الإثنين ١٧ نوفمبر ٢٠١٤
يا سبحان الله، فرغم كل الحزن وكل الحنق وكل الدموع التي سكبت على ضحايا جريمة الدالوة في الأحساء لكن المؤمن تعود أن يحمد الله في المنشط والمكره، ويعلم أن كل سواد يعقبه بياض، وكل ليل يتلوه نهار، ورب ضارة نافعة.. وهكذا. لقد أظهرت هذه الحادثة الشنيعة مدى التلاحم الشعبي بين أهل هذه البلاد، واتضح ذلك من خلال الحجم الكمي والنوعي للاستنكار والتنديد الذي تشارك فيه علماء هذه البلاد ومفكروها ونخبهم الثقافية والشعبية على نحو لا أذكر له مثيلاً مقاربا، إلا عند تلاحم المواطنين مع الدولة خلال غزو العراق للكويت في مواجهة فتنة انقسام العرب في ذلك الوقت، حين وقفت بعض الدول العربية مؤيدة أو صامتة حيال هذا الغزو الهمجي ليكون غزو العراق للكويت استفتاء شعبيا واقتراعا عفويا على الولاء لهذا الوطن، ولعل حادثة دالوة الأحساء تدفعنا لتعزيز اللحمة الوطنية من خلال التداعي بجميع أطيافنا الشعبية لنبذ أسباب الفرقة، وذلك من خلال وضع التشريعات والأنظمة التي تجرم الفرقة أو التنابز بالطائفية أو العرقية أو القبلية أو المناطقية، والسعي حثيثا نحو تصفية كل المنابر الرسمية وغير الرسمية، والتي يقع تحت لوائها مسؤولية مراقبة خطب وخطباء الجمعة، بحيث يتم تحاشي الخوض في أي موضوع يمكن له أن يتسبب في إثارة الفتنة الطائفية، متكلين في ذلك على أن أي أحد لن يكون بمقدوره تغيير…
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤
"مجتهد" وغيره من العملاء المستأجرين في الداخل والخارج يسعون جهدهم لزعزعة استقرار هذا الكيان من خلال زرع الإشاعات، فالمملكة مستهدفة في ظل القلاقل المحيطة في بعض الأقطار العربية هذه هي المرة الثانية التي أكتب فيها عن الشخصية أو الشخصيات الغامضة التي تتدثر تحت اسم "مجتهد" أو غيره من المعرفات التي تموج في سماوات التواصل. كانت المرة الأولى -كما لا زلت أتذكر- تعليقاً مني بمناسبة تغريدات عدة من "مجتهد" طالت صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال نقاهته من العملية التي أجراها -يحفظه الله- في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني. حينها سعى "مجتهد" بكل ما أوتي من بعض التسريبات وبكل ما أوتي من تقصد وتعريض لزعزعة استقرار الوطن، والتأكيد في تغريداته وبشكل متتابع على نشر الإشاعات المضللة حول صحة خادم الحرمين. كل هذا التأجيج جاء في محاولة استباق من "مجتهد" لأي قدر سماوي، وعزز عنده هذا التوجه التكتم الشديد حينها وعدم صدور أي تقارير أو أخبار طبية من غرفة عمليات الملك خلال عدة أيام، لكن الصدمة واللطمة جاءت عنيفة في وجه "مجتهد" الذي خسر كثيراً من الجهلاء أو المغرمين بأحاديث الهمس وبالدس، وذلك عندما أشعل ظهور الملك عبدالله محفوفا بإخوته، قناديل الفرح في نفوس الناس، خاصة وهو يتحدث ويمازح من حوله. لقد كانت تلك المناسبة قاصمة للأجندة التي رعاها…
الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤
منذ أن داهم الحوثيون صنعاء والأمور تسير بحسب تقديراتهم وخططهم دون أي رد فعل أو مقاومة؟ ها هم ينسابون وينحدرون في خريطة اليمن بجبالها وسهولها مثل الماء الذي يسير في جداوله بلا سدود. هكذا هي حركة الحوثيين تتسرب داخل المدن اليمنية تباعاً وتوالياً ابتداءً بصعدة، ثم عمران، ثم صنعاء، ثم ها هي ماضية إلى تطويق البحر عبر باب المندب، وهم يفعلون ما يشاؤون ولا أحد يجرؤ على الاعتراض، فهم وحدهم الذين يوافقون، وهم الذين يعترضون. لو تابعت ورصدت كل تحركاتهم منذ أن دخلوا صنعاء لأدركت أنهم يمضون إلى أبعد من هذا، لكن السؤال الكبير كيف يحدث ما يحدث في ظل صمت عجيب من الداخل والخارج؟ ولماذا يبدو أن ما يحدث في اليمن من جماعة الحوثي يجد إهمالاً وعدم اكتراث من قبل الحكومة اليمنية أو حتى من قبل الجوار. فهل هناك توافق على هذا الأمر؟ تدهشك السياسة أحياناً بمغاليقها وغموضها ولؤمها الذي يصيب المتابع بكل عجز وارتباك. كل المفاتيح المتاحة وكل المعلومات المباحة لا تسعفك على فهم ما يحدث في اليمن؟ هل الأمر بالفعل خارج عن السيطرة؟ وهل على العكس من ذلك هو داخل دائرة الاحتواء والسيطرة؟ هل حكومة اليمن تدرك ما يحدث أمامها وتغض الطرف أم أنها عاجزة حتى عن الإبصار؟ هل علي عبدالله صالح يدير اللعبة ـ كما يتردد…
الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤
لا يمكن لدولة -لو قدر لها- أن تفعل وتقدم وتصرف وتسرف على شعيرة الحج كما تفعل المملكة العربية السعودية. ولا يمكن لدولة أن تحفر وتدفن وتبني وتهدم وتخفض وترفع وتزيل وتستبدل في نفس المكان خلال أكثر من 70 عاماً كما هو حال المملكة مع المشاعر المقدسة. فخلال عهود كل ملوك البلاد من مؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ثم أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ومكة ومشاعرها تتحول بعد موسم الحج إلى ورشة عمل للتغيير والتطوير والتوسع. لقد عمل كل ملوك هذه البلاد على التنافس في خدمة الحرمين الشريفين، ولهذا تتابعت مشاريع التوسعة في الحرمين المكي والمدني، وكذلك شق الطرق وحفر الأنفاق وبناء الجسور وحفر الآبار، وهذا ما جعلنا نحن المقيمين ندرك التغيرات والفوارق التي تحدث -مهما بدت طفيفة- خلال كل زيارة. وقد كان من حسن حظنا أن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وزوارهما قد تنافس على العناية بهما جميع ملوك هذه البلاد المباركة، فصار مردود ذلك خيراً على المسلمين الذين يأتون تباعا إلى هذه البلاد للاعتمار أو الحج، وهكذا مع التسهيلات التي يسرها الله لهذه الأماكن المقدسة، فقد توافد المسلمون من كل فج عميق من أقاصي الأرض بمشارقها ومغاربها ليذكروا الله ويوقروه ويسبحوه…
الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
سيبقى ما حدث في اليمن من المتمردين الحوثيين منصة لإطلاق الأسئلة المتتابعة والتي تسعى لتفكيك غموض الواقعة في محاولة لتجميع الإجابات وربط أطرافها مع بعضها الآخر فلربما تقودنا هذه العمـلية إلى حـل لغـز مداهمة صنعاء واحتلالها بعد تطويقها ومحاصرتها أمام العالم وبصره؟ كيف يليق بمجموعة من الحفاة المرتزقة أن يحاصروا صنعاء من أطرافها فيما تلتزم الحكومة المركزية المهادنة وممارسة دور الأضعف، رغم قدرتها المبكرة لو شاءت السيطرة على الوضع قبل تفاقـمه وتنـامي الحشـود والأعـداد التي توافدت تباعاً لتعزيز هذا الحصار وترفع سقف المطالب كلما تنازلت الحكومة لمطالبها؟ في ذروة احتدام الصراع بين الحوثيين والحكومة المركزية في صنعاء حدث كنتيجة لتبادل إطلاق النار وقوع قتلى وضحايا من الطرفين لكن ذلك كله لم يشفع لسفارتي أميركا وبريطانيا، كما جرت العادة في مثل هذه الظروف، أن تقوما بدعوة رعاياهما لمغادرة صنعاء أو على الأقل تحذيرهم من ارتياد مواقع معينة أو تحديد حركتهم، فهل كان لدى رعايا الكبيرين ضمانات مسبقة بعدم التهديد وتقنين الخطر حولهم؟ وهل يؤكد ذلك أن شعار "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل"، والذي يعتبر أيقونة لأنصار الله كما كان كذلك لدى حزب الله في لبنان، إنما هو لذر الرماد في العيون، وأن ما يتم خلف الكواليس مغاير تماماً للشعارات التي ترفع في الميادين؟ وهل يصح أن نقبل بما روجته بعض التقارير التي…
الإثنين ١٥ سبتمبر ٢٠١٤
تشير الأخبار المتواترة من كواليس القرار السياسي إلى حزمة من القرارات والأخبار السعيدة، التي ستعيد مؤشر البوصلة في العالم العربي إلى حالة من التوازن والانضباط، بعد فترة من الارتعاش والفوضى بعد أن سادت حالة من الذهول نتيجة التحولات التراجيدية التي مرت بالمنطقة خلال ما سمي كذبا بـ"الربيع العربي"، الذي تظهر آثاره الدامية حتى اللحظة على سورية وليبيا واليمن والعراق، من تفشي التنظيمات المتطرفة القاعدية والداعشية وغيرها. وتقوم المملكة بقيادة هذا التوجه لتجسير العلاقات العربية/ العربية وتنحية الخلافات، من خلال إبراز نقاط التوافق والالتقاء، وإزاحة المختلف عليها جانبا، ويتضح ذلك خلال الزيارات المتتابعة للقادة العرب إلى جدة، والالتقاء بخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك الجولات المكوكية لمبعوثي خادم الحرمين الشريفين في العواصم العربية والدولية. والمملكة تمضي في سبيل تحقيق ذلك إلى استخدام عقلانيتها السياسية، وحلمها الطويل، ووزنها الكبير والمقدر خليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا. ومن هنا، فإن شعوب مجلس التعاون الخليجي يشعرون هذه الأيام بتباشير عودة المياه إلى مجاريها، التي تعكرت خلال الفترات القريبة الماضية، لكنها رغم كل شيء عادت من خلال كثير من الجولات واللقاءات الشخصية إلى أصلها الطبيعي، وقدمت الأخوة والعلائق الجامعة والمشتركة بين شعوب وقيادات المنطقة على الطموحات والنزوات الشخصية، ولهذا فإننا بعد أن تزول آثار الخلافات، وما أورثته من احتقان وشك، سنتطلع الى ضرورة تفعيل "الاتحاد الخليجي"…
الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤
لقد مضى اليوم الذي كنا نخشى فيه على الإسلام من أعدائه، بعد أن جاء اليوم الذي صار الإسلام يضار ويهزم ويشوه من قبل بعض أبنائه الذين يسيئون إليه من حيث يحسبون أنهم يحسنون. في ذروة الحضور الصحوي كان التوجس من بعض الرسومات وبعض الأشكال الهندسية التي تأخذ شكل الصليب يأخذ مداه إلى أبعد حد. فمثلاً تم تغيير شعار الخطوط السعودية لأنه -من منظور معين وباعتساف متعمد- يأخذ شكل الصليب، وبالطبع تم إلغاء كل السنوات التي كرس فيها هذا الشعار سمعته وحضوره، وبالمقابل تم دفع الملايين عبر دفع ضريبة تغيير الشعار على الطائرات والمطبوعات وكل ما يمت إلى الخطوط بصلة.. والحال كذلك مع كثير من المقتنيات التي كان بعضها يحمل نفس التهمة. لم يكن الإسلام الذي وقر في نفوسنا وتوطن مشاعرنا يهتز أو يرتعش بسبب هذه الإيحاءات الصليبية، ولم يكن في الوارد أن نصبح "مسيحيين" لمجرد أن نرى رسماً هندسياً في زاوية جانبية في سجادة أو كرسي أو قلم، أو فوق ظهر حذاء، أو على قميص طفولي، لا لشيء إلا لأننا نسافر ونرى الكنائس وقد ندخلها ونتأمل مبانيها ونشفق على أهلها أنهم لم يلحقوا بنا ويسلموا مثلنا. على أي حال مضى ذلك اليوم الذي كان الصليب يشكل هاجسا لمن يخافون على إسلامنا وديننا من بعض مسلمينا، حتى جاء الوقت الذي صرنا…
السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠١٤
نعيد ونكرر، ونلت ونعجن، ونصعد ونهبط، ونمضي وننكص، لنقول إن المنافع والمصالح هي التي تحكم العلاقات السياسية وتتحكم فيها، فلا صديق دائم إلا ما دامت المصلحة، ومن هنا فعلى الذين يتحدثون عن المثاليات والقيم الإنسانية أن ينحونها جانبا في المعترك السياسي الذي لا يرتكز ـ غالبا ـ على القيم الأخلاقية، طالما أنها تتصادم وتتعارض مع مكاسبه ومصالحه. هكذا هو الأمر في السياسة التي لا صديق دائم فيها، وهكذا هي أدبيات وسلوكيات القوى العظمى التي تتحرك وتتغير وفقا لحركة وتغير مصالحها. أميركا مثلا تدعي رعاية حقوق الإنسان في أمنه ورزقه وحريته، لكن هذه الأساسيات عندها تنتهك وتخترق عيانا بيانا، وهي فعلت ذلك في حروبها السابقة في فيتنام وغيرها، وتفعلها حاليا في العراق وأفغانستان واليمن وسورية، كما تفعلها بالنيابة في إسرائيل، ولا تجد بالمقابل حرجا في رفع عقيرتها تجاه القبض على أي مهدد للأمن والاستقرار في أي بلد آخر بدعوى حماية الحريات وحقوق الإنسان، لكنها بالمقابل تقمع الشباب الأميركي الذي يصرخ في فيرجسون ميسوري: لا عدل.. لا سلم.. حدث هذا منذ أن قامت الشرطة الأميركية بقتل المواطن الأميركي الأسود قبل أسبوعين، وما نتج عنه من احتدام النقاش هناك حول العنصرية الجاثمة في النفوس بين البيض والسود. من زاوية أخرى، فإن بشار الأسد مازال يقتل شعبه أرضا وبحرا وجوا ويهدم البيوت فوق رؤوس…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
منذ أن تم نحر الأميركي بل جنسون قبل سنوات في الرياض على يد غلاة القاعدة لمجرد أنه رجل أشقر؛ وهاجس ربط المسلم وتمييزه لونيا يطاردني لفرط المغالطة في هذا الأمر الصادر تحديدا من مسلمين، فما جاء الإسلام لنا وحدنا نحن السعوديين، وليس دينا عرقيا للعرب دون سواهم، كما أنه ليس دينا مقتصرا على ذوي البشرة السمراء، ولكنه دين لكل البشر من كل الأعراق وكل الألوان، على أن هذا التصور الخاطئ تنتج عنه بالتبعية سلوكيات خاطئة. يجرني هذا الحديث إلى قفزة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر على ظهر أخيه البريطاني المسلم الأشقر، وكانت للحق قفزة بارعة تشبه قفزات المصارع "آندريه العملاق"، فلماذا ابتدر المحتسب أخاه المسلم بهذا السلوك؟ هل ظن أنه كافر طالما أنه "خواجة".. ربما؟! وهل ثارت لديه الغيرة بعد أن لاحظ أنه يصاحب سيدة سعودية محتشمة بعباءتها؟! "طيب" هل كان من الضرورة لإزالة اللبس وسوء الفهم أن يلبس هذا البريطاني الأشقر ثوباً وغترة لتزول الشبهة؟!! أم كان على زوجته السعودية المحترمة أن تتخلى عن لباسها وعباءتها الساترة وتلبس لباسا غربيا يبعد عنها الصفة الوطنية ويجعل فكرة أنها زوجته أقرب للتصديق والقبول؟! نحتاج لبعض الوقت كي يستوعب بعض المواطنين أن بعض المواطنات صرن يتزوجن من غير السعوديين، بل ومن غير العرب ومن غير ذوي السحنة "الشهباء"! وأن الأمر يمضي إلى…
الإثنين ٢٥ أغسطس ٢٠١٤
دعوني أفكر ولكن هذه المرة بصوت مقروء: لطالما تساءلت بيني وبين نفسي عن السبب الذي يجعل الانتحاريين السعوديين يشكلون النسبة العظمى من الذين يضحون بحياتهم في تخصص "الحور العين" وهو ما تبثه الأرقام والشواهد في مواقع القتال الساخنة. ولهذا قلت لنفسي: ربما أن السبب الأكبر يكمن في واقعنا المحافظ، الذي لعله يبالغ في العزل والفصل بين الجنسين نسبة لسطوة العادات والتقاليد التي تعتسف الأمر وتلبسه قناعاً دينياً بحسب كمية التشديد وفي جانب الترهيب. ينشأ الأطفال من الجنسين عندنا بشكل طبيعي ويتنامى الود بسبب القرابة أو الجيرة، ثم فجأة وعلى حين غرة يجد الشاب نفسه معزولاً بشكل تام وبقدر يفوق المعطى الديني بصورة يتداخل ويتشابك فيها الدين مع العرف والعادة، وهكذا تصبح "المرأة" أيقونة وهاجساً لا تكتمل الحياة السوية والمديدة معها إلا في الجنة. قد أكون مخطئاً لكنني أجد أن هذا الهاجس يتقلص لدى غيرنا، لأن مشهد الحياة الاجتماعية عندهم يتساوق ويتماشى مع الجبلة البشرية. أرجو أيضا أن يكون واضحا لدى الجميع أنني لا أدعو إلى حالة من الاختلاط التي تقود إلى محرم والعياذ بالله، لكنني أجتهد في تحري ما قد يجعلنا نتوسط في سلوكياتنا التي هي الآن وفي الغالب منحازة إما إلى اليمين، وإما إلى الشمال، دعك من مظهر نسائنا في الداخل فهو – في معظمه – انعكاس لما تواصى…
الإثنين ١٨ أغسطس ٢٠١٤
تقول التشنيعة التي تم تداولها عبر الوسائط: في اليابان الخروج من الحمام بالبصمة، فإذا كان الحمام نظيفا يفتح لك الباب، أما إن كان وسخا فلازم ترجع تنظفه، ثم تكمل النكتة هكذا: "لو هالنظام عندنا كان نصف الشعب مسجون بالحمام". بصراحة ضحكت حتى بانت نواجذي، وافترت ثغور النواعم، وخشش "جمع خشة" الخواشن الذين قرأت عليهم تلك المعلومة. وبغض النظر عن مدى صدق هذه المعلومة "مع أن اليابانيين يحرون بها"، إلا أن الصدق هنا يكمن في المبني للمعلوم، وأن الذي لا شك فيه أن هذه "التشنيعة" تتلبسنا لو طبق لدينا هذا النظام الغريب. إننا نعرف عيوبنا الساطعة التي لا تنسجم إطلاقا مع مقتضيات التمدن والأخذ بأسباب الحضارة الحديثة، ويتضح ذلك جليا في استخدام الحمامات العامة، وكذلك التعسف في استخدام الطرق والسيارات حتى صارت خطرا محدقا والأكيد أن السعودي من أكثر العرب هجرة وسفرا ـ ليس للعمل ـ ولكن للتسلية والترفيه، وتأمل ما لدى "الآخر" من تسهيلات وخدمات، تسهم في سعادة البشر. ويدرك السعودي الذي يسافر في كل الاتجاهات وفي كل المواسم، أن هذه الحياة المتيسرة إنما وصلت إلى هذا الحد بسبب تطبيق النظام والقانون الذي يحفظ حقوق الفرد أمام غيره، كما يحفظ حقوق الآخرين أمام أي انتهاك أو اختراق، إضافة إلى احترام حذافير ومواد النظام الذي توافق عليه الناس هناك وارتضوه وطبقوه…
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
لم ينتكس العرب في مهاوي الرداءة والانهزام من قبل كما هو واقعهم المعاصر، ورغم تعدد الدلالات الظاهرة والباطنة على صدق هذا الأمر إلا أن التعلق بالأحلام وتأويلها أبرز هذه المظاهر، إن التعلق بالحلم وتعبيراته ومحاولة اعتسافها من قبل جمع من الدجالين والمتكسبين في هذا الحقل هو حالة من الانغماس في "المخدرات" الحلال التي لا يعاقب القانون متعاطيها، وقعت كثير من الأحداث في محيطنا نتيجة لتفسير عابر لحلم خاطف: ممثلاً تأويل الحلم الرؤيا هو الذي أوحى لمحمد بن عبدالله القحطاني أنه "المهدي المنتظر" وأن عليه أن يتقبل البيعة على هذه الرؤية في المسجد الحرام وقد رضخ محمد بن عبدالله لإيعازات جهيمان وخشي الإثم إن لم يستجب لهذا الاختيار الرباني "الحالم"، وهكذا وقعت حادثة الحرم وتعطلت الشعائر الدينية فيه حينا من الزمن فقط بسبب رؤيا!! ومنذ زمن جهيمان والمهدي المنتظر لا زالت الأمة غارقة في الأحلام وتأويلاتها وقد صار لهذه الوظيفة نجوم يفسرون ويعبرون هاتفياً أو صحافياً أو عبر برامج متخصصة في التلفزيون، وصارت بعض القنوات تتكثف بواسطة هؤلاء المعبرين حين تنشر وتبشر بالمال والذرية والمنصب والوظيفة فيما يمكث الحالم مخدراً على جدار الوهم ومنغمسا في الاتكالية منتظراً وقوع البشارة. كان الأولى ردع مثل هذه التوجهات التي شاعت في المجتمع وبين الأفراد وكان على الإعلام النزيه أن يمتنع عن الترويج لمثل ذلك…