عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

القيادة والشعب قلب واحد

الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦

سألتني كاتبة بريطانية عن سر حب شعبنا لدولة الإمارات وقيادته، فلقد لفت انتباهها علاقة المواطنين والمقيمين بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتعجبت كيف لا يتهاون الشعب للحظة في أداء الواجب مهما كلفهم الأمر، فهم يبذلون الغالي والنفيس لتبقى الإمارات واحة مجد وعنواناً للتقدم والازدهار. فقلت لها القيادة الرشيدة، حفظها الله، لا تملك عصا سحرية لتأسر قلوب شعبها وتحدد مصيرهم ولكن الله حبانا بقيادة توارثت حب الخير، وغرست ذلك في نفوس أفراد شعبها، ونحن نحمد الله أن منَّ علينا بهذه النعمة التي تكفينا من السعادة والاعتزاز ليتم توارثها عبر الأجيال القادمة، وهذا الحب لم ينشأ من فراغ. فعندما ينشأ الطفل على سيل من كلمات الشكر والثناء للقيادة والدولة وتلتقطها مسامعه بشكل مستمر ستنمو مشاعره على ذلك، وعندما تتردد مفردات الاعتزاز بحاضر الدولة وماضيها من قبل كبار الأسرة سيزداد تمسكه بعادات وتقاليد هذا الوطن. فغرس الهوية الوطنية في الأطفال يبدأ أولاً من الأسرة، فهي اللبنة الأولى في تأصيل الهوية والحس الوطني، وبعدها يأتي دور المؤسسات التعليمية في بناء وترسيخ ما بدأته الأسرة. فالمدرسة لها دور كبير في تنمية حب وولاء الوطن في نفوس الطلاب الذي يبدأ في اليوم الدراسي الأول حين تحضهم على الوقوف أمام علم دولة الإمارات لترديد السلام الوطني. وتحرص المدارس على تغذية المناهج بالأساسيات التي تنمي روح الوطنية والولاء في…

بذور الشك وعدم الثقة

الثلاثاء ٠٩ أغسطس ٢٠١٦

دخل الزوج إلى المنزل وهو مستعجل فأصدقاؤه ينتظرونه في المقهى الذي اعتاد أن يرتشف فيه قهوته المرة وينفث دخان سيجارته، فتجرُّ الزوجة خيبتها وتردد بعض الكلمات لتعبر عن مدى استيائها «ألا يتغير هذا السيناريو الذي ينضح بالأنانية؟ هذا هو برنامجك اليومي تنام ثم تقوم لتقضي الليل برمته خارج المنزل»، كلمات في الصميم، ولكنها لم تؤثر فيه أبداً كما يقول المثل الشعبي «أذن من طين وأخرى من عجين»، أسرع خارجاً حتى يعتلي سيارته ويطلق لها العنان. فتبدأ وساوس الزوجة بأن زوجها قد يكون لديه علاقة غير سوية بأخرى. الخيانة الزوجية مشكلة موجودة منذ زمن طويل، وليست أمراً جديداً في بعض العلاقات الزوجية، ولكن التفكير المزمن بشكل سلبي قد يولد هاجساً وظنوناً لا تمت للواقع بأية صلة، أو قد تكون حقيقة ونزوة عابرة قابلة للغفران. والتجارب التي تمر بها بعض الزوجات أو قصص البعض تظل عالقة في الأذهان، وقد تصاحبهن في سلوكهن ليس فقط مع الزوج ولكن مع الأبناء، فتستخدم بعض الزوجات الخادمة في المنزل كطريقة للتجسس على الزوج والأبناء من خلال التنصت والمراقبة على مكالماتهم الهاتفية ورؤية ما يتم كتابته على تطبيقات المحادثة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف لبعض النساء أن يثقن بالخادمات ثقة عمياء بفتح باب إفشاء الأسرار على مصراعيه أمامهن بغرض الحصول على معلومات لن تزيدها سوى شك…

مزيج من آراء الناس

الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٦

ارتدى ملابسه كلمح البصر ورفض تناول الإفطار حتى لا يتأخر على المؤتمر فلم يكن أمامه من الوقت سوى نصف ساعة، ركب سيارته وفي الطريق قابل صديقه الذي أخبره بأنه من الضروري أن يلبس القميص والبنطال ليتناسب مع المؤتمر بدلاً من الكندورة (زي الشباب الإماراتي الرسمي)، فعاد إلى المنزل ليلبس الملابس حسب إرشادات صديقه. أنهى لبسه الجديد وهم بالخروج إلى مقر المؤتمر ولكن قبل دخوله إلى القاعة قابل صديقاً آخر فأخبره بأن تسريحة شعره غير مناسبة، وعلى الرغم من إعجابه بتسريحة شعره إلا أنه قرر تغييرها ليرضيه. وأخيراً كان مستعداً للعرض التقديمي ولكنه أراد أن يتأكد من فاعلية إدارته للعرض فجرب أن يقدمه أمام بعض الزملاء ولكن لم يزده ذلك إلا مدخلات سلبية لتأخذ حيزاً كبيراً في التأثير على شخصيته فلقد انتقدوا جوانب أساسية كنبرة صوته وحركات يده. بعد الانتهاء من المؤتمر، يعود إلى البيت ومعه تسجيل يخص العرض الذي قدمه، ويبدأ بتشغيله ليشاهده بكل فخر مع والده، ولكن بعد الانتهاء من مشاهدة العرض سأله والده بتلقائية »من هذا الرجل الذي يتكلم؟«، اكتشف بعدها أنه بالفعل شارك وخرج بجسده في المؤتمر ولكنه لم يكن هو من يتكلم بل مزيج من آراء الناس. للأسف استنزفت مشاركته في هذا المؤتمر الكثير من الجهد والوقت لأنه لم يذق فيها طعم الراحة بسبب تلبية رغبات…

حاسبوا أنفسكم

الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦

قابلت الأخت الكبرى بالصدفة إحدى صديقاتها القدامى في مركز التسوق وهي مع أختها الصغرى فتردد الصديقة بكل حفاوة »ما شاء الله حبوبة أختج محلاها، هذي شكلها آخر العنقود«. ويأتي الرد اللاذع الأشبه بالصاعقة على مسامع الصغرى »لا هذي مب أختي هذي بنت اربيعتنا«. تقول الصغرى كيف لها أن تجمع شتات نفسها وفكرها وبقايا ذكرياتها وهي تتجرع هذا الألم بشكل دائم إن لم يكن من والديها فسيكون بكل تأكيد من أخواتها. وحين سألتها ذات يوم عن أسباب الإهمال والاهتمام بأخواتها، ابتسمت ابتسامة بريئة وقالت »لأني مريضة«. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: »إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط«، ومن اشد الابتلاءات هو الابتلاء بمرض الأبناء، أو ليس مرض هذه الفتاة ابتلاء واختباراً؟ التمييز بين الأبناء غالباً ما تكون عواقبه وخيمة على الأبناء سواء على المدى القريب أو البعيد لأنها ينتج من المقارنات المدمرة التي تولِّد الكره والبغضاء فيما بينهم. ومن أكبر المآسي التي تنتج عن التفرقة بين الأبناء سوء العلاقة بينهم الذي قد يتعدى مراحل العمر المبكرة إلى ما بعدها، والأشد إيلاماً أن تستمر ترسباته في النفوس إلى الأبد. من المضحك المبكي أن تقول لها إحدى صديقاتها »أمج وخواتج ولا أروع« فتعجز عن الرد لأن هذه الكلمات…

لا توفيه الكلمات حقه

الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦

اثنا عشر عاماً انقضت على رحيله، طيب الله ثراه، ولاتزال القلوب تنبض وتحيا بحب زايد فمثله لا يُنسى فلقد أحب الناس وأعطاهم كل ما يحتاجون إليه، فأسس دولة وبنى شعباً وحضارة لأنه يؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الأنفع والأجدر للبلدان لكي يكون لها الحضور القوي والمكانة المتميزة بين الشعوب. سألني أحدهم ذات يوم «أعرف أن الشيخ زايد عظيم في قلوب أبناء دولة الإمارات ولكن لماذا كل العالم يحبه؟» فقلت له «الشيخ زايد طيب الله ثراه لم يكن مجرد قائد لدولة الإمارات فحسب وإنما أباً عظيماً للجميع فلقد أفاض حنانه ليشمل جميع سكان الإمارات دون تفرقة، وامتد عطاؤه ومواقفه الإنسانية إلى كافة بقاع الأرض تعبيراً عن وحدة المصير الإنساني في كل مكان. فالراحل الكبير بذل الجهد من أجل رفعة هذا الوطن الغالي وازدهاره فهو ينظر إلى أفراد شعب دولة الإمارات والدول العربية الشقيقة كأسرة واحدة لذلك لا تختلف علاقته بهم باختلاف الأماكن فجميعهم في دائرة اهتماماته. فعاد يسألني «أعرف أن الشيخ زايد رحمه الله لديه مواقف كثيرة تشهد أنه رمز للتسامح والمودة، هل تخبرينني إحدى هذه المواقف»، فتذكرت أنني قرأت قصته التي حدثت في أحد أيام رمضان مع الرجل الذي كان يغسل كيس التمر، فسردت له هذا الموقف. في أحد أيام رمضان شعر المغفور له بإذن الله بالعطش بسبب الحر…

آخر ريتويت

الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠١٦

«أحببتك وكأنك آخر أحبّتي على وجه الأرض وعذبتني وكأني آخر أعدائك على وجه الأرض» متابع ليس فقط بجيد ولكنه فاق التميز في قائمة متابعيها لحسن متابعته على كل تغريدة على حسابها في موقع تويتر، ومع مرور الوقت يبدأ التعلق العاطفي بهذا المتابع لما يمتلكه من أسلوب يغمره الرقي وحسن الخلق، ولكن سرعان ما يرتابها الشك بأن هذا المتابع قد يكون مجرد كذبة وتدبير من قبل إحدى زميلاتها، ولكنها آثرت الصمت على البوح خوفاً أن تخدش حياءها وخوفاً أن تبرهن لنفسها بأنها وقعت في حبه، فمثلها لم يعتد على هكذا أمور. برغم ذلك لا تفتحي قلبك (وهاتفك) فوراً لحب جديد ـ أحلام مستغانمي. بعد مرور فترة قصيرة من الزمن يتم إدراجها لهذه الشخصية المزيفة من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي لتبدأ بالشعور بأنها تغرق في بحره أكثر من اليوم الذي يسبقه فبالنسبة لها كان شخصاً استثنائياً، ولكن ما إن تم الاتفاق على الارتباط بشكل رسمي حتى يدق ناقوس الوداع ليتركها تدور في دوامة عشقية لا تنتهي، وهنا تنتهي هذه القصة التي كانت في بدايتها. عجيب هو أمر الحب المزيف الذي يأتي هكذا دون سابق إنذار لا يطرق أبواب القلوب باحترام ليدخلها بل يقتلعها ويحطمها ليثير الفوضى والتنازلات المهينة. في ظل الانفتاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي ثمة علاقات مزيفة بين الجنسين تأخذ…

وهل ينفع الندم الآن؟

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦

أربعيني يحمل بين حنايا ضلوعه قلب عشريني تعجبه فتاه في سن المراهقة (15 عاماً) وهي تتجول في أحد مراكز التسوق مع صديقتها، فقد كان يطغى على مظهرها الخارجي عدم الحشمة مما أثارت فيه شهوة الصيد، يقترب منها بنظرات إعجاب فيقول »اعذريني، بس والله انج آية من الجمال« فترد عليه بارتباك »احترم نفسك« وأخذت تمشي بخطى متسارعة، ولكن لم تكن أسرع من دقات قلبها الذي كاد ينفجر بين حناياها.. ولكن هل انتهت هذه القصة، أم هذه بداية التمرد؟ بعض الأهالي وتحديداً الأم قد تجبر طفلتها بالتصرف كراشدة في زينتها ولبسها فيتم إحراق مرحلة الطفولة بحجة »عادي لازم تتعلم« فتنتقل هذه الطفلة إلى مرحلة البلوغ في غمضة عين من دون أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي. فبعض الأمهات يجبرن الأطفال أن يتصرفوا كراشدين في مرحلة الطفولة حتى يفقدوا أجمل الأيام التي يفعل فيها الطفل ما يريد، وليس عليه عتب، فلا تهمه المظاهر بقدر ما يهمه أن يعيش يوماً بيوم. والفتاة بالأخص غالباً ما تقتدي بأمها، لذا يجب على الأم أن تحرص على أن تكون قدوة حسنة لها حتى لا تعض أصابعها ندماً حين لا ينفع الندم. »يَنشأُ ناشىئ الفتيانِ مِنّا على ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه«. الفتاة تعتاد على ما نشأت عليه، فإذا نشأت على الستر كانت الملابس الساترة من أيسر الأمور عليها في…

أعجب من هذا الهجر

الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠١٦

قاده الخيال إلى ذكرياته القديمة مع صاحبه الذي كان معه منذ طفولته فلقد كان معه طوال مرحلته الدراسية في المدرسة ومن ثم في سنتي الجامعة الأوليين، بدايات النشاط الممزوج بالطموح والتفاؤل. كان هو الصديق والأخ الذي لم تلده أمه، فلقد كان الأذن المصغية والقلب الكبير والعقل المشارك الذي يحاول دائماً أن يهدئ من روعه في الأزمات ليطمئن قلبه. إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان فلقد ابتعد صديقه عن عالمه بدون أي سابق إنذار، فيأتي أحد الزملاء المزيفين ليواسيه بعبارة مؤلمة فيقول »ليش اتكدر خاطرك، من باعنا بعناه ولو كان غالي«. هل تعلم من يفرح بهذا الخصام وهذا الهجر؟ وهل تعلم من الذي يتقطع قلبه حزناً منه؟ يفرح الشيطان ويكون في أسعد حال حين يتم هجر الأهل أوالقريب أو الصديق، وقد يفرح به أكثر أعدائك من الناس الذين يستمدون قوتهم من حطامك. ولكن الذي يحزن ويتجرع الألم بسببه هم الآباء والأمهات والمحب، فهجر الأخوة يحرق قلوب الوالدين وهجر الرفيق يدمي القلب وكأنك ترفعه للسماء السابعة لتهوي به أرضاً. إن الخلاف أمر طبيعي وليس بعيب فمن منا سلم منه، فخيرة البشر حصل بينهم الخلاف فكيف بغيرهم، ولكن العيب هو الاستمرار في هذا الخلاف من غير التحرر منه بالصلح لتعود المياه إلى مجاريها. »أغالب فيك الشوق والشوق أغلب وأعجب من ذا…

إحساس متأخر

الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦

»لماذا تأخرت في العمل؟ ومن قابلت؟ ولماذا وكيف وأين؟«، طوق من الأسئلة القاتلة التي يخنّق بها بعض الأزواج والأبناء، لأنها تقتل المودة والرحمة وتذكي نار الشك والغيرة بين الأسرة. وفي العمل كثيراً ما نسمع عن خلافات حدثت وعلاقات تحطمت بسبب سوء الظن، فبعض الموظفين والمديرين لا يتهاونون للحظة في التسرع في إصدار الأحكام على الزملاء التي ليس لها أي وجود في أرض الواقع. »ظروف بعض البشر مدفونة في أعماقهم، فإن لم تَعرفها فأكرمهم بحسن الظن«. سوء الظن كالقنبلة التي تنفجر فتدمر كل ما هو جميل، فهي لا تعترف بصغير أو كبير، رجل أو امرأة، لأنها كاللغم يخدعك باختفائه فتصدم بعدها بإهلاكه، فلقد عانت منه الأسر وتفرق بسببه الأصحاب والإخوة وزملاء العمل، فأغلبها تأتي من وهم أو تصور سيئ في الخيال ليتحول إلى فكرة عن الناس، فالنيران الضخمة لا تأتي إلا من مستصغر الشرر. »الناس منشغلون بأنفسهم وهو منشغل يبحث عن أخطائهم«، يروي ستيفن كوفي قصته وهو في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك، حين كان جميع الركاب في هدوء تام، أحدهم يقرأ الصحف والبعض الآخر في حالة استرخاء، فلقد كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء. وفجأة، يصعد رجل بصحبة أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم القطار، ولكن الرجل جلس بجانب ستيفن مغلقاً عينيه متغافلاً عن الموقف برمته دون أن يحرك ساكناً. بدأ ستيفن…

قاصداً لب كيانك

الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠١٦

ابقَ بجانبي اليوم وإلا سوف أرحل.. منحتك قلبي ولكنك خذلتني.. بعض الأشخاص المقربين قد يدخلونك في حالة من الحميمية المريحة عندما يريدون منك شيئاً، ولكن سرعان ما تتبدد هذه المشاعر وتتحول إلى خوف وقلق وارتباك حين تبدأ عملية الابتزاز العاطفي، فالمبتز عاطفياً يستخدم بعض عبارات الخوف والإلزام والشعور بالذنب لتحقيق رغباته. إن عالم الابتزاز العاطفي في غاية الإرباك، لأن ممارس الابتزاز سواء كان زوجاً أو ابناً أو زميل عمل أو صديقاً يعرف نقاط ضعف من يبتزهم، لذا يتسم بالدهاء والمراوغة للحصول على ما يريد حتى ولو كان غير مناسب أو جيد للطرف الآخر، فالمهم تحقيق راحته النفسية. إذا نظرنا إلى الابتزاز العاطفي عن قرب فسنجد أنه ينقسم إلى أربعة أنواع، النوع الأول هم المعاقبون وهم المبتزون الذين لديهم القدرة على جعل الأشخاص الذين يتم ابتزازهم على دراية تامة بما يريدونه، والعواقب المترتبة في حال رفضهم وعدم الخضوع، فسلوكهم إما أن يكون عدوانياً أو هادئاً، لأنهم يخمدون نيران غضبهم في هدوء »إذا رفضت هذا العمل الإضافي فلن تحصل على ترقية«. أما النوع الثاني فهم القائمون بالعقاب الذاتي، حيث يلعب فيه المبتز دور المتحكم الوحيد في العلاقة، فيمارس دور الضحية »إذا لم تفعل ما أريد فسأعاني وأنت المسؤول«. من أبرز صفات من يقوم بهذا الدور هو عدم تحمل المسؤولية، ففي أي مشكلة…

فرحة تُطبع في الذاكرة

الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠١٦

مع تسارع وتيرة الحياة والتعرض الدائم للضغوطات، سواء كان في المنزل أو العمل أو الدراسة، قد يصاب الإنسان بحالة إجهاد فيصاب بالتعب من أقل مجهود، فلا يستطيع مواصلة حياته بالشكل المتوقع، وهي طريقة ليخبرك جسدك أن هناك شيئاً ما خطأ ولا بد من أن تعيد النظر في بعض ممارسات حياتك اليومية لتغير أسلوب حياتك قدر الإمكان. قد يخبرك أحد الأطباء "احرص على الطعام الصحي لأن فيه علاجك"، فتتساءل ما العلاقة بين الطعام والضغط النفسي الذي يعاني منه الناس. وهل تتحرك السيارة إن لم تضع لها الوقود المناسب بانتظام؟ فالطعام هو وقود الجسد بدونه ستصاب بالإرهاق مع أقل جهد. عبارات قد يراها البعض مثالية لترددها الدائم على مسامعنا ولكنها حجر أساسي في تطوير جوهرك واستقرارك الداخلي. لا تفكر في أداء أعمال كثيرة في وقت واحد حتى لا تضع نفسك تحت ضغط أو شد عصبي. وحاول مصاحبة الإيجابيين لأن التشاؤم معد فيصبح مرضاً يصعب التخلص منه. قال تعالى: »إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ« (الرعد:11)، فإذا أخذت قراراً بأنك ستتغلب على صعوبات الحياة فحتماً سيأخذك عقلك ويدلك على النجاح وإن أخذت قراراً بأنك ستفشل أو على الأقل لن تنجح فستفشل. فقرارك مهم ويجب أن يكون ملموساً في العقل وكأنك تحدث عقلك وتعطيه الأوامر والقرارات سلبية أو إيجابية. ففي…

هذا الحب إلى أين؟

الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠١٦

تحضِّر إحدى الأمهات ابنها الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، إلى مرشد نفسي، حتى تتمكن من معرفة سبب الحزن الدفين والأسى الذي يشعر به، ولكن الطفل لم يتفاعل معه، حتى طلب المرشد من الأم الخروج من المكان لإفساح المجال أمامه لتشخيص حالته، فحُزن الطفل وإنهاكه النفسي قد تكون والدته هي إحدى مسبباتها. كان حزن الطفل دافعاً ليسأله المرشد النفسي، إن كانت أمه وأسرته في البيت يحبونه أم لا؟، فيأتي الجواب الذي يشرح القضية برمتها، وهو "ما الداعي أن يكون للطفل أكثر من أم؟ فأنا لدي أم رسمية وأم حقيقية". فيتبين أن الأم تقوم بدور الإشراف بدلاً من دور المربي. أكثر ما يحتاجه الطفل من الأم، هو أن تكون صادقة في إظهار عواطفها وحبها، والذي يتبرهن من خلال ما تفعله من أجله، فطفل الثالثة يحتاج من الأم، أن تتفهم صعوباته ومحاولاته خلال لبسه أو لعبه. وفي هذه المرحلة العمرية، يتم تدريب الطفل على تحمل المسؤولية في اختيار اللبس والطعام، وتقبل نتائج قراره مهما كان. ومن الضروري ألا يتم الإفراط والمبالغة في التشجيع لما يقوم به حتى لا يصاب بالخيبة إذا فشل، فيشعر بأنها خدعته. "شو هالسؤال الغبي؟"، جملة قد تدمر شخصية الطفل، لذا، يجب على المربي تحمل المنطق لديه والسخاء في الإجابة عن أسئلته الكثيرة والمتكررة، لأنه لا منطق حقيقياً لدى…