الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥
هل يستطيع الباحث في التراث اللامادي الإماراتي أن يباشر عمله دون أن يضطر، كل مرة، إلى تبرير خياراته البحثية؟ أي دونما حاجة إلى بيان النفع الذي يرتجيه من الخوض في هذه التعبيرات؟ الحقيقة الساطعة هي أنه لا يستطيع ذلك. فهو ملزم، على خلاف الباحث في التراث المادي، بقياس الجدوى وعرض الغايات وبيان أثر إنتاجه العلمي الرقمي على مشاريع تنمية المجالات وتأهيلها. لا جدوى من الخوض المفصل في أهمية الأدب، وإطالة الحديث عن وظائفه المختلفة، إلا في سياقات إيديولوجية صريحة الدعوى، تسائل قيمته الأخلاقية، وتنظر إليه من زاوية الفائدة التي يفترض أن تجتنى من إنتاجه وقراءته وتدريسه في محاضن التنشئة. أما في غير ذلك من السياقات، فإن الحديث يمكن أن يجري في ترتيبات جمالياته وأسئلة أجناسه، وإيحاءات مواضيعه وتيماته، وغيرها من أسئلة الإبداع الشكلية والمضمونية. إن الأدب، في عموم معناه، وجهة نظر إلى الوجود، تصف تعقيدات الحياة، وترسم أشكال التخيل البشري، وتفسر مختلف المجريات النفسية والمجتمعية التي تميز الوجود الإنساني، تماما مثلما تفعل الفلسفة والعلوم الدقيقة والإنسانية. بل إن ما يجري من تراتبية المنفعة بينها، وإن بدا ضروريا في سياقات خاصة، يظل ظالما، لا يعترف للأدب بمقدار مساهمته في تيسير أوجه العيش الفردي والجماعي. إن إشكالية المقال هي مناقشة مدى حجية الرأي الذي يقضي باعتبار الأدب الشعبي الرقمي مجرد فرع تعبيري…
السبت ١٢ أبريل ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: لا خلاف في القول إن الثورة الرقمية الجارية قد أحدثت تحولات كبرى في مضمار تعليميات (Didactics) العلوم واللغات المختلفة، إذ سمحت بتجاوز كثير من الطرائق والوسائل والوسائط التعليمية، كما أتاحت أسنادا (Supports) جديدة لتعليم المعارف والمهارات والقيم المتنوعة، علاوة على فتحها آفاقا بحثية واعدة أمام المشتغلين في مضمار البيداغوجيا وما يتصل بها من علوم، وهي آفاق أخذت في بعض الأحيان أوجها من التنافس الحامي، بسبب ارتباط الثورة الرقمية المذكورة بمصالح مادية، وكذا بسبب علاقتها القوية بمستويات التنمية التي تسجلها البلدان الرائدة في هذا المجال. وهكذا فقد سارعت المؤسسات المسؤولة عن صياغة السياسات التربوية والثقافية لمختلف بلدان العالم، ونظيراتها المشتغلة بقضايا اللغويات، واللسانيات التطبيقية، إلى البحث في مضمار الرقميات، وتوظيف التقنيات المستجدة، لا لتحسين اكتساب اللغات وتسريع وتيرتها لدى الصغار والكبار، بل لتشبيك العلاقات بين اللغات عبر جسور الترجمة والتواصل الرقمي، مع ما ينتج عن ذلك من عائدات حضارية تعود على متكلمي لغات العالم المختلفة، ولا بأس من التذكير هنا بما يتيحه التلاقح اللغوي من فرص لتطوير اللغات والذهنيات. تحتل اللغة العربية مرتبة متقدمة ضمن قائمة اللغات العالمية ذات الجاذبية، كما تزداد درجات الاهتمام بها سنة تلو أخرى، وذلك رغم تواضع الترتيب العربي في مضمار الإنتاج العلمي، وعدم انخراط المجتمعات العربية في دائرة مجتمعات المعرفة.…