الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
صادقَ مجلس الأمن الدولي يوم 20 يوليو الجاري على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى وإيران في فيينا يوم 16 من الشهر ذاته. ويتضمن الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران منذ 12 عاماً، مع التأكيد على منعها من امتلاك القنبلة النووية. وبذلك أعطى مجلس الأمن لإيران «صك الغفران» كي تعود إلى المجتمع الدولي، بعد أن منحتها المجموعة «شهادة حُسن سيرة وسلوك» لتخرج من عضوية «نادي الشر»، وتضع يدها باطمئنان في يد «الشيطان الأكبر». وربما يفتح الاتفاق آفاقاً لتعاون أميركي إيراني جديد، يمهِّد لعودة «شرطي أميركا» في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً وأن أوباما سيخرج من البيت الأبيض دون أن تتلطخ يداهُ بالدماء على نحو مباشر، كما حصل مع أغلب أسلافه، لاسيما بوش الأب وبوش الابن اللذين هبا لتحطيم جبروت شخص واحد في المنطقة هو صدام حسين بأضخم ترسانة عسكرية واستخباراتية في العالم.. لكن أوباما هو من سمح بتحوّل العراق إلى حظيرة للموت وسوريا إلى مقبرة جماعية. ثمة العديد من الآراء التي تناولت الاتفاق النووي، يتحدث بعضها عن مكاسب إيرانية عديدة، ويتبنى بعضها آمال «شاردة» عن تحوّل إيران إلى دولة مؤسساتية، تفتح الحدود للشركات الأميركية والأوروبية، وتستقبل قوافل السياح الشُقر، ولربما تستعيد «عرش الطاووس» بكل انفتاحه على العالم الخارجي. وهنالك من يتحدث عن الاتفاق كمدعاة لابتزاز إسرائيلي للحصول على مكاسب…
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥
أهداني الأخ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية نسخة من كتابه الجديد الضخم «السراب»، الذي أصدره حديثاً باللغتين العربية والإنجليزية، مع بعض النسخ الصوتية والإلكترونية. وقسم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول، تناول أولها الإطار النظري والبحثي للموضوع، ومثل الثاني دراسة حالة شملت الجماعات الدينية السياسية، مثل «الإخوان المسلمون»، والسلفيون، والسرورية، والمنظمات الجهادية. وتناول الجزء الثالث مسحاً للرأي العام حول الجماعات الدينية السياسية. وتناول الجزء الرابع خلاصة الدراسة واستنتاجاتها. وقد جاء الكتاب في 823 صفحة، موثقاً بالمراجع والملاحق الخاصة بالأعلام. وأتوقف عند الفصل الأول من باب «الإسلام السياسي بين الواقع والأسطورة»، حيث يذكر المؤلف أن الإسلام السياسي ظهر مع بداية القرن العشرين، كنتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الأمة العربية والإسلامية، بعد حقبة الاستعمار، وسقوط الخلافة العثمانية على يد أتاتورك. لقد أغضب وجود دولة علمانية متشددة في تركيا بعض الدوائر المتشددة من المسلمين، مما أدى لظهور تنظيمات كلفت نفسها بالمحافظة على الهوية الإسلامية! ومع الوقت تبنت هذه التنظيمات أفكاراً جديدة، منها أن الدين يوفر نظاماً يستطيع التعامل مع سائر جوانب الحياة بما فيها السياسية. ومن الشعارات التي استخدمتها تلك التنظيمات، إقامة الدولة الإسلامية طبقاً لنظرية الحاكمية، التي تعتمد على الجهاد ضد «الآخر»، ومنها جاء إعلان «أبوبكر البغدادي» أميراً للمؤمنين! ويعرّج المؤلف على علاقة الرئيس…
الخميس ١١ يونيو ٢٠١٥
الظلم مسلكٌ مذموم، وتداعياته مؤلمة، وقد تقضي على إنسان بريء مدى الحياة، وقد نشرت الصحف الأميركية خبراً عن تبرئة مواطن «كوامي أجامو» بعد أن أُدخل السجن وعمره 17 عاماً بتهمة القتل. وقضى 40 عاماً في السجن، وقد ظهرت ملابسات جديدة في القضية، وتم فتح ملفه من جديد، وثبتت براءتهُ وتم الإفراج عنه وعمره 57 عاماً. وقد كان مظلوماً طوال 40 عاماً. والتعويض الذي طلبه الرجل هو فقط «إعادة النظر في القوانين التي تسببّت في اعتقاله وظُلمه». وقد صدرت أوامر من البيت الأبيض بتشكيل لجنة من الاستشاريين لإعادة النظر في القوانين التي تسببّت في اعتقال «أجامو» وبقائه ظلماً في السجن 40 عاماً. وقام الرئيس الأميركي أوباما بزيارة الرجل في منزله كي يتناول معه العشاء الذي أعدته السيدة الأولى زوجة أوباما. والظلم لغةً هو: الجور وتجاوز الحد، يقال: ظلمهُ ويظلمهُ ظلماً، وهو مصدر حقيقي، وأصلُ الظلم: وضعُ الشيء في غير موضعه، وهو يتعدى عن الحق إلى الباطل، وهو الجور. وقد عني الإعلانُ العالمي لحقوق الإنسان بهذا الموضوع عناية قصوى، وخصصَ له مواد واضحة تؤكد على عدم جواز إيقاع الظلم بأي إنسان، ولأي سبب من الأسباب. وقد نصت المادة 12 من الإعلان على ما يلي: «لا يُعرَّض أحد لتدخلٍ تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته، أو مسكنه أو لحملات على شرفه وسمعته. ولكل…
الخميس ٠٧ مايو ٢٠١٥
منذ توليه مقاليد الحُكم في المملكة العربية السعودية، فاجأ الملك سلمان بن عبدالعزيز، السعوديين والعالم بتغيرات تبدو «دراماتيكية» لإدارة الحُكم في المملكة بتعيينه أخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أصغر أبناء الملك عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيين محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، كما تم تغيير طاقم القصر الملكي. ويوم 25 مارس الماضي فاجأ الملك سلمان العالم بإعلان «عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية إلى اليمن، بعد أن استولى الحوثيون على السلطة عنوة، ما اضطر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الخروج من اليمن إلى السعودية حفاظاً على حياته، بعد أن اقترب الحوثيون من مقر إقامته في عدن. وحققت الغارات الجوية التي نفذتها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أهدافها بشل حركة الطيران اليمني الذي تسيطر عليه قوات تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين، كما تم تدمير منصات الصواريخ الباليستية التي وقعت في يد الخارجين على الشرعية في اليمن. وفجر يوم 29/4/2015 أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز 25 أمراً ملكياً شملت عدة شخصيات مهمة في المملكة، لعل أبرزها تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد. وبهذا التعيين يصبح الأمير محمد بن نايف أصغر ولي عهد في المملكة العربية السعودية (ولد الأمير محمد عام 1959)، وبالتالي، فسيصبح ملك المملكة العربية السعودية بعد الملك سلمان. كما شمل الأمر الملكي تعيين…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
سقطت بعض وسائل الإعلام العربية في «وَحْل» تفسير «عاصفة الحزم» التي اضطُرت لها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، لإعادة الشرعية إلى اليمن، بعد أن تم اختطاف البلاد والحكومة من قِبل جماعة الحوثيين، الذين حوّلوا البلاد إلى غابة للسرقة والقتل وتعطيل مؤسسات الدولة، بل وملاحقة الرئيس الشرعي، ما حدا به للاستنجاد بدول مجلس التعاون، ومن ثم اللجوء إلى المملكة العربية السعودية مؤقتاً. وعدد الحوثيين وأنصارهم -الذين يتحالفون مع إيران- لا يتجاوز 20% من سكان اليمن البالغ عددهم 26,5 مليون نسمة مع نهاية 2014 وهم يتضاعفون كل 23 عاماً وتبلغ نسبة الشباب منهم نحو 34%، فهذا يطرح تحديات خطيرة حول ازدياد نسبة البطالة، ومحدودية فرص التعليم، وانتشار الأمية التي وصلت إلى 78%. كما أن معدَّل التحاق الأطفال بالمدارس بلغ 48% فقط! أي ما يعادل نحو نصف عدد أطفال اليمن! وإذا ما استمرت الفوضى وإغلاق المدارس واحتلالها وحرقها من قبل عصابات الحوثيين وأنصارهم، فإن كارثة اجتماعية وإنسانية ستحلُّ بهذا البلد، وملايين الشباب والأطفال (أكثر من ثلث سكان اليمن) سوف يكونون «زيتاً» للنيران التي تستعر في هذا البلد، ناهيك عن اشتراكهم في عمليات التهريب والجريمة والانحراف الأخلاقي والفكري. وكل ذلك سيؤثر سلباً على دول مجلس التعاون، خصوصاً المملكة العربية السعودية التي تحاذي اليمن في أطول حدود لها مع جيرانها، ويؤثر أيضاً داخل اليمن،…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
بدأت عملية «عاصفة الحزم» الهادفة لإعادة الشرعية في اليمن المخطوف فجر يوم الخميس 26/3/2015، حيث قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً من عشر دول، بإغارة 185 طائرة، بينما تعهدت الولايات المتحدة بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعمليات العسكرية. ونتج عن العمليات الأولى تدمير القصر الرئاسي ومقر المكتب السياسي للحوثيين وعدة مطارات، إضافة لعدة قواعد عسكرية، منها قاعدة «العند» الجوية، ومواقع للحوثيين في لحج والضالع. وتعد هذه العاصفة الأولى من نوعها بعد «عاصفة الصحراء» التي استهدفت إخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، حيث توافقت عدة دول عربية على الحسم العسكري، بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية متمثلة في الرئيس هادي منصور. واعتبر مغردون بالملايين أن هذه العملية شكلت «وحدة» عربية في مواجهة التمدد الإيراني، وقال بعضهم: على العرب ألا يعتمدوا على أميركا في كل شيء، وحثوا تركيا على أخذ مبادرة مماثلة حيال سوريا. لقد تأخرت «عاصفة الحزم» قليلاً لأن الدول الخليجية أرادت إعطاء المجال للحوثيين لدراسة الحلول المقترحة، لكنهم رفضوا كل الحلول وانقلبوا على الشرعية وأشعلوا الفوضى في اليمن، كما استولوا على المقار الحكومية واعتقلوا الوزراء والمسؤولين دون وجه حق. ولا يجوز تحت أية دعاوى أن تستأثر فئة محدودة بمقدرات البلاد، خصوصاً وأن لدى هذه الفئة أجندة خارجية تعادي الأمة العربية، وتسعى لزعزة الأمن والاستقرار في المنطقة، بسبب ولائهم لإيران التي ما انفكت…
الخميس ٢٦ مارس ٢٠١٥
دخلت الثورة السورية عامها الخامس، وما زال هدفها لم يتحقق، نظراً لواقع الحال على الأرض في سوريا، ومواقف الدول الحليفة لها وغير الحليفة، والتي أجّلت التوصل إلى حل حاسم، عسكرياً كان أم سياسياً، لإنهاء مأساة الشعب السوري. وبدأ البعض يتوجس من أن مطاطية الموقف الأميركي أعطت الضوء الأخضر لحلفاء بشار الأسد للتمسك ببقائه في الحكم، حتى جاءت قنبلة وزير الخارجية الأميركي (جون كيري)، حين قال قبل أيام إن «على الولايات المتحدة وحلفائها التفاوض مع الرئيس السوري من أجل انتقال سياسي في سوريا»! هذا التصريح أظهر بأن السياسة الأميركية المعلنة تجاه سوريا قد انحرفت، حيث غابت عنه كلمات لم تخل منها التصريحات السابقة لكيري، مثل فقدان نظام الأسد للشرعية، وكونه جزءا من المشكلة وليس الحل، وضرورة رحيله فوراً. لقد حاولت الإدارة لملمة القضية بتصريحات تبرر نبرة التصريح المذكور، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «إن الأسد لن يكون مفاوضاً للولايات المتحدة»! والغريب أن موقف الإدارة الأمريكية يزداد «نعومةً» مع ازدياد «خشونة» النظام في تعامله مع شعبه، حيث راح ضحية الأزمة نحو 215 ألف شخص، وتم تشريد 12 مليون شخص داخل وخارج سوريا، ناهيك عن تدمير البنى التحتية والمناطق الأثرية، ودخول البلاد حالة شاملة من الفوضى والبؤس. ويتبادر للذهن وجود اتفاق أميركي روسي على ترك الأمور تتصاعد في سوريا، كي تخور قوة…
الخميس ٠٥ مارس ٢٠١٥
ذكر تقرير حديث عن اتحاد إذاعات الدول العربية أن السماء العربية فيها 1300 قناة تلفزيونية، منها 165 قناة تابعة لـ29 هيئة من القطاع العام، و1129 قناة تبثها 729 هيئة من القطاع الخاص. وحلت القنوات المنوعة الجامعة في رأس القائمة (323 قناة)، تلتها القنوات الربحية (248 قناة)، وجاءت القنوات الرياضية في المرتبة الأولى بين القنوات المتخصصة (170 قناة)، تلتها قنوات الدراما (152 قناة)، أما القنوات الغنائية فجاءت في المرتبة الثالثة (124 قناة). وأظهر التقرير تنامي القنوات الدينية، إذ بلغ عددها 95 قناة. أما القنوات الإخبارية فبلغ عددها 68 قناة، منها 11 قناة تملكها جهات أجنبية (تبث باللغة العربية)، و161 قناة تبث باللغة الإنجليزية من أصل 237 قناة تبث للمنطقة بلغات أجنبية. قد يبدو مؤلماً بعد الأحداث الأخيرة في العالم العربي، وحالة «الانفلات الإعلامي» الذي تجاوز كل قيم المهنة، واستباح أعراض الناس وحرماتهم في حالات كثيرة. كما أن دخول المال الخاص في البث التلفزيوني قد كسر احتكار الدول للإعلام، فكانت الفائدة التي خرج بها المشاهد هي كسر الاحتكار وتنامي المنافسة من أجل الفوز برضا الجمهور. لقد ظلت المعلومة «مُحتكرة» في قنوات البث الرسمي، وظلت تقليدية مفْرطةً في الرسمية، وغاب عنها الإبداع الذي هو لب البث التلفزيوني! لقد حاولت دول عربية مجاراة البث التجاري، وقامت بصرف الملايين من أجل الخروج بـ«ثيمة» جديدة مبهرة،…
الجمعة ٢٧ فبراير ٢٠١٥
شهد منتصف هذا الشهر تحركات كثيفة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي أو من يُمثلهم، وذل في إطار السعي إلى «ترتيب البيت الخليجي». وقد شُدَّت الرحالُ نحو الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث القيادة الجديدة، ولربما الرؤية الجديدة التي ما زال الوقت مبكراً لسبر أغوارها وتحديد ملامحها، وأثرُ ذلك على البيت الخليجي والنطاق العربي والدولي. وكانت الزيارة الأولى لسمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، ثم أعقبتها زيارة لسمو ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تلتها زيارة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وقبل ذلك قام الأمير محمد بن نايف ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة. والأرجح أن هذه الزيارات استهدفت التشاور بين القادة فيما يتعلق بتطورات اليمن، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين على مرافق الدولة هناك، وشل حركة الرئاسة، ثم أخيراً خروج الرئيس «هادي عبد ربه» إلى عدن في جنوب اليمن. لكن ربما كان الملف الأهم في تلك اللقاءات هو تقنين المواقف فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية. وفي هذه الخصوص يُلاحظ أن صياغة بيانات المصادر الإعلامية والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تبدو غير محددة، وأحياناً لا تعبّر عن حقيقة ما دار في الاجتماعات واللقاءات، ولا تضع النقاط على الحروف فيما يتصل ببعض التباينات في المواقف…
الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠١٤
التقرير الذي بثته شبكة الـ CNN الأسبوع الماضي كان صادماً ومؤلماً في الوقت ذاته! فلقد كشفت إحدى النساء السوريات (25 عاماً واسمها الحركي خديجة) عن تجربتها مع «داعش»، وكيف أنها تعرفت إلى شاب تونسي عبر شبكة الإنترنت وأقنعها بالزواج بعد أن وثقت به حتى أغراها بالانضمام إلى «داعش»؛ كاشفاً لها أن التنظيم ليس في الحقيقة كما يتداول بين الناس، وأنه ليس منظمة إرهابية، تقول: أخبرني هذا الرجل بأن التنظيم يطبق المبادئ الأساسية للإسلام، أما ونحن في حالة حرب الآن، للسيطرة على البلاد (أي سوريا)، فلا بد وأن نمارس العنف. أقنعت (خديجة) أهلها بالحضور إلى مدينة (الرقة) بشرق سوريا كي تسجل أخوتها في المدرسة، لكنها وجدت نفسها منضوية في لواء (الخنساء) التابع لـ «داعش». ومن هنالك بدأت مأساتها، حيث تعرضت للعديد من الممارسات الوحشية، ووصفت حالتها بأنها تتجه من فوضى إلى فوضى أكبر منها، حيث عليها مواجهة عناصر «الجيش السوري الحر»، والنظام وبراميله المتفجرة، الجرحى، العيادات الطبية، الدم. والمشكلة تقول: وجدت نفسي أهرب من واقع لواقع أكثر قبحاً، ولقد كانت العناصر المسلحة تمارس العنف عليّ جسدياً عبر الاغتصاب، كما شاهدت قطع رأس إنسان بأم عيني، لقد سكتُ كثيراً على هذه الممارسات حتى قررت أن أهرب إلى تركيا. بصراحة لا يمكنك وأنت تشاهد هذه المقابلة وتسمع تلك المعلومات إلا أن تحمد الله…
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
هنالك قضايا وأحداث يُحاذر الإعلام العربي والإسلامي الدخول فيها أو مناقشتها بقصد إيجاد حلول لها، لأن ثقافة (العيب) ما زالت تُعشش في أمخاخ الكثيرين، حتى يصل الأمر إلى تحت جفونهم، في الوقت الذي لا يحاذر القائمون بفعل (العيب) من الله عندما يقومون بأعمال مسيئة للآخر. ولقد صدر تقرير عن الأمم المتحدة يوم 8/7/2014 جاء فيه:« أن عدداً كبيراً من النساء اللاجئات السوريات فقدن أزواجهن خلال أعمال القتال في سوريا، يعشن تحت ضغوط شديدة ويواجهن التعرض لمخاطر عالية من الفقر والاستغلال والتحرش الجنسي. وأن نحو 145 ألف امرأة منهم (في مصر ولبنان والعراق والأردن) يواجهن هذه الأوضاع. وحسب المفوض العام لشؤون اللاجئين، فإن عدداً كبيراً من السوريات يشعر بعدم الأمان، ويقول بعضهن: "إن سائقي سيارات الأجرة وعمال الخدمات الخيرية المحليين وأصحاب البيوت التي يسكُنَّ فيها يتحرشون بهن أو يسعون لاستغلالهن". وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت هذا الموضوع من ناحية أخرى، حيث يتم استغلال النساء مثلًا في (عكار) بلبنان بصورة مهينة من قبل بعض منسوبي أعمال الإغاثة والمساعدات. كما جاء على لسان إحدى النساء التي ذكرت أن ذاك البعض يتزوج من فتيات في عمر 14 -18 ويأمر الفتيات بالصرف عليهم بأية وسيلة. هذا الموضوع ذكّرني بأحداث البوسنة والهرسك، حيث قال لي أحد السفراء يوماً، إن بعض المتطوعين للقتال مع المسلمين هنالك…
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
هنالك أمر جليّ على الدول المحبة للسلام والاستقرار في العالم أن تلتفت إليه هو: وقف دعوات العنف في العالم، وهدم المنابر التي تحرّض على الكراهية ورفض الآخر، وإلا فإن هذه الدول ستنزلق إلى منزلق خطير يتلظى فيه أهلها وجيران أهلها. فحتى الآن لم يجد العالم حلاً للمشكلة في سوريا، وفي العراق، وفي فلسطين، وفي اليمن، وغيرها من البلدان التي انقلب عليها «ربيعها» حرائق مشتعلة. وكل هذه الشعوب عزيزة علينا، ومن حقها أن تعيش في أمن ورخاء. ولكن الأنظمة القائمة و«عذابات» التاريخ سرقت الخبز من أفواه بعضها، وسرقت النوم من عيون البعض الآخر! ولذلك سببان، الأول: الفساد الإداري والمالي الذي عمّ تلك الدول واستئثار النظام ومن حوله بمقدرات الشعوب، ما أربك الوضع الاقتصادي، وأحدث فجوة كبيرة بين أفراد المجتمع، فإما تكون «فوق»، وإما تكون «تحت». والسبب الثاني: عسكرة البلاد، وتركيز السلطة على متانة وقوة الأمن الداخلي، وهذا خلق ضغطاً في تلك البلدان و«غيّب» عقل الزعيم عن استحقاقات الحكم، وحق الشعوب في العيش الكريم. فصار أن خُصصت أغلب بنود الميزانيات للضغط على الشعوب، وسنِّ قوانين تتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الناس، ومنها تكميم الأفواه، والاعتداء على الكُتاب والمفكرين -بوسائل شتى حسب الموقف وحسب موقع الكاتب- ما يجعلهم غير قادرين على أداء أدوارهم لخدمة مجتمعاتهم، وربما دفعهم لتفضيل الانكفاء داخل دائرة الخوف، وبالتالي…