متى سيهتمون بالمثقفين والمؤلفين الشباب ؟!
المؤلف أشبه بالطباخ الذي يجمع مواد أولية ليصنع شيئاً مختلفاً ، فهو يجمع الأفكار من القراءة والملاحظة والتجارب ثم يُنضجها بالتفكير فيصوغها في عشرات الجمل فيتألف الكتاب ، والمُلاحظ أن أعداداً من الشباب يتقنون هذه المهارة . لكن للأسف قصرت الجهات المعنية بالثقافة والشباب في هذا الجانب بشكل حاد ، ويبدو أن ذلك طبيعي طالما أنهم مقصرون أصلاً في تنمية ثقافتهم وفكرهم ، وكذلك الإعلام الذي يُبالغ في إبراز مواهب غنائية ورياضية شابة ويتجاهل -غالباً -الشباب البارعون في الفكر والثقافة . من يزور بعض مكتبات الجامعات الغربية يجد قسماً خاصاً بكتب عميقة من تأليف الطلاب والطالبات ، وهذا يعكس اهتمام الجهات التعليمية بهذا النمط من الإنتاج الشبابي ، بل يبدأ الاهتمام بذلك منذ مراحل الدراسة الأولى ، و من الطبيعي أن يوجد في المكتبات العامة كتباً مميزة ألّفها أطفال وشباب في مختلف المجالات ، وفي المقابل نلحظ إهمال جامعاتنا المحلية ، حيث لا تكاد توجد جامعة تشجع ذلك أو تطبع ما يحاول بعض الطلاب والطالبات تأليفه بينما تصرف عشرات الآلاف في دعم نشاطات أخرى ذات تأثير محدود . كما أن الغالبية العظمى من رجال الأعمال لم يدعموا الشباب مالياً لطباعة كتبهم بل يرفضون الاستثمار المالي في ذلك ، ويبدو أنهم يجهلون أن الكتاب عبارة عن منتج كأي منتج استهلاكي آخر…