الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠١٥
هناك مقولة قديمة مفادها بأن " العربة الفارغة تصدر جلبا، والتاجر المنادي على بضاعته، بضاعته كاسده، وهكذا...." والمتأمل لهذه المقولة يوقن تماما أن العمل، والإتقان، والتجويد فيه لا يتطلب الصوت العالي والضجيج ليشعر الجميع بالعمل الذي يؤديه كموظف! ولكن معظم الموظفين يتبنون مفاهيم وقواعد مختلفة، فتجد العربة الفارغة أقصد هذه النوعية من الموظفين يتظاهرون انهم منهمكون فالعمل، امام مدراءهم فقط، مع ضرورة التواجد دائما بالقرب من المدير العام ممارسا مهاراته وفنونه والتي اطلق عليها " فن التنطيط " وذلك خلال تواجد المسؤول، مختفين باختفاء المسؤول، مع بعض من الشكوى الدائمة من كثرة المهام الوظيفية وكثرة الأعباء، ويقضي يومه فالعمل على اثبات ذاته، والتحدث عن انجازاته، والتفلسف، مع التطفل على الآخرين، وازدراء أعمالهم وانجازاتهم، وتجده متواجدا في كافة المحافل الدولية والفعاليات المحلية، سوآءا اكان الموضوع يعنيه أو لا يعنيه، أو تمت دعوته رسميا او لم تتم، مع انه فالواقع خاوي النفس، او كما يقول مثلنا الشعبي "ما يعرف كوعه من بوعه "، متبنيا مفهوما جديدا هو " أنا أتنطط...إذا أنا موجود ومتميز " تلك النوعية من الموظفين اعتادت على ذلك لأنها تعتقد أن المتحدث كثيرا هو الأكثر عملا وانجازا، مع أن الأمر فالحقيقة أن الموظف الذي يعمل بصمت قد يعمل أكثر من غيره، وأن الموظف المبدع قد لا يجيد فن التحدث…
الإثنين ١٨ مايو ٢٠١٥
سمعت هذه المقولة كثيرا من موظفين مختلفين، فأحدهم يحدثني بأنه لو أصبح مسؤولا أو مديرا بأنه سوف يقدر عمل كل موظف مجتهد، وانه سيقوم بترقية كل موظف مخلص، وأنه لن يفرق بين الموظفين في المعاملة وفي المكافآت، وأنه سيرحب بجميع المقترحات المبدعة من الموظفين وسيعمل على تنفيذها، كما انه سيعصف بالموظفين المهملين وسيعاقبهم، ولكن السؤال المهم هنا ...هل تظنون أنه سيصدق في وعوده؟ بإعتقادي أن لكرسي المنصب ذبذبات سحرية غريبة، فبمجرد جلوس المدير العام عليه يتحول إلى شخص آخر، ويفكر بطريقة أخرى، وينسى جميع وعوده وأحلامه، فيبدأ أولا بوضع نظم وقوانين جديدة ليفرض حضوره، ويفرد عضلاته، ويبدأ بتنفيذ الخطوة الثانية من جدول أعماله وهي تقريب الموالين للنظام السابق ..أقصد المدير السابق منه، أو قد يستغني عن خدماتهم ويعمل جاهدا في توظيف أقاربه وأصدقائه، وأخيرا يعمل على إضطهاد الموظفين المجتهدين المخلصين خوفا منهم على منصبه الجديد، متناسيا وعوده السابقة لهم. برأيي أن معظم المسؤولين في وطننا العربي يتعاملون بنفس المنهجية إلا من رحم ربي، في حين أن الدول الغربية وغيرها من المجتمعات مثل اليابان تجتهد في وضع الأنظمة والقوانين والأفكار التي تحفز الموظف المجتهد، وتصنع الموظف المبدع، لا بل تتبنى الطفل منذ نعومة أظفاره لتبني داخله قائد المستقبل، الذي يتمتع بكل المهارات والخبرات اللازمة لإدارة وقيادة مؤسسات على المستوى العالمي بكل…
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
في كل صباح نسمع أو نقرأ عن مشاجرة شباب بالسيوف والسكاكين انتهت بإزهاق روح شاب في مقتبل العمر، أو خطت على جسمه عاهة مستديمة، ونقشت في نفسه ذكريات بشعة أليمة ! سيل من الدماء الشابة التي تراق! وقلوب أمهات وآباء تعتصر حزنا وكمدا على أبناءها الذين لم يذنبوا، ليستحقوا القتل أو الإيذاء، والغريب فالموضوع انه في أحدث مشاجرة بين عدد من الشباب تبين أن عددا من الجناة تتراوح أعمارهم بين 32 عاما إلى 37 عاما، وهذا باعتقادي السن المناسب للعقلانية والرشاد فقد بلغوا مبلغا يتطلب التفكير بجدية في المستقبل، فكم من السنوات يحتاج مثل هؤلاء للابتعاد عن الطيش والتهور؟ وهل لازالوا متأثرين بمشاهد القتل والعنف فالأفلام الهندية، والأجنبية؟! وهل يعتقدون أننا نعيش في شيكاغو؟! للأسف هذه النوعية من الشباب أفسدوا مجتمعنا الآمن، وتبنوا ثقافات وظواهر غربية لا تمت بصلة لديننا الحنيف المتسامح، ولا لعاداتنا العربية الأصيلة، لم نكن نسمع أو نشاهد مثل هذا الكم من العنف في المشاجرات، فلم تتعد المشاجرات استخدام العصي والهراوات! فكيف لنا أن نرتاح، ونضع رؤوسنا على المخدة لنغط في نوم عميق مع وجود هذه الفئات الضالة للطريق القويم؟! وكيف نأمن ترك فلذات أكبادنا تمارس حياتها اليومية في المدارس والأحياء والمنازل؟! هذا التيار الجارف أصبح يداهم الأبناء في عقر دارهم، بلا هوادة ولا خوف من عقاب…