الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢
الرد الذي صدر عن الزعيم الإخواني عصام العريان على الكاتب محمد حسنين هيكل، لم يحترم الحد الأدنى لأصول النقاش السياسي بمرتكزاتها وحدودها الدنيا، فهو حين يغمز من قناة تقدّم الرجل في السن ويتوعّده بالآخرة، إنما يمارس نوعاً من الإرهاب الفكري . يبدو منطقياً تعليق أحد الكتّاب على تعاطينا كعرب مع السن، إذ إن الصغير إذا تكلّم قيل له: اسكت فأنت صغير، وإذا تحدّث الكبير نظروا إليه كعجوز خرف . لم يخلُ أسلوب العريان من استعلاء وخيلاء وانتشاء بوصول حزبه إلى السلطة . مع الإقرار بأن أي رد آخر على هيكل غير الذي سمعناه من جانب الإخوان، سيكون مفاجئاً ويطرح أكثر من سؤال، نظراً للموقف التاريخي المتبادل بين الإخوان وشخص ناصري . لكن إذا كان هيكل بهذه الصفات التي يطعنها العريان والإخوان فيه، فلماذا كلّف الرئيس مرسي نفسه عناء اللقاء به في عز أزمة الإعلان الدستوري؟ وإذا كان موقف الإخوان هو ذاته المعبّر عنه في أسطوانتهم المتقاطعة مع خطاب الساداتيين، فلماذا أسهب مرسي في الإشادة به وبثورة يوليو في ذكراها؟ إما أن يكون كلام الرئيس تعبيراً عن قناعة بعضها استفاد منه شخصياً مثل التعليم المجاني الذي أوصل مرسي إلى درجة الدكتوراه، والإصلاح الزراعي الذي شمل أسرته ببضعة فدادين من الأرض، وإما أن ذلك الخطاب كان هدفه التناغم مع المزاج الشعبي وفق…