الأحد ٠٨ يوليو ٢٠١٢
المقدس صفة تضفى على المعنى أو الشيء لتخرجه من نقد الواقع إلى الاستسلام لمشيئته و قدرته و تنزهه عن المساس به من قبل من هم أقل منزلة و قدرة. تلك القدسية نقرأها في الأساطير البابلية واليونانية و الفرعونية و ما سبقها أو تلاها من حضارات أيضا هي صفة تخلع على الآلهة سواء كانت رمزا أو تمثالا أو حتى حيوانا أو بشرا – أكسبها الكهنة تلك القدرة التي كانت تسيّر بها الناس و توجه بها الفكر الجمعي في إطاعة الملك / الآلهة و تكسّب كهنة المعبد الذين كانوا يعتبرون بطانة ذلك الملك/الآلهة. و في المسيحية أصبح الأمر شائك في التمييز بين لاهوت عيسى و ناسوته حيث اعتبر أنهالآب(الرب) – اللاهوت الذي تمثل في صيغة الإبن – الناسوت الخاضع لمشيئة اللاهوت.و تجسدت طاعته في الصلب حتى الموت معتمدين على قول لعيسى عليه السلام حين قال (أنا و الآب واحد) ما يعني وحدانية الجوهر في الطبيعة اللاهوتية. و حين أتى الإسلام حرر الفكر من هذا المعتقد بما ورد في آياته بأن الشرك لأمر عظيم و كفر كل من أعتقد بأحد أنه مشارك للإله في قدرته و مشيئته فما الرسل سوى بشر أرسلهم الله للهداية و حرم تقديسهم بوضعهم في منزلة الربوبية العليا ومقام الإله الواحد الأحد. و في العهد العباسي بدأت تظهر الطرق…