الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١٦
يطلق على الشخص الذي يسرق عمل وأفكار الآخرين "حرامي"، فإذا أعاد تدويرها، ورتبها في خطوط ملونة وقدمها بكل مكر باسمه يصبح "حرامي ومحتال". فإذا حاولت التلميح لرئيسك بهذا الأمر، فقد تُعاقب بقسوة تصل إلى تجميد مستقبلك الوظيفي. لأن من يفعل ذلك في نظرهم "مستشار إداري" وظيفته أن يعلمك كيف تفكر. فيراقب طريقة عملك، ويدون جميع المعلومات منك، ثم يقوم بتحليل كمي للحسابات والبيانات بطريقة جذابة، بعد إعادة تدويرها، وفي النهاية يقدمها لرئيسك باللغة الإنجليزية. في سنوات الكساد طرأت على "جيمس ماكينزي" فكره جهنمية، تهدف إلى تقليص حجم شركته، بعد أن عانت من خسائر فادحة وكاد أن يخسرها. بدأت الفكرة حين أخذ يعيد جداول حساباته، مطوراً طريقة حسابية تركز بشكل كبير على التكلفة والربح فقط، حين طبقها في 1935، على "شركة مارشال فيلد" لمتاجر التجزئة، انتعشت المتاجر وعادت تربح من جديد، ولكن ذلك الربح، جعل 1200 موظف يخسرون وظائفهم. لتخسر على أثرها إدارة الشركة ولاء بقية الموظفين داخلها. وبعد الحرب العالمية الثانية، انتعشت شركة ماكينزي واشتهرت، بعد أن قدمت لشركات عديدة، كانت تحتضر آنذاك فكرتها القبيحة، التي تهدف إلى تجويع الإنسان لتوفير المال. ولأن أغلب موظفي ماكينزي كانوا من الشباب آنذاك، ساهمت الشركة بإنشاء برنامج ماجستير يرتكز على "فكرة" مؤسس الشركة، لإدارة الأعمال بجامعة هارفارد. لتصبح هارفارد فيما بعد علامة تجارية…
الأحد ٠٢ أكتوبر ٢٠١٦
لا يوجد مكان أكثر أمانا في هذا العالم مثل حضن الأم، وربما يكون المكان الوحيد الذي قد يلجأ إليه الإنسان، حين تعصف به هموم الدنيا وتلقي بأثقالها على عاتقيه. فلا توجد لحظة تضاهي لحظة الارتماء في أحضانها، ليشعر المرء على الفور بالراحة والأمان، فهي الشخص الوحيد الذي لا يمكن أن يخذلك أبدا. ولكن هذا لا ينطبق على جميع الأمهات، ففي اللحظة التي يموت حس الأمومة في قلب الأم.. فلا أمان. كل تغيير يطرأ على الإنسان، يبدأ من نقطة تحوّل تنقله من حال إلى آخر، فقد تصنع منه إنسانا أفضل أو أسوأ، وتلك النقطة لا تأتي فجأة، بل تسبقها مرحلة إعداد وتهيئة، تصاحبها إشارات وعلامات، يتم للأسف تجاهلها كثيرا في محيط الأسرة، والعمل، والجامعة أو المدرسة. وحين يصبح تحوّل الفرد خروجا كاملا عن القانون، أول من يستنكره ولا يصدقه المحيطون به، على الرغم من أنهم كانوا يلاحظون تلك الإشارات، ولكن لا يعيرونها ذلك الاهتمام، خاصة حين تأتيهم متخفية برداء الدين. فعلى سبيل المثال، لم يدر بخلد طالبات كلية التربية للبنات في بريدة، أن مسؤولة حلقات تحفيظ القرآن داخل الكلية "هيلة القصير"، ستكون أخطر امرأة بعد ارتباطها بتنظيم القاعدة، مثلهن مثل طالبات جامعة الملك سعود، اللاتي لم يتوقعن أيضا أن تكون أستاذة قسم أصول الفقه عبير الحربي على لائحة المطلوبين الأمنيين، ولم…
الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
بعد أن ألقت الطائرات الأميركية القنبلتين النوويتين فوق مدينتي هيروشيما وناجازاكي، قال بعدها الرئيس الأميركي آنذاك "هاري ترومان"، "العالم الآن في متناول أيدينا". هكذا كان يعتقد. منذ الأسبوع الماضي والبيت الأبيض في حالة ارتباك، يبذل محاولات حثيثة لإقناع الكونجرس الأميركي بالعدول عن قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، والذي سيسمح لذوي ضحايا هجمات سبتمبر 11 بمقاضاة بعض الدول في ذلك الحادث. فبعد أن اضطر الكونجرس بضغط من السعودية، إلى الإفراج عن الـ28 صفحة من ملف التحقيقات، والتي تتعلق بالدور المزعوم للمملكة في العمل الإرهابي، أصيبت المؤسسات الأميركية المعادية للمملكة بخيبة أمل، لفشل عملية ابتزاز أخرى، بعد أن أثبتت تلك الصفحات براءة المملكة من جميع تلك الاتهامات، ومع ذلك لم تتوقف محاولات الابتزاز، بل أصبحت تتكرر بطريقة مكشوفة، أكثر من أي وقت مضى. ومن يتمعن في تفاصيل ذلك القانون، سيجد أنه يجدد العقلية الاستعمارية القديمة نفسها، والتي أظهرها الرئيس هاري ترومان بعد أن أسقط القنابل النووية، ولكن هذه المرة أسقطت القناع عن الكونجرس الأميركي، حين أعلن بعجرفة مقيتة عن بداية فوضى عالمية، بمنح الولايات المتحدة الحق بسن قانون يُعرِف الإرهاب بطريقة تعود عليه بمصلحة كالعادة، في تجاهل صريح للمجتمع الدولي بمختلف توجهاته السياسية والدينية والعرقية. وهذا الموقف الاستبدادي في إعطاء الحق في اتخاذ قرارات دولية تُلزم بها أميركا جميع الدول، يذكرني بالعقلية…
الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١٦
في سنوات الطفولة، كان علي دائما التواري عن الأنظار في المنزل، أثناء قراءة قصص المكتبة الخضراء، لأن الكتب المسموحة آنذاك كانت كتب المدرسة فقط، ولا شيء آخر غير كتب المدرسة، وأي كتاب آخر لا يمكن أن يُنظر له ككتاب مفيد، بل يُحسب من كتب اللهو ويعتبر مضيعة للوقت. وفي المدرسة كان علي أن أُبرر للمعلّمة، حين أحاول أن أبريء ساحتي عن تهمة اللعب أثناء الحصة، وأختلق لها حكاية طويلة عريضة، كي لا تُصادر الكتاب حين تضبطني متلبسة، أثناء عملية تبادل مع زميلتي، ففي كل مرة كنت أضطر لسرد نفس التبرير، وأتوقع أن يمر ذلك على المعلمة وتصدق، بأن الكتاب يعود لوالد تلك الزميلة، حيث تركه سهوا في بيتنا أثناء زيارته لوالدي. وهكذا، كلما ضُبطت متلبسة مع كتاب، كان علي أن أبرر وأبرر لكل من حولي، بأنني لا أقرأ بل أفعل شيئا آخر بالكتاب غير القراءة، مثل أن أستخدمه كوسيلة للبحث أو مرجع، أبحث داخله عن معلومة أو أتبين منه أخرى. لأن أي كتاب يظهر في حياتي غير كتب المدرسة، يرمز لإهدار الوقت وينذر بضياع المستقبل، وينقل وهما بخراب التفكير، هكذا كان بعض الكبار في محيط المنزل والمدرسة يعتقدون. والأمر الأكثر ظرافة وجنوحا، تلك الأفكار القلقة التي كانت تعبر عنها جدتي، حين اكتشفت بأنني نشأت مولعة بالقراءة، فكانت أكثر ما تخشاه،…
الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١٦
في مرحلة ما من الطفولة كنا نعتقد بأن الأبطال الخارقين، يأتون من كواكب أخرى ليعيشوا بيننا على الأرض، ويقضوا جل وقتهم متخفين. وبكل براءة كان لدينا تلك الثقة، التي لا تجعلنا فقط متأكدين بأننا سنلتقي بهم يوماً، بل وسيقتحم أحدهم المكان، حين نكون في ورطة أو مواجهة موقف صعب لينقذنا منه، ثم يمنحنا جزءا من قواه الخارقة ليحمينا من الأشرار. وحين بدأنا نكبر، تعمد الكبار تبديد تلك الفكرة من مخيلتنا يوما بعد يوم، حيث كان أمراً صعباً أن نقتنع بأن وجودهم ليس حقيقة في البداية، ومع الوقت انطفأت كل تلك الأحلام الجميلة المؤجلة، التي كنا ننتظر تحقيقها تباعاً، إلى أن تلاشت تماما بعد أن كبرنا. ولكن دون أن تنتهي عند الطفل القابع داخلنا، فما إن يتم الإعلان عن فيلم جديد لسوبرمان أو باتمان، حتى نهرع لنلتقي ببطلنا الخارق سراً في تلك المدينة الخيالية، التي تُحرك إحساسا معبقا بشغف الطفولة، فيهمس الطفل داخلنا أثناء العرض "ليتك بالخارج". ومع أن الوجه البشع الذي أصبح يطل علينا كل يوم، من واقع الحروب والدمار، يبعث على الاكتئاب والتعاسة، إلا أنه ما زال لدي تلك القناعة بأن البطل الحقيقي، يعيش معنا على هذه الأرض، ولكن لا نستطيع رؤيته بوضوح، لأن قواه الخارقة ليست كما نتصور. "دوبري دوبريف" مسنٌ نحيل تقوس ظهره بشدة. فقد جميع أفراد…
الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠١٦
في بلدة بعيدة، يُحكى أن عُيّن رجلاً اسمه "غسان"، كمسؤول عن صيدلية المستشفى الصغير الذي يخدم أهالي تلك البلدة. ليس لأنه كان كفؤاً أو عبقرياً، بل لأنه كان الشخص الوحيد الذي يعمل بالصيدلية آنذاك. وشفع له ذلك تبرعه المستمر، بتقديم خدمات إنسانية منقطعة النظير لمدير المستشفى، فحين كان يتأخر لوعكة صحية أو لأي سبب آخر، كان غسان يفتح مكتبه، ويبعثر الأوراق على طاولته، ويضع بجوارها قدحاً ساخناً من القهوة، وكلما بردت يجددها بفنجان آخر، إلى أن يصل المدير إلى مكتبه. وإن لم يحضر يقوم غسان بجمع أوراق العمل المتكدسة على طاولته، ويأخذها إلى منزله، ويتبرع بتوصيل أبنائه إلى المدرسة. وفي كثير من الأحيان كانت إنسانيته تبلغ منتهاها، حين يتفانى بجلب مشتريات واحتياجات المنزل، حتى يتسنى لزوجة المدير البقاء بجوار زوجها ورعايته. أثناء كل ذلك كان يتكدس المرضى لساعات طويلة، أمام نافذة الصيدلية المغلقة. بعد عدة سنوات وقبل أن يتقاعد المدير، أصبح غسان مديراً للمستشفى، ليس لأنه كان كفؤاً أو عبقرياً، بل لأن المدير القديم كان يحبه. توسع المستشفى وبدأ أبناء وبنات البلدة بالبحث والتقديم عن وظائف داخله، فلم يعجب غسان مسألة أن تكون شهاداتهم من جامعات محلية، وليست أجنبية، فرفض توظيفهم بحجة عدم مطابقة تخصصاتهم لاحتياجات المستشفى، مع أن جميع الوظائف التي قدموا عليها كانت لوظائف غير شاغرة. في تلك…
الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠١٦
على الرغم من أن مشاركات العرب في الألعاب الأولمبية كانت محدودة، ولم تلفت الأنظار كثيرا في السنوات الماضية، إلا أن مشاركتهم هذه السنة لم تسجل حضوراً فقط، بل مواقف ودروسا وأكثر من حكاية، تستحق أن نتوقف عندها قليلاً. ففي الوقت الذي زاد فيه تمثيل النساء العرب في هذه الدورة، تجاهل المتابع في بعض الدول، واحدة من أهم أهداف الألعاب الأولمبية النبيلة، والتي تدعو لتوحد العالم وتناسي الضغائن والأحقاد، وركز تعليقاته بكل سطحية على ما كانت ترتديه المشاركات العربيات فقط، في نظرة تكشف عن حجم الدونية والانتقائية البغيضة، التي من الممكن أن تحويها عقلية أي إنسان لديه خلل. مع أن مشاركة النساء العربيات، كان لها الفضل في دخول دولهن لدورة الألعاب. فحين تبدع أي لاعبة من دولة غربية، يكون التعليق مليئا بالإشادة والتشجيع على براعة أدائها، وحين تتنافس أي لاعبة عربية، لا يُرى من أدائها سوى ما ترتديه. والغريب أن الفريق السعودي، حين بذل كل ما في وسعه، استاء البعض من احتلالهم المراتب الأخيرة، مع العلم بأنه لا توجد من الأساس رياضة نسائية في المملكة، ولا تدريبات جادة أو احترافية لألعاب القوى، ذلك التدريب الذي من المفترض أن يؤهل اللاعب للمنافسات الدولية. والموقف الجميل هذه السنة، مشاركة فريق للاجئين لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، في رسالة تبعث الأمل في نفوس…
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦
نعيش في عالم مملوء بالمتناقضات، يرى بعضهم فيه ألا ضير في إضافة متناقض آخر، وأصبح من الغريب أن نستنكر تلك الإضافة، مادام الكون من حولنا يعج بألوان وأشكال منها، بل فُرِضَ علينا أن نتعايش مع وجودها مثل بقية الناس، وكأنها أمر طبيعي. ومع ذلك يرفض العقل تجاهل أي حركة «استعباط»، لأنها بكل بساطة حين تأتي تصدمنا بكمية الاستخفاف الذي تحويه بعقولنا، وأسوأ ما نضطر إلى أن نفعله حيالها هو محاولة تمريرها وبلعها بأي وسيلة، وإن نجحنا في ذلك، فلا ننسى لحظة الصمت، وقبولنا فكرة ادعاء «العباطة»، بل سيؤلمنا وخز التأنيب كثيراً، وسنلوم أنفسنا، لأننا في اللحظة تلك التي اخترنا فيها الصمت لم تكن سوى إعلان منا بالموافقة على استغفالنا. كانت البداية في عام 2012 حين تجاهلت اللجنة الأولمبية السعودية تماماً حقيقة أن المرأة في بلدنا مازالت تخوض معارك من أجل السماح لها بدراسة الرياضة في المدارس الحكومية، ومازال قطاع التعليم والرياضة يعاني من «الاحتساب الإلكتروني»، والغزوات المضادة على الديوان في كل مرة تتجدد فيها المطالب، التي تنادي بضرورة وجود أندية رياضية نسائية، حيث تتعسكر في كل مرة نفس المجموعة المتخصصة في «ركن المرأة» لتهوِّل وتروِّع وتهدِّد إلى أن «أسالت من تهويلاتها دموع المسؤولين على الهواء». ومع ذلك نجحت اللجنة في إقحام فتاتين في أولمبياد لندن دون أن يكون لها فضل…
الأربعاء ٠٣ أغسطس ٢٠١٦
كل قضايا الأطفال في هذا المجتمع تعنينا، ونهتم بها ونأخذها على محمل الجد، وكأنها تحدث لأطفالنا، فإذا أعطينا ظهورنا لقضية واحدة، فسيتخاذل بقية أفراد المجتمع عن الانتصار للطفولة، التي قطعنا سنوات نعُدها للمستقبل، نفس المستقبل الذي سيعيش فيه أبناؤنا وأبناء الناس معاً. لذلك لا نستطيع أن نكتفي بالاهتمام بالقضايا التي تدور حول أطفالنا بأنانية مطلقة، بل ينبغي أن نقوم بدورنا الإنساني ومسؤوليتنا كأفراد، للمحافظة على الإنسانية من الانقراض، بالتحرك والتبليغ واتخاذ موقف نبيل من الانتهاكات الشاذة التي تحدث حولنا. كل طفل يتم تعنيفه أو تعريضه للإهمال والأذى، هو ابن لنا ولهذا المجتمع، طالما يعيش معنا تحت سماء واحدة. فإن كنا اليوم نستطيع حماية أبنائنا، فهذا لا يعني أننا سنستطيع للأبد، ولا نضمن بأنهم سيُعاملون معاملة حسنة بعد أن نرحل ولا يصبح لوجودنا تأثير، «لا شيء مضمون». ولكن بأيدينا أن نطالب بتقوية سطوة القانون، الذي من شأنه أن يحميهم ويرحم ضعفهم ليبقوا في حماية الدولة، التي وضعت لهم «نظام حماية»، مازلنا نطمح بأن تكون لائحته التنفيذية أكثر صلابة، لتردع جرائم مختلي هذا الزمن بحق الطفولة. شاءت الأقدار أن تنكشف معاناة أطفال خيبر للملأ، من أجل إنصافهم وإنقاذهم ورفع الظلم عنهم في المقام الأول. ولتكشف عن نوعية التهاون والتخاذل، الذي اشترك فيه عدة أطراف، كانوا يعلمون مسبقاً بالحياة التعيسة البشعة التي كان…
الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠١٦
* المصيبة في ذلك، ليس سرعة انتشار تلك المقاطع فقط، بل اندفاع عدد من المختلين نفسياً، للدفاع عن سلوك أحدهم مؤخراً، حين ألقت شرطة الرياض القبض عليه، بعد مجاهرته بالتحرش بالأطفال في نهار رمضان، دون أن يضع أدنى احترام للشهر الفضيل …… لا يوجد مبرر في ثقافة أي شعب من الشعوب حول العالم، ولا تحت أي دين من الأديان السماوية التي نعرف، يعطي الحق لأي إنسان، أن يعتقد بأن مسألة التحرش بالأطفال أمر عادي، يمكن الاستخفاف به وإدراجه تحت أبواب المزح البريء. ولم أجد إلى الآن، أسوأ من هؤلاء الأفراد المحسوبين على مجتمعنا كرجال، والذين أصبحوا يتسابقون بصفاقة، على تأسيس شعبيتهم وجماهيريتهم بالمجاهرة بقلة أدبهم، ونشر ثقافة (التحرش) في فضاء الإنترنت، والاستعراض بألفاظ مشينة خارجة عن الآداب العامة، على المنصات الإلكترونية والمسارح، دون ذرة خجل من عباد الله الذين يشاهدونهم في كل مكان. لتصبح عبارة مثل «لقط الشفة» و «أسبوع اقردن فلان»، مزحة بريئة مباحة في عرفهم تتكرر في أوساط المراهقين والشباب، لأن من يرون قدوة لهم، رددوها على الملأ دون أن يتعرضوا للمحاسبة، فلماذا لا يستخدمها الشاب، طالما أصبحت أكثر النكات إضحاكاً. لذلك حين نشط فئة من الشباب أطلقوا على أنفسهم شيوخاً ودعاة، وهم ليسوا كذلك، أغرقوا جلساتهم الدعوية بألفاظ سوقية مخجلة، لتتخلل أحاديثهم، بدأت بوصف فاحش للحور العين…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
مهما حاولت أن تتحاشى الانزلاق في المعارك، سيأتي عليك وقت يدفعك لخوض إحداها. وحين تفعل احرص على أن تكون شجاعاً مقداماً. لأن بعض المعارك لا تقبل الهزيمة. فمسألة التهرب من المواجهة لتفادي الاصطدام، ليست قاعدة لتطبق على كل موقف في الحياة. فكثير من القضايا تتفاقم بسبب تجاهلها والتقليل من شأنها، فالنفس البشرية لا حدود لسمُوها، فحين تصل لمركز النور الداخلي، تشق طريقها بالارتفاع، لذا عليك أن تثابر من أجل قضيتك، مهما كانت ضخمة أو معقدة، فأنت ملزم بأن تُفْكِكَها وتعالجها، وأن تُبقي بين ذلك على روح المثابرة والإصرار، دون كلل أو ملل، فلا يصح أن تترك المشكلة في منتصف الطريق، ثم تتوقع أن تُحل بمفردها فقط لشعورك بالضجر أو بالتعب، ففي النهاية لا يحقق المرء ما يريد دون أن يدفع ثمنه، أو يبذل جهدا ويتكبد شيئاً من المعاناة. وتلك المعاناة، تمثل دافعا لأكثر من كاتب على الاستمرار والعطاء، حتى لو لم تتوفر له الحرية والظروف المناسبة، يستمر بالكتابة والتعبير، في المساحة التي تتوفر أمامه، وربما يبتدع وسيلة لينير بها الطريق لنفسه و للآخرين، مهما كان موحشا أو مظلما، فالعقل البشري لديه القدرة على الإبداع تحت الظروف الصعبة، ومهما ضُيق عليه الخناق، أو قُلصت مساحة حركته، لن تمنعه تلك الضغوط من بناء مدينته الفاضلة، أو زرع أشجاره على أطرافها لتنبت في…
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١٦
إذا كنت لا تستطيع السفر، لأن ظروفك لا تسمح لك بهذه الفرصة، أين ستذهب نهاية هذا الأسبوع؟ وكيف ستقضي مع أسرتك عطلة هذا الصيف؟! هل ستقضيه من مجمع تجاري لمطعم، أم من بيت أسرتك الصغيرة لبيت أسرتك الكبيرة؟ وإن كنت قادرا على السفر، لماذا تتجه للخارج ولا تتوجه لمصايف المملكة؟ ربما يجب أن يفكر بتلك الأسئلة المسؤولون في هيئة الترفيه وأصحاب الشأن في السياحة الداخلية قبل إضافة أو اعتماد أي برنامج صيفي أو مهرجان سياحيٍّ جديد. والسؤال الأهم الذي ينبغي أن يفكر به المسؤولون أنفسهم، هل نجحت البرامج الماضية من وجهة نظرهم أو حققت الهدف الذي أقيمت من أجله، وما المعايير التي قيس بها ذلك النجاح. لأن كثيرا من الأسر والأفراد، أصيبوا بخيبة أمل، حين وجدوها تتكرر كل عام لدرجة تجلب التعاسة أكثر من السعادة، فأصبح لا خيار أمامهم سوى المجمعات التجارية. وحتى الزوار للمصايف الداخلية، عادة ما ينتهي الأمر بهم يومين على الشواطئ، وبقية الأيام يقضونها هرباً من حرارة الجو في المجمعات التجارية يتجولون بكآبة بين محل ومطعم. إذ لا تتوفر إلى الآن، مراكز ثقافية ترفيهية كافية أو أكاديميات ثابتة للفنون، خارج محيط الكليات وتعمل في العطل الصيفية، ويستطيع أي فرد الالتحاق بها، لتنمية الهوايات أو المهارات، فعلى سبيل المثال، إن كان هناك من يحب فن الخط والتخطيط، لن…