حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

«القراءة مستشفى العقول»

الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨

هذا التعبير في العنوان ليس لي، ولا هو اقتباس عن كاتب أو مفكر. إنه للطفلة المغربية مريم لحسن أمجون التي فازت أمس بالمركز الأول في «تحدي القراءة العربي»، المشروع الثقافي الأكبر بين المحيط والخليج، وهو من ابتكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصار حدثاً سنوياً بارزاً ومشهوداً، يتطلع إليه العرب، وقد «برز في هذه المنطقة قادة، يرمّمون الأمل، ويستأنفون الحضارة». المشهد كان مبهجاً في «أوبرا» دبي أمس. الأجيال الجديدة من العرب تخوض التحدي بحماسة وتفاؤل. 10.5 مليون مشارك في الدورة الثالثة. أكثر من مليوني كتاب وزعتها المبادرة على طلبة من 44 بلداً، بينهم 14 دولة عربية، فأبناء المهاجرين والمغتربين في 30 دولة أجنبية، لا يزالون يحافظون على لغة الضاد قراءةً ووجداناً وهوية. الطفلة المغربية مريم اعتلت المسرح، وتحدثت بلغة فصيحة وسلسة عن القراءة، بما هي «لذة للعقل، وطوق نجاة للأمم من الجهل والفقر والمرض»، أو ما يشبه «مستشفى العقول» الذي تتعافى فيه الأذهان والمدارك من مختلف العلل. مريم قطعت طريقاً طويلة، حتى تصل إلى الإمارات، فهي فازت بتحدي القراءة في المغرب بين 300 ألف مشارك، لتنال أمس المركز الأول عربياً. مريم ترمز إلى الأجيال العربية الجديدة التي استهدفها مشروع الإمارات الريادي في اقتناص اللحظة التاريخية المناسبة، لإنقاذ الشباب من…

«خليفة سات».. حيث اكتمال القمر

الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨

لم يكن إنشاء «وكالة الإمارات للفضاء» في العام 2014 أول خطوة تضعها الدولة في هذا الطريق، وإن كانت إطاراً مؤسسياً لا غنى عنه لأكثر مشاريعنا الاستراتيجية طموحاً، فقد بدأنا قبل ذلك بعقود، حينما وضعنا التعليم والابتكار في مقدمة أولوياتنا، وأنتجنا جيلاً مؤهلاً لعلوم المستقبل وتحدياته. 70 مهندساً ومهندسة من شبابنا، تتراوح أعمارهم بين 27 و28 عاماً طوّروا «خليفة سات»، أول قمر صناعي إماراتي، وهؤلاء تخرجوا من مدارس الدولة وجامعاتها، ومنهم من استفاد من برنامج الابتعاث الخارجي، وعاد ليجد بلاده مصممة على أن تكون لها أقمار، ويرتاد أبناؤها الفضاء. في الثامنة من صباح اليوم، بتوقيت الإمارات، ينطلق «خليفة سات» من القاعدة «تانيغاشيما» اليابانية، في مهمة علمية تستغرق خمسة أعوام، وتساهم مع الدول الكبرى في تحليل التغيرات المناخية، ورسم الخرائط الطبوغرافية، وغير ذلك من السيطرة على الكوارث، وحماية البيئة، علماً أن هذا القمر هو الثالث التابع لمركز «محمد بن راشد للفضاء»، بعد «دبي سات 1» و«دبي سات 2». الآن، يبلغ حجم استثمارات الإمارات في علوم الفضاء نحو 22 مليار درهم، وكانت الخطة تقتضي ألا نستورد التكنولوجيا بالكامل، وألا نكتفي باستقطاب الكفاءات الأجنبية لبناء برنامج وطني، فقررنا الاعتماد على قدراتنا الذاتية، وتدريب الكوادر الشابة المواطنة، ووضعها في خضم هذا التحدي الكبير، في تطبيق حرفي ومدروس لمفهوم «توطين التكنولوجيا» على صعيدي البنية التحتية والموارد…

ربيع القراءة

الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨

لم تكن مآلات «الربيع العربي» إلا خيبة كبرى، فسرعان ما دهم التطرف المجتمعات، وأفاق الشباب العربي الذي حلم بالسلام والأمل والعيش الكريم على كابوس الإرهاب، وبات عليه أن يواجه ارتدادات الزلزال في أكثر من بلد، زرعت فيه جماعات «الإسلام السياسي» الفوضى والدمار، وخلفت كثيراً من الإحباط والأسى. التعافي بعد الكوارث سمة الشعوب الحية، وكلنا يعرف كيف نهضت اليابان بعد الحريق النووي والاستسلام القاسي في الحرب العالمية الثانية، وأصبحت الآن دولة صناعية وتكنولوجية متقدمة، ليس فقط بسبب التعليم، وإعادة بناء الدولة، والانفتاح على الغرب، وإنما لأنّ حركة ثقافية قوية انهمكت في تبديد إحساس الأجيال الجديدة بالهزيمة، وتحويلها إلى فرص للنهوض والانتصار في ميادين أخرى. الشباب العربي، وبعد سنوات قليلة من اندلاع ذلك «الربيع الأسود»، كان يحتاج إلى تحدٍّ يخوضه، ليشعر أنّ العالم العربي ليس جزءاً يائساً من الكرة الأرضية. فهذه الجغرافية الممتدة بين محيط وخليج، عاشت ما هو أشد قسوة عبر التاريخ، ودائماً امتلكت مكنونات القوة والاستمرار، وكل ما يلزمها الآن هو الثقة بقدرتها على استئناف دورها في الحضارة الإنسانية. لا بدّ من تحدٍّ كبير، يمتص فائضاً من إحساس الشباب باللاجدوى، فكان «تحدي القراءة العربي»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في 2016، ليكون مشروعاً طموحاً، يبث الأمل في…

صورتنا في الإعلام وقصتنا السعيدة

الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨

صورة الإمارات في الإعلام الخارجي واقعية ودقيقة، قبل أن أقول إنها زاهية، كما أنها انعكاس للنهضة والتقدم ولمفاعيل ثقافة الاعتدال والتسامح، وأحدد هنا الإعلام المحترف، الذي يبحث عن قصة جديدة ومتميزة تُروى، ونحن لدينا هذه القصة بجدارة، ولا نأبه لأي قصص أخرى، يختلقها الإعلام في مصانع الكذب المعروفة في الإقليم، فغني عن القول إنه يعمل دون مصداقية، وتالياً يجني مزيداً من الخسارات. لدينا قصة إماراتية تهتم بها وسائل الإعلام في العالم. فمن الضروري لأي صحفي يريد أن يفهم الشرق الأوسط أن يتابع الأخبار القادمة من هنا، ليجيب عن أكثر من سؤال. كيف صنعت الإمارات نموذجها الخاص في المنطقة. كيف نجح الاتحاد الذي بناه زايد المؤسس، رحمه الله، في الوصول إلى غاياته، لتنهض بلاد آمنة وقوية ومزدهرة في إقليم مضطرب. كيف وصلت الإمارات إلى مصاف الدول الكبرى في مؤشرات تنموية وعلمية وثقافية واقتصادية؟ لدينا الحدث؛ ما نصنعه هنا. أو ما تكتبه الصحافة الدولية والعربية عن بلادنا. فهي تريد قصة متكاملة عن خبر قد ينشره، موقع «باسبورت إندكس»، مثلاً، عن الجواز الإماراتي الذي بات ترتيبه الأول عربياً، والثامن عالمياً، فوراء ذلك بلاد ذات شأن ومصداقية، تحظى بترحيب واحترام كبيرين، فيدخل مواطنوها إلى 158 دولة في العالم، دون تأشيرة مسبقة. «صورة الإمارات في الإعلام» كانت أمس محوراً لنقاشات «منتدى الاتحاد الثالث عشر» في…

كبار الإمارات

الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨

يقيس «مؤشر الشيخوخة العالمي» مستويات صحة المسنين ورفاهيتهم في الدول المتقدمة، معتمداً معايير «الإنتاجية والتشارك، والعدالة، والتماسك عبر الأجيال، إضافة إلى الأمن والرفاه»، ومن المعروف أن الدول الاسكندنافية تتصدر المقاييس منذ سنوات عدة، خصوصاً النرويج، التي تُسمى «جنة الشيخوخة». مع الأسف، لا وجود للدول العربية في قائمة الـ20 بلداً الأكثر عناية بكبار السن، تبعاً للمؤشر نفسه. ربما لأن حاضنات الرعاية بالمسنين لا تزال أسرية في بيوت الأبناء والبنات، ويلتزم الناس دينياً وثقافياً البر بالوالدين، ويعتبر إهمال الآباء والأمهات في شيخوختهم عاراً اجتماعياً كبيراً، وربما لأسباب أخرى تتعلق بأنظمة التقاعد، والرعاية الصحية، والبنية التحتية الملائمة لهذه الشريحة التي يجب أن تستمتع بتقدمها في العمر، ولا تشعر أنها باتت عبئاً على العائلة والمجتمع. الإمارات قررت أن تحقق معايير «مؤشر الشيخوخة العالمية» وتزيد عليها بقيم إنسانية خاصة، نابعة من هويتنا وثقافتنا الوطنية، فقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتغيير مسمى «كبار السن» إلى «كبار المواطنين». وهذا يعني أن المجتمع الإماراتي لا يكتفي بتوقير كباره، وإنما يريد صيغة لغوية رفيعة، تُضفي مزيداً من الاحترام والاعتراف على ما قدموه، فهم كبارنا في الخبرة والعطاء والتجربة، قبل السنّ، وهم يعيشون في دولة، تبحث عن أفضل الممارسات العالمية في كل جوانب الحياة، وتضيف عليها من…

أبوظبي المتعاضدة اجتماعياً

الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨

أسباب كثيرة جعلت أبوظبي ضمن أقوى ثلاث عواصم في العالم، لجهة متانة التلاحم الاجتماعي بين الأفراد، من أجل ازدهار المجتمع، وفقاً لدراسة «المدن الحيوية للعام 2018»، التي أعدتها كلية «أي إي إس إي» الإسبانية التابعة لجامعة «نفارا». أبرزها الأمان، فالعاصمة تصدرت قائمة المدن الأكثر أماناً في العالم هذا العام، تبعاً لموقع «نومبيو» الأول في حجم البيانات والمعلومات، بعد رصده 338 مدينة عالمية، فلا شيء يجعل البشر أكثر اقتراباً ومودة من عمق الإحساس بالأمن، وقوة القانون، وعدالة القضاء، وفِي هذا المجال، فإن أبوظبي باتت محط اهتمام الدراسات الدولية، ذلك أن متانة نسيجها الاجتماعي يكمن في ثقافتها وتراثها وقيمها، حيث العروبة النقية من الخيلاء، والإسلام السمح، الذي هو رسالة سلام وعمارة في الأرض والإنسان. الأمن الشامل يجعل المجتمع متكاتفاً. المعيشة الكريمة والرخاء الاقتصادي تدفعان الفقر والعوز. الجوامع المشتركة بين الناس تحثهم على الالتفاف حول أسباب النعمة، وكل ذلك تحقق في أبوظبي، فجذبت ثقافات وأعراقاً، ولغات وخلفيات اجتماعية متعددة، فسبقت «أوتاوا» الكندية، و«سيدني» الأسترالية، و«أوسلو» النرويجية في التعاضد الاجتماعي. تعيش في أبوظبي اليوم جاليات من معظم دول العالم، وفدت إلى مجتمع مختلف عن بيئاتها الأصلية، ووجدت مدينة عصرية بعمق تراثي، وبنية تحتية متطورة، وفرصاً للعمل والعيش. والأهم أنها وجدت ترحيباً من الإماراتيين بالخصوصيات الثقافية، وبالمعتقدات الدينية، فالقيادة تمسكت بإرث زايد في التسامح والقبول…

مستقبلنا يبدأ من المدرسة

الخميس ١٨ أكتوبر ٢٠١٨

كان طبيعياً أن تؤدي الثورة التكنولوجية في السنوات الأخيرة إلى فجوة بين محتوى التعليم، وأساليب التدريس الشائعة في العالم العربي، على الرغم من أنّ حوسبة المؤسسات الأكاديمية وعملياتها المباشرة قطعت أشواطاً بعيدة، لجهة تهيئة البنية التحتية في التعليم للتحولات المؤكدة في الفلسفة والأدوات، والمستوى المعرفي للقوى البشرية العاملة في هذا القطاع الحيوي. ثمة مدرستان في هذا الاتجاه: تقليدية، نجحت في أدوارها المباشرة، وهيأت أجيالاً للتعليم العالي وسوق العمل، وأكسبتهم مهارات ضرورية في التخصصات المختلفة، لكن وسائل التعليم والاستفادة القصوى من التقنية لم تتحقق بالشكل المطلوب، لاعتبارات لها علاقة بتطور العلوم الإنسانية والطبيعية في حاضناتها الثقافية والاجتماعية في الدول المتقدمة، كالولايات المتحدة وكندا واليابان، والمجموعة الاسكندنافية، وارتباطها الوثيق بتكنولوجيا الاتصال والمعلومات. المدرسة الأخرى بدأت بالظهور مع انتشار شبكة الإنترنت وفاعليتها في إلغاء الحدود، فلجأت مؤسسات أكاديمية إلى «التعلم عن بعد»، وفي سنوات قليلة قفزت التكنولوجيا الحديثة إلى مستويات عليا، وفرضت شروطها على الواقع التعليمي في العالم، فالتطور الهائل في صناعة الصورة غيّر كثيراً من وسائل التلقي، خصوصاً في تدريس البرمجيات والرياضيات والفيزياء والكيمياء، لأن هذه التخصصات تشكل قاعدة ضرورية لاقتصاد المعرفة، المعتمد على التعليم النوعي والابتكار. في هذا السياق، دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أمس الأول، منصة «مدرسة» للتعليم…

حصان طروادة في اختفاء خاشقجي

الأربعاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٨

الغموض في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي سيزول قريباً، فالرياض تبذل جهداً داخلياً وخارجياً واسعاً، تزامناً مع حملة تشويه مبرمجة، تتعامل معها بمسؤولية واتزان، وتفهم أبعادها ومراميها، كما أنها تدرك تماماً أن قضية خاشقجي صنعت هيكلاً خشبياً ضخماً يشبه حصان طروادة، يختبئ في جوفه كثير من أعداء المملكة، التي شرعت منذ نحو عام في سياسات انفتاح اقتصادية وثقافية مشهودة، تزعج بعض الأطراف على ضفاف الخليج العربي. السعودية دولة ناضجة وناجزة، وجمال خاشقجي أحد مواطنيها، وعلاقته ببلاده شهدت كثيراً من التجاذبات، وموقفه من تأييد بعض حركات الإسلام السياسي أثار أكثر من سؤال وجدل، وثمة كلام كثير يُقال عن الرجل، لكنّ هذا ليس سياقه الآن، ويُحسب للمملكة أنها تركز الآن على الحقائق في اختفائه، ولم تطرح أي خلافات أو تباينات سابقة. ننتظر وضوح الصورة تماماً. لكن ما يهمنا في هذا الملف الشائك والمعقد ألا يعلو شأن الدول المارقة في الإقليم. أعني الدول الناشطة في تهريب الأسلحة والعملات الأجنبية، والمتورطة في فضائح التجسس، والتآمر على أمن السعودية والإمارات والخليج العربي. يهمنا هذا الاستغلال المريب لقضية خاشقجي من دول تمتلك تاريخاً أسود في قضايا حقوق الإنسان. فهذه إيران تحرك الآن ماكيناتها الدعائية نحو قضية خاشقجي، وهي الدولة المصنفة «الأسوأ» في العالم في الحريات الصحافية، وفقاً لمنظمة «فريدوم هاوس»، وتحتل المرتبة الـ175 من أصل…

اقتصادنا المعرفي

الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨

أكثر من 110 مليارات دولار، حققها موقع البحث العملاق «جوجل» العام الماضي، وهذا مجرد مثال على ما تحققه شركات التكنولوجيا والمعلومات من قفزات عالية سنوياً، متقدمة على شركات عالمية تعمل في قطاعات تقليدية، وبعضها تأسس في القرن التاسع عشر. هذا مظهر مباشر للتغيرات الاقتصادية الكبرى التي أحدثتها المعرفة التكنولوجية في الأسواق. لقد غيّرت مفهوم الإنتاج، وطورت مضمون السلع، والأهم أنها طرحت موارد جديدة ساهمت في دفع الحياة الاجتماعية إلى عصر السرعة، إلى أن أصبحنا نتجول في متاجر العالم، ونتسوق بهواتفنا الذكية، ونحن جالسون في منازلنا. أي أننا في عصر، يشترط تعليماً جديداً، وتشجيعاً للابتكار والعلوم، لتحويل جوهر التكنولوجيا إلى «اقتصاد معرفي»، يكتفي الآن بحصة معقولة من الأسواق، لكنه بالتأكيد يتهيأ للسيطرة التامة على أنماط الاستهلاك، ولا دليل أكثر وضوحاً من اعتماد اقتصادات دول متقدمة على الأجهزة والبرمجيات، وما يتصل بالتقنيات السحابية، وإنترنت الأشياء. الإمارات أكثر من جاهزة للمساهمة في «اقتصاد المعرفة»، فلديها القواعد الأساسية، من التعليم النوعي، وبرامح الابتكار، والبيئة التشريعية الملائمة، إلى بنية الاتصال والمعلومات والانفتاح على الأسواق العالمية، وبلادنا اليوم تشهد ارتفاع مساهمة الاقتصاد المعرفي في الناتج المحلي إلى أكثر من 4.5%، لتقترب من نسبة الـ5% المستهدف تسجيلها في العام 2021، وفقاً لسلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد. الإمارات تطمح إلى مساهمة أعلى لاقتصاد التقنية والمعلومات، فهذا السباق…

الإمارات تلبي نداء الحياة في اليمن

الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨

لن يتوقف إيقاع الحياة في اليمن، لمجرد أنّ عصابات إرهابية تفعل كل ما في وسعها لتحويل هذا البلد إلى موطن للفوضى والخراب واليأس. ولن يعيش اليمنيون في قلق وخوف، لأنّ مجاميع من المتطرفين والمتوحشين يهددون الفرح والأمل في بلادهم. اليمنيون مصرون على الحياة. يذهب أبناؤهم إلى المدارس. يبنون ما دمّره العدو. يُقبل شبابهم على الدراسة والعمل والزواج، فلا خيار أمامهم سوى التمسك بأرضهم وحقهم في عيش كريم، وهم في الوقت نفسه يخوضون مع أشقائهم في قوات التحالف العربي معركة وجود، لإعادة الأمن والسلام إلى اليمن. الإمارات تُلبي نداء الحياة، وتنحاز إليها دائماً، ولا تدع فرصة سانحة لتعم السعادة بيوت اليمنيين إلا وتبادر إليها، فقد استفاد آلاف الشباب في المناطق المحررة من مشروع الأعراس الجماعية، الذي ترعاه هيئة «الهلال الأحمر الإماراتية»، التي نظمت في محافظة شبوة أمس الأول الزفاف الجماعي الثامن، بمشاركة 200 شاب وفتاة. الشباب اليمني الآن في حاجة للاستقرار النفسي والاجتماعي، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادهم ضاعفت من تكاليف المعيشة، لا سيما مع إصرار الحوثيين وعملائهم على تسخير الإمكانات للعمليات الإرهابية، ضمن منطق الميليشيات في تدمير البنية التحتية والمؤسسات الصحية والتعليمية، وغيرها. ومن الفرح في شبوة بالتأسيس لمستقبل اليمنيين واليمنيات، إلى المخا في الساحل الغربي، حيث وزّعت «الهلال الأحمر الإماراتية» مساعدات إنسانية وإغاثية على نحو سبعة آلاف…

أبوظبي.. الآمنة والذكية

الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٨

إدارة المدن الحديثة من أكثر التحديات الجديدة التي تتطلب حلولاً إبداعية، فالكاميرا الرقمية أكثر كفاءة من الرقابة البشرية المباشرة، ونظام المرور الموجه بتطبيقات إلكترونية للسيطرة والتنظيم، يوفر دقةً عالية، وجهوداً وموارد أخرى، ذلك أن تقنيات الأمن تطورت في قراءة الجريمة، وصارت أكثر اعتماداً على الصورة الحية في تحليل البيانات، والوقاية من التهديدات المختلفة. أبوظبي، احتلت المرتبة الأولى بين المدن الأكثر أماناً في العالم هذه السنة، وفقاً لموقع «نومبيو» الذي يستند في تقاريره إلى قاعدة بيانات ومعلومات هي الأضخم، ويتم «جمعها من مستخدمين من مختلف المناطق والمدن، وتتضمن تفاصيل عن الحياة والمعيشة». وقد تفوقت عاصمتنا في معايير الأمان الإنساني على ميونيخ وفيينا وطوكيو وبازل. الأربعاء الماضي، أنهى «مركز المتابعة والتحكم» في أبوظبي، التوسعة الثانية لمنظومة «عين الصقر» خارج جزيرة أبوظبي، على طريق دبي في اتجاه الرحبة، وعلى طريق العين حتى الوثبة، فيما تجري عملية البث التجريبي للنظام، قبل الرسمي المرتقب قريباً. هذا حل ذكي في إدارة المدن، فـ «عين الصقر» ترى الجزيرة والمدينة والامتداد الجغرافي لهما، ضمن نظام متكامل، يستقبل بثاً حياً من جميع أجهزة المراقبة المرئية المنتشرة في أبوظبي، ويعرضها في تطبيق، يوفر الإنذارات الذكية، ويجعل الوصول إلى الأحداث وتأمينها أكثر سرعة وكفاءة. مشروع «المتابعة والتحكم» كان قد أطلق في 2016 «عين الصقر» ليشمل المدينة، ويصل إلى مطار أبوظبي الدولي،…

العقار المحلي.. التفاؤل مشروع جداً

الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٨

من المفيد أن يتواصل الجدل الإيجابي حول تحديات القطاع العقاري في الدولة، ليس فقط لأنّ لديه ما يكفي من عوامل القوة ليستقر ويزدهر، على الرغم من التقلبات العالمية، وإنما لتفنيد الدعاية الإقليمية السلبية، التي باتت متخصصة في تأويلات خائبة لواقع السوق العقارية، وكأننا لا نعيش في عالم تتأثر فيه الاقتصادات ببعضها نمواً أو تباطؤاً. الدعاية سياسية أصلاً، تنسجم مع أغراض الكيانات المعادية والجماعات المتطرفة في المنطقة، وتستخدم مفردات إنشائية عاجزة عن تشكيل لغة صحيحة، ترتكز إلى الوقائع والأرقام، فنحن نتحدث عن اقتصاد كلّي، وليس عن استعراضات إعلامية مربوطة بحبل الكذب القصير. العقار الإماراتي اليوم أكثر صلابة ومرونة وخبرة في التكيف مع الأزمات، وتوقعات الخبراء بصعود كبير مع بداية العام المقبل ليست مجرد أمنيات أو تخمينات، فالدولة اتخذت إجراءات مباشرة، وهي تواجه الركود العالمي بخطط وسياسات، ولا تنتظر حدوث معجزة، ولا تأبه للصدأ في ماكينات الدعاية. القصة الإخبارية التي نُشِرت في «الاتحاد» أمس، تلخّص عوامل الثقل في السوق العقارية المحلية، وترتكز إلى معلومات ومؤشرات واضحة. فالدولة ستنفق 20 مليار درهم مع مطلع السنة المقبلة، ضمن برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، ولديها عشرات المشروعات الاستثمارية الضخمة القادرة على تحفيز الاقتصاد، كما أن الموازنة الاتحادية خصصت 180 مليار درهم للسنوات الثلاث المقبلة. إلى جانب ذلك، فإن شركات التطوير العقاري الكبرى في الدولة…