الثلاثاء ٢١ أبريل ٢٠١٥
لو كنت إيرانيا لشعرت بالمهانة والخذلان، نتيجة تراجع مصداقية طهران المزعومة، وضياع مكانتها المهزوزة تحت قبة الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، خاصة بعد أن كشفت 193 دولة أممية القناع عن أطماع طهران التوسعية، فقضت على أحلامنا 14 دولة سيادية، وامتنعت عن التصويت دولة واحدة فقط، تشابكت مصالحها الشيوعية مع مصالحنا الفارسية لتتلطخ أيدينا بدماء 300 ألف شهيد عربي مسلم في سورية، وتتدنس سمعتنا أمام شعوب الأرض قاطبة. ولو كنت إيرانيا لاستسلمت ذليلا محسورا أمام أكاذيب ومراوغة فضائحيات سيد "المنار"، ونفاق مرتزقة قناة "الميادين"، وتلفيق قنوات الضلال مثل "العالم" وباقاتها الشيعية التي تكشف على الهواء مباشرة خداع حكومة طهران، وفساد ذيول الممانعة وكساد عصابات المقاومة في سورية والعراق ولبنان واليمن. فبعد الاطلاع على نتائج مفاوضات برنامج إيران النووي التي استمرت 12 سنة وانتهت في ساعة متأخرة من ليلة كذبة أبريل الجاري بمدينة "لوزان" السويسرية، اكتشفنا فشل المفاوض الظريف في إقناع الدول الست الكبرى بأهداف حكومته النووية. فرغما عن أنف مرشدنا الذي فقد رشده، وسيادة ملالينا الذين أفقدونا سيادتنا، أرغمتنا هذه الدول على تخفيض عدد أجهزتنا الخاصة بالطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم من 19000 إلى 6104 أجهزة، وأجبرتنا على التعهد بعدم تشغيل سوى 5060 منها فقط، بموجب اتفاق نووي شامل، سيتم بعده تأديبنا تحت البند السابع لو رفضنا التوقيع عليه بحلول 30 يونيو…
الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤
دعواتنا لدولة قطر بالهداية والعودة إلى الصف الخليجي آمنة مطمئنة لا تقل في حدتها عن دعواتنا لتحقيق قطر المزيد من الرفاهية لمواطنيها، وتنفيذ الكثير من مشاريعها التنموية لخدمة أجيالها. فليس المهم أن تتربع قطر على المرتبة الـ15 كأفضل دول المعمورة لإقامة المشاريع الاقتصادية. وليس المهم أن تحقق قطر المركز الأول عالميا في معدل التوفير من الناتج المحلي الإجمالي الذي فاق 7%، أو المرتبة الأولى عربيا والـ30 دوليا في مؤشر الشفافية ومحاربة الفساد وتقنية المعلومات، أو المركز الـ13 عالميا والأول عربيا في قدراتها التنافسيّة على جذب الاستثمار الأجنبي. كما ليس من المهم أن تتبوأ قطر مركزها الأول بين الدول الخليجية كأسرع الاقتصاديات نموا بنسبة 6%، وأن ترتفع مساهمة قطاعها النفطي بنسبة 46% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، وأن تحقق قطاعات الخدمات المالية والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال نموا بنسبة 9% سنويا، لتمنحها مؤسسات التصنيف السيادية أعلى المراتب الدولية بين الأسواق الناشئة، لتصنف قطر في المرتبة الـ13 ضمن الدول الأكثر تنافسية في العالم والأولى في الشرق الأوسط. الأهم من التفوق في هذه المراتب، هو أن تحتل دولة قطر مركزها المميز بين الدول الخليجية في نصرة أشقائها لدعم مواقفهم الموحدة، وتحقيق أهدافهم المشتركة. فدولة قطر وصل عدد سكانها خلال العام الجاري إلى 2 مليون نسمة، لا يتجاوز عدد القطرين منهم 300 ألف…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣
نتيجة انشغالنا طيلة حياتنا بتفسير نظرية المؤامرة المحاكة ضدنا، وشغفنا المنقطع النظير بفك طلاسم السياسة التي لا نفهمها، وتورطنا الفريد في تغييب العقل وتشتيت الفكر واستباحة الضمير، أصبح من المستحيل لفت انتباه عالمنا العربي لكنوزه الاقتصادية المهجورة وقضاياه المصيرية المنكوبة. الوطن العربي يخسر سنويا 122 مليار دولار أميركي نتيجة لعدم الاستفادة من تدوير النفايات الصلبة التي ينتجها. في دول الخليج العربية يقدر حجم النفايات الصلبة بنحو 92 مليون طن سنويا، وتشكل المخلفات الإنشائية 53% منها والنفايات البلدية 33%، فيما تبلغ النفايات الصناعية 14% من إجمالي النفايات. حصة السعودية فقط من النفايات الصلبة تشكل نحو 65% أو ما يعادل نحو 17 مليون طن سنويا، ليفوق معدل ما ينتجه الفرد السعودي سنويا من هذه النفايات 675 كيلو جراما، وهو من بين أعلى النسب عالميا، حيث يصل هذا المعدل للفرد الواحد 790 كيلو جراما في أميركا و512 في بريطانيا، و297 كيلو جراما في الهند. النفايات الصلبة تنقسم إلى عدة أنواع، معظمها ناتج عن مخلفات البناء، وأهمها النفايات البلدية والصناعية والزراعية، إلا أن أخطرها النفايات الطبية والنووية والإلكترونية. قبل أيام حذرت منظمة الأمم المتحدة من تفاقم مشكلة النفايات على مستوى العالم، مشيرة إلى أن سكان الكرة الأرضية الذين يفوق عددهم 7 مليارات نسمة، ينتجون نحو 5 مليارات طن من النفايات سنويا وبمعدل نمو سنوي…
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٣
لأنه يشكل أهم التحديات التي تواجه دولنا الخليجية، يجب أن يحتل الأمن المائي والغذائي أهم أولوياتنا المُلِحّة. من واجبنا البدء فوراً بإنشاء المجلس الخليجي للأمن المائي والغذائي، والسعي لإنشاء مخزونه الاستراتيجي لما له من أهمية قصوى تفوق أهمية المخزون الاستراتيجي للنفط والغاز لصلته المباشرة بالحياة ومستقبل الأجيال. في العام الماضي استوردت دولنا الخليجية 83% من احتياجاتنا الغذائية من مزارع 126 دولة حول العالم، لنحتل المرتبة 18 بين دول العالم في قيمة هذه الواردات، ولنتربع قائمة أكبر القوى الشرائية للمواد الغذائية الأساسية في العالم بالنسبة لعدد السكان. خلال العقدين الماضيين تفاقمت الفجوة الغذائية في الدول الخليجة نتيجة تراجع الإنتاج الزراعي فيها إلى النصف، وصاحب ذلك نمو غير مسبوق في استهلاكنا للسلع الغذائية الرئيسية بمعدل يزيد عن 15% سنوياً. وفي العام الماضي فقط ارتفعت قيمة الواردات الغذائية في الدول الخليجية إلى 27 مليار دولار، لتشكل 16% من قيمة كافة وارداتنا، واليوم أصبحنا نعاني من فجوة غذائية مزمنة تفوق نسبتها 100% في الأرز و92% في الذرة و86% في الشعير و76% في القمح و34% في اللحوم والألبان. في تقريره الصادر نهاية العام المنصرم، أوضح برنامج الأغذية العالمي أن العجز الغذائي المتفاقم في الدول الخليجية جاء نتيجة اختلال التوازن بين زيادة السكان وانحسار الإنتاج، إضافة لاتساع رقعة التصحر وجفاف الطبيعة وندرة المياه، مما أدت جميعها…