الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤
ما هي أهمية مجموعة البريكس؟ ولأنها مجموعة دول شديدة التأثير، انضمت إليها الإمارات والسعودية وإيران ومصر. ولأنها تعكس صورة مستقبل التطور الاقتصادي في حركة مصالح العالم قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، بحضور القمة رقم 16 في مدينة قازان الروسية؛ القمة التي يجتمع فيها زعماء دول يمثلون 45 % من إجمالي تعداد سكان الأرض، ويبلغ اقتصادها الكلي 28.5 تريليون دولار، أي ما يقدر بـ28 % من اقتصاد العالم. ولأن الإمارات تؤمن منذ عهد مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بخدمة المصالح الوطنية الخيرة المنسجمة مع خدمة الاقتصاد العالمي، فهي تسعى دائماً إلى المشاركة في مثل هذه التحالفات الإيجابية التي تسعى للتنمية المستدامة والبحث عن حلول إيجابية لإشكاليات الاقتصاد العالمي المأزوم، الذي يعاني من التضخم، والعجز، والبطالة، وعدم التوازن في حصص التجارة والاستثمارات. ومن الواضح أن «أبوظبي» حينما تشارك في «البريكس» فهي تسعى إلى إعادة صياغة الاقتصاد العالمي مع الشركاء العالميين بشكل إيجابي يقوم على النفع العام لشعوب الدول الأعضاء، ولكن من دون أن يكون ذلك محوراً اقتصادياً يشكل خسائر أو تحدياً لأي تكتل آخر. من هنا يمكن فهم تعاون الإمارات مع الصين والولايات المتحدة، ومع روسيا والاتحاد الأوروبي، وفي الوساطة الخيرة بين موسكو وكييف، وفي التعاون…
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤
يجب أن تدرك إسرائيل في حربها الحالية على الجبهة اللبنانية أن «حزب الله» ليس «حماس»، وأن لبنان ليست غزة، وأن حسن نصر الله ليس يحيى السنوار. قد تبدو هذه العناصر بديهية ومنطقية وواضحة وضوح الشمس المشرقة للعيان، وهي بالتأكيد لا تخفى على نتنياهو ولا على رئاسة الأركان الإسرائيلية، وجهازي «الموساد» و«الشاباك». غطرسة القوة، ومفهوم التصفية والإحلال الذي يسيطر على الائتلاف الحاكم الآن في إسرائيل يجعله يصاب بنوع من الخلل الفادح في التقدير الاستراتيجي للأمور. لبنان ليس 365 كم مربع مثل غزة، ولكن 10452 كم مربع، وليس محاصراً حصاراً جغرافياً حديدياً، ولكن له امتداد جغرافي مع سوريا، وله إطلالة بحرية، وممرات جوية توفر له الإمداد والتموين والتسليح، وليس كما هو الحال في غزة المخنوقة براً وبحراً وجواً. «حزب الله» لديه على الأقل 150 ألف صاروخ من مديات تبدأ من 7 كم إلى 20 إلى 50 إلى 120 حتى 200 كم وأكثر، أي يمكن أن تصل في حال استخدامها إلى أبعد مدى على خريطة إسرائيل. «حزب الله» لديه 120 ألف مقاتل محارب، ولديه لبنة بشرية محيطة به قادرة على الاستدعاء في القتال لا تقل عن 200 ألف مقاتل. «حزب الله» له أهمية قصوى في المكانة لدى إيران والحرس الثوري، وحسن نصر الله له مكانة مميزة عند المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، الذي يمسك…
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤
لو كنت مكان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، هذه الأيام، لكانت قضيتي الأولى، هي منع وتأمين الحزب من الاختراقات الأمنية والسيبرانية الإسرائيلية. ليس تجنياً، أو القيام بادعاء ظالم ضد «حزب الله»، سواء كان المراقب للأحداث من أعدائه أو أنصاره، أو محايداً تجاهه، أن يصف أوضاع الحزب هذه الأيام، بأنها تعاني من اختراقات عميقة في أنظمته الداخلية، وشبكة اتصالاته الخاصة والعامة، ومراسلات النخبة من قادته، في مجالات القيادة والسيطرة العملياتية. كان الحزب يفاخر دائماً بأن لديه شبكة اتصالات خاصة به، غير قابلة للاختراق، وغير مرتبطة بأنظمة الاتصالات العامة التابعة للدولة اللبنانية. وكان الحزب يفاخر دائماً بأنه هو الذي يتفوق على خصومه في الداخل، وعلى أعدائه في الخارج، في مسألة جمع المعلومات الدقيقة، وأنه يعرف عنهم أضعاف أضعاف ما يعرفون عنه. كل ذلك كان محور «الصورة الذهنية والإعلامية»، التي رسمها الحزب عن نفسه، وذلك كان الانطباع القوي السائد، منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب عام 2000، وانتصار الحزب في حرب 2006. ظل ذلك هو الانطباع السائد، حتى بدأت سلسلة من الاختراقات الأمنية العميقة، التي وضعت تساؤلات قوية للغاية حول مدى هشاشة النظام الأمني للحزب، الذي يعاني من اختراقات عميقة للغاية، من قبل إسرائيل، عبر عملائها. بدأت عمليات التصفية الجسدية، بعمليات نوعية، في عقر دار الحزب، في الضاحية الجنوبية، وداخل المربع…
الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤
بدأ، أمس، تطعيم 64 ألف طفل فلسطيني في غزة بأمصال الحماية من شلل الأطفال. هذا التطعيم يتم للأطفال الذين هم دون العاشرة. هذا التطعيم يتم بمبادرة وجهد وسعي وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة تبعاً لقرار كريم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتكلفة كلية حوالي 20 مليون دولار. وتأتي جهود دولة الإمارات في تعبئة المجتمع الدولي، والولايات المتحدة بدءاً من الرئيس بايدن، وتليين موقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في تخصيص ساعات وأماكن آمنة لعملية التطعيم. هذا العمل يجب ألا يمر دون التوقف بالتحليل حوله: أولاً: الإمارات تنتهج دائماً سياسة «العمل الإيجابي الخيّر الإنساني» بدلاً من التشدق بالشعارات الشعبوية المتشددة، التي لا تغني ولا تثمن من جوع. ثانياً: أثبتت الإمارات بهذا العمل أنه حتى في ظل الحرب الوحشية وجنون وحماقات العدوان الإسرائيلي يمكن عمل اختراق إنساني عاقل، يتم بحكمة وصبر. قبل ذلك انطلق جسر المساعدات الإنسانية الإماراتي عقب 7 أكتوبر، وتم إيصال المساعدات والأدوية عبر معبر رفح، ثم عبر معبر نتساريم، وأيضاً بالإسقاط الجوي المشترك مع الأردن ومصر والولايات المتحدة. استخدم رئيس الدولة – شخصياً – اتصالاته وعلاقاته من أجل وجود المستشفى الإماراتي لتطبيب أهل غزة، وتوفير الأدوية والإسعافات المطلوبة. نعم، الوضع في غزة لا يحتمل، والعمل الحادث هناك هو عمل إبادة جماعية، والمجتمع…
الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤
في عاشر زيارة له منذ 7 أكتوبر الماضي حذر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في تل أبيب من أن هذه الجولة من مفاوضات غزة قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى صفقة اتفاق. قبل اللقاء مع نتنياهو قال بلينكن «أنا هنا – يقصد في تل أبيب – حتى أتأكد أنه لن يوجد شخص ما سوف يتسبب في إفساد الصفقة». وما يتردد في تل أبيب أن نتنياهو فعل – هذه المرة كما يفعل كل مرة – في استحداث عناصر جديدة لم تكن على جدول المفاوضات تؤدي إلى إفشال الصفقة وإفساد جهود الوسطاء. ويقول الوسطاء لإسرائيل إن خطة الانسحاب للمرحلة الأولى التي تصل إلى خمسة أسابيع لن تعطي «حماس» فرصة إدخال أي سلاح جديد، وأنه في حالة حدوث هذا «الخرق» من قبل «حماس» سيكون لإسرائيل الحق في إمكانية معاودة القتال. ويحاول بلينكن أن يسوق فكرة أن مرحلية إنجاز الاتفاق بمعنى إنجاز المرحلة الأولى ثم الثانية وإيقاف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين سوف يمهد الأجواء من أجل الدخول في مرحلة التسوية لمستقبل قطاع غزة من خلال اتفاق دولي إقليمي. ويقع نتنياهو تحت نوعين من الضغط المباشر: الأول: ضغط أهالي الرهائن الإسرائيليين الذين لم تتوقف تظاهراتهم واتهاماتهم له بتعطيل الصفقة. ويذكر أن «حماس» لديها الآن 111 رهينة إضافة إلى 39 جثة. الثاني: رفض ممثلي الائتلاف…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠٢٤
أيهما يسبق الآخر: اتفاق هدنة وتبادل أسرى أم الرد على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية؟ السؤال الثاني: هل ينفع إنجاز إيقاف العمليات العسكرية المتوقعة بين إسرائيل من ناحية وإيران وحلفائها من ناحية أخرى أم يضر – من المنظور – الإيراني بوجود بيئة إقليمية ودولية متعاطفة بالرد؟ السؤال الثالث وهذا هو الأخطر لو قامت إيران وحدها أو حزب الله منفرداً أو قام الاثنان معاً بضربة تنسيقية فهل سيضرب ذلك العمل الاتفاق المنتظر في مقتل أم سيكون بمثابة ضغط على نتانياهو؟ اللاعبون كلهم قد يبدون – للوهلة الأولى – غير قابلين للمهادنة أو التهدئة بسبب شخصيتهم وتركيبتهم الشخصية الفكرية ومعتقداتهم الراسخة ومواقفهم التاريخية المعروفة عنهم. فلنتأمل المرشد الأعلى، أو نتانياهو، أو حسن نصر الله أو السنوار. أول انطباع عنهم يؤشر بالتصلب وعدم المرونة، ولكن شريط الأحداث الأخيرة يثبت عكس ذلك. في رد أبريل وافق المرشد الأعلى على ضربة محددة ومحدودة رداً على عملية الاغتيال في القنصلية الإيرانية بدمشق. ومنذ 8 أكتوبر يلتزم نصر الله – قواعد الاشتباك مع إسرائيل دون تهور أو تجاوز. وأخيراً كان أول قرارات يحيى السنوار عقب توليه منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن وافق على إرسال موفده خليل الحية لحضور مفاوضات استكمال الاتفاق. وحده نتانياهو الذي وافق مرات ومرات على إرسال وفد يمثل إسرائيل في المفاوضات ثم…
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
التصعيد المتبادل بين الحوثيين وإسرائيل، يشكل خطراً يصعب السيطرة عليه، ويصعب تحجيم اتساعه في المنطقة. هذا التصعيد العسكري، يؤثر في أمن باب المندب، وحركة التجارة العالمية، ونقل الطاقة في البحر الأحمر، وأمن موانئ الدول المطلة على المنطقة. والتصعيد لا يقتصر على البحر الأحمر، بل يصل مدينتي حيفا ويافا، المطلتين على البحر المتوسط. تم في العام الماضي، رصد 200 محاولة فعلية لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي، بصواريخ أو طائرات مسيرة، ويذكر أن المسافة بين إسرائيل واليمن، لا تقل عن 2000 كم. وظلت شبكة التصدي الأرضية من الدفاع الجوي الأمريكية – البريطانية، هي الموكلة بالتصدي والردع. وكانت مقاتلات واشنطن ولندن، تقومان متفرقتين أو بعمليات مشتركة، في قصف أهداف مختارة في اليمن. منذ 3 أيام، نجحت طائرة مسيرة من طراز «صمد 3»، وهي إيرانية الصنع، تعتبر من الطرازات الحديثة ذات المدى الطويل، وذات رادار فعال، وجهاز توجيه جديد، في الوصول إلى مبنى يبعد عن السفارة الأمريكية في تل أبيب عدة أمتار. اعتبرت إسرائيل هذه العملية تهديداً خطيراً، وشكّلت لجنة تحقيق عسكرية عليا، لمعرفة أسباب التقصير في الكشف المبكر، وأسباب عدم إسقاط هذه المسيرة. مساء الأول من أمس «السبت»، قامت المقاتلات الإسرائيلية – لأول مرة – بمهاجمة محطات الكهرباء وأماكن مختارة في ميناء الحديدة، وزعمت رسمياً أن هذا هو الميناء الذي يتلقى السلاح الإيراني، والذي…
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٤
إذا أردنا أن نقوم بتوصيف سياسي لهذا العالم المرتبك المضطرب المتشاحن فكرياً والمأزوم اقتصادياً، فإننا بلا شك على أعتاب «حقبة اليمين السياسي» في أنظمة الحكم والمزاج الشعبي للجماهير. وما تشهده هذه الأيام من تحولات يمينية سياسية في حركة الشارع الأوروبي خير دليل على هذا التوصيف. في فرنسا أفرزت الجولة الأولى من الانتخابات الطارئة التي دعا إليها الرئيس ماكرون إلى تقدم غير مسبوق تاريخياً لائتلاف أحزاب اليمين واليمين المتطرف، مما دعا رئيس الحكومة «أتال» إلى الخروج فور ظهور هذه النتائج محذراً بشدة من هذا الوضع، قائلاً: «أيها الشعب احذروا لقد اقتربت أحزاب اليمين بشكل مخيف هذه المرة من البرلمان، وأصبحت على بعد خطوات محدودة من الحكومة». وخرج السياسي اليساري ميلونشون قائلاً: «كفى، لا يجب على الرأي العام أن يعطي صوتاً واحداً إضافياً إلى اليمين». في بريطانيا يتوقع أن يحصل العكس، ويخسر وسط اليمين المحافظ برئاسة سوناك عن حزب المحافظين مع توقع ميلاد تكتل يميني أكثر تطرفاً داخل الحزب. ويتوقع هذه المرة أن يكون مزاج الناخب البريطاني عمالياً. في إيطاليا أثبتت السيدة ميلوني وتيارها اليميني القدرة على حسن إدارة الاقتصاد والحفاظ على مكانة بلادها المهتزة داخل الاتحاد الأوروبي. في ألمانيا حدث تقدم صاروخي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» وهو حزب يميني تأسس عام 2013 كردّ فعل على الإجراءات الألمانية لدعم اليورو. وفي…
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠٢٤
يصعب على عقلي المحدود أن يفهم بعض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخيرة. يقول بيبي نتانياهو في تصريح أخير له مع قناة «سي. إن. بي. سي» الأمريكية «إنه مستعد لعقد اتفاق جزئي من أجل الإفراج عن بعض الرهائن، ثم يعود بعدها إلى مواصلة الحرب في تصفية قوات حماس»، على حد قوله. إنه منطق «فاصل استراحة ثم بعده فاصل من القتل والقتال». هذا المنطق هو بلا شك ليس منطق تفاوض، لأن علم التفاوض منذ بدء الخليقة يقوم على منطق تبادل المنافع، أي شيء مقابل شيء، رهائن مقابل رهائن، إيقاف إطلاق نار مقابل رهائن، فك حصار وإدخال مساعدات مقابل إيقاف إطلاق نار، وهكذا.. أما منطق سوف آخذ منك ما أريد اليوم ثم أعود لقتلك غداً، فهذا منهج أو منطق لم نسمع به في عصر المفاوضات الحديثة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. لقد قام نتانياهو بوضع قواعد القتل والقتال، ومنها توقيت إنهائها الذي لا يعرفه أحد غيره. وقام نتانياهو بعدم تقديم أي تصور لمرحلة ما بعد توقف إطلاق النار في غزة، وشكل إدارة السلطة والحياة اليومية فيها. التصوّر الوحيد الذي يسوّقه نتانياهو هو منطق الحكم بالأمن الإسرائيلي عبر حزام أمني عازل في وسط غزة يقيمه الجيش الإسرائيلي. الأزمة الكبرى، أن الجانب الفلسطيني ليس لديه تصوّر متكامل وعملي لحفظ أمن واستقلال…
الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠٢٠
هل يصبح جيش لبنان هو الدواء المؤقت لسرطان الدولة الفاشلة؟ توقع الزميل «موفق حرب» فى تحليل سياسى بديع وعميق أن يؤدى انهيار الدولة فى لبنان إلى تسلم مؤسسة الجيش الأمور. لبنان هو مجتمع متعدد الطوائف، مناطقى، توافقى، عربى، فرانكفونى، هكذا قام عقب 1943 وهكذا سعت فرنسا - الأم الرؤوم للبنان - أن يكون. لم يعد متعدد الطوائف ولكن أصبح طائفياً! ولم يعد مناطقياً ولكن أصبح مهدداً بالانقسام! ولم يعد عروبياً بل أصبح أقرب لوصاية إيرانية تدير أموره من طهران. ولم يعد فرانكوفونياً، بعدما يئست فرنسا من اتجاهه مؤخراً فى مسار مضاد لها. ولم يكن الانفجار المادى فى مرفأ لبنان هو الكارثة الأكبر للبنان، ولكن الانفجار فجّر داخل نفوس غالبية اللبنانيين سؤالاً عظيماً وخطيراً: لمصلحة من ندفع تلك الفاتورة اللانهائية المؤلمة التى تدفعنا للجوع والتسول والعوز والعيش فى ذل ومهانة ونقص فى المواد التموينية والمحروقات والكهرباء ثم أخيراً تدفعنا للحياة مع الموت! السؤال الكبير: هل يجب أن تخلو محطات البنزين من الطاقة، ويرتفع سعر الدولار فى بيروت حتى تمتلئ محطات البنزين، ويتوفر الدولار فى دمشق؟ السؤال الكبير: هل يجب أن تدفع بيروت فاتورة قانون قيصر المفروض على دمشق؟ والسؤال الأكبر: هل يجب أن يموت كل رجل وامرأة، وطفل وطفلة فى لبنان حتى يعيش النظام فى طهران؟ عقوبة لا يستحقها لبنان، وفاتورة…
الخميس ١٨ يونيو ٢٠٢٠
هناك سيناريو كابوسى يعد له الآن بين إيران وتركيا! السيناريو يتلخص فى أن تقوم إيران صاحبة النفوذ فى اليمن بتمكين تركيا من الدخول مقابل أن تقوم تركيا صاحبة النفوذ فى ليبيا بإدخالها هناك. السيناريو هو أعطيك جزءاً من صنعاء مقابل أن تعطينى جزءاً من طرابلس. تبادل مصالح، تعاون فى المنافع، توجيه ضرر وعدائيات تجاه السعودية والإمارات ومصر. هذا السيناريو ليس افتراضياً، أو مجرد خيال كاتب، لكنه تصريح متعمد جاء على النحو التالى: صرح جواد ظريف وزير خارجية إيران: «لدينا وجهات نظر متقاربة ومشتركة مع تركيا، وتبادلنا الرؤى بالنسبة للأزمة فى اليمن ومعاناة الشعب اليمنى، ونحن منذ سنوات نريد أن تتحسن الأوضاع فى ليبيا واليمن، ولدينا رؤى مشتركة مع تركيا، ونحن ندعم الحكومة الشرعية فى ليبيا ونعتقد أنها (أى حكومة السراج) قادرة على إنهاء الأزمة، لذلك نرى أننا يمكن أن نتعاون فى رؤيتنا المشتركة فى اليمن وفى ليبيا على حد سواء». انتهى التصريح، ولكن يبقى أن رسالة جواد ظريف واضحة وهى تسهيل الطرف التركى لإيران دوراً فى ليبيا مقابل تسهيل الطرف الإيرانى دوراً فى اليمن! العلاقة بين إيران وتركيا تاريخية قديمة فيها صراع وتنافس وتضارب مصالح ثم استقرت مؤخراً إلى «تنسيق وتعاون استراتيجى» فرضته صراعات وتوازنات المنطقة. كلاهما له مطامع لتحقيق أحلام زعامة، مسرحها الرئيسى وجائزتها الاستراتيجية هى العالم العربى. كلاهما…
الجمعة ١٨ أبريل ٢٠١٤
أطول حدود مشتركة لمصر هى مع ليبيا، وهى بوابة مصر الغربية تاريخياً. وما يحدث فى ليبيا يؤثر فى مصر بشكل مباشر، وشكل النظام السياسى عندهم له تداعياته المباشرة على النظام عندنا. والحالة الليبية الآن عقب سقوط القذافى، هى حالة سقوط الدولة والدخول فى مرحلة اللانظام المؤدية للفوضى ثم التقسيم الجغرافى. وتزداد الحالة الليبية خطورة حينما نعرف أن النزعة القبلية والمناطقية هى المحرك الأول للتحالفات السياسية فى ليبيا، وهى أيضاً السبب الرئيسى فى احتدام الصراعات المسلحة. ويوجد فى ليبيا أكثر من 25 مليون قطعة سلاح تم الاستيلاء عليها من مخازن نظام القذافى ومن قبل قوات حلف الناتو التى كانت تسلح المقاتلين ضد النظام السابق. وبهذه المعادلة الحسابية تصبح هناك 6 قطع سلاح لكل مواطن ليبى! ومن المهالك التى يمكن أن تدمر وجود أى نظام سياسى زيادة نفوذ القوى الدينية المتطرفة الممولة من الخارج، وعلى رأسها تيارات السلفية الجهادية والقاعدة والجناح العسكرى لجماعة الإخوان. ومن الثابت أن المخابرات المركزية الأمريكية، التى تفقد أحياناً السيطرة على نشاط هذه الجماعات، رتبت فى أوائل يناير 2013 لقاءات بين جماعة الإخوان المصرية ومسئولين عن تنظيم القاعدة الدولى برعاية أبوأنس الليبى بهدف تمكين هذه الجماعات من نقل السلاح والأموال والأفراد إلى سيناء. وتتحدث مصادر مطلعة فى القاهرة عن أن بوابة الحدود المصرية - الليبية أدت إلى دخول…