الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥
عامان من القسوة والظروف الإنسانية الكارثية مرّا على الشعب السوداني، عانى خلالهما الأشقاء ويلات الحرب وتبعاتها من قتلٍ ونزوحٍ وندرةٍ في مقومات الحياة الأساسية. وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الحرجة، واللحظة المفصلية التي تستوجب مسارًا جادًا نحو السلام، لا تزال القوات المسلحة السودانية تتهرّب من أيّ مساعٍ لإنهاء الحرب، وتواصل تصعيدها، لقناعاتها بإمكانية الحسم العسكري، دون اعتبار لحجم المعاناة الإنسانية التي تجاوزت كل الحدود، مع الاستمرار في محاولاتها تحميل الآخرين مسؤولية ما اقترفته، ماضية في مسار لن يفضي إلّا إلى تمزيق السودان وتحويله إلى دولة فاشلة. وفي هذا السياق، يواصل الجيش السوداني حملته الممنهجة ضد دولة الإمارات بحجج مكررة وواهية، في مسعى لصرف الأنظار عن إخفاقاته الداخلية والتهرب من مسؤولياته تجاه الأحداث التي قادت إلى هذه الحرب العبثية، التي جاءت بقرار من الجيش والمليشيات الإخوانية المساندة له، وانقلابه على الحكم المدني الانتقالي في 25 أكتوبر 2021، واختيار الحرب لحسم الخلاف المتفاقم مع قوات الدعم السريع، ثم الرفض المتكرر لوقف إطلاق النار والحل السياسي. وفي ما يتعلق بدولة الإمارات، كانت ومنذ بداية الأزمة تبذل جهودًا مخلصة للبحث عن حل سياسي كفيل بتجنيب السودان الشقيق المآسي والمعاناة الإنسانية، انطلاقًا من علاقاتها التاريخية مع السودان الشقيق واهتمامها بتطوراته والاستثمار في تنميته، إضافة إلى قناعتنا الراسخة بأن لا حل عسكرياً للصراع، وهي قناعة لا…
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٥
منذ تأسيسها، لم تكن الإمارات إلا داعمة للحقوق العادلة للشعوب، ولم تكن يوماً إلا في صف أشقائها العرب، ملتزمة بالوقوف معهم ومساندتهم في المنعطفات التاريخية كافة، والظروف التي تتطلب موقفاً حاسماً لمواجهة التحديات والصعاب، ومن هذا المنطلق، شكَّلت القضية الفلسطينية محوراً رئيساً في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها، حيث تبنّت نهجاً ثابتاً في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. إن الموقف المبدئي الذي تبنّته دولة الإمارات، ووقوفها إلى جانب الحقوق العادلة للفلسطينيين لم يكن يوماً موقفاً عابراً أو مدفوعاً بظرف سياسي معين، بل هو امتداد لالتزام تاريخي عميق ودعم إنساني وسياسي متواصل، وتجسيد لقيم العروبة والعدالة والإنسانية التي تستند إليها سياستها الخارجية. وعلى مدار العقود الماضية، تَجسّد هذا النهج الثابت في دعم الحق الفلسطيني عبر العديد من المحطات التاريخية والمحافل الدولية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، برز موقف الإمارات الواضح في حرب أكتوبر 1973، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، والانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، فضلاً عن الدعم الإنساني والتنموي المستمر، وقد عبّر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن هذا الموقف الراسخ في العديد من التصريحات، وهنا أستذكر مقولته رحمه الله: «إن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعاً، وموقفنا منها نابع من التزامنا القومي والديني والإنساني».…
الثلاثاء ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١
في الذكرى الخمسين لقيام اتحاد الإمارات، تتداعى التجارب والمواقف والمشاهد اليومية التي عشتها منذ العام 1971 وحتى يومنا هذا، وحين أعود بالذاكرة إلى الوراء وأستذكر كيف كانت البدايات، وأشاهد الواقع الذي وصلنا إليه اليوم من مراتب تضعنا في مصاف الدول المتقدمة في العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، تترسخ لديّ القناعة بأن بلادنا حظيت بقيادة استثنائية عرفت كيف تتعامل مع تحديات التأسيس لتُحصّن الاتحاد، وتنطلق بنا إلى آفاق من العمل والإنجاز في نموذج عز نظيره في التاريخ الحديث. ولأن رد الفضل إلى أهله صفة متجذرة من صفات مجتمع الإمارات، أردت من خلال هذه المتابعة أن أنقل بعض الانطباعات الشخصية والتجارب العملية حول صفات وسجايا قيادة دولة الإمارات، هذه القيادة التي كانت وما زالت «عمود البيت» وسراجه الذي نستنير به، ونقتبس منه معاني الانتماء والوفاء والخصال الحميدة التي تمثل ركناً أساسياً من أركان منظومتنا القِيَمية والتي رسخها وعززها قادتنا، إذ لم تكُن قراراتنا وتوجهاتنا يوماً إلا منسجمة مع قيمنا ومبادئنا وموروثنا المحلي. أعتبر نفسي من المحظوظين الذين عملوا عن قرب مع قيادتنا الرشيدة، وسأبقى أنهل من حكمتها، وكيفية تعاملها مع الشأن العام بإنسانية الوالد وعطفه واهتمام الأخ الكبير وحنكة القائد وذكائه، فما يميز قيادتنا أنها تنطلق من قاعدة أخلاقية وقِيَمية ما زالت تحرص عليها في كافة أوجه العمل رغم الصعوبات التي تواجه…