الجمعة ٠٥ مايو ٢٠١٧
بعض المراقبين اعتبر أن موقف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من إيران الذي عبّر عنه في حواره مع برنامج «الثامنة»، أول من أمس، بمثابة تصعيد، وأشبه بإعلان حرب على طهران. وهو قال: «كيف تتفاهم مع نظام قائم على أيديولوجيا متطرفة منصوص عليها في دستوره، وفي وصية الخميني»، وأنه «يجب أن يسيطر على العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي البعض المراقبين اعتبر أن موقف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من إيران الذي عبّر عنه في حواره مع برنامج «الثامنة»، أول من أمس، بمثابة تصعيد، وأشبه بإعلان حرب على طهران. وهو قال: «كيف تتفاهم مع نظام قائم على أيديولوجيا متطرفة منصوص عليها في دستوره، وفي وصية الخميني»، وأنه «يجب أن يسيطر على العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي المنتظر، هذا كيف أقنعه»؟ وأضاف الأمير: «لن يغيّر رأيه في يوم وليلة وإلا انتهت شريعته داخل إيران، فما نقاط الالتقاء التي يمكن التفاهم فيها مع هذا النظام، تكاد تكون ليست موجودة». وزاد: «تمّت تجربة هذا النظام في أكثر من مرحلة (...) هذا لن يحدث، هذا انتهى. المؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرتين، لُدغنا مرة، ومرة ثانية…
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠١٧
قبل أسابيع، مرت جريدة «الحياة» بحال من الإرباك، توقّف على أثره توزيعها في الخليج بضعة أيام. غياب جريدة بمكانة «الحياة»، وتأثيرها، صار خبراً، وهو يستحق. لكن بعض الصحف جعل التوقُّف مناسبة للنيل من الجريدة. الكاتب اللبناني جهاد الزين، تعامل مع القصة في شكل مختلف، وكتب في صحيفة «النهار» مقالاً بعنوان «جريدة الحياة المعنى والدور والمآل»، وقال: «إن الحياة نجحت نجاحاً يُعدُّ سابقة في تاريخ الصحافة العربية، في بناء علاقة مديدة استقطابية مع النخب العربية بل مع نخبة النخب العربية في أوسع رقعة من العالم العربي، ليس فقط بشبكة مراسليها وكتّابها وإنما بشبكة قرائها أيضاً، بل صارت مركز استقطاب لنخب وصحافيين من كل أنحاء العالم». جهاد الزين لم يبالغ. وقرّاء «الحياة» يعرفون أنها في مرحلة ناشرها الأمير خالد بن سلطان، صارت الجريدة الوحيدة في العالم العربي التي استوعبت كل التيارات والآراء، فضلاً عن الأخبار، والسبب أن ناشرها لم يصدرها للمناكفة، فضلاً عن أنه لا يتدخّل في عمل الصحافيين ولا يملي عليهم ما يكتبون، ولهذا تجنَّبَت الدعاية السياسية، والتزمَت الأصول المهنية في صوغ الأخبار والتقارير، واحتلت مكانة لم تصل إليها جريدة سابقاً. وكما يقول جهاد الزين «أصبحت الصحيفة الثانية، ربما، في التوزيع ولكن الأولى في التأثير السياسي بين النخب الحاكمة والنافذة. وعَبْرَ هذا النجاح غير المسبوق توفَّرت للكتّاب السعوديين والخليجيين وللخطاب السياسي…
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
«محمد رسول الله» فيلم للمخرج الإيراني الشهير مجيد مجيدي. يروي الفيلم قصة طفولة النبي محمد، صلّى الله عليه وسلم قبل الرسالة، منذ ولادته حتى سن 13 عاماً، من خلال رؤية إنسانية لشخصية الرسول، والبيئة التي نشأ فيها، وعلاقته بأقرانه وبمن حوله، وسلوك الرحمة والرأفة والتسامح الذي تميّز به محمد بن عبدالله، وكيف كان يتعامل مع أبناء جيله صغاراً وكباراً، مع عدم الإشارة إلى أن هذا الصبي القرشي المختلف، سيصبح نبياً، يغيّر وجه الدنيا، وهي فترة، على رغم أهميتها، غير معروفة لمعظم العرب والمسلمين. أحداث الفيلم اعتمدت على مراجع سنّية أبرزها الطبري، فضلاً عن مراجع شيعية. الفيلم عُرِض نهاية آب (أغسطس) الماضي، في معظم دور العرض السينمائية في إيران، وسبقه عرض في الافتتاح الرسمي لمهرجان «أفلام العالم» في مونتريال بكندا. لكنه واجه اعتراضات عربية عنيفة، وأخرى إيرانية متشدّدة، تشبه تلك التي واجهت فيلم «الرسالة». حجّة المعترضين هي تجسيد شخصية الرسول، على رغم أن الفيلم لم يجسّد شخص الرسول صلّى الله عليه وسلم، بالمعنى المباشر. قضية التجسيد إشكالية قديمة، ومختلَفٌ عليها، وهي لم تقتصر على الأنبياء، بل امتدت إلى الخلفاء الراشدين والصحابة، وخلال التحضير لفيلم «الرسالة»، وتالياً مسلسل «عمر» بن الخطاب، كادت قضية التجسيد أن تمنع إنتاج العملين. أحمد مصطفى، الأستاذ في كلية الشريعة والقانون في الأزهر يرى أن «سبب تحريم تجسيد…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٥
الأسبوع الماضي، دارت «معركة» حامية الوطيس بين مصريين ولبنانيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تزال آثارها تتوالى. المعركة سُمِّيت «حرب المزز»، و «المزة»، صفة للفتاة الجميلة في اللهجة المصرية. ودائماً نسمع في الأفلام، والمسلسلات المصرية، عبارة «بنت مزة زي لهطة القشطة». القصة بدأت حين سخر مغرّدون مصريون من ملابس بعض المتظاهرات اللبنانيات في مسيرة «طلعت ريحتكم». وأبدى آخرون من المغرّدين إعجابهم بالمتظاهرات اللبنانيات، وحرصهنّ على كامل الأناقة، على رغم أنهن يتظاهرن احتجاجاً على أزمة النفايات. وتمنّى آخر أن يسوء الوضع في لبنان أكثر «وتأتي اللبنانيات لاجئات إلى مصر، وهنا يبدأ بعض المصريين الاستمتاع بهن بديلاً من المصريات غير الجميلات». المعركة الطريفة انتقلت من «تويتر» الى صحف ومدوّنات، ودخل على خطها بعض الصحافيين والإعلاميين. فردّ الإعلامي والمدوّن اللبناني، علي شهاب على معركة «المزز»، مخاطباً المصريين بقوله: «بلغنا أنكم تبدون إعجابكم بـ «المُزز» في تظاهراتنا، أولاً هذا من فضل ربي. ثانياً السر كل السر في خلطة الماكياج فلا تغرّنكم المظاهر. الجمال الحقيقي جمال الروح وحساب البنك». وكان رئيس تحرير «الشروق» المصرية، عماد الدين حسين، سبق شهاب وقدّم «اعتذاراً كبيراً إلى كل اللبنانيات»، معتبراً ما فعله بعض المدوّنين المصريين «قلة ذوق». وأضاف: «كنت أعتقد بأن الأمر قاصر على خفة الدّم لدى المصريين فى مثل هذه المواقف، لكن المفاجأة هي أن الواقع تخطّى التنكيت…
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠١٥
مع بداية الغارات التركية على مناطق شمال العراق، أصدر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بياناً عبّر فيه عن إدانة الجامعة للغارات وطالب تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية. قطر تحفّظت عن البيان، وإن شئت رفَضَت مضمونه. وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إن «قطر استاءت من عدم التشاور معها حول البيان. قطر دولة عضو في جامعة الدول العربية، والقرارات تؤخذ بالتوافق، لم يتصل بنا أحد، وسمعنا بيان السيد نبيل العربي في نشرات الأخبار كما سمع به الآخرون». قراءة هذا الخبر بطريقة تقليدية تستدعي التنديد بالموقف القطري الذي أيد الموقف التركي، على حساب سيادة دولة عربية، وشكّك بدور الجامعة، وأضعفَ موقفها، على رغم ان الجامعة ليست في حاجة الى موقف قطر حتى نكتشف ان دورها تآكل، ولم يعد مؤثّراً في الأحداث الجارية في المنطقة العربية. لكن النظر الى موقف الدوحة برؤية واقعية، يفرض علينا تفسيراً مختلفاً، ليس لأن الجامعة أصدرت بياناً من دون توافق أعضائها، والتشاور معهم، وتجاهل دولة قطر، وربما سمع آخرون بيانها من وسائل الإعلام، بل لأن الموقف القطري عبّر عن ظاهرة صحيّة، هي أن الدولة التي ترى ان موقف الجامعة يتعارض مع مصالحها، تعلن تحفّظها او رفضها. هذا السلوك تمارسه دول الاتحاد الأوروبي، ولم يؤثّر في مسيرة الاتحاد، أو يخلق حساسية بين هذه الدول، وخلال…
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠١٥
لبنان يشبه الشعلة الأولمبية. يستعر بالنار إذا كان محيطه العربي هادئاً أو يترقب، وتخبو ناره وتنصرف الأنظار عنه إذا احتدم الصراع من حوله. لكن يبدو أن الجنرال ميشال عون يريد تغيير هذه الصدفة التاريخية، وزج البلد في مدرجات الفوضى. في عام 2009 عطل الجنرال تشكيل الحكومة من أجل توزير صهره جبران باسيل، واليوم يعاود ممارسة «التصهير» في المناصب الرسمية، ويشترط تعيين صهره الآخر شامل روكز قائداً للجيش. لكن عون، هذه المرة، تجاوز تعطيل عمل الحكومة، والتلاعب بصورة الجيش وبنيته التنظيمية، ووصل إلى حد العبث بجدار الأمة، الذي حافظ على استمرار لبنان، وحماه من التمزق والسقوط، وهو مارس تحريضاً طائفياً، ومذهبياً غير مسبوقين. وصف «تيار المستقبل» بتنظيم «داعش»، واتهم رئيس الوزراء تمام سلام بالداعشية. ربما يسهل اتهام أحد بالداعشية، لكن من الصعب، والذنب اتهام ابن الراحل صائب سلام الذي حمل وردة حتى رحل. هذا خطاب خطير. السنّة في لبنان رمز لتمدن الأمة، وقدرتها على قبول التعددية، ورفض «التكتيل» والعسكرة، وضيق الأفق. وحين يأتي عون ويصور الأمة باعتبارها منظمة إرهابية فهو يسيء إلى صورة المسيحيين قبل المسلمين، ويسعى إلى معاودة فتح جرح الحرب الأهلية بطريقة مغولة بالتطرف والنزق. لبنان لم يشهد خلال الحرب الأهلية وما بعدها تكتلاً سنياً في صيغة طائفية، ولم يحدث أن واجه السنة طرفاً في لبنان، بحكم تكوينهم القائم…
الإثنين ١٠ أغسطس ٢٠١٥
كلما وقع حادث إرهابي هرعنا الى حوار حول تأثير الرؤية المتطرفة للدين على هؤلاء الإرهابيين، ودخلنا في نقاش يُكرس تلازم الإرهاب بالدين. فاق جدلنا في قضية الإرهاب والدين الصراع الفكري الذي تلا ما يسمّى «الفتنة الكبرى» في التاريخ الاسلامي، وما نتج عنها من فرق وشعارات ايديولوجية. لكن الإرث الفكري الناتج عن تلك الفتنة، على رغم عمقه، ودوره في صنع فرق ومحازبين، وفقهاء يؤيدون «القدرية»، أو يدافعون عن «الخوارج»، بقي هذا الإرث في بطون الكتب. لم يتحول الى نقاش عام وشائع بين العامة من الناس. لم يكن له تأثير واسع في سلوك المسلمين ومواقفهم، مثلما فعل نقاشنا حول علاقة الإرهاب بالدين. نحن بلعنا الطعم، واستعذبنا النقاش المهلك. الجماعات الإرهابية استخدمت الدين، مثلما تستخدم المخدرات، والنساء، والفقر والجهل، وتهيئة الطموح، غير المحدود، لشاب جرى استغلاله، وإشباع غرائزه وعقده بطرق شتى. تركيزنا على ربط الإرهاب بالدين، غيّب بقية الوسائل المستخدمة في عمل هذه الجماعات، التي لا يختلف اسلوبها في تجنيد المقاتلين، عن عصابات تهريب المخدرات والاثار، وغسل الاموال، ومن يعاود قراءة ما جرى ويجري في أفغانستان سيجد ان جماعات تقتل وتدمر الحياة باسم الجهاد، هي مجرد واجهة لعصابات تتاجر بحقول الهيروين والحشيش. والاخطر في تأثير خطابنا حول الارهاب والدين، هو الانسياق وراء هذه الفكرة الى درجة وصولنا الى ما يسمّى تجديد الخطاب الديني،…
الأربعاء ٠٥ أغسطس ٢٠١٥
نقلت جريدة «الحياة» في عددها يوم أمس، تصريحاً على لسان وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء محمد المبارك الصباح قوله إن «الجانب السعودي شرس في المفاوضات». التصريح جاء توضيحاً، وإن شئت، رداً على تسريب أشخاص في وزارة النفط الكويتية، رسالة بعث بها وزير النفط الكويتي علي العمير لنظيره السعودي علي النعيمي. الرسالة كتبت بلغة غير ديبلوماسية، وغير ودية، وهي حمّلت السعودية «مسؤولية الخسائر التي تتعرض لها الكويت». لكن محمد الصباح حاول، في تصريحه المنشور، نفي مقاصد الرسالة، وقال: «بعضهم قد يكون فهم من الرسالة المسربة إننا شرسون ومتجنُّون، وهذا غير صحيح. فنحن اتخذنا موقفنا الصلب من صلابة وشراسة الموقف السعودي، بل بالأسلوب نفسه». وهو أثبت مضمون الرسالة في نفيه، ورفض الحديث عن قصة الخسائر التي وردت في الرسالة، باعتبارها موضوعاً حساساً، «يصعب على غير المطلع على التفاصيل التحدث بأبعاده». القصة باختصار أن السعودية أعطت أمتياز الانتاج في الجزء الشمالي من حقل الخفجي، لشركة «شفرون» الأميركية، وبحكم ان الكويت هي التي تدير المنطقة الواقعة في أرضها، اعترضت على تجديد السعودية العقد من دون علمها، وأصبحت تعطل عمل «شفرون»، وتمنع عنها رخص البناء واستقدام الأيدي العاملة، مما عطل عملية الانتاج، فقامت الرياض بوقف الانتاج في الجزء الجنوبي الواقع تحت إدارتها رداً على موقف الكويت. يعني «وحدة بوحدة». بصرف النظر عن رسالة وزير…
الإثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥
شارك رئيس تونس السابق المنصف المرزوقي في رحلة «سفينة ماريان» السويدية لكسر الحصار المفروض على غزة. وروى تفاصيل الرحلة في مقال جميل عنوانه «الشوق إلى غزة» نشر على موقع «الجزيرة نت». الرحلة حققت نجاحات متواضعة، وانتهت مثل سابقاتها، لم تكسر الحصار. النتيجة كانت متوقعة، وفي مقال سابق أشرت إلى عدم إيماني بهذه الرحلات، التي أصبح بعض الدول يستخدمها لتحسين صورته. كسر الحصار على غزة ليس بحاجة إلى مناضلين يكفيهم من المحاولة فضح صلف الدولة اليهودية واستهتارها بحقوق الإنسان، بل إلى إرادة سياسية غير موجودة لدى المجتمع الدولي. لكن على رغم فشل الرحلة في تحقيق هدفها، ألا أنها كشفت لنا أن المدة التي قضاها المنصف المرزوقي في الرئاسة لم تغير حسه الشعبي، وشخصيته المناضلة، فضلاً عن أن طبيب الأعصاب، والكاتب في الفكر والحقوق والسياسة، يتمتع بحس أدبي متميز، وعبارة قصيرة جذابة، والاهم من هذا كله امتلاكه رؤية سياسية متقدمة وإنسانية ومختلفة، لحل الصراع العربي - الإسرائيلي. خلال ساعات الانتظار، في رحلة العودة من تل أبيب، تخيل المنصف المرزوقي كابوساً، وتداعت صور موحشة إلى ذهنه، لكنه تخلص من الصور البشعة، وبدأ يحلم على طريقة نلسون مانديلا في جنوب أفريقيا. يرى المرزوقي أن «الحل الوحيد هو الدولة المدنية الديموقراطية للجميع على شاكلة التي خلقها مانديلا موفراً على الشعبين تراجيديات فردية وجماعية لا عد…
الخميس ٠٩ يوليو ٢٠١٥
قرر «حزب الدعوة» الذي يتزعّمه نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، إقامة دعوى قضائية بحق القائمين على مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» الذي يؤدي بطولته الفنان عادل إمام، بسبب استخدام شعار الحزب كرمز لحزب إسلامي متطرف وفاسد في المسلسل، معتبراً استخدام الشعار إهانة كبيرة للشعب العراقي. مَنْ أشار على «حزب الدعوة» ليقيم دعوى ضد مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» لم يُرِدْ به خيراً. فهذه الدعوى ستفتح مجالاً لعقد مقارنة بين «حزب المسلسل»، و «حزب الدعوة»، وربما وجد الناس تطابقاً كبيراً بين صورتَي الحزبين، بل ربما تفوَّق «حزب الدعوة» على نظيره «حزب المسلسل» بالتطرف والمذهبية والفساد. ومن يقرأ الصحافة العراقية وما يُكتَب فيها عن «حزب الدعوة»، وعلاقاته بإيران، وكيفية إدارته للعراق على أسس مذهبية وطائفية، فضلاً عن تدميره مؤسسات الدولة، وتكريس الفساد الذي نَخَرَ المؤسسات العراقية بكل مفاصلها، سيتأكد أن الدعوى ستعاود نشر كل ما كُتِب سابقاً عن أوضاع هذا الحزب الذي خطف العراق من رمزيته وتاريخه، ومحيطه العربي. رفْعُ الدعوى ينمُّ عن حال الغرور التي يتّسم بها «حزب الدعوة» الذي اعتبر استخدام شعاره في مسلسلٍ إهانة للشعب العراقي، وكأنه يمثّل جميع العراقيين، فضلاً عن أن الحزب الديني، وإن شئت المذهبي، لا يفرّق بين الفن والإهانة، وربما يجهل ما يُنشر ويُكتب عن شعارَي الحزبين الجمهوري والديموقراطي الأميركيَّيْن، خلال حملات الانتخابات الرئاسية، وكيف أن الشعارَيْن…
الخميس ٠٢ يوليو ٢٠١٥
الشباب هم الأكثرية في السعودية، لكنهم غير موجودين في خطاب الإعلام. ما زال الإعلام السعودي يخاطب كبار السن، ويديره كهول. صحيح أن وزير الإعلام، عادل الطريفي، ينتمي إلى جيل الشباب، فضلاً عن وصول عدد منهم إلى مراكز قيادية في قنوات بارزة، وصحف مرموقة، لكن هذا ليس كافياً. لا بد أن تتساوى نسبة الشباب في قيادة الإعلام مع نسبتهم في تعداد السكان. الإعلام التقليدي يمكن أن ينافس الإعلام الجديد، إذا تغيَّر مضمونه، وأصبح شاباً يلبّي رغبات الأكثرية من الجمهور، لذلك فإن انصراف الشباب عن متابعة الصحف المحلية وقنوات التلفزيون الرسمية، سببه غيابهم عن قيادتها، وضعف تأثيرهم في تحديد مضمونها وتوجهاتها. ومَنْ يتابع بعض الإذاعات السعودية الخاصة، سيجد أن شعبيتها في تزايد، بسبب اهتمامها ببرامج الشباب وقضاياهم، وإعطائهم فرصة في إدارتها. الصحف في السعودية ليست ملكية عامة، لكن ظل وزارة الإعلام عليها تسبَّب لسنوات، ولا يزال، في أخذ كل ما ينشر في الصحف السعودية على أنه تعبير عن رأي الحكومة، وهذا غير دقيق في التفاصيل، وغير صحيح بالمجمل. ولكن طالما أن وزارة الإعلام تمارس هذا الدور، فإنها مطالبة بالانحياز إلى الشباب، ودفع الصحف إلى اختيار شباب لقيادتها، وتقريب مضمونها إلى اهتمامات الأكثرية من السعوديين وهم فئة الشباب، فضلاً عن إعطاء المرأة دوراً في قيادة وسائل الإعلام، وإتاحة المجال لها في إدارة القنوات…
الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥
ورثت حركات الإسلام السياسي صنعة الإعلام من اليسار العربي، والأخير لم يكن يعرف من الإعلام إلا الدعاية. خطابه يستند إلى الإقصاء والشعارات والعنف اللفظي. ومن يتأمل تاريخ ما يسمى الإعلام الإسلامي سيجد أنه يقوم على تحسين صورة مذهب أو حزب، وإلغاء الآخر، وتشويه صورته، وإخراجه من الملّة. والمفارقة هنا أن القائمين على الإعلام في الأحزاب والتيارات الإسلامية، أدخلوا بعض التحسينات على أساليبه مع بدء دخولهم عالم الفضاء أواخر التسعينات من القرن العشرين، وأوجدوا مزاوجة، غير موفّقة، بين أساليب اليسار، ومناهج الكنيسة المسيحية. ومن يتأمل القنوات الإسلامية اليوم سيجد أنها تجمع بين أساليب التبشير، والنضال في آن. ففي الوقت الذي تأتي فيه بداعية يحرّض على القتل، تأتي بآخر يقدّم الدعوة من خلال الحديث عن الحب، والرأفة بالقطط، مع أن بعض القنوات المسيحية أصبح يكره الحب ويقتل القطط. خلال السنين العشر الماضية تزايد عدد القنوات الدينية في شكل لافت، وكان لها دور بارز في الصراع الطائفي والمذهبي الذي تعيشه المنطقة اليوم. ولعله ليس من باب المبالغة القول إن القنوات الدينية الشيعية والسنّية، على حد سواء، هي المسؤولة عمّا وصلنا إليه من كراهية متبادلة، بلغت حد قتل مسيحيين عرب وتهجيرهم، وتفجير مساجد، وقتل أبرياء. وعلى رغم أن الشركات الكبرى في العالم لا تطرح إعلاناتها في القنوات الدينية، أياً يكن الدين، بسبب رفضها تقسيم…