أ. د. بلقاسم الجطاري
أ. د. بلقاسم الجطاري
أستاذ في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

تعليم العربية للناطقين بغيرها: أيّ عائدات تعد بها الثّورة الرقمية؟

السبت ١٢ أبريل ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: لا خلاف في القول إن الثورة الرقمية الجارية قد أحدثت تحولات كبرى في مضمار تعليميات (Didactics) العلوم واللغات المختلفة، إذ سمحت بتجاوز كثير من الطرائق والوسائل والوسائط التعليمية، كما أتاحت أسنادا (Supports) جديدة لتعليم المعارف والمهارات والقيم المتنوعة، علاوة على فتحها آفاقا بحثية واعدة أمام المشتغلين في مضمار البيداغوجيا وما يتصل بها من علوم، وهي آفاق أخذت في بعض الأحيان أوجها من التنافس الحامي، بسبب ارتباط الثورة الرقمية المذكورة بمصالح مادية، وكذا بسبب علاقتها القوية بمستويات التنمية التي تسجلها البلدان الرائدة في هذا المجال.   وهكذا فقد سارعت المؤسسات المسؤولة عن صياغة السياسات التربوية والثقافية لمختلف بلدان العالم، ونظيراتها المشتغلة بقضايا اللغويات، واللسانيات التطبيقية، إلى البحث في مضمار الرقميات، وتوظيف التقنيات المستجدة، لا لتحسين اكتساب اللغات وتسريع وتيرتها لدى الصغار والكبار، بل لتشبيك العلاقات بين اللغات عبر جسور الترجمة والتواصل الرقمي، مع ما ينتج عن ذلك من عائدات حضارية تعود على متكلمي لغات العالم المختلفة، ولا بأس من التذكير هنا بما يتيحه التلاقح اللغوي من فرص لتطوير اللغات والذهنيات.   تحتل اللغة العربية مرتبة متقدمة ضمن قائمة اللغات العالمية ذات الجاذبية، كما تزداد درجات الاهتمام بها سنة تلو أخرى، وذلك رغم تواضع الترتيب العربي في مضمار الإنتاج العلمي، وعدم انخراط المجتمعات العربية في دائرة مجتمعات المعرفة.…