الإثنين ٢٤ مارس ٢٠٢٥
في عام 2010 لم يكن إنجاز المعاملات بالسهولة التي تتم بها حالياً من خلال هواتفنا ونحن في بيوتنا، كان الأمر يتطلب زيارة مقر الجهة الخدمية، وانتظار «الدور»، وتقديم الأوراق يدوياً. في ذلك العام، كانت لي تجربة لن أنساها في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، حيث حضرت من أبوظبي في وقت متأخر، وأمامي عدد لا يقل عن 30 سيدة وفتاة، يجلسن في المكان المخصص للسيدات. وقتها تصورت أنني لن أنتهي قبل ثلاث ساعات على الأقل، بعد دقائق حضرت موظفة عشرينية، بابتسامة بشوشة تتفقد حاجة كل منا، وتتأكد من وجود كامل الأوراق والمستندات المطلوبة قبل الجلوس أمام «الكاونترات» لإنجاز المعاملة، ورأيت سرعة وتتابعاً لأرقام الجالسات لأخذ دورهن لم أرها من قبل. تشجعت، وأخبرتها بأنني قادمة من أبوظبي حيث أقيم، وعليّ أن أعود بأقصى سرعة، فلدي أطفال صغار. قالت: «مقضية إن شاء الله»، وأخذتني إلى «كاونتر» مخصص للحالات الطارئة والسيدات كبيرات السن، وخلال أقل من خمس دقائق أنجزت المعاملة وخرجت. وعلى مدار أعوام لاحقة كنت أحكي هذه القصة بامتنان كبير لخدمة الناس هنا في الإمارات، وتسهيل حياتهم ومعاملتهم المحترمة، حتى توافر أكثر من 95% من الخدمات على الهواتف الذكية، وفي وقت قياسي لا يتجاوز ثلاث دقائق، فأدركت ألا سقف لطموح وتطور هذا البلد، وأن على أي موظف يريد التميز أن يتعلم…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٥
حين ضربت الأزمة المالية الأسواق العالمية في عام 2008، أشاع بعضهم أن بنوكاً عدة حول العالم ستعلن إفلاسها، وستذهب أموال المودعين أدراج الرياح. بعدها روى مدير بنك عربي شهير هذه القصة قائلاً: «عجوز سبعيني ممن ورث تجارة كبيرة عن أهله، يحتفظ بأكثر من 20 مليوناً من عملة بلده في حسابه البنكي، جاء إلى البنك ومعه أكياس كبيرة الحجم من تلك التي يستخدمها لتخزين البقوليات والأعلاف في محله، وطلب كل أمواله عداً ونقداً». أحدث الرجل وقتها ضجة كبيرة في البنك الشهير، حتى سحب بالفعل أمواله، وحملها هو ومساعدوه، وغادروا، فيما بقيت قصته حادثة شهيرة في القطاع المصرفي لسنوات في تلك الدولة. أتذكر هذه الحكاية كلما كتبت عن الودائع في بنوك الإمارات، التي تسجل، بحسب آخر إحصاءات المصرف المركزي، 2.8 تريليون درهم، منها أكثر من تريليون درهم ودائع تحت الطلب، أي يمكن سحبها في أي وقت ومن دون إشعار مسبق أو إبلاغ البنك قبلها، كما أن نسبة 80% من إجمالي الودائع المصرفية تخص الأفراد المقيمين والشركات على أرض دولة الإمارات، و20% المتبقية لغير المقيمين. منذ عام 2008 حتى الآن، عصفت رياح الأزمات بكثير من البنوك في العالم، وصمدت بنوك الإمارات بكفاءاتها وكوادرها، وواكبت التطور بالاندماج، وخلق كيانات ضخمة تعد الأكبر عربياً وخليجياً، وتحظى بتصنيف ائتماني من الأفضل عالمياً. ويقف المصرف المركزي بكل…
الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥
«هذه أول مرة لي في الإمارات والمنطقة أتيت من سنغافورة لأعرض منتجات شركتي في (أسبوع أبوظبي للاستدامة). علمت بأهمية المعرض خلال أحد المعارض التي شاركت فيها بأميركا العام الماضي، وقررت الحضور. لديّ موعد غداً وبعد غد مع أربعة منافذ بيع شهيرة هنا ستشتري منتجاتنا، هذا بالنسبة لنا نجاح كبير، سننطلق من هنا لبقية دول المنطقة، بالتأكيد حجزت لدورة العام المقبل، وأتوقع أن يكون لنا مقر دائم هنا خلال عامين». قبل 10 أعوام حضرت جلسة حوار مع أحد كبار المسؤولين الذين أسسوا قطاع الطاقة المتجددة في أبوظبي، وحكى كثيراً عن صعوبات البداية، وكيف كان عدم الترحيب بالتعاون أو عدم تصديق جدية فكرة التحول نحو الطاقة النظيفة، من قِبل المؤسسات البحثية والشركات الكبيرة المتخصصة حول العالم بقولها: «أنتم في الأساس بلد نفطي، ما شأنكم بالطاقة النظيفة». حكى أيضاً كيف تغيرت الحال وباتت هذه الشركات نفسها تسعى إلى السوق الإماراتية، وكيف أن عدداً من الأشخاص الذين لم يرحبوا بعروض التعاون وقتها، يعملون حالياً في الإمارات، وكيف أن أصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال المواطنين أسهموا في تطوير الأبحاث بتبرعاتهم، حتى إن أحدهم تبرّع بمليون دولار دفعة واحدة، لدعم البحث العلمي في مجال الطاقة الشمسية. ما بين القصتين، وما بين بداية الحلم وواقع قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة حالياً في الإمارات، جهد وصبر واستثمارات ومشروعات…