الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠١٣
تُعقد القمة الخليجية الرابعة والثلاثون في دولة الكويت الأسبوع القادم وسط تحولات عديدة على المستوى الخليجي والإقليمي والدولي، قد تفوق ما واجهته القمة الثالثة والثلاثون التي عُقدت في ديسمبر 2012 بمملكة البحرين. وإذا كانت الأحداث العربية قد ساهمت في اختلال التوازنات في العديد من البلدان العربية، فيما عُرف بـ«الربيع العربي»، الذي لم تذق الشعوب «فاكهته» حتى اليوم، فإن نفسَ المرارة تقف في حَلق «الخليجي» كياناً وإنساناً لكون تلك الأحداث قد أثّرت تأثيراً مباشراً على العلاقات بين دول المجلس، وهذه الحتمية ستكون الأهم في قمة الكويت المقبلة. ولئن كانت الرؤى الخليجية لن تختلف حول موضوع مكافحة الإرهاب واحتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث، حيث نتوقع أن يكون القرار غير بعيد عن روح توصيات المجلس الوزاري في دورته الـ 128 الذي عقدها في مدينة جدة يوم 10/9/2013، من حيث إدانة كل أشكال العنف والتنديد بها، وفي الجانب السياسي نتوقع أن تكون لهجة «الخليجي» أقلَّ حِدة تجاه إيران بعد أن توصلت مجموعة الـ (5+1) في جنيف إلى اتفاق تُقلل إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم بأقل من 5 في المئة خلال فترة ستة أشهر، حيث سيُرحب «الخليجي» بهذا الاتفاق ويدعو إلى أهمية الالتزام بنصوصه والتأكيد على سلمية البرنامج النووي الإيراني. وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة قد قام…
السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣
في الوقت الذي طالبت فيه عدة أطراف دولية بالالتفات إلى معاناة الشعب السوري – التي امتدت لأكثر من عامين – جرى قتل نحو 100 ألف شخص وتشريد الملايين إلى المنافي إثر تصدي السلطات السورية للمتظاهرين المنادين بالكرامة. وفي الوقت الذي شاهد العالم «تردد» الولايات المتحدة في اتخاذ قرار توجيه ضربة رادعة للنظام السوري جراء استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه.. وفي الوقت الذي انقسم فيه «الكونغرس» الأميركي على نفسه، ولم يحصل الرئيس الأميركي (باراك أوباما) على أرجحية لقراره توجيه ضربة إلى النظام السوري... في هذا الوقت، ولدت المبادرة الروسية، في مناخ امتلأ بالشكوك حول اتفاق (موسكو) و(واشنطن) على «تخريجة» سياسية، لربما تجنب الولايات المتحدة «إثم» ضرب سوريا، لكنها في ذات الوقت «تريح» إسرائيل بوضع الأسلحة الكيماوية السورية في قبضة الأمم المتحدة، وحرمان سوريا من استخدامها إلى الأبد! ولقد تلقفت سوريا هذه المبادرة بيد «الامتنان»، وقام وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) بالترحيب الجم بالاقتراح الروسي فرض رقابة دولية على الأسلحة الكيماوية في سوريا. ويبدو أن الروس قد نجحوا في استخدام لعبة (الروليت الروسي)، ولكن من دون أن «يحشوا» المسدس بأي رصاصة - كما تفرضها اللعبة - وهذا ما يجعل رأس (الأسد) هانئا وغير قابل للمساس، في الوقت الذي «تتوتر» رؤوس الآخرين، حتى البعيدين عن القضية السورية. وفي ذات الوقت، برزت «معالم جديدة…
الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠١٣
جاء في النشرة رقم 17 الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال للتنمية في غربي آسيا، والتي تصدرها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا) أن عالم الاتصال قد تطور بصورة سريعة بحيث تجاوز مفهوم الحكومة الإلكترونية إلى مفهوم الحكومة النقّالة، والمقصود بهذه الأخيرة، تواصل المواطن والحكومة عبر الوسائل والتطبيقات الموجودة على الهواتف النقالة. إنها وسيلة أثبتت فعالية وسرعة ودقة في إعلام المواطن وإنجاز معاملاته الرسمية مثلاً مواعيد المستشفى، تجديد رخصة السيارة أو جواز السفر، أو سفر المكفول، أو دعوة المواطن لحضور الفعاليات المهمة من تلك الرياضية والاقتصادية والثقافية. وترى النشرة المذكورة أن الفوائد المتوقعة للحكومة النقالة كالتالي: 1- تحسين نفاذ المواطنين إلى الخدمات الحكومية. 2-تحسين جودة الخدمات الحكومية. 3-تسريع تقديم الخدمات الحكومية. 4-تقديم خدمات أكثر فعالية وأكثر كفاءة. 5-زيادة المشاركة والانخراط في التواصل الحكومي مع المواطنين، خصوصاً القاطنين في المناطق النائية والمهمشين. 6-الاستفادة مما توفره التكنولوجيا من تكامل وتواصل وسرعة ودقة وإتقان. 7-تخفيض التكاليف على الحكومة والمواطنين ( الكفاءة المالية، كلفة الوقت، الضغط على الموارد). 8-تحسين سمعة الحكومة بشكل ينعكس على وضعها الاستراتيجي الداخلي والخارجي. وبرأينا أن هذا التحول له بُعد اجتماعي وسلوكي، إذ يتعود المواطن على التقيّد بالوقت، ويقدّر عامل الزمن في التعامل مع من حوله، كما أنه يوفر على المواطن مشقة الخروج إلى الوزارات والهيئات المعنية، مع كل ما يتحمله من…
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
لا يمكننا - كمسلمين- إلاَ أن ندين وبشدة حادث الاعتداء الآثم على كنيسة (العذراء) بمنطقة الوراق بالقاهرة والذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص وجرح 17 آخرين من المواطنين المصريين الذين يحتفلون بزفاف قريبهم وسط بهجة المهنئين. وحسب شهود عيان، فإن اثنين من المسلحين الملثمين كانا يستقلان دراجة بخارية قاما بإطلاق وابل من الرصاص من سلاح آليّ ولاذا بالفرار، تاركين أصحاب الفرح مضرجين بالدماء دون وجه حق. هذا العمل- مهما كانت دوافعه ومن يقف وراءه- يشكل انتهاكاً صارخاً لكل القيم الإنسانية والوطنية، ولا يجوز التسرع في إلقاء التهم الجزافية - على أي طرف- عن مسؤوليته عن الحادث قبل وقوع المجرمين اللذين قاما بالعملية في يد القضاء. نقول: (مجرمين) نعم .. لأن كل من حاول أن يقتل الحياة- حتى لو كانت شجرة - يُعتبر مجرماً! ذلك أن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم قال بما معناه: «لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها». وهذا تأكيد سام لقيمة الحياة حتى لآخر لحظة كتبها الله للحي، ولا يجوز لأي كائن أن يسلب هذا الحق الإلهي ويوقف الحياة بأية طريقة، مهما كانت الدوافع. لقد أعجبني القول التسامحي لمن استَشهدَ بكلمة من البابا (تواضروس): «لو ضربوا جميع كنائس مصر سنؤدي الصلاة في المساجد»!. وهذه الكلمة تحمل معاني الوطنية الصادقة والانتماء لمصر، مهما كانت الديانة أو…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣
ناقش مسؤولون خليجيون معنيون بحقوق الإنسان -في الرياض الأسبوع الماضي- آلياتِ التعامل مع المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، بعد أن عهد بمشروع «حقوق الإنسان» إلى لجنة الخبراء المختصين، تمهيداً لرفعه إلى المجلس الوزاري. وكان المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الثلاثين بدولة الكويت عام 2009 قد قرر تكليف المجلس الوزاري بدراسة ما ورد في رؤية مملكة البحرين لتطوير مجلس التعاون. ومنها إنشاء مكتب ضمن هيكل الأمانة العامة يختص بالعمل على إبراز ما حققته وتحققه دول المجلس من إنجازات في مجال حقوق الإنسان! وبناء على قرار المجلس الوزاري الذي عقد اجتماعه بالمنامة عام 2010 أصدر الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني قراره بارتباط «مكتب حقوق الإنسان لمجلس التعاون» إدارياً بالأمين العام المساعد للشؤون القانونية، ويختص بكافة المسائل ذات الصلة بحقوق الإنسان وفقاً لقرار المجلس الوزاري. ويهدف المكتب إلى «إبراز منجزات دول مجلس التعاون في مجال حقوق الإنسان أمام المحافل الإقليمية والدولية، الحكومية منها والأهلية، وفي كافة وسائل الإعلام، والسعي لإيجاد آلية عمل موحدة للتنسيق مع الجهات المعنية بحقوق الإنسان في دول المجلس». وللمكتب اختصاصات تم تحديدها في 18 نقطة. ويعمل المكتب بآلية ذات شقين: الأول- الشق الإعلامي: ويُعنى بإبراز الإنجازات في مجال حقوق الإنسان بدول المجلس. الثاني- الشق التنسيقي: ويشمل التنسيق مع الجهات المختصة بحقوق الإنسان في دول المجلس، بما يحقق…
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣
زادت جرعة الفضائيات التي تبث مواد لا تحترم عقل المشاهد ولا مشاعره ولا قيمَه؛ بسبب الاختلاف السياسي تارة، وبسبب الإثارة الإعلامية تارة أخرى، ولربما بسبب «التشفي» الذي برز بعد الأحداث الأخيرة في العالم العربي. ولقد شاهدتُ – عبر أدوات التواصل الاجتماعي – بثاً لقناة لبنانية يشرح طُرقَ المُعاشرة، مع وجود جمهور من الشباب من الجنسين في الحلقة. ولقد بالغ المذيعان ( مذيع ومذيعة) في شرح تلك الأوضاع وترديد كلمات لم تألفها الأذن العربية على الشاشات، خاصة وأن ما يقارب 65 في المئة من سكان العالم العربي من الشباب، ولا يجوز لهذه الفئة أن تسمع كلمات تخدش الحياء العام وتقاليد الأسرة العربية. إن الفائدة – لو كانت هنالك فائدة تُذكر من بث مثل هذه البرامج – تكون محدودة، ذلك أن الإنسان يتعلم مع التجربة والقراءة الخاصة مثل تلك الأمور، لكن الخسارة كبيرة عندما تغري تلك البرامج المراهقين والمراهقات بالقيام بأدوار لا يناسب سنهم فيقعون في الخطأ! ثم ماذا سيكون موقف الوالدين عندما يسألهما الطفل عن معنى تلك الأوضاع التي تُعرض بالصورة خلال حديث المذيعين؟ الشكل الثاني للفضائيات التي تلوث السماء العربية هي تلك الفضائيات الطائفية والمذهبية، والتي تبث من إيران ولبنان والعراق، والتي يخرج فيها «علماء» دين ومفسرون، يقومون باستخدام كلمات لا تليق بالخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين، كونهم ليسوا…
الجمعة ١١ أكتوبر ٢٠١٣
رحّب وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإطلاق إذاعة «هنا الخليج العربي» من مملكة البحرين اعتباراً من الأول من أكتوبر الحالي. وكانت الأمانة العامة «قطاع الشؤون الثقافية والإعلامية» قد رفعت المشروع المقترح من مملكة البحرين إلى الوزراء بعد أن أوصى مسؤولو الإذاعة في دول المجلس بتأسيس إذاعة دائمة لصوت مجلس التعاون، وكلفوا إذاعة البحرين بتقديم تصور شامل لتأسيس هذا الصوت من كافة الجوانب. وأوصى مسؤولو الإذاعة بأن يكون مضمون الإذاعة يشمل الطفل، بالإضافة إلى الجوانب السياحية وإمكانية تنسيق حملة إعلامية للترويج لها تشارك فيها إذاعات المجلس، على أن تحمل هذه الإذاعة الهوية الخليجية العربية لدول المجلس. وجاء في القرار الوزاري التأكيد على أهمية العناية ببرامج هذه الإذاعة تحقيقاً لأهداف استراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول المجلس. ونحن كإعلاميين نود الإشادة بولادة هذا الصوت الخليجي، ونشكر الأمانة العامة وقسم الإذاعة في قطاع الشؤون الثقافية والإعلامية على كل المتابعات والمقترحات التي تمت مع الدول الأعضاء بهدف الوصول إلى هذا القرار. راجين لهذا الصوت كل التوفيق والنجاح. وكان وزراء الإعلام في دول المجلس قد ثمنوا انطلاقة الإذاعة في الأول من أكتوبر الحالي واعتبروها تجسيداً للعمل الخليجي المشترك. وقد أوضح السيد علي محمد الرميحي رئيس هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين أن هذه الإذاعة ستكون على ثلاث مراحل ابتداء من اليوم الأول…
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٣
لم تكن أعمال «الملتقى الإعلامي الخليجي» الأول بأقل أهمية من قرارات مؤتمر وزراء الإعلام الحادي والعشرين لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي التأم في مملكة البحرين يوم 30-9-2013؛ ذلك أن اللقاء المباشر بين الوزراء - ومن يمثلونهم - مع أكثر من 150 إعلاميا وإعلامية من الخليج العربي، كان فرصة للوزراء للتعرف على ما يجول بخاطر هؤلاء الإعلاميين الذين ينتمون إلى الدول الست الأعضاء بمجلس التعاون، مع الإقرار باختلاف مدى واتجاهات الإعلام في هذه الدول. ولقد حظي عنوان الملتقى «وسائل الإعلام والاتصال والأمن القومي» باهتمام ونقاشات المنتدين والتي ركزت حول عدم جواز الربط بين مهنية وسائل الإعلام والتواصل وبين الأمن القومي! ذلك أن هذا الأخير من اختصاصات الجهات الأمنية، وأن ذلك الربط قد يدلل على اتجاه لإمكانية فرض قيود وكوابح جديدة على الإعلام والاتصال! ولقد دافع المؤيدون للعنوان ودلالاته بأن الإعلام شأنه شأن البيئة والتعليم والصحة والتنمية الشاملة، لا بد له من حماية ضمن الحمايات الأخرى التي يقتضيها الأمن القومي. وكانت قضية «الفوضى الإعلامية» في السماء العربية في الفضائيات، وتلك عبر أدوات التواصل الاجتماعي على الأرض، من القضايا التي استأثرت باهتمام المنتدين في الملتقى، حيث دافع الشباب من مريدي أدوات التواصل الاجتماعي عن حقهم في البحث ونقل المعلومة للآخرين، وأنه لا يجوز تقييد حرياتهم بفرض المزيد من القوانين المقيدة لتبادل…
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
مع ازدياد المُطالبات من قِبل الكتّاب والقراء في دول مجلس التعاون بضرورة منح المزيد من الحريات وتوسيع هوامش الحوار - صحفياً وتلفزيونياً واجتماعياً- زادت بالتالي موجة التفسيرات السلبية والتصنيفات الباطلة للعديد من الكتّاب المخلصين على الساحة الخليجية، لدرجة وَسْمِ بعضهم بأنهم «معارضون»؟!. فكيف تتخلّق المعارضة ؟ وما هي أجواء نمائها؟ وهل هنالك فعلاً «معارضون» في المنطقة؟ أصل كلمة مُعارضة و(عّرضَ) أي ظهر! والمُعارضة المشتقة من ذلك على وزن (مُفاعلة) جاءت من (اعترضَ) الشي، أي صار (عارضاً) مثل الخشبة (المعترضة) في النهر، و(اعترض) الشيء دون الشيء، أي حال دونه. و(عارضَ) فلان فلاناً، أي جانَبَهُ وعًدل عنه.(مختار الصحاح) والمُعارضة السياسية التي نحن بصددها لا تتحقق إلاّ ضمن إطار شرعي وعبر مؤسسات قائمة مثل الأحزاب التي تعبّر عن وجهة نظر المنتمين إليها. وغالباً ما تكون تلك الأحزاب مُعارضة لسياسات الحُكم القائم، تنتقد ممارساته، وتفند مشاريعه، ولربما سعت إلى إسقاطه عبر الوسائل السلمية (أي صناديق الاقتراع)، وأيضاً تلجأ بعض الأحزاب السياسية المُعارِضة إلى المُعارضة المسلحة، تقترب من روح الثورة أو التمرد المسلح، ما يؤدي إلى الحرب الأهلية. معلوم أن المُعارضة لا تعيش وتنمو في بلدان يحكمها نظام سلطوي شمولي. وتسعى المعارضة إلى اتخاذ قرارات لصالح الأغلبية ضد مصلحة وامتيازات الأقلية المناوئة لها وإنْ كانت هذه الأخيرة في السلطة. والمُعارض السياسي لا يمكن أن يعمل…
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣
لا يمكن المزايدة على مدى تمسك مواطني دول مجلس التعاون بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقدرتهم على الحفاظ على تعاليم الشريعة ومبادئ السنة المطهرة السمحة. والدليل على ذلك استمرار نهج الأجداد والآباء وعدم تزحزحهم عن مواقفهم الأصيلة تجاه هذا الدين العظيم، ومدى صيرورته لبناء حياة كريمة وعادلة وقويمة لهذا المجتمع، وهو أمر كان شأنه محليا لم يتدخل فيه أي أجنبي. في ذات الوقت لم يتأثر هذا المجتمع بكل الدعوات الشرقية والغربية، كما حاول البعض «تخويف» ولاة الأمر في هذه الدول منها!. إذ لا توجد لدينا خلايا ولا أحزاب لا شيوعية ولا ماركسية في الوقت الذي تلاشت فيه دعوات القومية بعد سقوطها في التجارب العربية. في العصر الحديث، وبعد زهاء ستين عاما من تغلغل بعض «الدعاة» المؤَدلجين الحاملين لأفكار «سرية» خفية لم يعلنوا عنها في حينه!. بعد ما نالهم من إقصاء وإبعاد في بلدانهم، وبعد أن استغلوا خلو الساحة من المعلمين والموجهين في المنطقة في الخمسينات والستينات، تغلغلوا في المؤسسات التعليمية والجامعات، مُبدين قيم التسامح والطيبة والتقى، مع التأييد التام للأنظمة القائمة على مبادئ الدين والسيرة الحسنة. حيث رأت فيهم الأنظمة رادعا مهما لما كان يَشغل بالها من تقدم أوراق القوميين في السماء العربية أو «مشاغبات» بعض الحركات الشعبية المناهضة للوجود الأجنبي في المنطقة. فاستأنست الأنظمة آنذاك لليد «المخملية» واللسان «العسل» لهؤلاء…
الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣
حُبست الأنفاسُ خلال الأسبوعين الماضيين في العالم العربي لاحتمال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا على خلفية استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد شعبه، والذي راح ضحيته حوالي 1500 شخص بينهم نساء وأطفال. لكن اللعبة الدبلوماسية ورهانات «تحريك الأحجار» على الطاولة بين موسكو وواشنطن أزالت التوتر – ولو وقتياً – كون أوباما طلب تفويضاً من الكونجرس لقيام بتوجيه تلك الضربة، وانقسم الكونجرس– حتى يوم الاثنين 9/9/2013 – حيث أيّد 23 عضواً موقف أوباما بتوجيه الضربة، فيما عارض ذلك 22 عضواً، وبقي 55 عضواً غير مؤكدين لموقفهم، كما تم إرجاء التصويت المقرر إجراؤه يوم الأربعاء 11/9/2013 بعد أن حرّكت موسكو "حجراً مؤثراً " لتجنيب سوريا ضربة عسكرية أميركية باقتراحها فرض رقابة دولية على الأسلحة الكيماوية في سوريا. وفي الحال رحبَ وزير الخارجية السوري بالمبادرة الروسية من دون أية تحفظات، بل إنه – حسب قناة (فرانس 24) – قد أكد استعداد سوريا للكشف عن أماكن وجود الأسلحة الكيماوية والتوقف عن إنتاجها وإبلاغ ممثلي روسيا والدول الأخرى والأمم المتحدة عن منشأتها! وهذا التأكيد يثبت وجود أسلحة كيماوية في سوريا. ولأن هذه الأسلحة من الخطورة بمكان، فلا شك أنها محاطة بسياج أمني كثيف لا يمكن اختراقه بسهولة! وهذا أيضاً يُقربنا من صحة « دحض» الزعم والتلميح الذي يردّده النظام السوري من أن…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
هل فعلاً يعيش العرب «فوضى خلاّقة»؟. وهل فعلاً هنالك أيادٍ خفية تلعب في مصائر الشعوب والحكام معاً في الوطن العربي؟. إن الأحداث القريبة منا تدل على ذلك؟. وتُدخلنا مدارات الدهشة!. مَن نُصدّق ومَن نُكذب؟ وهل القرار السياسي والعسكري فعلاً لم يعد في أيدي العرب ولو كانوا من أقوى الأقوياء في اللعبة السياسية؟. وهل ثورات « الربيع العربي» ما هي إلا « حُلم يقظة» استفاق منه العرب على حقيقة أن « الطغاة» السابقين (أهوَنَ الشرّين) كما نقول؟. وأن البلاد العربية التي «ضربتها» تلك الثورات عادت إلى الوراء ثلاثين أو ستين عاماً، كي تدخل متوالية جديدة، اعتقدت تلك البلاد أنها تخلصت منها؟. ويُصر بعض المفكرين العرب على وجود «فوضى خلاّقة» في العالم العربي عمادها الأيديولوجية وأطرافٌ خارجية – تماماً كما كانت « نظرية المؤامرة» التي أصابت العالم العربي في الثمانينات!، وأن الغرب والولايات المتحدة لا يعنيهما فرضُ الديموقراطية في هذا الجزء من العالم، بقدر ما يهمهما «تفكيك» المُفكك وتشتيت المُشَتت وخلق بؤر صراع داخلية لصالح الصهيونية!. وقد سقطت «عروشٌ» وقامت « عروش»، وانفضّت « تحالفات» وقامت « تحالفات» حتى بين الدول التي كنا نعتقد أنها «متضامنة»! الأمر الذي يزيد من دهشة المواطن العربي وحيرته. كما توجس البعض من « قدرة « الولايات المتحدة على خلق « شياطين» في العالم العربي يقضّون مضاجعَ…