الأحد ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤
الذي يدفعني إلى كتابة هذا الموضوع، هو الشعور العظيم بالسعادة والفخر بنجاح قيادات سعودية للإعلام السعودي، والذي بدأ منذ ثلاثة عقود تقريباً، بتأسيس صحيفة «الشرق الأوسط» وشقيقاتها، مروراً باستحواذ المال السعودي على صحيفة «الحياة» المرموقة، والتطور الذي تحقق لها، ثم تأسيس مجموعة «إم بي سي»، ومجموعة روتانا. ومما يؤسف له، أن معظم هذه القيادات والنجاحات التي تحققت تحت أيديهم، ربما لم تكن لتتحقق لولا وجود هذه المؤسسات خارج الوطن، ولكن تلك قصة أخرى لن أتناولها اليوم. بالأمس غادر الإعلام قيادي متفرغ، وأحد أبرز فرسان الإعلام السعودي - وأقصد عبدالرحمن الراشد - محطة «العربية» الإخبارية، مأسوفاً عليه من الكثيرين، بعد عقد من الزمن استطاع خلاله، على رغم المنافسة الشريفة وغير الشريفة بواسطة بعض المحطات الأخرى، وضع هذه القناة على رأس القنوات الإخبارية العربية، مصدراً موثوقاً به لوكالات الأنباء والمحطات الإخبارية العالمية. نعم نجحنا في مجال الصحف - كما أشرت - لكن من كان يتخيل أن تؤسس رؤوس الأموال السعودية قناة إخبارية بإدارة سعودية، ثم تتربع في هذه المكانة المرموقة عربياً وعالمياً. ما هي خبراتنا التلفزيونية الإخبارية في المملكة، ونحن لا نعرف عن نشرات الأخبار إلا «استقبل وودع» وصوراً مصحوبة بسمفونية لبيتهوفن، أقول: ما هذه الخبرات التي تؤهلنا لمثل هذا الإنجاز؟ لكنه حدث بالفعل بتوفيق من الله أولاً، ثم بفضل الرؤية الثاقبة…
الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤
هذا ما كان ينقص المأساة السورية التي تزداد هولاً ودماراً على مرأى العالم المتحضر، وما هو دون ذلك. لم يكن صعباً «تصوير» فيلم من دقيقة ونصف عن الفتى السوري البطل الذي يتعرض للقنص وينهض من «موته» لينقذ شقيقته من نيران القناص الغادر وسط صرخات التهليل والتكبير من خارج الصورة. الفيلم الذي لم يكن مقنعاً لكثيرين لحظة انتشاره كالنار في الهشيم على بعض الفضائيات التي «زينت» به أخبارها، وكذا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب شكوك حامت حول دور للفتى يقوم به أمام الكاميرا، إذ بدا أن نهوضه بعد تعرضه للقنص يتضمن شيئاً تمثيلياً. الاستلهام الهوليوودي في إنتاج صورة شبيهة صار ثيمة معروفة، ويتقبّلها الجمهور بوصفها وثيقة للاسترخاء من داخل الشاشة وخارجها. تصبح الأمور أكثر تعقيداً لسببين: أولهما لن يقوم أحد بنقد الفيلم المصور، فهو وثيقة من وثائق المعارضة السورية في صراعها مع النظام السوري، بالتالي قد يصبح هذا النقد أداة في يد النظام، مع أن الأمور ليست على هذا النحو إطلاقاً. وإن كان هناك من بد في إعادة إنتاج هذا «الاسترخاء» المؤلم فعلى الأقل يجب أن تتحلى هذه الوثيقة بصدقية منقطعة النظير، حتى «يستجلبها» التاريخ في أعداده المقبلة. لكنّ الخطورة لا تكمن هنا بالدرجة الأولى، فبعدما عرفنا من محطة «بي بي سي» أنه «فيلم» صوّره مخرج نرويجي شاب اسمه لارس كليفتبيرغ…
الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤
دخل إلى مكتبي يتوسل الموافقة على طلبه (قرض مالي بعشرات الآلاف من الريالات) على أن يسدد من راتبه الشهري المتواضع. قلت له خير إن شاء الله لماذا تحتاج إلى هذا المبلغ؟ فقال: سأدفعه مهراً لزواجي. سألته هل لديك بيت؟ قال: أحاول الانتهاء من شقة بنيتها في سطح المنزل. هذا الشاب يسكن مع والدته، وأربعة من إخوانه، وهو وأحد إخوته فقط من يعمل والبقية بلا عمل. والده الذي هو الآخر لا يملك دخلاً كافياً، بأي مقياس تركهم وتزوج من ثانية ولديها خمسة أطفال ويسكن في مدينة أخرى، ولا ينفق على عائلته الأولى أبداً. حاولت إقناع الشاب بأن يصرف النظر عن الزواج حالياً، حتى يتمكن مالياً من الوفاء بمتطلباته ومتطلبات الأولاد ورعايتهم وتعليمهم في ما بعد. قلت له إنك لن تستطيع حالياً أن تفعل ذلك مع المسؤوليات الأخرى التي حملها عليكم والدكم. طبعاً لم يقتنع وألحّ على الطلب ورفضت بدوري مساعدته. يقول إن أقاربه ينعتونه بشتى الألقاب لأنه بلغ الـ29 من العمر ولم يتزوج، قلت له: إن كان ذلك من باب الغيرة عليك فليمنحوك القرض أو يساعدوك، لماذا تأتي إليّ؟ هذا الشاب مع الأسف يمثل الكثير من الشبان ممن لم ينالوا نصيبهم من التعليم والخبرة في الحياة، ويظنون أن موضوع الزواج وبناء الأسرة مجرد حدث عابر لا توجد له تبعات ولا يخلف…
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤
شاءت الصدف أن أكون جالساً في إحدى المناسبات قبل أسبوع بين ثلاثة أصدقاء، وجميعهم ملاك ورؤساء تنفيذيين لشركات مقاولات وشركة كهرباء وميكانيكا كبرى تعمل في المملكة. تناول الحديث كما تتوقعون المشاريع وبطء التنفيذ أحياناً، وأحياناً تعطل المشروع لأعوام وكيف أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بدأ يوكل لشركة «أرامكو» السعودية بعض المشاريع العملاقة لثقته بأدائها والتزاماتها، وهي مبادرة رائعة لأنها أنقذت ونفذت الكثير بأزمنة قياسية وجودة عالية. سألت أحدهم لماذا خرجت هذه الظاهرة عندنا، وأقصد تأخر المشاريع وتعثرها، وكان الجواب على الشفاه وبلا تردد. أن طبيعة العقود الحكومية التي تخضع ومنذ عقود إلى نظام مشتريات أكل عليه الدهر. يقول صديقي بأن العنصر الأهم في نظام المشتريات لدينا في المملكة ما زال هو السعر، خلافاً لما هو معمول به لدى «أرامكو»، حيث السعر يأتي ثانياً، وربما ثالثاً. ليس «أرامكو» فقط، بل أن البنك الدولي الذي يمول آلاف المشاريع حول العالم يضع وزن السعر أو ثقله في التقييم عند حد ٢٠ في المئة فقط، بينما تأتي العوامل الأخرى بمراتب أولى. العوامل الأخرى هي إمكانات المقاول الفنية والمالية وسيرته الذاتية وسيرة مهندسي المشروع والسجل التنفيذي لمشاريع سابقة وتقييمها. ولو أن الأمر توقف عند السعر لهانت المصيبة، ذلك أن الإشراف نفسه والذي تقوم به الوزارة المستفيدة من المشروع هو الآخر رديء. معظم وزاراتنا لا…
الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤
في بلادي ومنطقة الخليج عموماً يعجب المرء من سيطرة المواضيع المثيرة ومعظمها عموماً سخيفة وتافهة، سيطرتها على المشهد العام، سواء في الصحف أم في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهل الأعمال التنموية الكبيرة الرائعة. والمثير للدهشة أن معظم الإثارة تصب بشكل مباشر نحو دولتين محوريتين في الخليج، إضافة إلى مصر طبعاً. السعودية والإمارات تحديداً تنال نصيب الأسد من الازدراء والاستهتار بل وحتى التخوين بواسطة أسماء محسوبة على بعض الجماعات الإسلامية المسيسة أو تلك المتعاطفة مع ما يسمى «الجهاديون» في سورية وغيرها. معظم هؤلاء مع الأسف من أبناء المملكة ومنهم أكاديميون وأكاديميات، إضافة إلى مجموعات تائهة تشتت في دويلات عدة. السؤال: هل تستحق السعودية والإمارات كل هذا؟ هل هي دول خائنة عميلة متآمرة كما يرددون؟ دعونا من باب التذكير فقط، نستعرض ما الذي يجري حقيقة على الأرض في هاتين الدولتين، ونشهد على حجم الخيانة والتآمر. في المملكة ومن بين العديد من المشاريع الأخرى، يجري حالياً تنفيذ 132 مستشفى جديداً بمناطق المملكة بطاقة سريرية تبلغ 33750 سريراً، إلى جانب خمس مدن طبية بمختلف مناطق المملكة بسعة سريريةً إجمالية تبلغ 6200 سرير. تم خلال العام المالي الحالي تسلم 16 مستشفى جديداً بمختلف مناطق المملكة بطاقة سريرية تبلغ 3700 سرير. هذا غير المراكز المخصصة للرعاية الصحية الأولية والأصغر حجماً، ولكنها أضعاف عدد تلك المستشفيات والمدن الطبية.…
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤
يتحدث أحد خبراء الأمن البريطانيين في محطة سي إن إن عن توقعات أجهزة الاستخبارات البريطانية التي تشير إلى وجود أكثر من ٥٠٠ «مجاهد» بريطاني في سورية والعراق يقاتلون ضمن مجموعات عدة قد يكون بعضها مناهضاً للآخر. ويعتقد أن الغالبية العظمى منهم التحقت بـ«داعش» في السنتين الأخيرتين، ثم يمضي هذا الخبير في حديثه عن الأسباب التي تدفع بريطانيين إلى ساحات القتال. يقول إن بريطانيا وخلال العقدين الماضيين أصبحت تحتضن ما لا يقل عن ٢٠٠٠ محرض على الجهاد توزعوا على إمامة مساجد الدولة بعد أن خطفوها من المعتدلين. ثم يعزي هذا الاختراق إلى استغلال هؤلاء الحركيين لقوانين حرية الخطابة والنشر التي توفرها بريطانيا لمواطنيها. هنا يبرز السؤال المهم. متى يتم تقدير خطورة هذه الحرية على الأمن الوطني؟ متى ترى سلطات الأمن البريطانية أن هذا المتحدث تجاوز الخطوط الحمراء؟ وما رأي المحاكم والقضاة هناك حتى بعد استدعائه؟ بريطانيا كما نعلم سبق أن آوت العديد من مثيري الجدل من الحركيين الإسلاميين وبعض المعارضين لأنظمة بلدانهم. آخر هؤلاء كان عمر محمود عثمان المعروف بـ«أبو قتادة» الذي تم تسليمه بعد طول انتظار إلى الأردن قبل عام تقريباً. فهل يجوز القول وبعد انتشار هذا العدد من المؤيدين للجماعات الإرهابية، أن لندن وفي مناهضتها «المفترضة» للإرهاب تأخرت كثيراً في مواجهتها وحسمها عند تعاملها مع المشتبه بهم؟ لا يوجد…
الأحد ٠٣ أغسطس ٢٠١٤
مع ما يحدث في غزة هذه الأيام من بطش إسرائيلي فتاك طاول النساء والأطفال والشيوخ والمدارس والمستشفيات وحتى محطة الكهرباء بلا رحمة ولا إنسانية، يقف المرء مذهولاً وحائراً.. هل هذا هو قدرنا كعرب؟ في الوقت نفس ما الغريب فهذا المشهد تكرر كثيراً؟ السؤال لماذا لا ننتصر؟ كيف أصبحنا نرى عدد قتلانا المرتفع دليلاً على الصمود ونفخر به؟ ما الأسباب الحقيقية وراء هزائمنا المتتالية؟ هل سنعاني كل عامين من هذا القتل وإزهاق الأرواح البريئة؟ وهل هي فقط كل عامين أم كل عامين وعقد وعقدين؟ حسناً، إلى متى؟ ولماذا؟ نحن العرب كما هو واضح لم نتغير أبداً ولم نستوعب من التاريخ شيئاً. مازلنا نردد عبارات الماضي ونستخدم أسلحة الماضي وهي على كل حال مفردات وعبارات فقط. فعبارات «الصمود» و«التحدي» و«تلقين العدو الدروس» و«محاربة الرجعية» و«الجهاد في سبيل الله» هي ما نكرره في كل وقت وهي مؤشرات النصر لدينا، وكأن العالم يسير على هوانا ويحتكم لعواطفنا. منذ نهاية حرب ٤٨ ونحن في صراع ليس مع إسرائيل فقط بل مع أنفسنا في الواقع. أتت ثورة ٢٣ حزيران (يوليو) عام ٥2 وركز فيها عبدالناصر - رحمه الله - على مناوشة أشقائه العرب «الرجعيين». غامر في اليمن وعاد بخفي حنين. ثم غامر في سيناء وحدثت النكسة الكبرى وضاعت سيناء والضفة والجولان وشيء من لبنان. لكن الذي…
الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤
وأقصد بذلك الإنسان العربي المسلم ولا أعمم بطبيعة الحال. أكتب هذا الموضوع بحرقة وحيرة وأنا متسمر أمام شاشات التلفزة التي تنقل مواكب رهيبة لعشرات العربات السوداء المصنعة خصيصاً لنقل الجنائز وهي تجوب طرقات هولندا الخضراء، حاملة جثامين الهولنديين من ضحايا الطائرة الماليزية المنكوبة فوق شرق أوكرانيا. على جنبات هذه الطرق اصطف آلاف السكان يحملون الورود وينثرونها على العربات التي تسير ببطء شديد. عدد الركاب الهولنديين في تلك الطائرة شكل ثلثي إجمالي عدد الركاب البالغ عددهم ٢٨٩ مسافراً. في هذا السياق نستذكر أيضاً مراسيم التأبين في نيويورك ولندن ومدريد وغيرها بعد هجمات القاعدة قبل عقد من الزمان، وقد تحولت إلى حدث سنوي مهم في تلك المدن. شعوري بالحرقة أتى بسبب اهتمام هذه الأقوام بالأنفس وتقديسهم للأرواح المفقودة خلافاً لما نمارسه في عالمنا وليت الأمر يتوقف على ذلك. سبق هذا المشهد في هولندا بطبيعة الحال وما زال مستمراً تغطية سقوط تلك الطائرة في لحظاتها الأولى والتغطية المستمرة لهجوم إسرائيل الوحشي على غزة، والذي تسبب حتى كتابة هذه الأسطر بمقتل أكثر من 800 فلسطيني وجرح وإعاقة الآلاف. وهناك بالطبع ما أصبح روتيناً مؤلماً في «عالمنا»، وهو التقارير الإعلامية عن سقوط ضحايا النظام السوري المجرم وضحايا الإرهاب في العراق واليمن واعتداءات القاعدة على حدود المملكة وعمليات التفجير والاغتيالات في مصر، وما يحدث في ليبيا…
الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤
أجد نفسي مجبراً على العودة إلى موضوع الرياضة وأهمية دورها كرافد من روافد التنمية الاقتصادية والبشرية بعد صدور الأمر الملكي غير المسبوق بإنشاء 11 إستاداً رياضياً جديداً، في عدد مساو من مدن المملكة لا يشمل الرياض وجدة، تزامن هذا الأمر مع تسمر الملايين داخل الوطن وخارجه بالطبع لمتابعة مباريات كأس العالم عبر الشاشات والمقامة حالياً في مدن عدة في البرازيل، وعلى المستوى الشخصي وأنا هذه الأيام في زيارة إلى الولايات المتحدة، لا يمكن أن أغفل عن التداعيات الإيجابية لهذا الحدث العالمي الكبير كما أراه أمامي في كل مكان، خصوصاً بعد نجاح الفريق الوطني الأميركي في الانتقال إلى المرحلة الثانية من البطولة بمساعدة «كريمة ومجانية» من فريق البرتغال الذي هزم كينيا، قبل عشرة أيام فقط كنت متابعاً لفوز فريق سان أنطونيو بكأس بطولة المحترفين في كرة السلة الأميركية بعد تغلبه على فريق مدينة ميامي بأربع مباريات لواحدة، وبعد موسم حافل بالمباريات امتد على مدى سبعة أشهر تقريباً، في الأسابيع القليلة الماضية أقيمت في باريس ونيويورك ولندن ثلاث بطولات عالمية مفتوحة للتنس، وهي مناسبات سنوية تقام في مثل هذه الأوقات في كل عام، تضاف إليها بالطبع بطولة أستراليا ودبي وفرانكفورت والدوحة وغيرها ولكن في أوقات أخرى، هذا غير بطولات الغولف والبيسبول التي لا تتوقف، وغير بطولات أوروبا المتنوعة ودوريات كرة القدم الرائعة…
الأحد ١١ مايو ٢٠١٤
الأشرطة السمعية التي تسربت أخيراً، وتضمنت أحاديث خطرة بين أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و«الهالك» معمر القذافي، لا يمكن أن تمر مرور الكرام على دولة بحجم ومكانة ومكتسبات المملكة العربية السعودية. جل ما دار في الحديث المسجل يشير إلى العمل بكل تخطيط وتصميم على إسقاط حكم آل سعود، وبالتالي تفتيت هذه الوحدة العظيمة، التي أسسها الراحل الملك عبدالعزيز، لذا فتوقعاتي تشير إلى اتخاذ المملكة قريباً إجراءات عملية قد تكون قاسية ضد قطر. الواقع أن محتويات هذه الأشرطة، وأخيراً وليس آخر، فسّرت لنا كمتابعين، السر في سلوك حكومة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منذ أن فاجأتنا قبل عقدين بهرولتها لاستضافة القوات الأميركية التي غادرت قاعدتها في مدينة الخرج السعودية، وقبلت بوجودها في منطقة العديد قرب الدوحة من دون أي شروط. فسّرت لنا مواقف تلك الحكومة السياسية الغامضة حول بعض القضايا العربية الشائكة، ومنها افتتاح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة، في خطوة أثارت استغراب الأعداء قبل الأصدقاء. فسّرت لنا ما يتردد عن الدعم القطري للحوثيين في اليمن، وتمرد البعض في البحرين، وتخريبهم وأعمالهم الإرهابية ضد مكتسبات البحرين وحكومتها وملكها. فسّرت لنا التحريض الذي تقوده قناة «الجزيرة» والموجه في شكل كبير ضد السعودية منذ تأسيس هذه القناة. كنا في المملكة في حيرة من أمرنا، إذ إن هذه…
الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤
تسلمّت «أرامكو» مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية، وأنهت مهمة البناء في عام واحد. قبل ذلك تولّت بناء جامعة كاوست وأنهتها في وقتها. أرامكو بصراحة تضرب أروع الأمثلة في القدرة على التنفيذ وبالجودة المطلوبة. هناك مثل شعبي قديم أذكره منذ نعومة أظافري يقول: «الرخيص مخيس»، ويعني ببساطة أن الأرخص ليس هو الأفضل، أو بمعنى آخر تجنب السلعة الرخيصة جداً. أتناول هذا المثل كتوظيف لملاحظاتي وملاحظات الكثير من المهتمين حول نظام المناقصات الحكومية في المملكة، وخصوصاً مشاريع البناء. كما نعلم جميعنا هذا النظام يركز كشرط أساسي على ترسية المشاريع إلى المتعهد الأقل سعراً على افتراض توافر بقية الشروط الفنية، وهو نظام ربما يبدو ظاهراً جيد، غير أن المشكلة تكمن في التفاصيل. وجود مثل هذا النظام يتطلب وجود الجهاز الحكومي القادر على اختيار المنفذ «المقاول» الأفضل من خلال قدرة أفراد هذا الجهاز على تقويم المقاولين تقويماً مهنياً، ثم القدرة أيضاً على الإشراف الدقيق والعادل، الذي يستند على أحدث المعايير الدولية في الإشراف على المشاريع. نتيجة لإصرارنا على التمسك بهذا النظام، ونتيجة لعدم توافر مثل هؤلاء الأفراد في الكادر الوظيفي الحكومي بمراتبه ورواتبه التي نعرفها، فتمت ترسية مشاريع على أطراف غير قادرة على التنفيذ، وتم اختيارهم فقط لأن عطاءاتهم كانت الأقل كلفة. بسبب ذلك تأخرت وتعثّرت الكثير من المشاريع لدينا، وهي في الغالب مدارس…
الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤
هذا الوسم ظهر في مطلع الأسبوع الماضي في «تويتر». قصته تتمثل بوضع أحد المغردين صورة لفتاة سعودية تعمل - كما يبدو - في متجر داخل مجمع تجاري، وقد وقفت بعباءتها ونقابها أمام «فاترينة» المحل لتنظفها. واضح أن هذه الفتاة بائعة وما تقوم به في متجر صغير هو جزء من التسويق، فنظافة «الفاترينة» تعبِّر عن احترام المتجر لزبائنه. لكن الصورة أثارت بعضهم، كما اتضح، وبدأوا بالنيل من الوطن ووزير العمل، وتوغلوا كثيراً في التأويلات إلى حد العفة والشرف وامتهان المرأة، ووصلوا إلى توزيع الثروة إلى آخر تلك الإسطوانة الرديئة. في «تويتر» - وإضافةً إلى بعض البسطاء المتحمسين - لا يمكن أن نغفل عن وجود حركيين، سواء من بقايا فلول «الصحوة» أم ذلك «الخريف» العربي المشرذم، وهؤلاء لا يمكن أن يفوِّتوا مثل هذه الفرصة، كما فعلوا في وسم «الراتب لا يكفيني». أهداف هؤلاء بالطبع ليست المحافظة على الفتاة وعفتها، بل النيل من الحكومة. لو أن عمل هذا الفتاة- وهو عمل شريف لا غبار عليه - هو المشكلة، فلماذا صمتوا إذاً أمام مهزلة «المسيار» التي ليس بها إلا النيل الجنسي من المرأة بعد أن يُرغِموها على التنازل عن حقوقها كاملة كزوجة؟ ولماذا صمتوا عن المرأة التي تفترش الرصيف وتجلس تحت أقدام المارة لتبيع المكسرات في لهيب الشمس، وعندما تحدثنا عن السماح لها بالبيع…