الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤
يعتقد البعض أن ما يدور في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك) هو قمة ما وصل إليه المجتمع العربي في حيز حرية الرأي وحرية التعبير، وأن لهذه المواقع يعود الفضل في تمتع المواطن العربي بسقف عالٍ من البوح بأفكاره وآرائه ومعتقداته التي عادة ما ترتطم بسقف الواقع المعاش لكنها تجد في الفضاء الافتراضي سماء مفتوحة على كل الجهات فيقول ما يريد بحرية من دون أدنى خوف أو حدود، وبالتالي فهو يتخلص بهذا التدريب اليومي على مواقع التواصل على التنفس بحرية من كل أمراض الجهاز التنفسي في المدى الفاصل بين عقله وفمه وبين فمه والآخر والفضاء العام، ذلك جزء من الحقيقة وليس كل الحقيقة على أي حال! في الحقيقة فإن ما يطرحه المثقف العربي وحتى الإنسان العادي من أفكار عظيمة وخلاقة في قضايا السياسة والدين والفلسفة والعلاقة بالذات والآخر ونقد الواقع فيما بينهم وفي جلساتهم أعلى سقفا مما نظن، برغم قيود التعبير التي تضعها الأنظمة على تداول الأفكار والمعلومات لكن مشكلة هذا الإنسان منذ بدايات التكوين السياسي للدولة العربية كانت تتمحور في هذه العلاقة الشائكة والملتبسة بينه وبين السلطة بكل أفكارها وممارساتها التسلطية التي أعاقت دوره في المشاركة وحصرت الأمر في دائرة مغلقة من المقربين والانتفاعيين من رجال المال والدين والفن وغير ذلك، ولأنه وعي هذه العلاقات الخفية فإن الإنسان العربي…