الإثنين ٠٤ أغسطس ٢٠١٤
هناك شيء من العدوى الإيجابية يصيب من يتصفح هاشتاغ «قهقهة» على «تويتر»، أو هذا ما أصابني على الأقل. هذا الهاشتاغ يعج بصور فتيات ونساء تركيات مبتسمات ضاحكات مليئات بالحياة. تنتقل سريعا تلك الطاقة الطافحة من وجوههن لتتسرب تلقائيا نحو الناظر إليها فيشعر بالحاجة إلى الانتساب إليهن والوقوف معهن. هكذا وجدت نفسي أتصور وأدرج صورتي ضمن هذا الوسم أو الهاشتاغ تضامنا مع حق التركيات وحق أي امرأة في العالم في أن تضحك وتبتسم. الأرجح أن نائب رئيس الوزراء التركي «بولينت أرينتش» قد صمّت أذناه وأرهق نظره من وجوه وأصوات النساء الضاحكات المقهقهات في تركيا اللواتي ملأت صورهن وفيديوهاتهن الفضاء الإلكتروني وتكاد لا تتوقف عن التزايد في الأيام الأخيرة. و«أرينتش»، وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، كان قد حاضر ثاني أيام عيد الفطر عن الآداب العامة من منظوره، مسهبا في الحديث عن ضرورة «مراعاة» النساء للأخلاق في الأماكن العامة فلا يتحدثن بأمور «تافهة» عبر الهاتف أمام الناس، حاثا المرأة التركية على عدم الضحك في العلن «حفاظا على الأخلاق» كما قال. سقطة نائب رئيس الوزراء هذا دوّت في السماء التركية ضحكات وقهقهات كثيرة ملأت فضاءات تركيا والعالم أيضا. فقد شنت نساء وفتيات حملة صاخبة أشهرها كان هاشتاغ «قهقهة» على «تويتر». آلاف الصور والتعليقات والضحكات ضج بها العالم الإلكتروني، وفي الشوارع أيضا، حيث سارت…
الإثنين ٢١ يوليو ٢٠١٤
ما إن أنهى مراسل قناة NBC الأميركية أيمن محيي الدين تغطيته المباشرة وتقريره المؤثر عن مأساة مقتل أربعة أطفال على شاطئ غزة حيث كانوا يلعبون بالكرة وكان هو نفسه قد شاركهم اللعب قبل أن تقصفهم وتقتلهم الطائرات الإسرائيلية المغيرة بدقائق كما روى، حتى طلبت منه القناة مغادرة غزة فورا وتم استبداله بمراسل آخر. ولم تلبث صحيفة «نيويورك تايمز» أن نشرت خبرا عنوانه «مقتل أربعة أولاد كانوا يلعبون على شاطئ غزة» حتى عادت وبدلت العنوان بصيغة ملتبسة. ولم تكد مراسلة CNN ديانا ماغاناي تنتقد في تغريدة لها مستوطنين في «سيدروت» صوّرتهم يتابعون من على تلة قصف غزة ويحتفلون فوصفتهم بأنهم «حثالة» حتى سحبت القناة المراسلة واعتذرت. طبعا، لا تشكل الوقائع هذه كشفا جديدا بشأن الخصوصية والمحاباة اللتين تتمتع بهما إسرائيل في تغطية الإعلام الأميركي والغربي. فمع كل تصعيد أمني إسرائيلي فلسطيني تشتعل جبهات الرأي العام ويستنفر اليمين الإسرائيلي وأذرعه الغربية لتظهير وجهة النظر الإسرائيلية فيدور جدل صاخب حول من المعتدي ومن الضحية. لكن تلك المحاباة التي تحظى بها إسرائيل ليست الوجه الوحيد للمقاربة الإعلامية الأميركية والغربية وهذا ظهر في أكثر من حرب وتصعيد وها هي الآن حرب غزة تعيده إلى واجهة النقاش الإسرائيلي الغربي قبل أن يكون نقاشا عربيا وفلسطينيا. فالارتباك الذي وقعت فيه أكثر من وسيلة إعلامية لم يسجل نصرا…
الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤
«سنذهب إلى العراق والأردن ولبنان، أينما يريدنا الشيخ أبو بكر البغدادي أن نذهب فسنذهب.. أمل الأمة برقبتك يا شيخ». ليس قائل هذه الجملة (النداء) بجهادي عراقي أو سوري أو حتى عربي. إنه شاب بريطاني من أصول يمنية وُلد وعاش في بريطانيا وتعلم فيها، وكان ناجحا في عمله. ويشرح والده المفجوع برؤية ابنه يقاتل مع «داعش». إن أربع جامعات بريطانية وافقت على التحاق ابنه بدراسة الطب. لكن «أبو مثنى اليمني»، كما أعلن اسمه، اختار الذهاب للقتال مع تنظيم داعش في سوريا، وأقنع شقيقه ذا الـ17 عاما بالانضمام إليه، وها هو يعلن أنه مستعد لبذل روحه بإشارة من زعيم «داعش» العراقي ذي الشخصية الغامضة والدموية أبو بكر البغدادي. و«أبو مثنى اليمني» هذا ظهر مع مجموعة شبان آخرين من بريطانيا وأستراليا في شريط دعائي لـ«داعش» يتحدثون فيه بالإنجليزية، ويحثون مزيدا من الشباب الغربي على الانخراط في «أم المعارك»، التي يعتقدونها قائمة في «بلاد الشام». شكل هذا الشريط وفيديوهات وصفحات إلكترونية وصور لمقاتلين وافدين من أوروبا يقاتلون مع «داعش» صدمة كبرى لدى الرأي العام الغربي. لسنا هنا أمام شبان من بلادنا قادهم الأفق المسدود سياسيا واجتماعيا نحو القتال والتطرف، بل نحن أمام موجة انجذاب مطرد لمجندين غربيين للقتال مع هذا التنظيم. وبحسب المعلومات الأمنية، فنحن نتحدث عن ثلاثة آلاف مقاتل من بلجيكا وفرنسا وبريطانيا…
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
على شاطئ البحر أو في أحضان الطبيعة، على طريق فرعي، في الشارع، بل وحتى في مترو النقل العمومي. تعددت الأماكن لكن المشترك بينها كان نساء وفتيات إيرانيات كشفن رؤوسهن ولوحن بمناديلهن في الهواء بفرح، وصورن أنفسهن لتوثيق لحظات عابرة قبل أن يراهن أحد فيتعرضن للملاحقة. سيل من الصور انهمر على صفحة «لحظات حرية مسروقة» الفيسبوكية لعشرات الإيرانيات اللاتي قررن تحدي فرض غطاء الرأس، فشاركن بصور شخصية كاشفات شعرهن للشمس والهواء في تحد صارخ للغطاء المفروض عليهن في الأماكن العامة. لقد جمع عنوان الصفحة بين كلمتي «حرية» و«مسروقة»، والحرية حين تكون مسروقة فهي لا تعود كذلك، لكن ربما هذا تماما ما أرادت النساء الإيرانيات إظهاره في صورهن. فالجامع بينهن كان تلك الابتسامة التي تعلو وجه من يحقق نصرا ولو عابرا أو مسروقا كما وصفنه، لكنه ذلك النوع من اللحظات التي يمكن تزخيمها، وهو ما حصل عبر تلك الصفحة الفيسبوكية. الفكرة أطلقتها الصحافية الإيرانية البريطانية «ماسيه علي نجاد»، حيث صورت نفسها في لندن تسير مبتسمة والهواء يداعب شعرها ووضعتها على «فيسبوك». تلك الصورة أشعرت إيرانيات كثيرات بشيء من الحسد على حريتهن المسلوبة فامتلأت صفحة الـ«فيسبوك» التي أسستها تلك الصحافية بصور تظهر تحديا وجرأة لم يتمكن بعد النظام الحالي، بعد 35 سنة على تأسيسه، من إخمادها رغم كل محاولاته. المثير أن معظم من…
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
كنت، كما كثر غيري ربما، أخجل أن يراني أحد وأنا أمد يدي أمامي وأعدل مظهري لالتقاط صور لي بكاميرتي أو بهاتفي الذكي. كنت أفعلها سرا وغالبا ما خبأت الصور أو ألغيتها على الأغلب وكأنني أنجو بنفسي من فعلة ما. الأرجح أنه كان يعتريني شعور بالخوف من الانكشاف أمام كثيرين بأنني أحب الصور وبأنني التقطت مشاهد لي، عامدة متعمدة وبأن صورتي لم تنتزع بغفلة مني ولم يسترقها مني أصدقاء دون موافقتي. لاحقني الخجل من احتمال اتهامي بالانغماس في ذاتي والتباهي بها ولو سرا، فأنا نادرا ما كنت أنشر تلك الصور. كان ذلك شعوري تماما حتى أسابيع قليلة خلت.. وهنا لا يعود التأريخ مهما، إذ لا أحد يستطيع أن يقدر تماما كيف ومتى حدث، لكن فجأة اجتاحت العالم حمى الصور الذاتية الملتقطة بالهواتف الذكية Selfie ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدا وكأن الملايين قد سقط عنهم هذا الارتباك حيال نرجسيتهم وحبهم لذواتهم وصورتهم فاستغرقوا في التقاط كم خيالي من الصور الذاتية إلى حدود الهوس والمرض الحقيقي. يكفي لنعرف كم هو حجم الظاهرة أن نقرأ عن بريطانيا مثلا التي تدرس جديا احتمال فرض «كوتة» أو عددا محددا من الصور الذاتية للشخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لاحتواء مفاعيل تلك الحمى اجتماعيا واقتصاديا أيضا. هناك اليوم ارتباك فعلي حيال تلك الظاهرة وجموح المنخرطين…
الإثنين ٢٤ مارس ٢٠١٤
ما الذي أصاب رجب طيب إردوغان؟ لماذا يتصرف الرجل وكأن به مسّا ما؟ هدد بـ«سحق» موقع «تويتر»، معلنا أنه لن يكترث لأي رد فعل محلي أو غربي. وفعلا تسلح بقرار محكمة وحجب الموقع عن الأتراك. أقرن حربه على «تويتر» بتوعد موقعي «فيسبوك» و«يوتيوب»، محذرا مما سماه بالغضب التركي، لأن الرأي العام يتداول فضائح فساد تطاله، ولأنه غير قادر على منع تسريب تلك الفضائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تمكن من ضبطها عبر الإعلام التقليدي. كيف لرئيس وزراء دولة كتركيا، والذي اقترن باسمه ازدهار اقتصادي لم تعرفه الجمهورية ونهضة تركية سياسية ودبلوماسية وثقافية، أن يمارس تعسفا لا يزال العالم كله يراقب نماذجه ونتائجه في سوريا والعراق ومصر وروسيا وكوريا الشمالية. لن نشك في ذكاء الرجل لأنه بالتأكيد يعرف أن حجب «تويتر» مهما سوغه فهو لن يكون ناجزا ولن يثني الأتراك الذين في أقل من يوم استفادوا من أنظمة بديلة لتمرير تغريداتهم التي ارتفعت بمعدلات قياسية مقارنة بما كانت عليه قبل الحظر. وها هو العالم كله حانق على خطوة إردوغان التي شقت الصف الذي ينتمي هو نفسه إليه، ولم يتمكن الرئيس التركي عبد الله غل من السكوت على خطوته، فانتقد ما فعله إردوغان عبر «تغريدة». لكن، على قدر ما تبدو المسألة مباشرة وواضحة، على قدر ما تزيد الحيرة.. إذ من المحال…
الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤
ليس الرأي العام التركي وحده من صُدم بالتسريب الصوتي الأخير لرئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، الذي يثبت بوضوح إمساكه وضغطه المباشر على وسائل الإعلام. فلطالما حذرت المعارضة التركية من توسع ما تصفه بالمثلث الأسود، أي الحكومة ورجال الأعمال والإعلام، بصفته مثلثا يُطبق جديا على كل محاولات خلق إعلام مستقل وقوي في تركيا. والخيبة من فضائح إردوغان دوت أصداؤها شرقا وغربا ولم ننجُ - نحن مَن نتطلع إلى النموذج التركي بصفته وصفة ناجحة للمواءمة بين الإسلام والحداثة في العيش والاقتصاد والحريات النسبية - من الشعور بالإحباط جراء المعاني السلبية التي حملتها سلسلة من الإخفاقات التي تكشفت. فالفضيحة الأخيرة هي تسجيل متوافر على «يوتيوب» ويُسمع فيه إردوغان وهو يطلب من مسؤول قناة فضائية بارزة سحب خبر من شاشتها لعدم موافقته على مضمونه، وهذا التسجيل حدث خلال مظاهرات حديقة «غازي» الأخيرة، فما كان من المسؤول إلا أن امتثل سريعا للطلب وسحب الخبر. تزامن ذلك الكشف مع طرح مشروع قانون جديد يعزز الرقابة على الإنترنت، هذا في حين فقد ما لا يقل عن 100 صحافي عمله منذ بدء الكشف عن فضائح الفساد التي طالت إردوغان وأفرادا من عائلته أواخر العام الماضي. إخفاقات يضاعف منها استمرار تبوؤ تركيا لمنصب السجان الأول للصحافة في العالم، أي أنها لا تزال تتقدم حتى على الصين في مسألة سجن…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣
في عام 2010 زرت مدينة «بعقوبة» في منطقة «ديالى» العراقية التي حوّلها تنظيم القاعدة العراقي إلى نقطة تمركز أساسي لهجماته وانتشار عناصره.. لم نكد ندخل المدينة حتى دوى انفجار ثم تلاه آخر.. انتفضتُ من مكاني من الدوي ومن الفوضى التي حلت بالمكان فما كان من ياسر، المصور الذي كان يرافقني سوى أن ضحك من جفلتي وسخر من رد فعلي الذي اعتبره مبالغة بعض الشيء. كلما اقتربنا من بؤرة توتر أو من مكان يثير الريبة كان ياسر يزداد هدوءا وتركيزا في عمله. لم يكن يردعه عن التصوير والتقاط ما تيسر له من مشاهد أي اعتبار. كان يحمل كاميرته بخفة ويتنقل بروية لا تشبه الضجة التي ترافق عادة المصورين. كان شقيقه يحمل كاميرا تصوير فوتوغرافية يرافقه غالبا ويساعده. كانا يتباهيان أحيانا بصور التقطاها للحظات صعبة مرّا بها في العراق ومن بينها صورهما جريحين جراء انفجار.. إنه ياسر فيصل الجميلي، مصوّر صحافي عراقي من الفلوجة. كل واحدة من صفاته تلك تحمل مخاطرة بحد ذاتها. فإن تكون من الفلوجة فستكون حتما قد شهدت أو نجوت من معركة ما سواء مع «القاعدة» أو مع الجيش الأميركي حين كان في العراق. وأن تكون مصورا في العراق فهذا يعني أنك معرض للموت أو للخطف أو للاعتقال في أي لحظة وفي أي منطقة. النجاة على مدار اللحظة من…
الإثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣
غضبت الأسبوع الماضي في لبنان جموع شعبية (أو استغضبت!!) لأن برنامجا ساخرا تناول شخصية الأمين العام للحزب حسن نصر الله. ترجم الغضب اعتصامات وقطعا للطرقات في استعادة لـ«غضب شعبي» مماثل حدث عام 2006 حين جرى تقديم نصر الله بشكل ساخر أيضا. لكن وبعد المظاهرات وأحداث الشغب الأولى عمد مقدمو البرامج الساخرة إلى تجنب تناول نصر الله والاكتفاء بتقليد شخصيات أخرى من حزب الله وإبقاء نصر الله شخصيا بعيدا عن التناول. جرى حينها تعميم أن نصر الله رجل دين ولا تجوز السخرية منه. كان ذلك قبل الثورات العربية وقبل أن تجد السخرية طريقا أكثر جرأة لها، بحيث بات رجال الدين والسياسة والزعماء مادة السخرية وعمادها الأول، سواء عبر رسوم الغرافيتي أو اسكتشات تلفزيونية، أو عبر الإنترنت الذي قد يصبح الساحة الوحيدة لهذا النوع من السخرية مع الانتكاسة التي تعرض لها العربي الأهم في هذا المجال، المصري باسم يوسف. والسخرية في لبنان خاضعة لحسابات الانقسام السياسي في البلد وانقسام إعلامه أيضا. ومعادلة تناول نصر الله هي في قلب هذا الانقسام. والنقاش هنا ليس بشأن المستوى الفني أو الفكرة التي جرى تقديم نصر الله وغيره بها؛ ففي لبنان تميل البرامج الساخرة لأن تكون تهريجا وتقليدا للشخصيات ولعبا على وتر الجنس بابتذال غالب، أكثر مما هي فكرة لماحة أو عرض لتناقض يفضي إلى الضحك.…
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
لماذا لم ينف حزب الله صحة مشاهد الفيديو لعناصر مفترضين منه يعدمون جرحى سوريين في القصير؟ انتظر كثيرون أن يبادر الحزب ويعلن موقفا من الصور التي راجت لكن، لم يعلق أحد. فالصور القاسية التي لا تاريخ واضح لها تظهر جنودا بشارات الحزب الصفراء وبلهجة لبنانية وهم يرمون بالجرحى على الأرض ويعدمونهم برشاشات أوتوماتيكية. اللقطات بدت حقيقية للغاية وهنا قوتها وفظاعتها في آن، فهي بددت آخر ما تبقى من أوهام حيكت حول حزب الله، فها قد ظهرت عناصره يقتلون جرحى لا حول لهم ولا قوة فيما قائدهم يحثهم على فعلة القتل هذه بعد أن لاحظ ترددا لدى البعض بقوله إنهم يفعلون ذلك تحت طائلة «التكليف الشرعي». انكفأ كثير من الإعلام خصوصا اللبناني عن تناول الصور فيما ضجت صفحات «فيس بوك» و«تويتر» بسعار كلامي ما بين مصدق ومكذب. استكان البعض إلى خاطرة أن الحزب سيبادر ويعلن أن هؤلاء ليسوا مقاتليه وأن الصور التي انتشرت لا تمثل ما كان يفاخر به من أخلاقيات، وحاول صحافيون وناشطون الدفاع عن الحزب بأن تلك ليست ممارساته حتى خلال قتاله الإسرائيليين. مرت ساعات وأيام ولم يعلن الحزب موقفا ولم يثر الشريط في كل الدائرين في فلكه الكثير من القلق أو حتى الشعور بضرورة النفي أو التعليق. بل إن بعضا ممن يدعمون الحزب قالوا على صفحاتهم الاجتماعية إن…
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣
«هل أورد الإعلام البريطاني أن الأرملة البيضاء هي أيضا عضو في حزب «الشاي» الأميركي؟! تعليق لبريطانية على موقع «تويتر»، وهو واحد من سلسلة تعليقات ومقالات بشأن الحكاية التي شغلت الصحافة الغربية، الأسبوع الماضي، ولكن من موقع المشكك والناقد. إذ يبدو أن نبرة السخرية والتشكيك بدأت تعلو ردا على الحمى التي اجتاحت الصحافة البريطانية والغربية، بشأن من أطلقوا عليها تسمية «الأرملة البيضاء»، وهي البريطانية «سامانثا ليوثوايت»، التي تصدر اسمها كمخططة لتفجيرات المركز التجاري في نيروبي، التي أودت بـ72 ضحية من المدنيين. واختيار تسمية «الأرملة البيضاء» نسب لدهاء أمني استثمره الإعلام الغربي، فزاد من اهتمام الرأي العام بالحكاية الغامضة لامرأة كل ما يُعرف عنها أنها بيضاء وأرملة، وتحولت إلى الإسلام، وكانت زوجة لأحد منفذي تفجيرات لندن عام 2005. راجت تسريبات أمنية لجهة انخراطها في أعمال إرهابية مع «حركة الشباب» الصومالية، التي تبنت هجوم نيروبي، وهناك من اعتبرها من أهم عناصر «القاعدة» في شرق أفريقيا. لكن كل هذه الاستنتاجات لا تستند إلى وقائع حسية دامغة باعتراف أجهزة الأمن نفسها، حتى إن الرواية التي ترددت عن امرأة تقود الجماعة المنفذة لهجوم نيروبي، التي قيل إنها «سامانثا» تبين عدم صحتها. ومع تزايد التدقيق حول المعلومات التي سربت حول هذه المرأة، تتضاعف القناعة بأن لـ«سامانثا» قصة صغيرة ضُخّمت عمدا. بدا إطلاق هذه التسمية لعبا على أوتار…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
«مرحبا أيها العالم.. ها نحن نغرد من دون قيود من إيران». لم يكد يحتفي الإيرانيون بالسماح لهم باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» بعد أربع سنوات من الحظر حتى انقلبوا خائبين، إذ سريعا ما انتهت فسحة الحرية الإلكترونية وعادت إيران إلى حظيرة المنع محافظة على موقعها المتقدم في لائحة الدول العدوة للإنترنت. لكن ما الذي جرى خلال تلك الساعات القليلة التي ضج فيها الإيرانيون بانتصار نسبوه لفريق الرئيس الجديد حسن روحاني الذي كان وعد بتخفيف القيود على الإنترنت في حملته الانتخابية؟ هل حقا كان رفع الحظر المفاجئ نتيجة خطأ تقني كما أعلن رسميا، أم كان تجربة تعمدها النظام لاختبار ردة فعل الرأي العام واستطلاع ماذا يمكن أن يقول الإيرانيون في حال عادت لهم حريتهم الإلكترونية المسلوبة على نحو ما ذكرت صحف غربية نقلا عن مصادر إيرانية؟ أم هو فشل فريق روحاني في تخفيف القيود على الإنترنت؟ في إيران اليوم رئيس جديد يحاول أن يقدم نفسه أكثر انفتاحا عن سلفه، وعبر أكثر من مرة عن رغبته في إفساح المجال لحريات إلكترونية أكبر. هذا ما يعكسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف النشط على «تويتر» و«فيس بوك».. وللحقيقة فإن النظام الإيراني حاضر على وسائل التواصل الاجتماعي التي يمنع شعبه عنها، فها هو المرشد الأعلى علي خامنئي ينشر مواقفه وفتاواه والمديح الذي يكيله…