطنه الذي ينتمي إليه، وكان له الحضن والصدر الحنون، قيادته ونظام الحكم في بلاده، اللذان أغدقا عليه بكل سخاء وكرم، ووفرا له حياة كريمة رغدة، في بيئة من الرفاهية والأمن والاستقرار. وحتى لا تكثر اللقاءات المثيرة للريبة يحيلونه إلى الشبكة العنكبوتية، حيث الفضاء المفتوح والمواقع والحسابات المروجة للفكر المتطرف الهدام، وبعد أن يتمكنوا من فريستهم، وتعبئة عقله الخاوي بفكرهم السقيم، يزينون له التجنيد والانضمام والقتال…
السبت ١١ يونيو ٢٠١٦
في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تجددت لقاءات ومجالس العلم والفكر بانطلاق موسم المحاضرات الرمضانية التي يحرص عليها سموه، جريا على عادته في جمع أهل الِذكر من علماء الدين والمفكرين والرواد للتبصير بكل ما فيه نفع للأوطان والمجتمعات. وبحضور سموه كانت البداية والانطلاقة لموسم هذا العام بمحاضرة قيمة للغاية في هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة، وكانت بعنوان «حماية المجتمع من التطرف» للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية الشقيقة، استهلها بالتعبير عن الشكر والامتنان للمواقف الأخوية والمبدئية لدولة الإمارات تجاه بلاده، وهي واحدة من البلدان الشقيقة التي استهدفها المتطرفون من المتاجرين بالدين الإسلامي الحنيف، اعتقاداً منهم بأنها ستكون لقمة سائغة لهم، وقد تصدت لهم بكل قوة لتخرج منتصرة بفضل من الله ووعي أبنائها ويقظة أجهزتها والتفاف أشقائها وأصدقائها من حولها. ولتخرج كذلك بتجربة في التصدي لهذه الشراذم من البشر الذي استعرض المحاضر هشاشة وضعف المنطلق الديني والفكري الذي تنطلق منه للترويج لنفسها، وما تقوم به من أعمال خسيسة غادرة خسة وغدر وجبن الإرهاب والإرهابيين. المحاضرة أبرزت القيم العظيمة لديننا الحنيف ورسالته الوسطية، و ما تتعلق بصون حياة الإنسان ونماء وازدهار المجتمعات من خلال نشر المحبة والتسامح والتفاهم بين البشر. وكذلك صون النشء من…
الأربعاء ١٦ مارس ٢٠١٦
حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على زيارة الوالدة آمنة سالم حمدان المراشدة في منزلها بمنطقة كلباء، تقديراً لمواقفها الوطنية المشرفة، وهي تسجل نموذجاً ملهماً للمرأة الإماراتية التي ربت صغارها على حب الوطن، وصون ترابه، والذود عنه، لإعلاء شأنه في كل المواقف والميادين والمواقع، والولاء والانتماء لقيادته. أخت الرجال التي لم تضن على الوطن بأبنائها السبعة الذين لبوا نداء الواجب لأجله في الخارج، بل وسعت بكل إصرار أن يلحق بهم أخوهم الثامن على الرغم من حاجتها الملحة أن يكون إلى جوارها، بعد أن تقدم بها العمر الذي أمضته في تربيتهم ورعايتهم بعد وفاة والدهم، لتقدم هذه الصورة الملهمة للمرأة الإماراتية رائدة العطاء والبذل لأجل وطن وقيادة قدمت لمواطنيها عطاءً بلا حدود. تزخر إمارات المحبة والعطاء بأمثال آمنة المراشدة ممن يقمن بواجبهن الوطني بصمت بعيداً عن الأضواء، لأنهن ترعرعن ونشأن على القيام بأدوارهن كأمهات ومربيات، كما ينبغي لكل أم أن تقوم به على أرض العطاء والوفاء، انطلاقاً من القيم التي تربى عليها أبناء وبنات الإمارات في الولاء للقيادة وقوة الانتماء لترابها الطاهر، في درس وطني رفيع. وشهدنا صوراً لنماذج من تلك الدروس في مواقف أمهات وآباء وذوي شهداء الوطن، وهم يعبرون عن استعدادهم لبذل المزيد، وتقديم أنفسهم وكل أبنائهم، فداءً…