الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠١٥
كتبت مرارا وسجلت في عدد من المقالات اعتراضي وتحفظي على الشخصية أو الممارسة السلبية للمواطن داخل وطنه من حيث السلوك العام المخترق - غالباً- لأنظمة وقوانين المرور والسير العام والالتزام بالنظافة في الشارع وفي الحدائق العامة، وذكرت كيف أن المواطن يضطر رغما عنه للالتزام بكل ذلك خارج وطنه، لكنه لا يعير لذلك بالا فور عودته، وهذا تأكيد على أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والسلطان هنا هو النظام الصارم وتطبيق قانون العقوبات دون واسطة أو محسوبية. وفي مدينة زيلامسي في النمسا تواجد خلال هذا العام والأعوام القريبة الماضية أكثر أهلنا من أهل القرآن، وكما هو ظاهر ومشاهد في الواقع والصور المنقولة فإن أكثر طبقات السائحين في زيلامسي هم من العوائل والأسر المحافظة والملتزمة بالحجاب الإسلامي، لكن هذا الالتزام للأسف الشديد معظمه مقتصر عند بعض إخواننا في العبادات ومنفلت في المعاملات. وكان الأحرى أن يكونوا الأشد حرصا والأكثر التزاما تبعا لالتزامهم باللباس الإسلامي حتى يرسموا صورة حضارية ناصعة لديننا الإسلامي العظيم الذي أعطى للطريق حقه وأعطى للآخر حقه ونهى عن الإيذاء والإفساد. لقد ضاق أهل التشيك وأهل النمسا ذرعا بسلوكياتنا وممارساتنا التي لم تراع الذوق العام ولا الحفاظ على البيئة ولا على حقوق الحيوان. حيث يقوم سياحنا الأكارم بترك مخلفاتهم بالحدائق دون مراعاة للنظافة ووضعها في سلال القمامة، بل…
الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥
يشكل الاستثمار في صناعة الأبناء الفقرة الأولى والرئيسية في الاهتمامات لدى بعض أولياء الأمور. وهذا هو بالضبط ما صنعه ولي الأمر فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حين بذل عنايته في مستقبل أبنائه، وهكذا أثمر بنجاح هذا الاستثمار تميزاً مشهوداً لأبناء الملك فيصل. وكما تحرص الدول على ترقية صناعاتها الثقيلة والتحويلية والتجارية في ظل التنافس المحموم فإن صناعة الرجال تبقى هي الأهم وهي الأصعب، وقد برعت المملكة خلال مسيرتها التنموية الطويلة في صناعة القادة السياسيين والاقتصاديين والإداريين من الذين تركوا بصماتهم واضحة في المسارات المحلية والإقليمية والدولية. ولو أني أردت التمثيل على ذلك لطالت القائمة التي دخلها ملوك البلاد وأولياء العهود وكثير من أمراء المناطق، وعدد كبير من الوزراء التكنوقراط والرؤساء التنفيذيين الذين أبدعوا في تروية مفاصل التنمية وأوردة التطور في هذه البلاد خلال نهضتها الحضارية المستمرة. وعلى هذا الأساس يمكننا اعتبار الأمير سعود الفيصل رجل السياسة وعراب الدبلوماسية أحد مفاخر الصناعة السعودية التي عرفتها الدهاليز السياسية في الداخل والخارج خلال أربعة عقود مضت. ولم تكن السنوات الطوال التي أمضاها الأمير سعود وزيراً للخارجية شفيعة للتميز، ولكن ذلك قد تم بفضل ما توافر عنده من قدرات وحنكة أكسبت الاقتصادي والسياسي والإداري سعود الفيصل مهارة الإنجاز في تحقيق الغايات بهدوء وحكمة وصمت، مما جنب بلاده والمنطقة الكثير من الإشكالات وكبير الاستهدافات التي…
الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥
هناك مقولة دارجة وهي أن "القانون لا يحمي المغفلين"، أيضا هناك مادة قانونية متفق عليها عند المشرعين، وهي أن الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة، لكنني سأنظر إلى الأمر من زاوية أخرى أجد فيها ضرورة أن يتولى القانون حماية المغفلين. ففي ظل الهجمة المستمرة والجاهلة التي تستهدف هذه البلاد وأهلها بكل أطيافهم، والتي يتولى كبرها بشكل مرسوم ومخطط له الفرس الإيرانيون، وما يجدونه هم وأعوانهم من دعم من بعض أبناء هذه البلاد، والأنكى أن نقول من بعض ممن يدعون أنهم دعاة للدين أو من دعم متعمد لدى بعض الكارهين لبعض مسؤولي هذه البلاد، أو من هؤلاء الجهلة الذين يخوضون في أتون الطائفية وتأجيج المذهبية ويرجون بذلك وجه الله! فإن كل هذا المد الطائفي الذي استشرى في السنوات الأخيرة عبر الوسائط الجديدة هو الذي يجر بأذيال خيبة بعض "الدواعش" وأكثرهم من المأزومين جنسيا ويحسبون أنهم بضغطة زر ناسف فإنهم يقطعون تذكرة ذهاب مباشرة على الدرجة الأولى إلى أحضان الحور "العين ". ولا شك أن توالي سقوط الصغار وحتى بعض الراشدين من الشباب في هذه المصائد الكيدية التي تترصد وحدة هذه البلاد وأمنها وتهدف عامدة إلى تأجيج الفتنة بين أطياف مجتمعنا هو ما يبرر ضرورة الإسراع في حماية المغفلين، ومن هنا لزمنا – عاجلا غير آجل- سن قانون صريح ومباشر يجرم الكراهية…
الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥
مرة أخرى وحيثما يتجه بصرك ويتناهى سمعك فإن وسائل التواصل والوسائط الحديثة تعج بتحريض مذهبي نتن بين الشيعة والسنة في المملكة، وصولاً إلى إيقاع الفتنة وضرب الوحدة الوطنية في مقتل، والواقع أن كثيرا من المعرفات والأسماء الوهمية في تويتر قد سخرت ودفعت لمثل هذا الهدف وهي بدورها موجة مندفعة تجر خلفها قطيعا من المواطنين الذين لا يرون أبعد من شراك نعالهم. وكنت في مقال الأمس أشرت إلى بعض الاستهداف والتحريض الجاهل من قبل بعض مشايخ ودعاة السنة السعوديين، واليوم سأتحدث عن بعض شيعتنا وخاصة في القطيف الذين لديهم إرث تاريخي قديم من الشعور بالمظلومية والاضطهاد وقد تكرس هذا الشعور حتى توطن في النفوس حتى صار إخواننا الشيعة يسعون للتطهير والتكفير عن تقصيرهم في مذبحة الحسين في كل عاشوراء وتبعاً لهذا الشعور المترسخ فقد جاءت الثورة الإيرانية، والسعي المتوالي لتصديرها لتشكل لدى بعض الشيعة العرب حالة من الحضور والانتصار في ظل الهيمنة السنية على العالم الإسلامي، وزاد على ذلك كثير من الشعارات "الشعبوية" التي ترفعها إيران في وجه "الشيطان الأكبر"، وكذلك الحال مع رفع قميص فلسطين، وقد تولت رفعها وتسويقها الميليشيات المتطرفة التي حرص الحرس الثوري الإيراني على إيجادها في لبنان (حزب الله)، والحوثي، وفيلق بدر، وجيش المهدي، وعصائب أهل الحق، وجيش المختار ولواء أبوالفضل العباس وتطول قائمة الميليشيات الشيعية المسلحة…
الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥
يمتلك الزميل صالح الشيحي مهارة في التقاط أفكار مقالته اليومية أو شبه اليومية بقدر يثير معه الغبار ويحرك دوائر الكلام، فقد طرح الأستاذ صالح قبل أيام فكرة جديرة بالنقاش، وهي أن يتخلى أو يمنع الأمراء من تولي رئاسة الأندية الرياضية، ويرى أن وجود الأمراء على رأس أبرز الأندية السعودية سبب رئيس في الاحتقان الجماهيري وزيادة وتيرة التعصب. وعلى نفس المسار، فإنني أتفق مع الزميل الشيحي وأشكره أن جعلني أتجاسر لأقول إن التحكيم يفقد مصداقيته بما يهز ثقة الجماهير في الحَكَم المحلي، وهم يرون أنه لا يملك الحصانة ولا القوة ولا السلطة التي تخوله طردَ رئيس النادي الذي ينزل إلى وسط الملعب ويدخل مع الحكم المغلوب على أمره في جدل ونقاش حاد من طرف واحد. وعليك أن تتخيل هذا القاضي والحكم الذي يخضع لسطوته اثنان وعشرون رجلا داخل الملعب، ومثلهم آخرون يقبعون على دكة الاحتياط، ويملك هذا الحكم سلطة رفع "الكارت" الأحمر في وجه كل رجل من هؤلاء حين يتجاوز حدود القانون والانضباط، وينصاع لأوامره كل هؤلاء النجوم الذين يحظون بعشق هذه الجماهير المحتشدة في المدرجات. لكن هذه السلطة وهذه السطوة وهذه الهيبة تضمر وتصغر وتصمت وتنصت خاشعة ذليلة لكل جوارح الكلام، ولكل السبابات المرفوعة في وجهه التي تكاد تخرق عينه أمام أصغر أمير بدرجة: رئيس ناد. فبالله عليك كيف تتوقع…
الأربعاء ١٨ فبراير ٢٠١٥
في كل حدث جسيم تهطل عليك من الوسائط الحديثة مئات التعليقات والانطباعات وما عليك إلا أن تتفق أو تختلف مع مضامينها، وكنت في الغالب لا أنسجم مع التعليقات الافتراضية من تلك التي لا تنطلق من معلومة راسخة أو موثوقة، بل إنها في الغالب تصدر من تخرصات وهواجس وإحساس بالمؤامرة، وتعبر عن حالة من الإحباط التي ترسمها نفسية هذا المعلق أو ميولاته الأيدلوجية. وظاهرة "داعش" بحضورها الساطع وتطورها المتنامي وانتشارها العريض اجتذبت المريدين بشكل متزايد، وعلى نحو أخص من تلك الجنسيات الغربية الشقراء التي ما تعودنا منها هذا الانحياز إلى ما يدعونه من تمثيل للإسلام، يعزز من ذلك افتراضنا أن الإنسان الغربي قد وصل به الوعي والتحضر إلى الحد الذي يمكن له أن يساند بتجرد القضايا الإنسانية من منظور علماني لا يضع بالاً للديانة، لكن الأمر مع داعش تجاوز حد التعاطف والتأييد إلى حد المناصرة والمشاركة مع هذا التنظيم الدموي الذي يمتهن حقوق البشر إلى حد جرهم كالخراف لمقاصل النحر في مشاهد يتقزز منها الإنسان السوي مهما اختلف دينه وعرقه، يضاف إلى ذلك التقنية العالية التي تظهرها أفلامهم التي تبث على نطاق واسع والتي يتم تشبيه إتقانها بما يحدث في هوليوود. إن كل ما مضى يقودني إلى ضرورة أن أنقل لكم بعض التعليقات والاستنتاجات التي تم طرحها من قبل البعض خاصة…
الأربعاء ٢٨ يناير ٢٠١٥
يستطيع كل من سكن الرياض من أهلها والقاطنين بها أو العابرين إليها أن يدعي أنه يعرف سلمان بن عبدالعزيز، وأنه قد سلم عليه أو اشتكى إليه في مظلمة، أو أنه دعاه إلى عرسه أو أنه قد عادهم في مرض أو عزاهم في ميت، هكذا هو سلمان بن عبدالعزيز وهو أمير للرياض، ثم وهو وزير للدفاع، ثم وهو ولي للعهد في قربه الحميم من الناس، كل الناس يرعى همومهم وشجونهم، يدعونه إلى ولائمهم فيستجيب ويغشى أفراحهم ويداري أحزانهم. تلك هي عادته دأب عليها وترسمت بها شخصيته وصارت علامة فارقة في سلوكه بما جعله علما ومعلما في جامعة العلاقات العامة، عرفت سلمان بن عبدالعزيز منذ كنت صغيرا من خلال ما كان يحكيه والدي - حفظه الله - عن سيرته ومناقبه، وعن صرامته وانضباطه في الحضور إلى مكتبه في إمارة الرياض باكرا ومقابلته لحشود الناس يوميا يعرضون شكاواهم ومطالبهم، كما يلتقيهم على العشاء في قصره كل اثنين من كل أسبوع، بعد أن كبرت عملت مديرا لتحرير مجلة اليمامة وأنوب عن رئيس التحرير في غيابه، وحدث أن اتصل أمير منطقة الرياض ليسأل عن مقالة منشورة أو يستفسر عن كاتبها راغبا في مناقشة من كتب فيما كتب إما تأييدا أو اختلافا مثله في ذلك مثل كل قارئ آخر. في أول مرة اتصل بي الأمير سلمان…
الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥
لم تكن لعبدالله بن عبدالعزيز هذه الشعبية الجارفة حتى وهو رئيس للحرس الوطني، ربما لقلة ظهوره إعلاميا، فلم يكن السعوديون يعرفون صوته الذي لم يسمعوه، ربما لزهده في الكلام. لكن تراتبية الحكم أوصلته إلى ولاية العهد، فبدأ على نحو متدرج يطل على أهله وناسه في مناسبات الأعياد مهنئا ومباركا، ثم ألزمه مرض الملك فهد – لاحقا – بتولي الكثير من ملفات السلطة، وتبعا لذلك فقد صار له حضوره وظهوره الإعلامي المتواتر متحدثا للناس، فكان من المفارقة العجيبة أن عفويته وبساطته قد همشت كل موجبات الفصاحة والطلاقة. لقد وصل الملك عبدالله مباشرة إلى قلوب المواطنين، وتمكن من الاستيلاء على محبتهم سنة بعد أخرى حتى أجمع أهل البلاد، وكذلك الحال مع بقية الشعوب العربية والإسلامية والصديقة على أبوة وسماحة وإخلاص عبدالله بن عبدالعزيز، الذي صار ملكا للبلاد ولقلوب العباد، لأنه الذي أثبت حقيقة لا جدال فيها، وهي أن الأفعال تسبق الأقوال، وما كان الملك عبدالله خلال عهده العامر إلا فاعلا ومؤثرا ومجددا لهذه الدولة المباركة. لقد تميز ملوك الدولة السعودية من أبناء الملك عبدالعزيز، بأن لكل ملك منهم ميزة طاغية. جاء سعود وكانت المملكة في بواكير نشأتها فعمد إلى التحديث والتمدين. ثم جاء فيصل فواجهت الدولة في عهده الكثير من المزايدات القومية والاشتراكية والاستهداف من قبل بعض الأنظمة الثورية، فاختط لنفسه وبلاده…
الأربعاء ٢١ يناير ٢٠١٥
صار السعوديون من الكثرة إلى الحد الذي بات معه المواطن موجودا في كل مكان وفي كل حين على وجه الكرة الأرضية. وقد يكون للكثرة السكانية سبب في هذا الاتجاه (20 مليونا) لكن الوفر المالي في جيوب المواطنين هو ما يدفعهم إلى انتهاز كل سانحة وجيزة أو طويلة من العطلات لتكون حافزا عندهم للتحليق صوب كل المواقع السياحية في العالم، وهكذا عليك أن تتوقع رؤية السعودي حتى في أصغر وأبعد المدن، أو القرى أو المنتجعات في العالم، فمع كثرة ترحلات السعودي صار يميل إلى اكتشاف المناطق غير المشهورة أو المواقع الهامشية، إما رغبة في رؤية أكبر قدر ممكن من المجهول أو ربما رغبة في التميز من خلال الذهاب إلى مكان غير مطروق أو معروف بالنسبة لكثير من المواطنين. وكان السعوديون قبل توحيد هذه البلاد يهاجرون لدواعي العمل كبنائين أو مزارعين وغير ذلك من الحرف، ويدفعهم إلى ذلك قلة ذات اليد وتعذر مصادر الرزق الجيد، خاصة في المنطقة الوسطى، حيث كان أهلها يعتمدون على الفلاحة البسيطة التي تعتمد على بعض مياه الآبار التي بدورها تشح في سنوات الجفاف المطري، ومن هنا عمد بعض أهل نجد إلى الهجرة إلى الشام والعراق (الزبير) كما هاجر بعض سكان المنطقة الشرقية إلى البحرين ومنها إلى الهند وبعض سواحل إيران. لكن اكتشاف النفط أسهم في تغير التوجهات…
الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥
لا أدري لماذا كان لدي تصور وإيحاء بأن سقوط الثلوج في الشتاء إحدى علامات التمدن ودلالة متقدمة على أن الدولة التي "يطقسها" الجليد هي دولة متحضرة. ربما كان سبب هذا الوهم هو أننا نسافر إلى هذه البلاد المتحضرة حقيقة بغرض السياحة أو العلاج فنربط هذه بتلك. أو لربما لأن هذه الدول المتقدمة جعلت من فصل الجليد فرصة سياحية فبثت في هذه الأجواء الميتة حياة، وأقامت مسابقات وبطولات التزلج التي صار لها أربابها وأبطالها وشركاتها التسويقية، وبالطبع نهضت على جانب تلك الفعاليات النزل والأوتيلات وهكذا صار "البرجوازيون" والميسورون من "ربعنا" وجماعتنا يرتادون هذه المنتجعات الشتوية ويتزلجون أو يتفرجون وكل هذا ألقى بظلاله على نفوسنا حتى صرنا نعرف "كورشوفيل" في فرنسا، و"سانت موريس" في سويسرا، و"سيلاروندا" في إيطاليا، وصرنا نشخص ونتزين بمعرفة مسارات جبال الألب وقمم الـ"مونت بلا" وغيرها. لكن ما ينفي ارتباط طقس الثلج بالمدنية والتحضر هو أنه يسقط على مواقع عديدة في العالم المتخلف النامي أو النايم أو العالم الثالث، وهكذا فالثلج يغطي مساحات كبيرة في أفغانستان وباكستان وإيران، لكن هذه الدول لم تستثمر هذا الفصل لتسويق بلادها سياحياً، بل إن هذه الدول هي خارج قائمة الاستهداف السياحي في كل الفصول الصيفية والخريفية والشتائية، أما بالنسبة لنا هنا في المملكة فنحن حقيقة دولة متقدمة نسبياً ولدينا رغبة وتحفز شعبي للسياحة…
الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٤
عبدالرحمن الراشد رجل مثير للإعجاب ومثير للسخط وهو إلى ذلك كله مثير للغيرة عبدالرحمن الراشد، علم في رأسه مجلة وجريدة وقناة وفي رأسه عمود صحفي يشهده القاصي والداني. وهو الذي يشع ويلمع في كل منصة إعلامية امتطاها، وفي حقيقة لا مداهنة فيها كانت كل منصة تشع وتلمع بمجرد أن يلج إليها. أنا من أكثر المعجبين بعبدالرحمن الراشد في كل مسيرته الإعلامية الطويلة، ويصطف خلفي في هذا المسار طابور طويل.. طويل من الذين يجدون أن الراشد علامة فارقة في الإعلام السعودي والعربي. فلماذا نغمط حقنا كسعوديين في أن نجهر باسمه في مواجهة ركام طويل من الأسماء الشامية والمصرية والفلسطينية واللبنانية التي تمارس الأستاذية والفوقية، بينما هي لم تصنع إعلاميا مقارنة بالراشد شروى نقير، ومع ذلك نظل نرفع تلك القامات القصيرة ونُعلي من شأنها بدونية لا تليق بعلونا ولا تتناسب مع كوننا سادة المرحلة الإعلامية خلال العقود الثلاثة الماضية. قد تجد إعلاميا يبدع في المقالة الصحفية، وآخر ينجح في رئاسة التحرير، وثالث يتألق في الإدارة التلفزيونية، لكن الصعب هو أن يجمع عبدالرحمن الراشد بشكل لا نظير له النجاح في كل هذه المضامير. فقد تحقق له ذلك في رئاسته تحرير مجلة "المجلة"، وأكثر من ذلك في رئاسته تحرير جريدة الشرق الأوسط، وزاد على كل ما سبق في إدارته قناة العربية. وعبدالرحمن الراشد مع…
الإثنين ٠١ ديسمبر ٢٠١٤
الواقع أننا نحن العرب مجرد رقم هامشي أو مجرد مستهلك لمعظم مقومات المدنية الحديثة، وهذا نتاج كوننا لم نسهم في إبداع وخلق أسس هذه المدنية، وعليه وجب دائماً وبداية أن نعود للمبدع الأول أو للصانع الأساس لنتعلم منه ونحتذي نهجه، ثم لاحقاً يمكننا أن نضيف إلى ذلك شيئا من هويتنا أو ذائقتنا أو خصوصيتنا. أقول هذا الكلام توطئة للدخول في جدلية وجدارة الدعوة للسعودة التي تخرج رأسها كلما دار الحديث عن البطالة والعطالة بين شبابنا. وأنا هنا لو قلت رأيي بوضوح فإنني كمن يفتح على نفسه عش الدبابير، لكنني رغم كل شيء سأقول بوضوح وصراحة لا أداهن فيها: إنني ضد هذه الشوفينية المستعرة، وإنني مع أحقية المواطن المقتدر بالوظيفة، لكن الاقتدار لا يتوفر للجميع إلا بالتدريب والمحاكاة وهذه لا يقدمها ولا يتقنها إلا أولئك السابقون في مدارج التنمية والمدنية، وهم في الأعم الأغلب من غير السعوديين بل ومن غير العرب، وهذا هو الذي يعزز عندي الحاجه إلى إيكال كثير من مشاريعنا التنموية إلى الإدارة الأجنبية التي أتقنت وأحسنت في بلادها بالقدر الذي يدفعنا للاستعانة بها في إدارة كثير من قطاعاتنا الخدمية، ثم يصار في هذه الأثناء إلى تدريب أبنائنا على رأس العمل من خلال وجود هذه الطاقات الإدارية الخبيرة. لقد كانت مصر سباقة في تمدنها وتنميتها العصرية الحديثة، وكان انعكاس…