عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

العاطفة بين الزوجين

الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠١٨

قبل الزواج كانت تعيش حياة ناعمة وهادئة وهي تحلم بفارس الأحلام الوسيم والطيب الذي ينعم بمثل مستواها الفكري والأخلاقي في تربية الأبناء وحب الحفاظ على صلة الرحم والأصدقاء، ولكن بعد الزواج تكتشف أن هذا الشخص يختلف تماماً عن الصورة الجميلة التي رسمتها في مخيلتها، فتتحطم أحلامها الوردية، وتبدأ تتلاشى شيئاً فشيئاً بالرغم من محاولاتها الكبيرة في الحفاظ على حب هذا الزوج والتغاضي عن معاملته السيئة لتعيش حياة طبيعية وتحافظ على كيان هذه الأسرة من الانهيار التام ولكن من دون جدوى فيقع الطلاق. «ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك» بعد سنوات طويلة من طلاقها تكتشف أن هذا الطليق مقدم على الزواج ولم تتألم البتة كونها لم تعد له أية مشاعر سوى أنه والد أطفالها ليس أكثر فهي منشغلة تماماً في ما هو أهم وهو تربية أطفالها، في يوم تفاجأت حين قامت إحداهن بالاتصال لتتأكد من أن هذا الطليق لا يعيبه شيء حتى لا تتدمر حياة زوجته المستقبلية فسألتها «هل كان يضربك كما سمعنا؟». فقالت «لم يضربني قط، وربما لم يكن زوجاً صالحاً لي ولكنه قد يكون كذلك لغيري». العنف العاطفي له أثر كبير من الضرب الذي قد يصيب المرأة فيكون الانفصال الخطوة الأمثل لتحريرها من هذا العدوان القاسي. عندما نتحدث عن العنف فمعظمنا يفكر في العنف الجسدي…

تفتح مغاليق القلوب

الثلاثاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٧

خل الخوي يشعر معك باحترامه، ياخي لو إنك تِبْتِسِمْ بِتْخَسِرْ شي؟ ترى أبسط أشكال العطاء إبتسامه - حامد زيد عندما تبتسم ستجد الطرف الآخر يبتسم لك تلقائيا، فيا لها من عدوى إيجابية ورائعة لأنها باختصار تنشر الارتياح وتبلسم الجراح. فهذه الابتسامة التي تأخذ حيزاً صغيراً من الوجه، باستطاعتها أن تأخذ حيزاً كبيراً من قلوب أغلب من حولنا. الابتسامة جواز سفر لقلوب الآخرين فهي حياة وروح الإنسان وسر القبول والمحبة بين الناس، وهي لا تكلف شيئاً وتعود بالخير الكثير على صاحبه لأن ذكراها تبقى طويلاً. ستلاحظ مع مرور الوقت أن حب وتعلق بعض الناس بك بدأ بسبب ابتسامتك الصادقة وليس بسبب إنجازاتك ونجاحاتك الكبيرة. توصل أحد العلماء الفرنسيين «بيار فاشيه» في أبحاثه إلى أن الابتسامة يمكنها أن توسّع الشرايين والأوردة، وتنشط الدورة الدموية، وتعمق التنفس، وتحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم ولها دور كبير في زيادة نشاط الذهن. قد يقول البعض ولكنها مجرد ابتسامة، نعم هي ابتسامة ولكن لديها مفعول السحر لأنها ليست فقط حركة في عضلات الوجه، وإنما تنبعث من مخزون نفسي سليم يغمره الحب والاهتمام الصادق لتصل إلى القلوب مباشرةً. دخل أحد الرجال غرفة التبريد (الثلاجة) في مصنع الأسماك الذي يعمل به، ولم يخطر بباله بأنه سيتم إغلاق الباب عليه وهو بالداخل، ولأنه كان وقت انصراف الموظفين لم ينتبه…

المنافسة الإيجابية في العمل

الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٧

ما إن استقرت عيناه على الساعة حتى أصيب بالهلع لأنه يجب أن يتواجد في قاعة الاجتماعات بعد نصف ساعة، فبدأ يسابق الدقائق والثواني لأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة له فقد سبق وأن تأخر عن اجتماع مماثل وقام مديره يومها بخصم جزء من راتبه دون أن يعرف سبب تأخيره. وذلك بسبب الوشايات الكاذبة وافتراءات أحد الموظفين التي كان من شأنها أن تسكب الزيت على النار فقد كان يضخم زلاته وينسب بعض نجاحات المشاريع لنفسه أمام الإدارة. الموظف هو أساس تطور وتقدم أي مجتمع لأنه أساس العملية الإنتاجية في أغلب المؤسسات، لذلك يجب مراعاة وتفهم الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها أي موظف سواء كانت ضغوطاً نفسية في العمل أو مشاحنات سلبية بين زملاء العمل. فأحيانا يخرج التنافس الإيجابي بين الزملاء من إطار مصلحة المشروع إلى صراعات لها آثار سلبية على بيئة العمل وكفاءة الموظف. بعض المنافسات تبرز الجانب الأناني لبعض الموظفين والذي من الممكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية كانعدام روح الفريق الواحد التي تعد كلمة السر وراء النجاحات المتعددة لأغلب المشاريع لأن كل موظف يحاول دائماً أن يظهر باعتباره بطل الرواية، فتجده يعمل على أهداف مختلفة متجاهلاً الأهداف والمصالح المشتركة بين فريق العمل. ويحاول أن يبرز بصورة مثالية على حساب زملائه والأمَر من ذلك حين يتلقى الدعم الكافي من…

آمال وطموحات الإمارات

الثلاثاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧

على الرغم من أن التكنولوجيا أصبحت من أهم الأمور التي يجب أن تكون متوافرة في كل منزل إلا أنها تحولت سيفاً ذا حدين ولا سيما أن الأطفال أصبحوا يستغرقون ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون إدراك بعض الأسر للمخاطر التي قد تواجههم. ولكن ما الذي يشجع الأطفال على الولوج إلى هذه المواقع؟ للأسف بعض أولياء الأمور لا يزالون غير مدركين حجم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم ينشئون حسابات لأطفالهم على بعض هذه المواقع فيزداد التعلق بها منذ الصغر، فلقد لفت انتباهي مؤخراً مقطع تصويري لطفلة صغيرة وهي تعبر عن مدى إعجابها برجل وسيم لأحد لقاءاته المدرجة في بعض هذه المواقع، الغريب أن هذا المقطع تم تسجيله وترويجه من دون أي تردد ووعي من الوالدين. السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا السلوك هو مفتاح مستقبل الأجيال الذي نسعى إليه؟ معظم السلوكيات التي يكتسبها الطفل يكون أساسها البيت، فإذا كانت تربية الأهل تغمرها بعض العيوب، فلا يمكن للمدرسة تصحيحها بشكل نهائي لأن دورها مكمل لدور الأسرة، وعادةً الطفل يعكس الثقافة والوعي المكتسب من أسرته من خلال تعامله مع معلميه وأصدقائه. فدور الأسرة مهم في إرشاد الأبناء وتوجيههم للقيام بالأفعال والسلوك الصحيح الذي يتناسب مع قيم وطبيعة مجتمعنا العربي المحافظ، لذا لا يجدر بالأسرة فتح الباب…

شخصية جذابة لفترة محدودة

الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٧

تعبر إحدى الفتيات عن استيائها لمتابعيها في حسابها الشخصي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بقولها: «متابعي الأعزاء أنا لا أفهم لماذا لا يحبني البعض بالرغم من أني أتعامل مع الجميع بأسلوب راق، أشعر بأنهم يغارون مني». الشخصية النرجسية تشعر دائماً بأنّ الخطأ فيمن حولها وليس فيها لذا ترمي الأخطاء دائماً على من يحاول الانتقاص من قدرها. النرجسية هي حب النفس الذي يترافق مع الغرور والشعور بالأهمية المبالغ فيها ومحاولة كسب محبة الناس على حساب الآخرين. وفي زمننا هذا النرجسية تتجلى بشكل منفر في العالم الواقعي وفي مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً وذلك لأنهم يظنون دائماً أنهم الأجمل أو الأفضل فالشخصية النرجسية في الغالب هي شخصية ينمو فيها حب الذات بشكل كبير ليتحول إلى نوع من الإدمان. والانطباع الأول لهم يكون دائماً مؤثراً لذا يبدون للآخرين واثقين بأنفسهم ومثيرين للاهتمام وعادةً تجدهم الأكثر شعبية ضمن المجموعة في العمل وذلك لأن الناس ينجذبون إلى الكاريزما الخاصة بهم حتى من دون أن يتعرفوا عليهم جيداً. ولكن سرعان ما يزول الانطباع الأول حين يبدأ المحيط باكتشاف شخصيتهم الحقيقية. في مقال «مدمن حب الذات»، ذكرت أن من مواصفات الشخصية النرجسية هو حبها لنفسها لدرجة تصل إلى العشق بحيث تفرط في الإعجاب بنفسها على حساب الآخرين، وذكرت أن أكثر الناس الذين يعانون من هذه الشخصية هم الأبناء…

نمط الطفل الدراسي

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

تعتبر المذاكرة مع الأبناء من أهم التحديات التي تواجه أغلب أولياء الأمور في بداية موسم العام الدراسي الجديد، وخصوصاً عندما لا يتقبل أو يرفض الأطفال المذاكرة وأداء فروضهم اليومية، وذلك لأنهم يشعرون أنّها تقييد لحرياتهم وحرمانهم من وقتهم في اللعب. فكيف نجعلهم أكثر حباً للمذاكرة وتقبلاً للدراسة والمدرسة؟ قبل كل شيء يجب التعرف على الأسلوب الأمثل للتعلم عند الطفل بالبحث عن نمط الطفل الدراسي في تقبل المعلومة والذي سيساعده على اكتساب المهارات بشكل سريع وسيقلل من توتره وشعوره السلبي بأن المذاكرة ليست إلا عبئاً ثقيلاً. فنمط الأطفال الدراسي قد يكون بصرياً أو سمعياً أو حسياً، وصحيح أن معظم الأطفال قد يكون لديهم خليط من هذه الأنماط، ولكن من المهم معرفة ما هو النمط الذي يميل إليه الطفل أكثر حتى يتم التركيز عليه. فأحياناً قد يكون الطفل بصرياً حيث يتطلب منه رؤية الأشياء حتى يستوعبها ويتعلمها مثل الكتب المصورة ومشاهدة الأفلام التعليمية التي تشد انتباهه بصرياً، ويكون دقيقاً في ملاحظة الألوان والتناسق ويميز بين الألوان بشكل كبير ويكثر في كلامه من دلالات البصر كقوله: «أنا أرى، أنظر أنظر ماذا حدث» حتى يلتفت إليه والداه. لذا تجدهم أكثر ميولاً لهذا الأسلوب في المرحلة الابتدائية حيث تكثر فيها المحفزات البصرية من صور ورموز بصرية. أما الطفل السمعي فيعتمد بشكل كبير على حاسة السمع…

القيادات الشرطية فخر للإمارات

الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٧

حين قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، بتعيين اللواء عبد الله خليفة المري قائداً عاماً لشرطة دبي، أثنى سموه على كفاءته وإخلاصه في عمله ونبل أخلاقه عبر حسابه الخاص على تويتر بقوله «للواء عبد الله خليفة المري شخصية متميزة من الناحية القيادية والحس الأمني العالي.. سيكون إضافة للقيادات الأمنية للوطن». واليوم أفعاله الإنسانية ودوره كقائد للشرطة وأب لجميع أفراد المجتمع الإماراتي يشهدان له على أنه بالفعل يستحق ثقة الحكومة الرشيدة. يوصف اللواء بـ«رجل المهام الصعبة» الذي أثبت قدراته الاستثنائية في التعامل مع بعض التحديات الكبيرة، ويمتلك أيضاً لمسات إنسانية تعكس حرصه على أمن وسعادة كل فرد يعيش على أرض دولة الإمارات. فحين تعرض أخيراً الطالب إبراهيم عباس البلوشي للحادث الأليم الذي تسبب في وفاته، دشّن اللواء عبد الله قاعة فقيد أكاديمية شرطة دبي التي كان يدرس فيها لتحمل اسمه أمام جميع زملائه في الأكاديمية كونه أحد الطلاب المشهود لهم بالأخلاق الرفيعة وحسن الخلق. ولأن حادثة وفاة الطالب تسببت في حالة من الحزن والصدمة العارمة لأم الفقيد وعذابها بين مواجع الألم ولوعة الفراق، وكان مصدر سعادة لكل من حوله، كانت فكرة الفراق مؤلمة على الجميع. وفي هذا الوضع الأليم كان تواجد قائد الشرطة شخصياً ليقدم واجب العزاء كأب محب فقد ابنه وليس كقائد شرطة وحسب، ساعد ولو بالقليل…

في كل زمان

الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠١٧

تبقى الأم أماً رغم كل الظروف، إذ في وقت الشدة نراها صامدة وصابرة وصاحبة إرادة قوية تحتضن أطفالها لتبث فيهم روح الحياة، فمصدر قوتها وعزيمتها ينبع من قلبها الحنون. رغم تفوق أمهات كثيرات وتميزهن في المجال المهني إلا أن هذا النجاح لا يستطيع أن ينطق إلا بالأمومة أولاً، لأن كل امرأة ناجحة ترى أن نجاحها في المنزل هو أساس نجاحها في أي عمل تقوم به خارج منزلها. لكن كم أم ضحت براحتها من أجل توفير لقمة العيش لأطفالها وكم أم عاملة أهملت أطفالها فأدى ذلك إلى مشاكل في الارتباط بينها وبينهم؟! قصة مؤثرة لأم مكافحة تلامس الواقع في المسلسل الرمضاني «كان في كل زمان» الذي تؤدي فيه الممثلة إلهام الفضالة دور الخياطة التي تعمل جاهدة ليل نهار لتعيل أبناءها الأربعة بتوفير احتياجاتهم المادية والسكن المناسب، فالأب لا يهتم أبداً لتوفير احتياجات الأسرة الأساسية بل يزيد من حمل الأم ويغمرها مرارة بسرقته الأموال التي تجنيها لتدبر إيجار السكن بدون أي تأخير. في يوم مرضت الأم وقال لها الأطباء إن أيامها باتت معدودة، حينها رددت عبارة يسودها الألم والأسى «لهيت بمعيشتهم ونسيت أعيش وياهم». أطفال هذه الأم المكافحة لم ولن ينسوا تضحيات هذه الأم لأنها غرست حبها في قلوبهم فكسبت برهم. قال خير من وطئت قدماه الثرى، رسول الله محمد صلى الله…

قوة الاعتقاد الإيجابي

الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧

قفز من السرير في سباق مع الدقائق والثواني فلقد تذكر موعده مع أحد أصدقائه المقربين الذي طلب منه أن يقله إلى المطار في الصباح الباكر، ارتدى ملابسه بلمح البصر، ورفض مجرد فكرة تناول الإفطار، فالطريق إلى منزل صديقه يستغرق نصف ساعة ولم يكن أمامه وقت. ركب سيارته وكأنه يسابق الريح إلى أن وصل إلى منزل صديقه بعد وقت طويل وهنا بدت علامات الغضب والضيق على وجه صديقه، وحين أوصله إلى المطار اكتشف أنه تأخر عن موعد طائرته فلقد رحلت الطائرة، فأطلق الصديق الرصاصة المحبطة بقوله «أنت إنسان فاشل ولا فائدة منك». وهنا بدأ بعملية جلد الذات فكيف له أن يتأخر على صديقه. لقد وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه لأنه يعتقد أنه فعلاً إنسان فاشل؟! أحياناً يبالغ البعض في اعتقاده بأن مشكلته كبيرة جداً لذا يبدأ بجلد الذات. ويعد جلد الذات مرضاً نفسياً وأسبابه تنحصر في إخفاقات الفرد في إقامة بعض العلاقات التي كان يتمناها أو الشعور بالتقصير تجاه عمله وأسرته وأصدقائه. فتجده يختلق لنفسه أخطاء لم يرتكبها ويقنع نفسه بأنه يستحق اللوم فيدخِّل نفسه في دوامة جلد الذات التي تعود عليه بالسلب لأنه يحمِّل نفسه قدراً من اللوم فوق ما يستحقه فقط لأنه اعتقد مع نفسه أنه قد وقع في الخطأ. يقول روبرت ديلتز أحد مؤسسي علم البرمجة…

الصراخ أم الحوار؟

الثلاثاء ١٤ مارس ٢٠١٧

توجهت إحدى الأمهات إلى المدرسة لاصطحاب ابنتها ذات الأربع سنوات بعد انتهاء يوم دراسي، وبينما هي تقترب من الصف لاصطحابها تندهش من تعنيف أم لطفلها الصغير بالصراخ والتهديد بقولها »عقاباً لك، لن تحصل على ما تريد مدى الحياة«، بدأ الطفل يخطو خطواته البطيئة الحزينة ممزوجة مع تعابير وجهه المرتبكة من سخط واستياء الأم فهو لم يكن يريد سوى أن يتأخر بعض الوقت في المدرسة لرغبته في اللعب مع أصدقائه. مع هذا السلوك التزمت الأم الصمت مندهشة لتلاشي العاطفة من قلب تلك الأم التي لم تتهاون لحظة في إحراج طفلها أمام زملائه. هل يُجدي اتباع الصراخ كأسلوب تربوي ناجح لتقويم سلوك الأطفال؟ كثيراً ما تفقد بعض الأمهات أعصابهن في التعامل مع الأطفال، فمهما حاولت التماسك أو التذرع بالصبر من طيش وتصرفات الأطفال، تجدها تثور في لحظة معينة فيعلو صوتها بصراخ متكرر يكون له تأثير سلبي وكبير على نفسية الطفل لأنه يعتقد أن هذا دليل على عدم حبها له. ينصح علماء النفس الوالدين دائماً بأن يبثا الطمأنينة في نفس طفلهما ومحاولة إفهامه أن الحب الذي يكنانه له لا يتأثر بلحظات الغضب. تربية الأسرة تعد من أقوى المؤثرات التربوية والاجتماعية على الأبناء كونها المسؤول الأول عن النمو الاجتماعي للأبناء وتكوين شخصيتهم التي تحصنهم من الخطأ وتوجههم إلى الصواب حيث إن لها الأثر النفسي…

الأخلاق وحضارة المجتمعات

الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧

تعرض أحد منتسبي العمليات الخاصة للقوات المسلحة، لحادث سير تسبب في إعاقته، لكنه لم يقف، فاليوم يعمل في وزارة الخارجية والتعاون الدولي؛ يساعد كبار السن وذوي الإعاقة، رغم صعوبات العمل. وقد كلف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،، متسوقاً سرياً لاختبار سلوكه مع المتعاملين، بوضع بعض العراقيل أمامه، لكن لم تزده التحديات إلا رقياً، فتم تكريمه من قبل سموه، لأنه قدم نموذجاً مشرفاً للأخلاقيات والقيم الإماراتية. الدعوة إلى الأخلاق، هي دعوة إلى الإسلام في أعظم نتائجه، وفي أطيب ما أثمرته تعاليمه. وقد تمثلت أعظم المكارم وأسماها في الرسول صلى الله عليه وسلم، فانبعثت من نفسه الشريفة عظمة الأخلاق، ووصفه ربه بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». فديننا يحثنا على الأخلاق، لعظمة أثرها. الأمم تندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق، فتسقط وتذبل زهرتها، والأخلاق هي التي تؤدّي إلى التّكاتف والتّعاضد. في جلسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الحوارية التي عقدت في القمة العالمية للحكومات، سأله أحدهم عن مدى تفاؤل سموه بمستقبل المنطقة، فكان رده: «إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة، وهو أمر يحتاج تعاوناً من الجميع، مضيفاً سموه، لا بد من وجود الأمل، فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية، وأنا متفائل.. فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا…

التسامح قيمة إيجابية

الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦

ينتهي الطفل من تناول وجبة الغداء، فيتنبه الى أن لعبته مكسورة، فيبدأ بالصراخ على الخادمة، ثم يقول لها »أيتها الخادمة اذهبي إلى غرفة الطعام، وتناولي ما تبقى من وجبة الغداء، وسأطلب من أمي أن تخصم من راتبك، لأنك كسرتي لعبتي أيتها البلهاء«. تُصدم وتتعجب الأم من هذا الأسلوب البشع وتقول له: »ما هذا الأسلوب المخزي يا بني، أولاً هذه الخادمة لديها اسم تناديها به، وثانياً كان عليك أن تطلب منها بأدب أخذ حصتها من الطعام قبل أن تأكل، وليس بقايا طعامك، وثالثاً جل من لا يسهو، فكلنا نخطئ ونتجاوز الحدود، فنحتاج المغفرة والعفو من الآخرين. الذي يتبقى هو التسامح، فما أجمل التسامح وصفاء القلوب ونقاءها، فمن المحال أن تجني من الشوك عنباً؟! يلعب الوالدان دوراً أساسياً في منح الطفل البذرة الأولى للأخلاق، وتنمية صفة التسامح مع الآخرين، ولكن الدور الأكبر ينصب على الأم كونها الأكثر قرباً منهم والمثل الأعلى الذي يقتدون به في سنواتهم الأولى. التسامح صفة يكتسبها الطفل، منذ نعومة أظفاره، بتعويده على احترام الآخرين ومشاركتهم ما يملك من الألعاب والحلويات بكل رحابة وسعة صدر، بعيداً عن التقليل من شأن الغير أو السخرية من آرائهم وأفكارهم، مع الحذر من الأفكار الشاذة، التي تخالف قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، فلا بد أن يعي أنها خطوط حمراء لا يجدر بالآخرين المساس بها. التسامح…