الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠
دخلت انا وصاحبي الى محل الملابس الرجالية الجاهزة (الغتر والعقل والأشمغة والطواقي والملابس الداخلية) وأبتدر رفيقي سائلا صاحب المحل: عندك سرول سنة؟! رد البياع نعم عندي ثم التفت يسألني: وانت وش بغيت؟ قلت مداعبا: عندك سروال شيعة؟! عندها ارتفع صوت صاحبي مقهقها حتى استلقى من شدة الضحك على "الربقه"؟!. انتهى الأمر بالدفع والشراء ثم غادرنا المحل لكن كلمة "سروال الشيعة" سارت تتخابط وتتلاطم في ذهني هي وسروال السنة وقام هذا الصراع الذهني يستدرج الأسئلة تلو الأخرى. هل عندما يدخل القطيفي أو الإحسائي في حاجته للملابس الداخلية ينص في طلبه على كلمة سروال السنة ثم قلت في نفسي ربما أن للشيعة سروالا مذهبيا كما هو الحال مع سروال أهل السنة والجماعة؟ وهل يكون مثلا (سروال الرضا) تعبيرا عن الراحة أو لعلهم يسمونه (آية الأستار سروالي) لكن هل تجد في وصف سروال السنة أي نفس طائفي؟ أم أن الحاجة هي التي اقتصت وصفه كذلك لتمييزه عن القصير الذي يرتفع فوق الركبة بما لا يسمح بالصلاة فيه لأن حد العورة - كما تعلمنا - هو من السرة إلى الركبة. على أن البعض قد يرى أن كلمة (سروال السنة) ربما تحمل تمييزا مذهبيا لاسيما إذا عرفنا أن معظم اخواننا الشيعة هم من يتزرون على نحو يستغنون فيه بالإزار عن السروال ومن باب التواصي على…
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠
قضية فلسطين كانت القضية الأولى للعرب والمسلمين، وكانت المطالبات لا تقف عند حدود 48 ثم توقفت عند حدود 67، ثم جاءت ثورة إيران لتقلب الطاولة فانحسرت أهمية القضية في الإقليم بعد أن تمادت تجاوزات إيران في مواسم الحج وتفجيراتها في الخبر وبيروت والكويت، ثم إنشاؤها مليشيات لبنان والعراق، فسورية ثم اليمن ثم دعمها لحماس على حساب المنظمة الفلسطينية الشرعية لتصبح إيران العدو الخفي الذي أشغل العرب في قضاياهم الداخلية عن قضيتهم الأولى، وهكذا صار من الممكن أن نسمي قضية فلسطين «قصية» فلسطين، لأنها أصبحت في مؤخرة الاهتمامات. فلسطين أصبحت قصية منذ أن تنازع أهلها الفلسطينيون وأجَّروا ولاءاتهم في سوق المزايدة للقوميين واليساريين والإخوان وصاروا أحزاباً بعضهم تسيره سورية حافظ الأسد، وبعضهم يمارس أبو النضال في العراق وآخرون ولاؤهم للقذافي ثم بعضهم يا هنية بانحيازه لإيران، قيل لهم خذوا ثم فاوضوا لكنهم آثروا الفوضى على التفاوض. قصية فلسطين كانت كبيرة ثم صغرت ثم ضمرت حتى تلاشت فلسطين التي اقترحها بورقيبة، ثم مشروع الملك فهد الذي رفضوه، ثم خطوة السادات المتقدمة التي خونوها، ثم مقترحات بيل كلينتون فأوسلو فخطة الملك عبدالله ثم لا شيء أكثر بل أصبح كل شيء أقل وأنقص وأردى. قال عبدالله القصيمي ذات مرة إن العرب ظاهرة صوتية وكان محقاً إلى حد كبير، أما أنا فيمكنني أن أقول إن…
الإثنين ١٤ يناير ٢٠١٩
لعل حادثة «فتاة تايلند» وما تبعها من ردود فعل وسوء فهم توضح بجلاء ما تتعرض له المملكة منذ عقود وحتى الآن من سوء فهم وشتم وجحود على صعيد الدول أو على صعيد بعض الرؤساء، الذين نتبنى دعمهم أو على صعيد الأفراد أو حتى الإعلاميين الذين يتعلمون ويعملون عندنا ثم ينفشون ريشهم وينقلبون علينا، يتساوى في ذلك الرؤساء (عبدالناصر وصدام حسين وعلي عبدالله صالح وياسر عرفات والقذافي والأسد أو من هم دونهم من رؤساء حكومة أو وزراء)، أو كوكبة من الكتاب والمذيعين الذين دأبوا على استهدافنا حتى صار شتم المملكة سنة ونهجاً يتكسب به البعض عند مريديهم أو في برامجهم الانتخابية. وبصراحة فإن هذا الأمر قد أهمني وأشغلني، ما دفعني للكتابة عنه مرات ومرات، كما جعلته محور نقاش في أكثر من حلقة ضمن برنامجي «الأسبوع في ساعة»، وما زلت أظن أن هذا الأمر يجب أن يرقى من مستوى النقاش الاجتهادي الفردي لأن يكون جهداً مؤسسياً على مستوى الدولة، بمعنى أن يتم تشكيل إدارة للأزمات التي تستهدف المملكة خارجياً أو داخلياً والتي يتم توظيفها للنيل من المملكة وتشويه سمعتها، خاصة في ظل وجود بعض الخلافات والاجتهادات السياسية، أو عند تبني مواقف مضادة تخرق الصف العربي أو الإسلامي، ونحن ندرك أن من طبيعة الحياة هو الخلاف والاختلاف في ظل التنافس بين الدول وما…
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨
بعد حديثه مع بلومبيرغ قبل 3 أيام، فإنه لا صوت يعلو على صوت الأمير محمد بن سلمان في المحافل والملتقيات، تحدث بوضوح وصراحة، فألمح وصرح وأثبت وأكبت ورد وألجم فأقنع وأمتع وأسعد وأبكى، روى الحقائق فأسكت كل ناعق، قال كل ما يجب أن يقال فنال الإعجاب والإقبال. هكذا نحن كلام ساستنا وقادتنا لم يكن يوماً بغرض اجتذاب الجماهير أو صناعة الشعبوية، ولم نتعود أن نسمع منهم شعارات القوميين أو اليساريين أو كتيبة الإسلام السياسي الزائفة، يدغدغون بها مشاعر العامة والبسطاء مثل «الإمبريالية والرجعية أو الموت لأمريكا والشيطان الأكبر»، لكنهم إلى ذلك يديرون علاقاتهم مع هذا الشيطان الإمبريالي والصهيوني من خلف الستار. أما في المملكة فنتجنب هذا الحد من التكاذب والخداع، لأننا ندرك حجم أمريكا وقوتها وبالمقابل نعرف وزننا ومكانتنا وكيف ومتى نستعمل حكمتنا، وتقوم علاقتنا مع الجميع معلنة تحت الشمس ووفق المصالح المتبادلة، ذلك لأننا ندرك الواقع ونعرف الوقائع. فالرئيس ترمب وأمريكا سيظلون أصدقاءنا وحلفاءنا، رغم كل التكسب الانتخابي الذي طالنا منه نحن ودولا أخرى، وكما قال الأمير محمد لبلومبيرغ معلقاً على بعض تجاوزات ترمب اللفظية «حسناً أنتم تعلمون أنه يجب تقبل مسألة أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظى بأصدقاء يقولون عنك أموراً جيدة بنسبة 100% حتى داخل عائلتك». لقد جاء حوار الأمير محمد…
الإثنين ٠١ أكتوبر ٢٠١٨
يبرز الأستاذ عادل الجبير كنموذج مبهر للسعودية الجديدة التي أظهرت جانب العزم والحزم بعد أن أدركت أن سماحتها وطيبتها وتغافلها العمدي عن بعض المماحكات والمخادعات والخيانات التي يمارسها البعض تجاهها قد فهمت على غير ما تريد من ترفع بل لقد حسب البعض ذلك منها ضعفاً وخوراً على النحو الذي دفعها مؤخراً لاتخاذ الحزم سبيلاً في مواجهة خلايا إيران في مسورة العوامية أو ما تشهده بعض الخواصر العربية من تدخلات إيرانية وخيانات قطرية، وكان هذا التغير في حاجة إلى القوة الناعمة التي تشرح لغير العارفين أو للمغرضين أو المغرر بهم أسباب تحولنا باتجاه عاصفة الحزم في اليمن أو القطيعة مع قطر، فكان الجبير هو دليلنا الواضح في ليل الاستهدافات المغرضة أو التجاوز غير الدبلوماسي، ولهذا كانت مؤتمراته الصحفية خير منبر يجلي للعالم مواقفنا الواضحة بكل مهارة وسرعة بديهة بعد أن تولى مخاطبة العالم الغربي وفق ما يفهمونه من وضوح وصراحة. الجبير هو خريج الدبلوماسية التي صنعت على نار هادئة في أروقة القرار الدولي في واشنطن، وأحسب أن المملكة في حاجة إلى أن تصنع لنا أكثر من «عادل الجبير»، وأظن أن المهمة تقع على عاتق وزارة الخارجية التي يقودها الجبير بنفسه حيث يمكنه أن يمرر العديد من طلابنا الذين يغمرون الجامعات الأمريكية على نفس تجربته الشخصية، فيدخلهم معترك الدبلوماسية من خلال توظيفهم…
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨
أرجو أن يرفع رقيب «عكاظ» سقفه هذه المرة (و«عكاظ» فعلاً سقفها رفيع)، ليتماهى قليلاً مع ما يحدث من تعبير فائض أحيانا في الوسائط الحديثة، وأخص «تويتر» بالذكر، لأنه ساحتنا المفضلة نحن السعوديين، وهكذا فإنني سأقول إن هناك بعضا ممن ابتلي بتناول بعض السوائل التي «تكحل» بعض لياليه، وإن هؤلاء البعض على تنوع في الأثر اللحظي الذي يتركه هذا المسكوب على عقل وسلوك ولسان شاربه، فمنهم من تغلبه النشوة ومنهم من يغلبها بفعل الخبرة ومنهم من تجعله شجاعا أو بالأصح متهوراً، فيقول ما لا يجب أن يقال وقد توسوس له نفسه فيتزيد ويكذب، ومنهم من تغلبه العاطفة فينطوي على نفسه ويحزن، وهناك حالات تراوح في الزيادة أو النقصان بين الشجاعة والوداعة، لكن ما يعنيني في هذا المقال هو أن مساحة التعبير التي يرتفع هامشها عند المتعاطي لم تكن سابقاً تتعدى المجلس أو الاستراحة، وحتى لو قدر لأحد كتاب المقالات الصحافية أن يتجاوز المحظور، فإن رقيب الجريدة يحول بينه وبين التجاوز، وما كان يحمد للكاتب في الجريدة من ستر لبعض المعبرين - قبل تويتر - فإن الفضل فيه يعود للرقابة المسبقة، لكن مساحة التعبير في «تويتر» مختلفة عن الصحف، فهي آنية ومباشرة وبلا حدود ولا رقيب، ومن هنا يتورط بعض مع تخامرهم النشوة فيقعوا في الكلام الممنوع، والذي يتعدى سقف التعبير فيدخل…
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٨
لو كان لي من الأمر شيء لمنعت تداول معظم كتب التاريخ الإسلامي التي تمجد ماضينا الزاهر وتروي بطولات المسلمين لا لشيء إلا لأن هذه المراجع التي تضم آلاف الصفحات قامت بتخدير المسلمين وجعلتهم ينامون على وسادة الأمجاد، وهذا بدوره قادنا إلى البقاء متأخرين عن مواكبة السائرين نحو المستقبل وصرنا نلوح ونهش بماضينا على كل من يصمنا بالتخلف. أعجبني كلام أحد المسلمين الأوروبيين «لا يحضرني اسمه»، عندما قال إن الشباب يتطلعون للمستقبل، بينما يحن الشيوخ من كبار السن للماضي، ما يعني أن الأمة الإسلامية تعاني من الشيخوخة مما يحوجها إلى التغني بالماضي، وهذا وصف حقيقي ودقيق، فلازلت أتذكر عندما كنت طفلاً كيف كنت أتوق للكبر وأستعجل ذلك، بينما صرت الآن أحن -أحيانا- إلى كثير من ذكريات الصبا والشباب، بل إنك ستجد أن كثيراً من المشاهد والمقاطع التراجيدية التي تصلك عبر وسائط الواتساب فيها استرجاع مصور وحنين إلى «الماضي الجميل»، وهذا تأكيد على تجذر هذا السلوك الذي تم اكتسابه وتكريسه من خلال مناهج التعليم وكثير من الكتب والمؤلفات التاريخية التي كتبت بعاطفة جياشة وخيال أدبي فيه نسيج قصصي وروائي. ليتنا نتخلص ابتداء من مناهج التعليم من النكوص للماضي ونتوقف عن تدريس بعض من التاريخ الذي لا يفيد، وأن نتولى تربية النشء على مجايلة الدول المتقدمة في عصرنا الحديث ومواكبة التقدم العلمي والطبي…
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٨
يقبل الصيف علينا فتقبل الأفكار ومخططات السفر ونفتح الخرائط ونلف العالم من خلال مواقع ووكالات السفر العديدة، ونستحضر بعض المقاطع المصورة لبعض الشلالات والغدران والمنابع المائية والسهوب الخضراء، ثم نحتار في الاختيار ثم نسمع من الذين مضوا إلى ما لم نكن مضينا إليه من الجهات مع الأصدقاء والمعارف والأقارب، فكل يتحدث عن وجهات ذهب إليها لا يعرفها البعض، ونسأل: كيف الأسعار؟ كيف درجة الأمان؟ ما هي أماكن التفسح؟ وأشهر المطاعم والأسواق، ثم ننظر بعد كل ذلك في الميزانية المقدرة، فمنا من يسرف ويرهق نفسه ومنا من يشدد، وهناك من يقترض ومنا من هم عوان بين ذلك. وهكذا تحدد الوجهة ومواعيد السفر، فحيثما ذهبت وأينما وليت في هذه الأرض، فثم «ربعك» وأهلك وجماعتك، وفي كل مدينة تحسبك أول داخليها، فستجد فيها مرتكزا يتجمع فيه السعوديون، يتناظرون ويتعارفون ويملأون الملاهي والمقاهي والمشاهي والمطاعم والأسواق والحدائق. يلتقون في نفس الأماكن ونفس الأوتيلات ويتجاورون في شقق التأجير، معظمهم يبدأ معظم يومهم من بعد العصر إلى ما بعد منتصف الليل. لست معترضاً على كل ما أقوله هنا، خصوصا أنني ضمن جوقة الذين يشدون رحالهم مع العائلة في الصيف، ولا أتوقع أن يتوقف الناس عن السفر حتى لو توفرت أسباب الجذب إلى الداخل؛ لأن الناس ميالة إلى التغيير في المكان والزمان وفي تجريب النظر إلى ثقافات…
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٨
أعجبتني هذه التسمية لأحد الاقتصاديين، وفيها تثمين ويقين واعتراف بالدور العالمي الفارق لأمريكا مقارنة ببقية دول العالم الأخرى الكبيرة: بما فيها أوروبا المتحدة والصين الناهضة وروسيا المتجددة (ويمكنك أن تدرج لبنان مع هذه الدول نظراً لوجود قوة حزب الله العظمى!). يعاني العرب القومجيون وعرب اليسار وعرب الأمطار والأنهار من عقدة قديمة كرستها فترة تلبس الاتحاد السوفيتي لدور المناصر للدول الفقيرة والنامية وتمترس السوفييت في مواجهة باردة أمام أمريكا الإمبريالية! مما أوقف كثيرا من العرب مناصراً لكل من يدعي كرهاً ونبذاً ومحاربة لأمريكا حتى ولو كان هذا المدعي يعقد الصفقات من تحت الطاولة ويصرخ من فوقها داعياً على الشيطان الأكبر بالموت. على أن هذه الشعارات بدورها تسعد العطالجية والمخدرين من العرب الذين يجدون سبباً يعلقون عليه سبب بطالتهم وفقرهم وأميتهم. وإذا أردت أن تصيبك الحسرة على وضع بعض هؤلاء الجهال فتأمل حجم مناصرتهم لإيران التي تحتل 4 عواصم عربية، ووقوف بعضهم إلى جوار قطر وهي التي تحتضن قاعدة أمريكية في منطقة العديد التي تنطلق منها أحيانا الطائرات في مهمات تأديبية لبعض الخواصر العربية! مدهشون بعض عربنا فهم يكرهون القوي ولا يملكون ما يمكنهم من مقاومته وليسوا كفؤاً لذلك، ثم إنهم أمام هذا الوضع غير المتكافئ لا يصانعون فيخفضوا جناح الذل من الرهبة بل على العكس فإنهم يصرخون ويشتمون يريدون تغيير رئيس…
الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨
وعيت على ما حولي من أحداث سياسية واقتصادية وثقافية، ووجدت أن الإنسان السعودي لا يختار نموذجه وقدوته من الداخل بل يبحث عنه خارج الحدود. لقد تمثل ذلك سياسياً في جمال عبدالناصر بل وعُرِفتْ هذه الموجة «الهوجة» بالناصرية، لكن جمال قد مضى مع علمنا بما قدم وأخّر من الخسائر والمكائد ثم مرت فترة تحسر وندب على غيابه، ثم تسنم الزعامة بعد حين صدام حسين ثم مضى صدام هو الآخر وقد أدركنا ما قدمه وأخّره من الرعونة والجهالة وقد أخذ الندب والندم عليه مأخذه فجعل الناس يبحثون عن أيقونة يرمزونها ويتمثلون بها فعلاً وقولاً فكان أردوغان هو البديل!! ومعلوم أن اليسار العربي والموجة القومية هي التي رمزت عبدالناصر، ثم قام البعث بعده بإحلال صدام بديلاً، علماً أن الموجة الدينية والإسلام السياسي جعل لشيعتنا رموزاً من لبنان أو العراق أو طهران، فيما جُعل أردوغان رمزاً للأكثرية السنية، ولم يكن عبدالناصر أو صدام أو نصر الله أو الخميني صناع حضارة أو بناة دولة مستقرة، بل إنك سترى أنه قد تم اصطفاؤهم وترميزهم بفعل ضخ الآلة الإعلامية وتوظيف الأبواق المستأجرة أو المغرر بها ممن يملكون الحظوة والقبول لدى الدهماء ليتم إكساب هذه الرموز المصنوعة الثقة والشعبية رغم كونهم قد جروا بلادهم وبلاد العرب والمسلمين إلى الخوض في وحول النزاعات والمكائد والحروب وممارسة التلون السياسي عبر…
الإثنين ١٤ مايو ٢٠١٨
تتساقط الأخبار السارة والمحفزة على قلبي عن شباب وشابات بلادي كما يهطل المطر على صحراء أمضّها الجفاف والهجير، وتتزامن هذه المسرات مع النقلة التحولية تنموياً والتي تنتظمها رؤية 2030 حتى غدت المملكة ورشة عمل لا تكل ولا تمل من عرض البشائر إن في المجال السياسي الذي أصبح يدوزن العلاقات السعودية وفق المصالح المتبادلة إلى جانب إزالة العقبات التي كانت تعرقل إجراءات دخول المستثمر الأجنبي وما تمخض عن ذلك من رغبة الكثير من الشركات العالمية للاستثمار داخل المملكة، كذلك فإن خطط الابتعاث الكبرى والتي انطلقت وتيرتها في عهد الملك عبدالله -يرحمه الله- قد بدأت تؤتي أٌكلها من خلال الأعداد الطلابية للخريجين الذين يحملون البراءة العلمية وبراعة الأداء في المعامل والمختبرات، إلى جانب تميز السعوديين في العديد من براءات الاختراع في الحقول الطبية وعلوم الفضاء ومجالات التقنية إلى الحد الذي تفوقت فيه المملكة في هذا المجال، بعد أن تصدرت العالم العربي بـ664 براءة اختراع وهو ضعف ما حصلت عليه الدول العربية مجتمعة ونفس التفوق يجري على تقدم الجامعات السعودية في تصنيف أفضل الجامعات العربية، ويمكنك أن تضيف لكل ماسبق قائمة مختصرة لبعض السعوديين الذين حققوا نجاحات وشهرة عالمية، مثل الدكتورة حياة سندي في مجال التقنية الحيوية والدكتور عبدالله الربيعه في مجال فصل التوائم الملتصقة وكذلك الدكتورة غادة المطيري العالمة المميزة والتي نالت…
الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠١٨
تمعنت في مخرجات الإعلام الجديد وتحديداً «تويتر» وما فيه من التهتك والتناوش اللفظي والاستعداء والاتهام والتجريح وتغليب الحاجة لحصد الشعبوية على حساب الحقيقة، وكذلك ما يحدث في بعض القنوات الفضائية من تصدير التافهين ليكونوا نجوماً بقصد رفع نسب المشاهدة في ظل ما يحدث على الهواء مباشرة من التنابز والتشاتم خلال الجدالات السياسية والرياضية، وقد أدركت من بعد الثورة التقنية أن للحرية سقفاً لا يصح أن يخترق وأن للقيم والأعراف والأخلاق البشرية حدوداً لا يجب تجاوزها، ما يعني أن حرية التعبير مسؤولية شخصية وهذه المسؤولية ليست متساوية لدى الناس، حيث يتمايز البعض عن البعض الآخر من حيث التربية والالتزام، وذلك بحسب التنشئة البيتية والمدرسية والتي ترفع معايير التمسك بالقيم الدينية والأخلاق المدنية، فيما يتحلل البعض من هذه القيود ويطلق العنان ليفرغ ملافظه من كل تحوط وتحسب وترتفع معدلات الخروج على السياق الأخلاقي العام عند من يتسترون خلف معرفات وهمية في تويتر أو عند من يتم استئجارهم في بعض البرامج الرياضية ليقدموا فواصل من الردح الكلامي خاصة بعدما أصبح التكسب الجماهيري ورفع معدلات المتابعة هو المسوغ لدى هذه القنوات التلفزيونية لتهبط إلى هذا الدرك من اللجاجة والفجاجة التي تصيب مجتمعنا بالتلوث الصوتي وقبلها التلوث اللفظي. إن جميع ما يحدث الآن على الساحة هو ما يدفعني للتأكيد على الحاجة الماسة للرقابة المحسوبة لما…