الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦
بعد مرور أكثر من 17 عامًا على وفاة آية الله روح الله الخميني، الرجل الذي قاد الملالي إلى السلطة في إيران، فإنه لايزال محور الأحاديث والنقاشات خلال حقبة ما بعد الثورة التي قسمت صفوف الإيرانيين لدرجة دفعت البعض للتحريض على العنف ضد البعض الآخر. الأسبوع الماضي، وصل النقاش حول العقد الذي قضاه الخميني في السلطة إلى مستوى جديد من الاحتدام مع نشر تسجيل سري يضم تعليقات أطلقها أقرب مساعدي الخميني إليه، الذي وقع عليه الاختيار ليخلفه، الراحل آية الله حسين علي منتظري، عام 1988. وجاء نشر الشريط من جانب أحمد، نجل منتظري الباقي على قيد الحياة، يرافقه ادعاء بأنه جرى تسجيله في أغسطس 1988 أثناء اجتماع بين والده ووفد من الملالي جرى إرسالهم لطلب الإذن بتنفيذ الآلاف من عمليات الإعدام السريعة في غضون يومين. وقد اتسم هذا الاجتماع بخلفية دراماتيكية، حيث كان الخميني قد قبل لتوه اتفاق وقف إطلاق نار مع العراق، لينهي حربًا استمرت ثماني سنوات، من دون إنجاز هدفه المعلن المتمثل في الذهاب إلى «القدس عبر بغداد». وكانت الحرب قد حصدت أرواح أكثر من مليون شخص، ثلثاهم تقريبًا من الإيرانيين من دون أن يتمكن «جيش الإمام» من التقدم ولو لمسافة بوصة واحدة. في الواقع، عندما أعلن الخميني استسلامه غير المشروط في أغسطس 1988، كانت قوات صدام حسين تحتل…
الجمعة ١٩ فبراير ٢٠١٦
في افتراضاته حول تحولات الرأسمالية، تصور كارل ماركس مرحلة يتجه النظام فيها صوب الطلاق الكامل ما بين الإنتاج والأرباح. بعبارة أخرى، أنك تجني الأرباح من دون إنتاج أي شيء على الإطلاق. وبمعنى من المعاني، فإن ذلك قد حدث بالفعل. فاليوم، على سبيل المثال، القيمة السوقية لعلامة «نايكي» التجارية هي أعلى بكثير من قيمة كل المصانع التي تنتج بضائع الشركة في جميع أنحاء العالم. فهل يمكن للمعادلة التي سحبها ماركس على رأس المال أن تنسحب مرة أخرى على العمل؟ بعبارة أخرى أيضا: كيف تكون الحال عند كسب كثير من الأموال من دون إنتاج أي سلع؟ ينتقل شرف اختراع هذه النسخة من النبوءة إلى الإيرانيين.. حسنا، إلى بعض من الإيرانيين على أفضل تقدير. لأكثر من عشر سنوات لم يكن الاقتصاد الإيراني قادرًا على خلق فرص العمل الكافية لموازنة الانفجار السكاني لفترة الثمانينات من القرن الماضي. وعلى الرغم من مستويات الهجرة العالية فإن النتيجة الملموسة كانت ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة، التي يبلغ متوسطها الحالي 13 في المائة. وبالنسبة إلى شريحة (16 - 25) العمرية من المواطنين الإيرانيين، تقترب نسبة البطالة من 20 في المائة، حتى تحولت البطالة إلى ما يشبه الخلفية الدرامية لكل مجال من مجالات الحياة الإيرانية المعاصرة، من الزراعة إلى التصنيع، مرورا بقطاع الخدمات العامة. وهناك قطاع، رغم ذلك، وبعيدًا…
الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠١٥
مع تصاعد التهديدات الإرهابية التي تواجههم، يبدو المسؤولون والمحللون الغربيون في وضع صعب من حيث كيفية التعامل مع أمر يتعذر عليهم تفهمه وإدراكه تمامًا. أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون توجيهاته إلى وسائل الإعلام البريطانية بعدم استخدام مصطلح «الدولة الإسلامية» للتعبير عن تنظيم «داعش» الإرهابي، كما أفاد بأن «الخلافة» استنادًا إلى ما يجري في مدينة الرقة السورية، لا يمكن وصفها بـ«الإسلامية». وعلى أقصى نهاية الطيف، يتحدث رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن «الفاشية الإسلامية» ويزعم أن الغرب في خضم «حرب حضارات» مع الإسلام. يواصل كاميرون السياسة التي أرسى مبادئها سلفه توني بلير خلال الأيام الأولى للهجمات الإسلامية على بريطانيا. كان على بلير أن يعلن أنه على الرغم من أن الهجمات لا علاقة لها بدين الإسلام، فإنه وجه الدعوة إلى «زعماء المجتمع المسلم» للحضور إلى مقر الحكومة في «داونينغ ستريت» لمناقشة «ما ينبغي القيام به». بالنسبة للسيد فالس، يبدو أنه تناسى أن الإسلام، على الرغم من أنه واحد من عدة حضارات، ومن بينها الحضارة الأوروبية ذاتها، فهو دين وليس حضارة في حد ذاتها. كما أنه يتناسى أن الحضارات، حتى في ذروة الندية والتنافس، لا تقوم بشن الحروب، بل تقوم بذلك الحركات السياسية والدول. والمهم في ذلك السياق هو إدراك ما نتعامل معه على أرض الواقع، وبمزيد من الأهمية عدم إساءة فهم…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
من المسؤول عن ملف السياسة الخارجية الإيرانية؟ طرح السؤال عبر السنين من قبل أطراف عديدة كان عليها التعامل مع الجمهورية الإسلامية، غير أنه لم يتوصل إلى اتفاق للآراء حول إجابة محددة وشافية. كما ظل السؤال مطروحا باستمرار، وبكياسة، خلال ماراثون المحادثات الأخيرة والمطولة حول البرنامج النووي الإيراني، حيث كان لزاما على دول مجموعة «5+1» انتظار انسحاب نظيرهم من الجانب الإيراني من مختلف الجلسات لأجل تأدية الصلاة، كما يبدو، ولكنه في حقيقة الأمر كان يجري اتصالات هاتفية مع طهران طلبا للتعليمات. كان من الواضح أنه يتحتم عليه، حتى في ما يتعلق بالمسائل البسيطة، أن يتلقى بشأنها تفويضا من السلطات مجهولة الهوية في إيران. تحول الأمر برمته إلى حالة شديدة الغرابة حينما أصر الرئيس الإيراني حسن روحاني على وجود شقيقه فريدون وأن يبقى تحت تصرفه، وربما لأن وزير الخارجية ذاته يرجع إلى شخصية أخرى في قراراته. كان أحد الأعضاء الآخرين من الفريق الإيراني، الذي كان يهاتف طهران بشكل مستقل، هو نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يحتل مركز الضمير لدى فريق التفاوض الإيراني وتفيد الروايات بأنه مسؤول عن الحيلولة بين ظريف وبين تصدقه بكل ما بحوزة العائلة الإيرانية من فضة! تفيد المصادر الإيرانية بأن عراقجي يرجع في قراراته إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي من خلال مستشار خامنئي للسياسة الخارجية السيد…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
ماذا تفعل عندما تكون طموحاتك أكبر من الموارد اللازمة لمواصلة هذه الطموحات؟ من المؤكد أن القيادة في طهران طرحت هذا السؤال عند وضع الميزانية الوطنية للعام الإيراني المقبل، الذي يبدأ في يوم 21 مارس (آذار). لم يتوانَ الرئيس حسن روحاني، منذ انتخابه، عن اقتناص أي فرصة لرسم صورة سوداء عن اقتصاد يقول عنه، وهو يهز رأسه في حالة من الحزن المصطنع، إنه ورثه من «هذا الرجل»، وهو يقصد ذلك الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وعد روحاني بـ«إصلاح الضرر» الذي خلفه أحمدي نجاد، وباستعادة حيوية الاقتصاد. ومع ذلك، فإن ميزانيته الجديدة تُعتبر، إما لأنه غير قادر على (أو لا يرغب في التفكير في) القيام بإصلاحات جدية، مشروع ميزانية من السلع أكثر منها سياسة اقتصادية جادة. لقد قدم روحاني 3 مزاعم أثناء عرضه للميزانية. أولها أن الميزانية تستند إلى افتراض أن سعر النفط يبلغ نحو 75 دولارا للبرميل. رغم أن النفط يمثل 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإيراني، فإنه يشكل نحو 30 في المائة من الميزانية التي تبلغ 312 مليار دولار. وتكمن المشكلة في أنه لا يدري أحد إلى أين ستتجه أسعار النفط خلال العام المقبل. وتزداد المشكلة تعقيدا مع استمرار تجميد ما يعرف بمجموعة «5+1» لأكثر من مليار دولار من الدخل الشهري من صادرات النفط الإيراني. الادعاء الثاني لروحاني…
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
في قضايا النزاعات بين البشر، تبدو محاولة التفريق الواضح بين ما هو خطأ وما هو صواب أمرا من النادر أن يكون سهلا، إذ دائما ما تظهر منطقة رمادية في خضم الأقوال والأفعال المتصارعة. أما عندما يتعلق الأمر بالحروب الأهلية، فإن الأمر يبدو أكثر صعوبة. غير أنه وفي كل الأحوال تكون هناك بعض المواقف التي تتغلب فيها فكرة التدخل الفوري لوقف المأساة على إغراء توزيع نسب المشاركة في تحمل إثم تلك المأساة. وبين الحين والآخر، نواجه نوعا من الصراعات التي تبدو فيها فكرة الوقوف بجانب أحد الطرفين احتمالا نظريا وضرورة أخلاقية في الوقت ذاته. وإلى تلك الفئة من الصراعات ينتمي النزاع الذي اندلع في سوريا وكان السبب وراء الزج بالبلاد في أتون المأساة القائمة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وهذا ما يجعل المرء يشعر بغضب عارم عندما يجد بعض الأطراف الدولية يتبنون مواقف تقوم على نظريتي «نعم ولكن» أو «إما أو» للهروب من معضلة الوقوف بجانب أحد طرفي النزاع. وغالبا ما يؤدي تبني أي من النظريتين إلى الوقوف بجانب الطرف المخطئ. قبل عامين، قال لي أحد الأعضاء البارزين في إدارة الرئيس أوباما إنه كان «من غير الوارد السماح للأسد بقتل شعبه». جاء هذا الرأي في الوقت الذي كانت فيه قضية «الخطوط الحمراء» ما زالت تنبض بالحياة، لكن اللون الأحمر بدأ يضمحل…
السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤
أدت الهجمتان الانتحاريتان اللتان وقعتا مؤخرا في مدينة فولغوغراد الروسية إلى جعل روسيا تتصدر عناوين الأخبار مرة أخرى في مشهد ربما كان متوقعا، وذلك قبل أسبوعين من افتتاح فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي. نفذت فتاتان انتحاريتان هاتين الهجمتين، مما أودى بحياة 60 شخصا، على الأقل، بالإضافة إلى جرح الكثيرين. وتعتبر هاتان الفتاتان من بين ما يقدر بنحو 10 آلاف أرملة مسلمة في سن الشباب أو في منتصف العمر، واللاتي قتل أزواجهن في العقدين الماضيين خلال الحرب التي شنها فلاديمير بوتين ضد المتمردين في أجزاء من القوقاز. أدى هذان التفجيران اللذان وقعا في فولغوغراد إلى لفت الانتباه بسبب العرض الوشيك لافتتاح دورة الألعاب الأوليمبية في سوتشي. بيد أن الصراع المميت الذي أدى بالفعل إلى حصد أرواح ما يزيد على 200 ألف شخص ما زال مستمرا منذ نبذ بوتين للاتفاق المبرم بين المتمردين الشيشانيين والجنرال ألكسندر ليبيد، مبعوث الرئيس بوريس يلتسين. وبناء على ذلك، ظهر أن الحرب التي افترض الكثيرون أنها ستنسى، ليست أي شيء سوى حرب لا يمكن تناسيها. وقبل أيام فقط من وقوع تفجيري فولغوغراد، قتل حجي مهاشيف، نائب رئيس الوزراء الداغستاني الذي عينته موسكو في جمهورية داغستان التي يقطنها المسلمون بشكل رئيس وجاء منها هاتان المرأتان الانتحاريتان حسبما ورد في الأنباء، في موسكو. وفي هذا الصدد، صار…
الجمعة ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣
الأسبوع الماضي قمت بإثارة موضوع هوية «الوثيقة»، التي وقعها الرئيس حسن روحاني مع مجموعة «5+1» في جنيف. ومع الادعاء بتحقيق واحد من «أعظم الانتصارات الدبلوماسية» في التاريخ الإسلامي، زعم روحاني أن هذه «الوثيقة» «حطمت إيوان العقوبات» المفروضة على إيران. وفضلا عن ذلك، ادعى روحاني أنه حقق «انتصاره» من دون تقديم تنازلات.. وفي المقابل، نجد المدافعين عن الوثيقة في العواصم الغربية قد كرروا المزاعم نفسها لتصوير عالم خيالي سيعمل فيه روحاني، مع رفسنجاني بوصفه محرك الدمى، على طي صفحة الثورة وإغلاقها، مع إزاحة خامنئي عن منصبه الذي يشغله «المرشد الأعلى» كما لو كان هو من أراد ذلك وتحويل الجمهورية الإسلامية إلى حليف لأميركا نفسها يروضه باراك أوباما. وعلى الرغم من هذه المبالغة وتلك الضجة، فقد استُقبل هذا «الانتصار التاريخي» بشكل فاتر، ولا نقول عدائيا، في إيران، بل وحتى داخل المؤسسة الخمينية. وكرد فعل على ما يتعلق بجنيف، يمكن للشخص أن يقسم النخبة الخمينية الحاكمة إلى ثلاثة معسكرات.. يتكون المعسكر الأول من زمرة رفسنجاني، التي يكون روحاني عضوا فيها. وفي البداية، يحاول المتحمسون الآن تخفيف نغمة ادعاءاتهم. وفي الوقت الحالي، يقول نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، رجل طهران الرئيسي في مباحثات جنيف، إن «الوثيقة» لم تكن معاهدة وليست «ملزمة قانونيا»، بل هي بيان سياسي. وذهبت مرضية أفخم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية،…
الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣
في محاولة منه للتمهيد للمباحثات المتوقعة حول الشأن السوري، طرح وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، تحليلا من المؤكد أنه سوف يصم تلك المباحثات بالفشل من الوهلة الأولى. فقد قال كيري: «حصيلة ما يجري الآن (أي الحرب الأهلية في سوريا) لن تحدده أرض المعركة، بل طاولة المفاوضات». ورغم أن تلك العبارة ربما تكون مفيدة للعملية التفاوضية، فإن الاتكال عليها كأساس في صناعة السياسات أمر مخز بحق، فلو أن كيري لديه قدر من العلم بالتاريخ فسوف يعرف أن نتائج الحروب تتحدد على أرض المعركة. والحروب تشتعل عندما لا يصبح الوضع القائم غير مهيأ لضمان نوع من التوازن بين قوى متعارضة داخل الحكومة التي تدير شؤون الدولة. وعندما يحدث ذلك، يصبح الوضع القائم غير ملائم لواحد أو أكثر من العناصر المشتركة في ذلك النظام الحاكم، مما يشجع واحدا أو أكثر من تلك العناصر لمحاولة كسر ذلك الوضع القائم بالقوة، من خلال إشعال صراع مع العناصر الأخرى التي ترى أن مصالحها في استمرار النظام القائم. توصف السياسة على وجه العموم، والتحركات الدبلوماسية على وجه الخصوص، بأنها مثمرة عندما تساعد في عدم انهيار الوضع القائم. فما إن يحدث ذلك الانهيار، تصير السياسة والدبلوماسية جزءا من أسلحة الحرب. بمعنى آخر، يمكن وصف الحرب بأنها امتداد للعملية السياسية ولكن عن طريق وسائل أخرى. كما تعد السياسة والدبلوماسية…
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٣
منذ استيلاء الملالي على السلطة في إيران عام 1979، شقت العديد من المصطلحات الخاصة بعملهم طريقها إلى القاموس السياسي الدولي. أحد هذه المصطلحات هو «تقية»، ويعني إخفاء المعتقد الحقيقي للشخص بهدف خداع الآخرين في بيئة عدائية. ويتمثل مصطلح آخر في «الكتمان»، والذي يعني الإبقاء على تخمين معاد بوضع الشخص يده بالقرب من صدره. ويتمثل مفهوم ثالث في استخدام لفظ يحمل معنيين متناقضين في آن واحد. لدى الفرنسيين شيء قريب من هذا في مصطلح «يسوعي» أو بيان سفسطائي. ويتمثل أقرب مقابل بالإنجليزية في «Double-talk» أو (الكلام الخادع). في رواية جورج أورويل «1984»، طرح المفهوم نفسه تحت اسم «Doublespeak». على مدى أكثر من ثلاثة عقود، استخدم الملالي والمقربون منهم ترسانة الخداع ضد القوى الأجنبية والأعداء الداخليين. الجديد هو أن الملالي والمقربين منهم بدأوا يوظفون تلك الذخيرة ضد بعضهم البعض. تجلى مثال على ذلك في زيارة الرئيس حسن روحاني إلى نيويورك والضجة التي أحدثتها في طهران. في نيويورك، حاول روحاني، مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف، مثل سانشو بانزا، إغواء الأميركيين بالابتسامات والكلمات المعسولة. وصف روحاني أميركا بأنها «أمة عظيمة»، بدلا من اللقب الذي اعتادت إيران الإشارة إليها به وهو «الشيطان الأعظم». بل إنه في أحد المواضع، حاول أن يتحدث قليلا من الإنجليزية على التلفزيون الأميركي. بعدها، جاءت المكالمة الهاتفية مع باراك أوباما…
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣
يبدو أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما عازمة على التخلي عن الريادة العالمية، ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن للصين أن تملأ الفجوة التي يمكن أن تنشأ في منطقة الشرق الأوسط؟ لقد طالب أوباما الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ في الآونة الأخيرة بأن يلعب «دورا نشطا» في رعاية عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما أضاف زخما لهذه المسألة. وخلال الأسبوع الماضي، كان هناك حديث في بكين عن استضافة لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وسوف تقوم الصين بدور «الوسيط النزيه»، على عكس الولايات المتحدة «المنحازة كثيرا لإسرائيل». وقد زادت التكهنات بشأن دور الصين في منطقة الشرق الأوسط، بعدما أعلن مقربون من الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني أنه سيقوم بزيارة بكين في وقت قريب بـ«أفكار جديدة» لحل الأزمة القائمة بشأن طموحات إيران النووية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الصين مستعدة للقيام بدور قيادي في منطقة الشرق الأوسط؟ أعتقد أن الإجابة ما زالت «لا». بالتأكيد، عززت الصين مكانتها في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية. وبعدما نجحت في إقامة اقتصاد رأسمالي يعتمد على التجارة الخارجية، أصبحت الصين تعتمد على العالم الخارجي للحصول على الطاقة والمواد الخام الأخرى، وكذلك الأسواق لبضائعها المصنعة. وقد أدى هذا الاعتماد إلى ما يسمى…
الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣
على مدى العام الماضي أو نحوه، تطور الخيار بين صفتين إلى إحدى القضايا المهمة في الصراع على السلطة بين النخبة الخمينية الحاكمة في طهران. هاتان الصفتان هما: «إيراني» و«إسلامي». أثناء الحكم البهلوي، دعم شاهات إيران الرؤية القومية، فتمت تنحية صفة «إسلامي» جانبا لصالح «إيراني». ووضع الخط الرسمي كلمة «إيراني» مرادفا للتميز والعظمة. بعد استحواذ الملالي على السلطة عام 1979 أبدوا قلقا تجاه كلمتي «إيران» و«إيراني» منذ البداية، حتى إن آية الله صادق خلخالي، أحد رفقاء درب آية الله روح الله الخميني، اقترح تسمية إيران «إسلامستان». حاولت الثلة الخمينية إلغاء عيد النوروز، رأس السنة الجديدة لسنوات، ومنعت الأسماء الإيرانية التي تعود إلى ما قبل الإسلام في تسمية الأطفال حديثي الولادة. وأصر الخمينيون على ربط صفة «إسلامية» بكل ما هو إيراني. ومن ثم شهدنا الفيزياء والأحياء والرياضيات والمطبخ الإسلامي، والأهم من ذلك، الموسيقى والسينما. وزعم الملالي أن حب إيران كان أشبه بشخصية «شريك» أو الارتباط بإله متفرد. أما الدستور الذي فرضه الخميني، فيجعل المرشد الأعلى زعيما للأمة الإسلامية التي تشكل إيران جزءا منها فقط. وعلى مدى سنوات، اكتشفت آلاف القبور الخفية لمن يفترض أنهم أحفاد الأئمة في البلاد. وبدأ لقب «سيد» الذي كان يمنح للمنحدرين من أصول عربية يضاف إلى المزيد والمزيد من الأسماء، وتمنى الخميني ذاته لو أخفى أصوله الإيرانية لتأكيد…