الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣
استوقفتني صورةٌ صحفية نُشرت في الصحافة العربية لفتاة يمنية تحمل لافتة تقول: «مش بالسلاح نبني البلاد»، خلال مظاهرة للاحتفال بيوم 8 مارس في صنعاء، وتدعو إلى الحل السلمي في اليمن. ولتلك الصورة أكثر من معنى فيما يختص بفترة ما بعد الثورات العربية. - المعنى الأول: أن بعض الثورات قامت دون أن تكون لها أجندات أو حتى خريطة طريق للمستقبل! وكان الهمّ الأكبر للجماهير التي خرجت إلى الشوارع والميادين هو «إسقاط النظام» فقط! وكان ذلك من أهم الأخطاء التي اعتورت الثورات العربية، والتي لم تستطع الخروج منها حتى اللحظة. ولذلك لم يكن صعباً على بعض الفئات «سرقة» الثورات أو تدجينها أو توجيهها نحو وجهات ما كانت تأملها جماهير الثورات. وقد لاحظنا أن كل مواطن في تلك البلدان أصبح ثائراً وله الحق أن يفترش الشارع ويدير المرور ويغلق المنافذ وكأنه الزعيم الجديد! ناهيك عن تطرف البعض حسب ثقافته أو حتى عقده النفسية، ليحكم الشارع في ظل غياب دور السلطة التي ورثت تركة كبيرة لا يمكن التعامل معها في أيام أو شهور قليلة. - المعنى الثاني: هو ثقافة العنف، وسقوط الثورات في يد الفوضى أو الفوضويين الذين صادف أن السلاح متوافر بين أيديهم، في بعض البلدان التي حصلت فيها تلك الثورات. وهذا حاد بتلك الثورات عن نُبل مقاصدها وأدخلها مدارات الانتقام أو التشفي…
الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣
يقول العلماء إن الإنسان يستخدم 17 عضلة عند الابتسام، وعند العبوس أو التجَهم فإنه يستخدم 43 عضلة من عضلات الوجه. وهذا مجهد لتلك العضلات، خصوصاً النساء اللاتي يأملن في وجه خالٍ من التجاعيد والانحناءات. وكثيرون منا يعيشون طوال حياتهم وهم لا يدركون دورَ الابتسامة في إنجاح حياتهم أو إعانتهم على فكِّ معضلات الحياة. وكذلك دورها في ضمان جسد صحي من الداخل لا يتعرض لأمراض العصر. فقد وَجدتْ دراسة أميركية نُشرت العام الماضي 2012، أن للابتسامة دوراً مؤثراً في التقليل من ضربات القلب، ومن زيادة توتر الإنسان. كما أنها تُعين الإنسان على مواجهة الضغوط التي قد يتعرض لها. ومن الناحية الفيزيائية أيضاً، فإن دقيقة واحدة من الضحك المتواصل تؤدي إلى حوالي 45 دقيقة من الاسترخاء بعدها، حسبما توصل إليه الدكتور هنري بابينشتاين أحد أطباء الأمراض العصبية. كما أن البعض لا يوائم بين شعوره الداخلي السلبي تجاه من يقابله وبين ابتسامته التي تكشف عدم صدقه. ويشير «آلان، وباربارا بيير» في كتابهما «المرجع الأكيد في لغة الجسد» إلى أن الابتسامة الحقيقية تصدرُ عن العقل اللاواعي، وهذا يعني أنها تلقائية، وتسبب تغيّرات على الوجه، بعد مرور إشارات من العقل عبر الجزء الخاص بالعواطف في المخ، فتجعل عضلات الفم تتحرك، والوجنتين ترتفعان، والعينين تتجعدان، والحاجبين ينخفضان. وهذه هي شروط أو ملامح الابتسامة الحقيقية. أما ما…
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
"الكتابة عملٌ انقلابي"! قالها شاعر العروبة الراحل نزار قباني عام 1973 خلال مقالات له في مجلة "الأسبوع العربي". يقول في موقع من الكتاب الصادر عام 1975:"إن تكون كاتباً عربياً، في هذه المرحلة الساخنة بالذات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي.. معناهُ أن تبقى متسولاً على رصيف لطفي المنفلوطي... وأبواب المقاهي التي يقرأ الراوي فيها قصة عنترة والزير سالم وأبي زيد الهلالي. وأن تكون كاتباً عربياً، في هذا الوطن الخارج لتوه من غرفة التخدير والعمليات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي، معناهُ أن تبقى حاجباً على باب السلطان عبدالحميد في الآستانة، أو عضواً في حكومة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، أو وزيراً بلا حقيبة في حكومة المحافظين في إنجلترا"! فهل يؤمن كُتابنا اليوم بهذا الشرط الانقلابي؟! وهل يمارسون الفعلَ الانقلابي على الأوضاع المتردية في الوطن العربي؟! وهل فعلاً أن الوطن العربي اليوم مختلف عما كان عليه عام 1975، حيث الحرب الأهلية اللبنانية التي مزّقت لبنان، وآثار عدوان 1967، وما تلاها من اجتياح إسرائيلي لذلك البلد عام 1982، واتفاقيات كامب ديفيد واحتلال الكويت وغزو العراق، وغيرها من الأحداث المأساوية التي لم يهدأ لها بال الإنساني العربي، وزادت في بؤسه وتعاسته وسوء أحواله وموت اقتصاده، حتى بدأت الثورات العربية قبل حوالي عامين، أي بعد 35 عاماً مما كتبه الشاعر نزار قباني!؟ فهل تفاعل كُتابنا مع…
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
يتحدث بعض الكتاب الخليجيين في التغيّرات المحتملة في المنطقة بعد الثورات العربية مبرزين اختلاف الظروف والمسببات التي أدّت إلى اشتعال الثورات في البلاد العربية (تونس، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا) عنها في دول الخليج. وكذلك وجود الشرعيات الحاكمة، التي توافق عليها الشعب. كما يُعللون قوة هذه الشرعيات لأنها صانت خيارات المواطنين، ووفرت لهم مستلزمات الحياة الأساسية، بل والكماليات في بعض الدول. ولذلك، فإن هؤلاء الكتاب يرفضون حصول النموذج العربي في المنطقة، ويرون أن استمرار واقع الحال الهادئ والآمن والكريم أفضل من تغيّرات لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وخصوصاً مع وصول "جماعات" إلى الحكم في بعض البلدان العربية لا تتصالح مع التاريخ، وقد تبدّلُ أوجهَ الحياة بعيداً عن التوجه الديمقراطي الذي أملتهُ الثورات العربية، وبتكريس "مرجعيات" دينية لا تؤمن بالديمقراطية قدر إيمانها بأجندتها الخاصة، التي لا تمثل بالضرورة كل فئات الشعب. أما بعض المفكرين الغربيين فيرون أن التغيّرات في العالم العربي إنما جاءت على أسسٍ محلية بحتة، وأن الثورات العربية لا تتشابه. وبالتالي فإن منطقة الخليج لها خصوصيتها، من حيث الدولة الوطنية، والولاء. كما يرى هؤلاء الغربيون أن البلدان العربية، كلما تدنى فيها دخل الفرد وتدنت مستويات الخدمات الأساسية وفرص العمل، كان ذلك أقرب إلى المطالبات والاحتقانات الشعبية، والعكس أيضاً صحيح. كما يلاحظون أن آثار الثورات العربية على المنطقة قد تمحورت حول زيادة…