الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
(اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم...) أول كلمات الله التي وقعت على مسامع رسولنا الكريم محمد بن عبدالله في غار حراء عندما كان يختلي بنفسه. ومن تلك الكلمات يبين حرص ديننا الحنيف خاتم الأديان على القراءة، إذ نزلت أول آية من كلمة واحدة وهي "اقرأ" كآية كاملة. فكانت الحالة كما يبدو لي في مخيلتي هي وضع هالة مشعة بالنور على هذه الكلمة، تحث على التفكر والتدبر في مدى بعد الآية المكونة من كلمة واحدة، وما تحملها من معان عميقة. باستطاعة العقل البشري التقاط المعنى السطحي على الفور، لكنه بالاجتهاد والبحث عن خفايا وعمق المعاني المتعددة الموجودة لهذه الآية يكتشف أن القراءة منفعة للعقل والروح والجسد، فهي تنشط خلايا المخ وتملؤها بأحرف وكلمات تساعد الشخص بتنمية مهارته الفكرية واستيعاب المعلومة، ومن ثم توجيهها للقناة الفكرية الصحيحة في العقل لتكوين شخصية القارئ. وهذا ما يميز قراءة النص بدلا من مشاهدته. فتحليل النص مرئيا في مخيلة الشخص وتكوين صورة فوتوجرافية منفردة للنص المكتوب، يفتح آفاقا أبعد عن مشاهدة تحليل أو خيال شخص آخر للنص المكتوب، حيث يستخدم القارئ حواسه الخمس لاستشعار النص. فيلمس المعاني بخشونتها الشوكية أو نعومتها القطنية، ويستنشق من أريج الكلمات العذوبة، ولربما…