الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠١٥
يشكل موضوع انجذاب بعض الشباب لفكر «داعش» محور اهتمام دول العالم، وقد أخذت كثير من مراكز البحوث على عاتقها التعرف على الجاذبية المفترضة لهذا التنظيم الإرهابي المسلح. وكان يُعتقد أن الشباب المسلم هم من ينجذبون لهذا الفكر، بينما الحقيقة هي أن الفكر الداعشي عاد يشكل لغزاً لكثير من الباحثين، لكونه أخذ يخترق ثقافات مختلفة، وقد نجح أحياناً في جذب فتيات وشبان غير مسلمين، ما يعزز فرضية أن الأزمة عالمية وتمس شريحة الشباب في العالم ككل. وتشير الكاتبة كارين كامبوويرث في كتابها «النساء والحركات الفدائية»، إلى مجموعة من الحالات التي ترى أنها مصدر الجاذبية للفكر الداعشي، فهي ترى أن العنف يجذب النساء وأن هناك سوابق تاريخية، منها فتيات التحقن بالثورة الكوبية والحرب الفيتنامية، وهي تعتقد أن القوة المتمثلة بالمقاتلين تنجذب لها النساء. وفي هذا السياق، تؤكد لنا بعض الكتابات انجذاب الفتيات لشخصية موسوليني، والتحاق الكثيرات منهن بمعسكرات التدريب الفاشية، وكما تقول إحدى الباحثات: «حين ينظر المرء إلى صورهن البريئة وملامح التفاؤل التي تشع من وجوههن، يستغرب كيف يتورطن في هذا الأمر، وهو الشعور نفسه الذي يخالجنا حين نتأمل صور فتيات صغيرات يلتحقن بـ(داعش)». من الواضح أن الظاهرة معقدة تتداخل فيها مجموعة من العوامل، منها الظروف المحلية في المجتمع، ومنها المناخ العالمي متمثلاً في تهميش الشباب، وزيادة البطالة، واهتزاز الشخصية، والشعور بالغبن،…
الإثنين ٢٠ أبريل ٢٠١٥
أسس مجلس التعاون في عام 1981 بسبب ظروف أمنية مر بها الإقليم الخليجي، وفي لقاء البحرين لحوار الخليج قال سمو الأمير سعود الفيصل في عام 2004 أن المتغيرات اختلفت، وإنّ على مجلس التعاون أن يعيد حساباته. وفهمت الرسالة من وزير الخارجية السعودي، ومن ثم جاءت المملكة العربية السعودية بتطوير آليات التعاون بين دول الخليج، وطرحت فكرة الاتحاد، الذي يبدو أن بعضاً من الأعضاء يعارضون الفكرة. وفي غفلة من الزمن، حدث التدخل الإيراني في اليمن بترتيب مسبق بين «الحوثيين» وجماعة الرئيس المخلوع صالح، وتطورت الأوضاع إلى أن اتخذ قرار «عاصفة الحزم»، التي قادتها السعودية بنجاح باهر، وعاد لنا الأوكسجين. وشعرنا بأن سياسة جديدة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليعيد التوازن في المنطقة التي أصيبت بحالة من حالات التراخي في اتخاذ القرار. فما حدث نحن نتحمل مسؤوليته في دول المجلس، لأننا ببساطة أهملنا اليمن ليتحول إلى دولة فاشلة، نجحت «القاعدة» في بسط نفوذها فيه، ما زاد الوضع تعقيداً في الخليج والجزيرة العربية، وتحول اليمن إلى دولة مفككة باقتصاد منهار ووصلت نسبة البطالة إلى ما يقارب 50 % مع تصاعد مؤشرات الفقر في الوقت الذي يمتاز اليمن بثروة بشرية من الممكن الاستفادة منها، وهي ثروة كما وصفها الأمير تركي الفيصل بأنها أفضل من ثروة النفط. دولنا الخليجية تستعين بعمالة أجنبية،…
السبت ١٤ مارس ٢٠١٥
لا نريد الهروب من الواقع لنقول إنها مؤامرة، فهذا هو الأسهل عادة لتبرئة النفس من المسؤولية. والحدث كبير، وما يشهده العرب الآن ربما يكون هو الأقسى في التاريخ، فالتغير يقع بقوة وقسوة سواء من خلال المؤامرة، أو انتهاز الفرصة لتحقيق إعادة رسم الخريطة الجغرافية للبلاد العربية! وهذا ما يدعونا للتفكير بنمطية جديدة لإنقاذ الموقف العربي. أما القول بالمؤامرة، كما أشرت، فلا يعفينا من المسؤولية أبداً، فما يحدث في منطقتنا ما هو إلا نتاج لسياسات خاطئة تتطلب جرأة الاعتراف، والكف عن اللوم الذي هو عاد ظاهرة ثقافية ترسم بعض سياساتنا، سواء المستقبلية أو الحاضرة. فعندما أقدم صدام حسين على احتلال دولة الكويت ما كان بمقدرة العرب صد حماقته، وانقسموا بين مؤيد ومعارض، مما أدى إلى نقل المواجهة إلى الساحة الدولية. واليوم يضيع اليمن، ذاك البلد العريق بعروبته وحضارته، وينتهي المطاف به في حالة تمزق لم يشهدها التاريخ، ولا تبدو عودة اليمن الموحد في المنظور القريب على رغم أنه يقبع في الجزيرة العربية، ويشكل دعامة أساسية لاستقرار المنطقة، إلا أننا تاريخياً جعلناه يعاني من العوز، بينما نقدم المساعدات والهبات المالية لدول تبعد آلاف الأميال، ولم نبالِ أحياناً باليمن الذي استقطب بؤراً إرهابية تمكنت من استغلال الظروف، وتمددت في غفلة من الزمن. إيران نجحت في استراتيجيتها واستطاعت أن تقحم نفسها في القضايا العربية،…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠١٥
المجموعة العربية في منظمة اليونسكو تشكو حالها لما تعانيه من غياب التنسيق بين أعضائها وهو أمر ليس بمستغرب للجميع، وكل ما نملكه استمرار الشكوى دون تقديم بدائل عملية تنسجم مع منظمة اليونسكو باعتبارها «دار المعرفة» كما يطلق عليها. ويقول أحد سفراء الدول الغربية إن أفضل ما فيكم أنتم العرب هو أنكم لا تتفقون، ونحن من يختار لكم عندما يغيب الاتفاق بينكم. وقد فشل العرب أكثر من مرة في تولي منصب رئاسة اليونسكو، وهم على قناعة بأنه طالما يدبّ الخلاف فلن يتولى أيٌّ من مرشحي العرب رئاسة أو إدارة المنظمة. ويبدو أن الفشل تحول، أحياناً، إلى حالة تجلب المتعة للعرب! ويتجسد ذلك في دوام الشكوى واللوم الذي نعتبره مكوناً من مكونات الثقافة العربية. وانتخابات رئاسة اليونسكو مقررة في عام 2017 وقد أخذ العرب في تداول بعض من الأسماء، والتحضير لانتخابات الرئاسة التي ربما تقدَّم نتيجة لترشيح السيدة إيرينا بوكوفا لمنصب أمين عام الأمم المتحدة، وهذه الأجواء دعت الجانب العربي للدخول في حلقة السباق، وكنت أنا والصديق مندوب المملكة العربية السعودية نتداول اسم السفير اليمني أحمد الصياد لما له من خبرة كبيرة وثرية في المنظمة حيث عمل لسنوات كنائب لرئيس المنظمة وعاصر أكثر من رئيس، وقلنا إنه هو الشخصية التي تتمتع بجدارة أكبر، وجاءت أحداث اليمن الأخيرة التي لا نعرف كيف ستنتهي،…
السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥
يبدو أن مسلسل نحر الرهائن سيستمر للأسف، ولا يبدو أن المواجهات الجارية قادرة على وقف تهور تنظيم «داعش» الإرهابي. وبعد مقتل الرهينة الياباني الثاني، الذي أصاب العالم بذهول للوحشية التي تثير كثيراً من التساؤلات حول أهدافها المنحرفة، وكيفية مواجهة هذا التنظيم ومن يقف معه، أعدت التفكير في علاقاتنا باليابان وهي دولة مسالمة تتسم بجدية في فتح قنوات الحوار مع كل الثقافات، وما يحدث اليوم يشكل أحد أهم التحديات الكبيرة التي تواجهها. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر شكلت اليابان لجنة حوار يابانية إسلامية، وعقدت اللجنة عدة اجتماعات في البحرين، وحضرتها مجموعة من المفكرين من الجانبين، وكان الحضور الخليجي والمصري تحديداً هو الركيزة في قيادة الحوار مع مفكري اليابان من أساتذة وأكاديميين، واستمر الحوار حول كيفية ترسيخ الفهم المشترك لكي تنأى اليابان بنفسها عن أية تهديدات إرهابية مثل ما حدث في الولايات المتحدة. وقد كنت أحد المشاركين في الحوار الياباني الإسلامي، وكنا ندفع نحو فتح قنوات الحوار لكون اليابان تحمل تجربة ثقافية توافقية بين الحداثة التي تمثل الغرب، والأصالة الآسيوية التي نجحت في تقديمها للعالم، حيث إن تلك الدولة احتفظت بهويتها الخاصة وحققت تجربة تحديث رائدة، بينما الإشكالية الكبيرة في العالم الإسلامي تتمثل في غياب المنهج في دمج الحداثة الغربية مع الأصالة والهوية الإسلامية، مما نتج عنه كثير من التتناقضات الاجتماعية…
الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥
ذهولٌ أصاب العالم لما حدث لصحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية. بعض الأصدقاء ردوا على تعزيتي بقولهم إن الحرية تزاد صلابة، ولن ينجح هؤلاء السفاحون في قتل قيم الحرية التي قدمتها الجمهورية الفرنسية للعالم. كانت ردة الفعل الفرنسية التي تجسدت بتجمع ما يزيد على 3 ملايين وبمشاركة عدد كبير من زعماء العالم، وهذا شكل رسالة سياسية لكل المتطرفين في شتى أنحاء الأرض. ونجحت فرنسا بجدارة في قيادتها العقلانية في معركتها مع الإرهاب العالمي. وبالرغم من محاولات توحيد الجهود، فإننا نرى أن المعركة لم تبلور أدواتها بعد.. والجانب الأمني يهيمن على كل مواجهاتنا مع الإرهاب، بينما المواجهة فكرية بالدرجة الأولى، وهي بحاجة إلى بلورة مجموعة من الأفكار التي تخترق العقول لكي نحد من تنامي الفكر المتطرف. الفكرة تتحول اليوم إلى قنبلة، وهي سلاح يصعب مواجهته، إلا من خلال الأفكار التي يتفق عليها العالم. ودون الدخول في تفاصيل حول الحدث الفرنسي، فإن الأرقام تشير إلى ما يزيد على 3 آلاف مقاتل أوروبي يحارب مع "داعش". ووفق التقارير المنشورة لدينا تقريباً ما يزيد على 55% من المتبنين للفكر المتطرف ليست لديهم ثقافة إسلامية عامة، وأن ربع الأطفال و44% من الفتيات، وهذا ما يشكل لنا أحد أهم التحديات التي تواجه فرنسا وحتى أوروبا مما يستوجب الفهم الأعمق للأسباب التي تقف خلف ذلك. لدينا وجهات نظر مختلفة…
السبت ٠٦ ديسمبر ٢٠١٤
في جلسة المؤتمر الدولي حول التراث في سوريا والعراق وما يتعرض له من خطر التدمير والنهب، وما يحدث من قتل للأقليات العرقية والدينية، سواء في العراق أو سوريا على أيدي تنظيم «داعش»، أقول للسيد ميستورا، وبحضور الأخضر الإبراهيمي، إن الأحداث تتصاعد في سوريا والعراق وإن تنظيم «داعش» يمتلك الخبرة الكبيرة في التواصل الإلكتروني، بينما دول التحالف مازالت لا تضع في الاعتبار القوة الإلكترونية لهذا التنظيم الإرهابي، وكيف استطاع أن يخترق عقول بعض الشباب ويكسب قلوبهم، ليس الشباب المسلم فقط وإنما حتى من غير المسلمين أيضاً، مما يعني أن التنظيم يدار بأساليب سيكولوجية في غاية التعقيد. وهذا ما يستوجب من الدول التي تشن حربها على التنظيمات الإرهابية إعادة حساباتها والعمل على وضع استراتيجية جديدة تصل بها إلى مواجهة إعلامية تحدث التوازن في كيفية استقبال الرسائل التي يرسلها «داعش» إلى العالم. الإبراهيمي كان له مقابلة مشهورة في قناة «العربية» قال فيها إن «داعش» ليس مجرد سيارات «تويوتا» ترفع أعلاماً سوداً، ولكنه أعقد من ذلك، وينبغي ألا نحاول تسطيح هذه الظاهرة. «داعش» يمثل لنا تحولاً كبيراً في استخدام وسائل التواصل الإلكتروني، وقد تحول اليوم إلى قوة من خلال إجادته استخدام الوسائل الإلكترونية، بينما الطرف الآخر ما زال يخوض حربه الجوية أو يستخدم العشائر، وليس الجيوش النظامية، مما يعني أن التعامل ما زال يشوبه…
السبت ٠٨ نوفمبر ٢٠١٤
العنف بين الشباب يشغل العالم وتعمل الدول على معرفة أسباب انتشاره بيهم، خصوصاً بعد ظهور «داعش» كتنظيم دولي استطاع أن يغرر بكثير من الشباب على اختلاف ثقافاتهم. واليوم ينشغل العالم بقضية العنف بين الشباب المسلم والعربي دون أن ندرك أبعاد الظاهرة المدمرة لطاقات الشباب الذي أخذ بالتحول نحو سلوك العنف المدمر للذات وللمجتمع. انتشر «السلوك العدواني»، بلغة علم النفس، بين شباب دول الخليج العربي، وهي دول تعتبر مترفة اقتصادياً، لذلك أصبح السؤال المحير أكثر إلحاحاً: لماذا يتحول الشباب نحو العنف؟ ومن هنا يبدو الأمر محيرا عند التفكير في أسباب اتجاه بعض الشباب نحو التشدد والتطرف والإرهاب، وهي ظاهرة خطيرة تشير إلى أن سلوك العنف يستشري في المجتمع وأن على الدول وضع استراتيجيات لمعرفة أسباب الظاهرة وأبعادها المستقبلية. والعنف -كما نعرف- ليس غريزة وإنما سلوك يتعلمه الإنسان من البيئة الحاضنة، ليتحول إلى سلوك ثم إلى أيديولوجية مسيطرة تبرر له سلوكه. وقد تساعد على ذلك الغرائز النفسية والأجواء التربوية والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها الشباب، فيتحول الإحباط الناشئ من كل ذلك إلى تراكم مضغوط يمكن أن ينفجر في أي لحظة. وكما نعلم فإن الذات تنزع إلى الخلاص من الضغط، ويكون العدوان أحياناً السلوك الدفاعي للذات في سعيها وراء الخلاص من ضغط الإحباط. كثير من الدراسات شخصت الوضع وحددت الأسباب في…
السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤
تنتشر الفوضى في اليمن لتنذر بمخاطر مزيد من التهاوي لتلك الدولة العربية المهمة، فالحوثيون يزحفون ساعين لتقويض الدولة اليمنية، ويتحركون وفق مخطط متفق عليه سواء مع قوى إقليمية أو عالمية، والمراد بهذا التحرك الوصول إلى حالة الفوضى العارمة ليلحق اليمن بحال شقيقاته سواء في ليبيا أو العراق أوسوريا. وقد استقطبت الساحة اليمنية للأسف اهتمام بعض المنظمات الإرهابية مثل «القاعدة» التي توسعت وتفاقم خطرها هناك، ليتحول اليمن إلى بؤرة استقطاب لكل أنماط الإرهاب والمتطرفين ذوي السلوك الأحمق الذين ابتيلنا بهم في الأونة الأخيرة في أماكن كثيرة من المنطقة العربية. ومن الواضح أن محاولات الدولة اليمنية قد لا تكفي وحدها حيث إن المخطط ربما يتجاوز ما تحمله الدولة من مشاريع من شأنها أن تساعد في الخروج من الأزمة. ويقع اليمن ضمن الإقليم الخليجي إلا أن الاهتمام على مستوى مجلس التعاون ما يزال يحمل بعض التردد أحياناً تجاه الانخراط في مزيد من الاهتمام بما يجري في اليمن، مع أن دول الخليج العربي ليست بعيدة جغرافياً عن اضطرابات المشهد اليمني. فاليمن لديه حدود مشتركة مع الإقليم الخليجي، وهو يكتسي بالنسبة لنا أهمية كبيرة، والاستمرار في تجاهل أحداث اليمن يعتبر أحد مصادر الخطر المحدقة بالمنطقة الخليجية. إن الدولة اليمنية تعاني من متاعب ومصاعب اقتصادية، وتدهور اليمن يشكل أحد التحديات الجسيمة التي تواجه مجلس التعاون الخليجي،…
السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤
لعل التحولات الكبيرة التي حدثت في بعض البلاد العربية، التي سميت في الإعلام الغربي بـ«الربيع العربي»، تشكل أحد أخطر المنعطفات التي تمر بها المنطقة. فالتحول سار وفق مجريات خطيرة تنذر بتحديات قادمة، فدولة مثل ليبيا تمر الآن بحالة عسيرة، ولا يبدو أن المخرج يقترب بقدر ما أن التوجهات قد تسير نحو مزيد من الانقسام الذي ربما يقود إلى مشروع لتقسيم البلاد وفق المرتكزات والاستقطابات القبلية! والعراق يعيش هو أيضاً حالة متقدمة نحو الانقسام وانهيار الدولة المركزية! وسوريا لا تبتعد عن الحالات الأخرى، وهي بكل تأكيد تتجه نحو المجهول، على أقل تقدير. ومجمل الحال، يقودنا إلى التفكير جدياً في طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية. والبعض قد يفسر باستسهال ما يحدث ضمن رؤية صراع بين الرغبة في تحقيق الديمقراطية واتجاه معاكس يسعى لإفشال الانتقال الديمقراطي، وهو تفسير قد يجد له القبول بين بعض الساسة الذين يرون أن المنطقة العربية تعيش حالة مخاض عسيرة قد تقود إلى الفوضى المدمرة! والأحداث التي تعيشها المنطقة ليست وليدة للتخطيط المسبق الذي تقوده أميركا، فهناك متغيرات ذاتية أدت إلى سقوط أنظمة عاتية، إلا أن الجانب العربي في تلك الدول التي تعرضت لأحوال عدم استقرار لم يولِ الأهمية المطلوبة للأسباب التي أدت إلى حالة الانقلاب والانفلات، وتوجه الجهد في أحيان كثيرة إلى التفكير بطريقة عنيفة للتصدي…
السبت ٠٢ أغسطس ٢٠١٤
تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط وتضع العالم كله على صفيح ساخن، ويصعب التنبؤ بما هو قادم، ولا نعرف ما إذا كانت جغرافيا المنطقة مقبلة على تغير، وما إن كان التغير نفسه، لو حصل، يحل المشكلة التي سببته أم سيزيدها تعقيداً! ولعل ما يجمع عليه كثيرون هو أن المنطقة تعيش حالة احتقان وغليان وانفجارات غير متوقعة. وبكل وضوح يرى هؤلاء أن التشكل الجديد يطرق الأبواب، وأن المنطقة تعيش حالة من حالات الفوضى العارمة التي ربما تقود إلى أوضاع جديدة قد تعيد التوازن للعالم وقد تزيد ارتباكه أيضاً. وإن عدنا مع الذاكرة قليلاً، نستحضر أن العالم بعد انتهاء الحرب الباردة فوجئ بأحداث سبتمبر، ومن ثم كان لتلك الأحداث دور كبير في رسم خريطة جديدة اعتقد البعض أنها كفيلة بتخفيف حالة الاحتقان أو مواجهة ظاهرة التطرف الإسلامي. وقد اعتبر البعض في الغرب أن المنطقة العربية هي المسؤول عن تنامي ظاهرة العنف الذي تقوده الجماعات الإسلامية المتطرفة. وظهرت حينها دعوات تدعمها أميركا تهدف إلى إحداث تغيير في المنطقة العربية، ومن ثم شرعت بعض الدول في اتخاذ خطوات محدودة، إلا أنها انتهت بانتهاء الضغوط السياسية الخارجية، ومن ثم عادت حليمة لعادتها القديمة، كما يقال. ثم فوجئنا مجدداً بما سمي «الربيع العربي» الذي استبشر به البعض، وقال آخرون إن العرب عادوا إلى جادة التاريخ! وإنهم اليوم…
السبت ٢٤ مايو ٢٠١٤
هل فكرنا يوماً في ظاهرة العنف ضد الرجال؟ الكل يتكلم عن العنف ضد المرأة بينما عنف المرأة ضد الرجل لا وجود له في صحافة اليوم. المرأة هي المخلوق الوديع والكل يعرف معنى ووجوب الرفق بالقوارير، بينما لا رفق بالرجال، في تصور البعض، على أساس أنهم غالباً في خانة الظالم للمرأة وحقوقها. غير أن العنف ظاهرة بشرية، لم يحدد لها جنس أو نوع، وإن كان الذكور، بطبيعة الحال، يحتلون مرتبة عالية في سجلات العنف، إلا أن ذلك لا يعني أن المرأة قد لا تقترب هي أيضاً من العنف. لقد احتفظت ببعض السجلات حول بعض قضايا العنف ضد الرجل، ووقعت عيناي على عناوين في بعض الصحف وهي تكتب: زوجة تجبر زوجها المسن على الإدمان لتخونه! وزوجة تحرق زوجها بالزيت! وما شابه هذا من عناوين ملفتة للانتباه فيما يتعلق بعنف المرأة أحياناً ضد الرجل. وتقول الإحصائيات في مصر مثلاً إن نسبة عنف المرأة ضد الرجل تقترب من 40 في المئة وفق أبحاث المركز القومي للبحوث الاجتماعية! نحن نعرف أن العنف الأسري، وبالطبع منه العنف الموجه ضد المرأة، هو إحدى أهم المشاكل الاجتماعية، إلا أن الرجل كذلك أصبح له نصيبه من العنف الذي قد تمارسه المرأة ضده. وتقول صحيفة مغربية إن أحد المواقع المختصة بالدفاع عن الرجال حصر ما يقرب من 750 بلاغاً عن…