التزام للأجيال وللبشرية

الإثنين ٠٦ فبراير ٢٠٢٣

مع احتفال الإمارات بالنسخة الـ26 من يوم البيئة الوطني أمس الأول، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تأكيد التزام الدولة بحماية البيئة ومواردها لما فيه صالح الأجيال القادمة والبشرية قاطبة. فقد أكد سموه بأن «التزام دولة الإمارات بحماية البيئة ودعم العمل الدولي لتحقيق الاستدامة، راسخ ومستمر وفاعل لمصلحة شعبها وخدمة البشرية». يكتسب احتفال هذا العام زخماً كبيراً في رحاب «عام الاستدامة» الذي أطلقه سموه، حفظه الله، على عامنا هذا، وعلى بُعد أشهر من استضافة إمارات الخير والمحبة لمؤتمر الأطراف حول المناخ «COP28». كما أن أطلاق شعار «من أجل مستقبل مستدام» على يوم البيئة الوطني لهذا العام جاء مواكباً لعام الاستدامة وللاستضافة الإماراتية للحدث العالمي، وتأكيداً لذلك الالتزام، امتداداً للإرث الخالد للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد والإنسان الذي أولى مبكراً أهتماماً خاصاً وعميقاً لكل ما يتعلق بحياة البشر والأرض وكل الكائنات والموارد عليها وبما يحقق الاستدامة لها. كما يمثل الاحتفال بالمناسبة بهذا الزخم حجم الالتزام والتأكيد الإماراتي على مواصلة جهود ومبادرات العمل البيئي والمناخي ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة لصالح الأجيال القادمة، ويمثل كذلك سانحة للتعريف بهذه الجهود خاصة في ما يتعلق بالحد من تداعيات وتأثيرات التغير المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية واستثمارات الدولة ومشروعاتها ومبادراتها في…

قيادات إماراتية ساطعة

الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠٢٣

تابعنا مؤخراً صوراً تثير الفخر والاعتزاز والعالم يحتفي بقيادات إماراتية لها بصماتها وإسهاماتها الساطعة على الصعيد الدولي والإقليمي، امتداد للإسهامات الإماراتية التي تضيء الجهود العالمية لصالح البشرية. قيادات تعد عنواناً للنجاح الإماراتي في بناء القدرات والكفاءات في واحدة من أرقى وأنصع صور الاستثمار في الإنسان الذي أولته قيادتنا الرشيدة كل الرعاية والاهتمام، وأصبح عماد رهانها للمستقبل. فقد جاء إعلان المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» ضمَّ معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، لمجلس قيادات المنتدى الذي يضم أبرز الشخصيات العالمية في مجالات الاقتصاد والأعمال، إحدى صور التقدير الذي نتحدث عنه. وقد أكد معاليه بالمناسبة «أن إسهامات الإمارات ومشاركاتها في دورات المنتدى الاقتصادي العالمي على مدار أكثر من 20 عاماً تعكس الدور الريادي للدولة، التي استطاعت ترسيخ مكانتها العالمية مركزاً للتغيير المستقبلي الإيجابي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بما يشكّل امتداداً لفكر سموه الهادف إلى تعظيم دور الإمارات في مختلف محافل العمل الدولية، ونشر رسالتها الرامية إلى تحقيق الرخاء والتنمية لكافة شعوب المنطقة والعالم عبر ثقافة التسامح وتغليب لغة الحوار البناء بين الشعوب». و«ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتعزيز دور الدولة بوصفها شريكاً محورياً في الجهود العالمية لمواجهة…

«معاً نحو الصفر» مجدداً

الأحد ٢٩ يناير ٢٠٢٣

في مستهل عام الاستدامة، حرصت هيئة البيئة في أبوظبي على إطلاق تحد جديد، هذه المرة موجه للجهات الحكومية في الإمارة لتشجيعها على الحد من استخدام منتجات الاستخدام الواحد، وذلك في التحدي الذي أُطلق عليه «معاً نحو الصفر للجهات الحكومية». ووفق ما تم الإعلان بالمناسبة «ستقدم الجهات المشاركة والتي يقدر عددها بأكثر من 80 جهة حكومية تقارير عن الكمية الإجمالية من النفايات التي يتم توليدها في كل فئة ونسبة الحد منها خلال فترة التحدي بحلول 24 مارس المقبل، وسيتم منح المؤسسات التي تحقق أعلى كفاءة خلال التحدي المُقام على مدار شهرين مكافأة تقديراً لجهودها. يأتي التحدي الجديد في إطار سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة التي أطلقتها الهيئة في مارس 2020 - وضمن جهودها المتواصلة بتوجيهات ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة الهيئة. وقد أكد سموه في أول اجتماع للمجلس للعام الجديد 2023 على «ضرورة استمرار الجهود التي تبذلها الهيئة لتعزيز مكانة أبوظبي على خريطة العمل البيئي، ومواصلة القيام بدورها الريادي في مجال الدارسات والأبحاث البيئية، التي تعزز من قدراتها في مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي لتحقيق التنمية المستدامة، مشدداً سموه على «تطلع الهيئة دائماً إلى المستقبل، لا يوجد حدود لطموحاتها في الحفاظ على البيئة، والتي بفضلها…

يوم الكتابة بخط اليد

الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠٢٣

وسط طوفان الاستخدام الواسع للتكنولوجيا الحديثة، يفتقد غالبية ساحقة من أجيال اليوم مهارة مهمة للغاية، وهي الكتابة بخط اليد، حيث بدأت العديد من دول العالم إدراك مخاطر وتأثيرات الأمر، وخصصت يوماً لها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وسرعان ما التحقت دول عدة بالركب، إدراكاً لتداعيات الأمر، وقد كان أمس الأول اليوم الذي اعتمدته للاحتفاء بالمناسبة. يكتسب التذكير باليوم أهمية خاصة ونحن نرى نتاج وثمار توسع طلاب اليوم في استخدام التكنولوجيا، والخريجون الجدد يفتقرون لمهارات الكتابة باليد جراء تطور الأساليب التعليمية والاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة، بحيث لا يستطيع معظمهم كتابة غير اسمه -هذا إن أجاد كتابته- بينما تظهر الخطوط الأخرى، مثل «خط الدجاج» - كما كنا نقول في مدارس زمان. وكنا نستغرب من مهارات العاملين في الصيدليات على قراءة خطوط الأطباء في الوصفات التي يحررونها لمرضاهم. أتذكر في مدارس ذلك الزمن البسيط وجود حصص مقررة في المنهج للخط العربي، وكان لكاتب الرسائل عند «البريد القديم» مكانة وقيمة قبل أن يتطور من جاء بعده ليكتب بالآلة الكاتبة، وكان لـ«الكراني» وضع خاص، إذ يعتبر نفسه شخصية مهمة في المجتمع، باعتباره «صندوق الأسرار». كما أستعيد بداياتنا في «بلاط صاحبة الجلالة» الصحافة، عندما كانت المواد التحريرية والمقالات تقدم بخط اليد، وكان الذين يتولون إعدادها طباعياً يقبلون على المقالات المكتوبة بخط واضح جميل، وكان السبق لزملائنا من…

تضامن واسع وتقدير رفيع

الخميس ١٩ يناير ٢٠٢٣

الاصطفاف الدولي والتضامن العالمي مع الإمارات في ذكرى مرور عام على الهجوم الإرهابي الآثم الذي شنته الميليشيات الحوثية من اليمن واستهدفت به منشآت مدنية في الدولة، يؤكد في المقام الأول الرفض الدولي للإرهاب وأدواته أينما كانوا، ويحض على تعاون قوى الخير في العالم على التصدي للإرهاب والإرهابيين والفكر المتطرف وتجفيف منابعه التي تمثل خطراً وجودياً يهدد البشرية. الموقف التضامني العالمي مع الإمارات يحمل أيضاً كل معاني التقدير والاعتزاز لنهج دولة استطاعت خلال عقود خمسة أن تقدم للعالم تجربة تنموية ملهمة انطلاقاً من رؤية تنتصر للقيم العظيمة للإنسانية من نشر للخير والتعاون والانفتاح والحوار والتسامح والأخوة الإنسانية، وقدمت ولا تزال المساعدات التنموية والإنسانية لمختلف دول وشعوب العالم من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، تأسيساً على نهج وإرث خالد للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وبعد مرور عام على ذلك الهجوم الإرهابي، تمضي إمارات الخير والمحبة في مسارها ونهجها الثابت في تعزيز رخاء وازدهار مواطنيها، قوية شامخة بتلاحمها ومتانة لُحمتها الوطنية والتفاف شعبها حول قيادته الوفية، وكلها ثقة في قدراتها وأبنائها على صون منجزاتها ومكتسباتها والذود عن حياض الوطن. لقد أراد الذين يقفون وراء ذلك الهجوم الإرهابي الخسيس وأدواتهم المنفذة الرخيصة، النيل من الصورة الزاهية للإمارات وثقة العالم بها، بينما كانت تستضيف أضخم وأكبر دورة من…

شكراً منصور بن زايد

الخميس ١٢ يناير ٢٠٢٣

بحضور قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كرم فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في احتفالية خاصة، أحد الأعمدة الكبيرة لهذا الوطن الغالي، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الذي وصفه الفارس بأنه «عضيد لرئيس الدولة.. وعضيد لنائب رئيس الدولة في الحكومة الاتحادية.. وعضيد وسند لإخوانه المواطنين». ما أن انتشر خبر التكريم الرفيع، حتى أطلق أبناء الإمارات وسم «شكراً منصور بن زايد» تعبيراً عما تكنه القلوب لفارس من فرسان تميز وأداء الإمارات، ومسؤول من طراز فريد ورفيع، نهل من معين الحكمة وحب البذل والإخلاص للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وسمٌ عبّر عما يجيش في الصدور من حب كبير وتقدير لسموه من إخوانه المواطنين الذين لمسوا حضوره الدائم، وتفاعله الفوري مع كل ما يهم راحتهم وسعادتهم. عرفوه عبر العديد من الملفات المهمة التي تكفّل بها لإسعادهم ودعمهم، ترجمة لرؤى القيادة الرشيدة، وقد كان خير من ينتقل بها من الفكرة إلى أرض الواقع. رجل قيادي من طراز متفرد، يحمل طموحات لا سقف لها من أجل رفعة الإمارات وأبنائها، ونتذكر جميعاً كيف كانت رحلة الإمارات للوصول إلى…

معاً لدحر الأمراض والأوبئة

السبت ٠٧ يناير ٢٠٢٣

كنا خلال الأيام الماضية أمام مواقف ومشاهد من الأيادي البيضاء للإمارات، وهي تمتد بمبادرات نوعية لدحر العلل والأمراض والتصدي للأوبئة التي تعصف بالعديد من المجتمعات، وتحد من جهود تحقيق التنمية والتطور في العديد من مجتمعاتها. فقد شهد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إعلان مبادرة «بلوغ الميل الأخير» ومنظمة «ملاريا نو مور»، توسيع مبادرتهما المعنية بالمناخ والصحة العالمية «التنبؤ بمستقبل صحي»، من خلال دعمها بمنحة جديدة لمدة ثلاث سنوات بمبلغ خمسة ملايين دولار أميركي. وأكد سموّه أن دعم مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» يأتي امتداداً لجهود الإمارات المستمرة في مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والتي أطلقها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأن دولة الإمارات، وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل العمل بالتعاون مع أبرز الشركاء والمؤسسات المتخصصة في مجال الصحة العالمية، من خلال إطلاق شراكات هادفة يكون لها تأثير حقيقي وملموس في مساعدة المجتمعات لتعيش حياة أكثر صحة و«الاقتراب من عالم خالٍ من الملاريا». وقبل ذلك كنا أمام كشف طبي مهم وإنجاز تاريخي، تحقق بإسهام من «مركز زايد للأبحاث»، وهو ثمرة شراكة بين مستشفى جريت أورموند ستريت وكلية لندن الجامعية ومؤسسة مستشفى جريت أورموند الخيرية للأطفال، وقد…

لفتة «سلطان القلوب»

الإثنين ٠٢ يناير ٢٠٢٣

لفتة إنسانية وأبوية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسموه يعلن عن «تقديم منح إضافية شهرية لأبنائه وبناته من مواطني إمارة الشارقة المتقاعدين من الجهات الاتحادية والمؤسسات الأخرى داخل الإمارات، كهدية مقدمة من أب لأبنائه وبناته سيتم إيداعها في حساباتهم المصرفية، لضمان العيش الكريم لهم، اعتباراً من هذا الشهر يناير 2023»، لفتة ليست بالجديدة أو الغريبة على «سلطان القلوب» لتعم الفرحة قلوب هذه الفئة من أبنائه المواطنين. اعتباراً من اليوم الاثنين- وكما أعلن سموه- «سيدخل على حساب حكومة الشارقة نحو 1000 من المتقاعدين من الجهات الاتحادية والمؤسسات الأخرى داخل الإمارات، لتبدأ هذه المنح من شهر يناير 2023، ويتبقى بذلك نحو 3500 متقاعد سيتم تقديم المنحة الأبوية لهم لاحقاً، ولكنهم سيحصلون عليها كاملة منذ صدور القرار وبأثر رجعي بداية من شهر يناير». وكان سموه قد قال في معرض الإعلان عن اللفتة السامية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث من إذاعة وتلفزيون الشارقة: «بعد أن رفعنا الراتب التقاعدي للمتقاعدين القدامى من مواطني الشارقة الذين كانوا يعملون في حكومة الإمارة، بما يضعهم على خط العيش الكريم، نعمل الآن على معالجة أوضاع مواطني الإمارة المتقاعدين من الوزارات والمؤسسات الأخرى داخل الإمارات، حيث كانت دائرة الخدمات الاجتماعية طوال الفترة الماضية تقدم لهم بعض المساعدات «إعانة»، ولكنها ليست…

2023.. أهلاً

الأحد ٠١ يناير ٢٠٢٣

اليوم تسطع علينا أنوار عام ميلادي جديد، عام 2023 نستقبله بكل الترحاب والاعتزاز والفرح والتفاؤل والإيجابية في وطن الإيجابية، إماراتنا الحبيبة التي ودّعت عاماً حافلاً بالأحداث والمنجزات والمكتسبات، في مقدمتها انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد، وبالإجماع، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيساً للدولة خلفاً لفقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة من البذل والعطاء، ووضع بصماته الخالدة لإعلاء صروح الوطن امتداداً للبنيان الشامخ الذي أرسى قواعده المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسون، طيب الله ثراهم. لقد كان 2022 عاماً مثمراً زاهياً بهياً لصالح الوطن وأبنائه والمقيمين على أرضه رصدت قطافه وسائل الإعلام والمنابر المتخصصة، وهي تستعرض عطاءات الخير وعناوين الرخاء والازدهار المتواصل، بفضل من الله ورؤية وإرادة وعزيمة قيادتنا الرشيدة، وهي تضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات وترصد الميزانيات والموارد لتظل الإمارات في صدارة المؤشرات والتقارير الدولية في إسعاد الإنسان والاقتصاد والتنمية المستدامة التي تتحدث عنها أبلغ اللغات، لغة الأرقام، حيث حققت تجارة الإمارات غير النفطية قفزة نوعية خلال النصف الأول من العام 2022، لتتجاوز وللمرة الأولى مستوى التريليون درهم، مسجلةً نسبة نمو 17% مقارنة بالفترة نفسها من النصف الثاني لعام 2021. واكب الإنجاز رفع مصرف الإمارات المركزي تقديراته لنمو الناتج المحلي…

زحام.. زحام

السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢

عند السابعة مساء أمس الأول وجدت نفسي عالقاً في ازدحام مروري استغرق نحو نصف ساعة للافتكاك منه والخروج من المنطقة الواقعة بين تقاطع شارعي حمدان و«البحرية» على شارع الشيخ زايد (السلام سابقاً) وتحديداً في القطاع الذي يطل عليه المبنى الرئيس لبلدية مدينة أبوظبي، ازدحام وتكدس لا مبرر له، ولم تخطرنا به مبكراً اللوحات الإلكترونية، ربما كان اعتيادياً لمستخدمي ذلك الشارع وغير عادي لي، حيث تمر فترات طويلة عليّ من دون استخدامه.  حالة غريبة لا تتناسب ومخرجات مشروع انتظرناه لعشر سنوات ليكون الطريق الأسرع في العاصمة والمفتوح أمام القادمين والمغادرين من دون إشارات ضوئية مرورية عند كل مربع. غادرت ذلك المربع المكتظ ولم يغادرني التساؤل حول سر الاكتظاظ وسببه حيث لم يكن هناك عائق من العوائق المعتادة في مثل هذه الحالات كحادث مروري أو أعمال طرق، فحالة الاكتظاظ والانفضاض الفجائي عند مناطق معينة بحاجة لحلول عاجلة لا للاكتفاء بالتغني بما تحقق في بعض المؤشرات، والتي نؤكد على أهميتها لما لها من دلالات في تعزيز تنافسية الدولة. فترة الانتظار الطويل والمرء عالق في ذلك الاختناق والتكدس المروري يشهد الكثير من الممارسات التي لا تمت بصلة من قريب أو بعيد لقواعد المقولة الذهبية التي تتغنى بها دوائرنا المرورية بأن «القيادة ذوق وفن وأخلاق»، ممارسات تكشف عن انفلات الأعصاب وضيق الأفق ونفاد الصبر من…

«مونديال القيم»

الإثنين ١٩ ديسمبر ٢٠٢٢

أما وقد وضعت معارك مباريات كأس العالم لكرة القدم أوزارها أمس، نقدم التهاني الخالصة للأشقاء في قطر على التنظيم المبهر والمتميز والإمكانيات الضخمة التي جعلت من البطولة ذكرى جميلة نقشت في الذاكرة الإنسانية. وبعيداً عن مواجهات الفوز والخسارة والتحليلات الكروية التي أسهبت فيها استوديوهات القنوات والبرامج الرياضية عبر الفضائيات العربية والعالمية، نتوقف أمام الانتصار الكبير للقيم والأخلاق الذي شهده المونديال الكروي، فقبل وخلال فعاليات العرس الكروي العالمي شنت دوائر و«لوبيات» دولية معروفة ضغوطات هائلة وممارسات ودعايات صرفت عليها ملايين الدولارات للترويج لقضايا تخالف الفطرة السوية بعيدة كل البعد عن قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا ولا تمت لعقيدتنا بصلة. كان «المونديال» انتصاراً للروابط الأسرية التي أرادوا تدميرها وتشويه صورتها، فقدم لهم «أسود الأطلس» صورة زاهية لمعنى الفخر والاعتزاز والاحترام والتكريم للوالدين، وبالأخص الأم في مشاهد تأسر الألباب وتنير العقول، ولم يجرؤ مروجو الفساد وحاملو معاول هدم القيم بعدها رفع أصواتهم وشعاراتهم الملونة التي توارت خجلاً أمام صلابة الوفاء. اقتربوا من صورة العربي المضياف والكرم العفوي الأصيل، لخصه ووصفه صبي سعودي لمشجع لاتيني بأن حسن الضيافة والاستقبال من الأمور التي يحثه وغيره عليها ديننا الحنيف، وتصرف طبيعي تجاه كل غريب يحل ضيفاً عليهم. غيض من فيض تصرفات عفوية جعلت مدرب منتخب «السامبا» البرازيلي يذرف الدمع لحمل مشجع عربي حفيده النائم لمسافة طويلة ليساعد والدته…

واقعة شاطئ الفجيرة

الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢

إعلان القيادة العامة لشرطة الفجيرة ضبط وتحديد هوية الفتيات الثلاث اللاتي كنّ يقتدن كلباً على شاطئ البحر وهاجم أمّاً وطفليها وتسبب في إحداث جروح لهما السبت الماضي، أعاد للواجهة قضية موجودة ومعاناة مستمرة في مختلف مدن الدولة، وجدلاً يتجدد منذ أن أطلت علينا هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا. استعدت حوادث مؤلمة مرت علينا في العاصمة قبل شهور عدة، من بينها واقعة كلب قفز من صاحبته، ليهاجم طفلاً كان يداعبه بينما ينتظر وصول المصعد ليهبط مع والدته، ما ألحق بفكه ووجهه إصابات خطيرة نقل بعدها إلى إيطاليا لإجراء جراحات تجميلية في مستشفى متخصص. وذات مرة أيضاً، وفي إحدى ضواحي المدينة، تفلتت كلاب شرسة من عاملات آسيويات خرجن بها وانطلقوا يهاجمون صغاراً يلعبون في الجوار، نقل بعضهم للمستشفى لتلقي العلاج، وليبقى ألم الرعب الذي عاشوه في ذاكرتهم ونفسياتهم وشخصياتهم. الواقعة تطرح أمامنا مجدداً مسألة إصرار البعض على اقتناء الحيوانات وبعضها شرسة يحظر تربيتها داخل الشقق والبيوت، ورغم وجود قانون ينظم الاقتناء وتربية الحيوانات إلا أن التجاوزات مستمرة، وبلغت عند ذلك البعض حد المباهاة واستعراض قدرتهم في تحدي الأنظمة والقوانين وإزعاج الآخرين. القانون الاتحادي الذي يعود للعام 2017 حظر «على أي شخص حيازة كلب دون الحصول على ترخيص، وشدد على إنشاء سجل للكلب لدى السلطات المختصة لقيده، يتضمن اسم ورقم هوية وعنوان وعمر…