الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
الوطن دائماً في الذاكرة، ورغم أن الذاكرة قد تخيب آمالك في استرجاع بعض التفاصيل، إلا أنني لا أتذكر إطلاقا قبل انتقالي لكندا للدراسة وذلك قبل بضع سنوات عواصف رملية بحجم ماأراها في الصور وأسمع عنها في الوقت الحالي. ففي السنوات الأخيرة أصبح العج والغبار والعواصف الرملية أمرا معتادا عليه خصوصا في الصيف والربيع حيث تشهد المملكة ومنطقة الخليج العديد منها في الموسم الواحد، حتى طغت حكايات الغبار المجالس والمكالمات الهاتفية وجروبات الواتس اب، وذلك بسبب االتجارب السيئة الناتجة ابتداء من تنظيف المنزل إلى أزمات الربو والصدر المتزايدة حتى حوادث السير الناتجة من انعدام الرؤيا. ولكن يتناقص هذا التركيز في الحديث عن العواصف الرملية في القطاع الصحي والإعلام الرسمي و مستوى القرارات والسياسات رغم مشاكل الغبار التي تثقل كاهل المواطنين والدولة صحيا و اقتصاديا. العواصف الرملية أمر من أمور الخالق ومرتبطة بالبيئة الصحراوية ولكن تزايدها في الفترة الأخيرة يعود وبشكل جزءي للجفاف الناتج عن التغير المناخي والانحباس الحراري بالإضافة لسؤ ممارسات الرعي والزراعة وإدارة الأراضي الجافة، مم يستدعي إجراءات وقرارات تساعد في التقليل منها أو حتى من نتائجها السلبية كتشكيل لجان تشمل مزارعين وعلماء تربة وغيرهم للتشجيع على ممارسات رعي وزراعة صحية مثل ترك النباتات في الحقول حتى بعد الحصادلاستمرار تماسك التربة،وضع أنظمة لحماية البيئة والأشجار حتى تساعد في تحصين المناطق…
الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠١٣
سعت أقسام الدراسات الإنسانية في جامعاتنا السعودية مذ تأسيسها لاتباع النظام الجامعي العالمي المتبع آنذاك والذي يقوم على تجزئة الثقافة الإنسانية إلى أجزاء وفئات فهناك علم الاجتماع، التاريخ، الدراسات الأدبية ....الخ ووُضِعت الأنظمة واللوائح التي نصت على التقيد بإحدى هذه التخصصات في معزل عن التخصصات الأخرى ، فدارس الأدب يسعى إلى دراسة الأدب في مرحلة البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه، وليس من المفترض أن يسعى أكاديمياً لكسب المعرفة من التخصصات الأخرى مهما ارتبطت في الحقيقة تلك التخصصات بمجاله. ورغم ان التخصص في العلوم الإنسانية لازال هوالنظام السائد في العالم ، إلا أن هناك مرونة في الانتقال بين التخصصات بل توجه واحترام لتعددية المعرفة والبحوث المعتمدة على التعدد في المنهجية المستخدمة. لازال جزء من القطاع الحكومي والخاص محلياً يتطلب من المتقدم للوظيفة حصر بحثه ودراسته في مناطق أكاديمية ضيقة مما ينتج عنه تشكيل ايدولوجيات ودراسات منفصلة عن بعضها البعض، أولاً، و بعيدة عن المجالات العامة ، ثانياً، لأن الدراسة التخٓصُّصِيّة تفتقد الطبيعة العضوية المتطلبة أحياناً للإنتاج الفكري والعملي. مشكلة تواجه جزء من المبتعثين وهي حصر التخصص والتي سمعت من الكثير عنه ومما يروونه من شعور بخيبة الأمل عندما يتوجهون وكلهم حماس ويقين بقدرتهم على الإنتاج والعطاء لما اكتسبوه من معرفة وأدوات و على خلق ماهو إيجابي وجميل بها إذا ماسُمحت لهم فرصة…
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
تداولت الصحف وبعض وسائل الإعلام في الأسبوعين الماضيين خبر عن دراسة كندية أجراها باحثون من جامعتي مونتريال وأوتاوا ونُشرت في مجلة الدين والعلوم الفرنسية ، تنص تلك الدراسة بأن الأم تيريزا كانت بعيدة عن النزاهة ونكران الذات التي ارتبطت بها ارتباطاً شديداً حتى أصبحت رمزاً عالمياً للبذل والإيثار ونالت لأجل ذلك جائزة نوبل للسلام، فقد كانت منازل رعاية المرضى التي أدارتها تعاني من فوضى و من نقص في المواد اللازمة واجراءات الصحة الضرورية، وافتقرت لمسكنات الألم حتى في أصعب الحالات وذلك لأن في منظور الأم تريزا أن "هناك شيء جميل في رؤية المساكين يقبلون بقدرهم ويعانون كما عانى المسيح فالعالم يستفيد الكثير من معاناتهم". استنتجت الدراسة إلى أن أسطورية الأم تيريزا أتت من حملة إعلامية مكثفة أظهرتها كرمز من القدسية والطهارة بينما كان في وسع وسائل الإعلام التي تناقلت أخبارها وأعمالها الخيرية أن تكون أكثر دقة في التحري ونقل الخبر. ما استوقفني في الدراسة هي الرابطة الوثيقة بين تقديس الأشخاص ونسبة المعاناة والألم ، فقد أُجزم بأن العلاقة بينهما تكاد تكون نسبية، أي أنه كلما ازدادت قدسية أشخاص كلما حكمنا بزيادة معاناة أشخاص آخرين. فلو كانت وسائل الإعلام والفاتيكان والحكومة الهندية أشد رقابة وأكثر تحري في نقل ماكان يجري في منازل الرعاية لربما سعت مؤسسة الأم تيريزا للعناية أكثر بتلك…