الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٠
كثيرة هي المآزق السياسية والاقتصادية التي يواجهها «الخليفة العثماني الجديد»، بعد أن أصبحت عباءة الدين التي يرتديها «شفافة للغاية»، فيما «اتسع الخرق على الراتق». آخر استطلاعات الرأي تفيد بتدني شعبية أردوغان وحزبه بشكل لافت، في ظل توتر سياسي تعيشه بلاده، وأزمة اقتصادية تضغط على مواطنيه وتلقي بثقلها على كواهلهم، مخلّفة تداعيات اجتماعية وصحية ومعيشية، زادت من نسب البطالة ومعدلات الفقر، وارتفعت بالأسعار، وتراجعت بقيمة الليرة، فيما تضاءل هامش الحرية إلى حد بات معه آلاف الأتراك غير آمنين على أنفسهم وأسرهم. وبدلاً من أن يتفرغ لإيجاد حلول لكل هذه الأزمات المزمنة، يواصل «الخليفة المزعوم» غطرسته، محاولاً صرف النظر عن تدهور نظامه وخسائره المتتالية داخلياً وخارجياً، ثم يعمد إلى تحميل دول خليجية مسؤولية فشله الذريع في معالجة كل هذه الملفات، بل ويزعم أن هذه الدول «لم تكن في الماضي، ولن تكون موجودة في المستقبل». ندرك أن الكذب هو الحرفة الوحيدة التي يجيدها أردوغان ومن على شاكلته، بينما التشويه لديهم فنّ له مبادئه وقواعده وصعاليكه ولجانه الإلكترونية المحترفة في اختلاق الأزمات وإيقاع الجماهير في فخ الشائعات والدعاية المضللة. كما ندرك أيضاً بأنه صاحب تاريخ مليء بالعبث السياسي والانفلات، وأدنى مستويات الكياسة والدبلوماسية، مع كثير من «المحتوى الدعائي». ونعي جيداً أن مثل هذه التصريحات تنم عن «حقد دفين» تجاه دول بعينها في المنطقة، كان…
الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠
بينما تعصف أزمة كورونا باقتصادات دول كثيرة حول العالم، تضاعف الإمارات إنجازاتها، بفعل رؤية قيادتها التي نجحت في إيجاد نموذج اقتصادي عالمي فريد، استطاع مواجهة أي تحديات يمكن أن تعوق ديناميكية عمله، وخلق فرص جديدة للتنمية رغماً عن أي أزمات، «في الأزمات.. نضاعف الإنجازات» هكذا عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. بلغة الأرقام، تتصدّر بلادنا اليوم دول العالم بأسره في 121 مؤشراً من بين أهم تقارير التنافسية العالمية، وتتبوأ المركز الأول عربياً في 479 مؤشراً، فيما دخلت نادي العشرة الكبار في 314 مؤشراً، وكل ذلك لم يكن اعتباطاً أو على سبيل الصدفة، بل من خلال تخطيط دقيق ومحكم وسياسات وطنية خلاقة عكست كفاءة رفيعة المستوى في إدارة الموارد البشرية والطبيعية والمالية، وشكّلت في مجملها استراتيجية تنموية طموحة ثبتت فاعليتها وكفاءتها وشهد لها العالم. ولعل أبرز ما نفاخر به في هذه الاستراتيجية أنها أوجدت بيئات عمل مبدعة، وهيأت الظروف لتوحيد الجهود وإطلاق الطاقات، عبر مؤسسات اتحادية لا زالت تؤدي دورها في تناسق تام مع الحكومات المحلية. فلقد نجح هذا التناسق اللافت في دفع الاقتصاد نحو آفاق جديدة بعيداً عن النفط، وحلق بقطاعات الأعمال، وفتح الباب على مصراعيه أمام مشاريع الطاقة المتجدّدة والفضاء والذكاء الاصطناعي، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغيرها، وجعل من التكنولوجيا واستشراف المستقبل محفزاً ومسرعاً للارتقاء بشتى مناحي…
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠
كما توحّدت إرادتنا، تتوحّد مشاعرنا مجدداً مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل اليوم الوطني لمملكة العز ذكرى عزيزة على قلب وعقل وفكر كل إماراتي، في ظل عمق علاقات الود والمحبة بين شعبينا، والتقدير الذي نُكنّه جميعاً لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. نؤمن كإماراتيين بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة هي أقوى أركان الأمة وصمام أمانها والمدافع القوي عن مصالحها. وننظر بتقدير كبير إلى جهودها في إعادة أمتنا إلى مكانتها ووقوفها بحزم في وجه أي أطماع أو مؤامرات تحاك ضدها، فيما سيذكر التاريخ بكثير من العرفان المواقف والقرارات الحاسمة لقيادتها في هذا الصدد. ولا نبالغ حينما نقول: إن علاقاتنا مع المملكة تجاوزت التضامن والتعاون إلى «التوأمة» على الصعيدين الرسمي والشعبي، الأمر الذي تشهد له المواقف التاريخية والآفاق الاستراتيجية القائمة على أسس تاريخية صلبة تعززها روابط الدم والمصير. ويأتي احتفالنا اليوم، ليشير بجلاء إلى أن مواطني البلدين يعيشون في نسيج واحد، ويحملون طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق، في ظل ترابط ثقافي واجتماعي متأصل، وتاريخ واحد، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة، وضع أساسها الآباء المؤسسون، وتستكمل مسيرتها قيادة حكيمة، خاصة مع إنشاء «المجلس التنسيقي الإماراتي- السعودي» الذي أضاف لبنة قوية إلى العلاقات، وارتقى بها إلى آفاق استراتيجية تنعكس بشكل إيجابي على جوانب الحياة اليومية لشعبي البلدين، وتحقق أمن واستقرار المنطقة، وتعزز مكانة الدولتين…
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠
تشهد الولايات المتحدة اليوم إبرام معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، «اتفاق إبراهيم» حدث تاريخي للمنطقة والإقليم منح المنطقة فرصة منطقية لتحقيق سلام شامل ينهي سنوات أثقلتها الصراعات. ويؤكد أن كل تقدم وتطور حققته البشرية كان مرتبطاً في المقام الأول بالتوجه للمستقبل، بمعنى التطلع إلى حياة أفضل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتوافر أجواء السلام والتعايش. التاريخ يشهد أن الصراعات والعداءات تعطّل روح الأمم، وتجمد حركتها، وإذا قرأت وقائع التاريخ وتحولاته عبر العصور كلها، سنعرف أنه لم يحدث مرة أن قامت وتأسست حضارة في بيئة من الصراع والعداء والتوجس، فمثل هذه الأجواء لا تحقق تنمية ولا تطوراً، ولا تؤدي إلى تقدم إنساني، بل تساهم في التراجع، وترسخ الجهل والتخلف. النظر إلى ما يعيشه العالم من تحديات إقليمية توضح لنا ما يعنيه أن يكون السلام الذي يصون الحقوق، ويصون حياة الإنسان ومستقبله، منقذاً ومخرجاً وضرورة عاجلة، وبهذا المعنى يصبح السلام خيار الذين يعرفون قيمة الغد، قيمة البحث عن المشتركات التي تجمع بين البشر، المشتركات التي ترسخ التعايش والتآخي في إطار وحدة إنسانية شاملة. من هنا يمكن وصف نهج السلام الإماراتي باعتباره نهجاً مستقبلياً وشجاعاً يضع حداً للصراع بين أطراف الإقليم، نهجاً يدشن مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة، والإمارات بذلك تمارس سيادتها واستقلالها على قرارها الوطني. وتعرف كيف تحافظ على مصالحها ومصالح الأشقاء والأصدقاء…
الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠٢٠
مستغرب ومستنكر إصرار القيادة الفلسطينية على التمسك بالفراغ، وكيل الاتهامات غير المبررة التي انتهت إلى إحراجها خلال الدورة الـ 154 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بخلافات كادت تغيّب قرار القضية المركزية، إلا من بقية مبادئ ثابتة حول حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، ومرجعية القرارات الدولية. عبثاً حاولت رئاسة فلسطين لهذه الدورة، التحريض على رفض معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مستخدمة ألفاظاً جارحة كـ «التواطؤ» وغيرها، لكنها فشلت في مسعاها لسبب بسيط جداً، أن أحداً من الدول الأعضاء لا يستطيع التشكيك في الرؤية الإماراتية، سواء إزاء القضية الفلسطينية، أو أي قضية أخرى تهم الدول العربية. الإمارات أمام «الوزاري العربي»، وأي محفل في العالم، واضحة في الفصل بين قرارها السيادي الاستراتيجي حول معاهدة السلام مع إسرائيل الذي يطمح إلى فتح آفاق جديدة تدعم قضايا الازدهار والاستقرار في المنطقة، وبين التأكيد على موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. معادلة إماراتية لا تحتمل الجدل، في التأكيد على أن المعاهدة التي نجحت حيث فشل الآخرون عربياً وعالمياً في وقف مخطط الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية المحتلة، لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بل تشكل إنجازاً وخطوة مهمة، وفرصة حقيقية باتجاه السلام. لكن المؤسف،…
الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠٢٠
قبل سنوات قليلة، قررت الإمارات أن هذا الجزء من العالم ليس منذوراً للنزاعات والعواصف السياسية فقط، كما أنه ليس موطناً أبدياً لليأس، وأن العرب مؤهلون لاستئناف حضارة عظيمة، قدمت للبشرية إنجازات لا تنسى، وكل ما ينقصهم الثقة بالذات، والأمل، والدافعية الإيجابية، ثم استلهام روح العصر، كأمة منتجة، وليست مجرد أسواق لاستهلاك منتجات الأمم المتقدمة. كان لا بد من إلهام كبير، يجعل الطموحات أكبر من الواقع، وأكبر من كل الصور النمطية التي ترسخت في أذهان الآخرين عن العرب. وكان لا بد من بناء قاعدة صلبة لنهضة علمية، قوامها الأساسي القوى البشرية المتعلمة والمؤهلة، القادرة على تشكيل روافع قوية، لمشروعات حضارية، تلفت الأنظار إلى عقود طويلة من الاستثمار في التعليم، وبناء إنسان القرن الحادي والعشرين، القادر على الاشتباك مع تحديات العصر، وتحويلها إلى مكاسب حقيقية، تجعل أي طموح ممكناً وقريباً. من الإمارات التي تكتب، دون كلل، قصة نهضة، منذ نصف قرن، بزغ شعاع الأمل، قبل أقل من سبع سنوات، ولم يكن شعاراً تسويقياً أننا نريد استئناف حضارة أجدادنا، والإسهام في ثورات العلوم المتتالية، فلا يمكن لأمة أن تدعي أنها جزء من حركة التقدم الإنسانية، ما لم تسهم فيها وتضع بصمتها إذا كانت تؤمن بذاتها وقدرتها على النهوض ومنافسة الكبار في مسارات العلوم، والوثوب الواثق إلى المستقبل. مسبار الأمل الإماراتي العربي الذي انطلق…
الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠
الإمارات، الدولة العربية الأكثر أماناً للعيش، في ظل جائحة «كوفيد- 19»، تبعاً لتقرير نشرته مجلة «فوربس» الأميركية، واختبرت بموجبه مؤشرات عدة في مواجهة الفيروس، خلال الشهور الماضية في مئة بلد، وقد جاءت الإمارات في المرتبة الحادية عشرة عالمياً، متقدمة على معظم الدول الأوروبية، والولايات المتحدة. المؤشرات تقصت معايير كثيرة، مثل «كفاءة الحجر الصحي والمراقبة والكشف والاستعداد الصحي والكفاءة الحكومية»، وهذه كلها تشكل العوامل الأكثر فاعلية في المواجهة والتكيف العام مع الجائحة، وتكشف مدى متانة قطاعات الدول الصحية والاقتصادية، وقدرتها على احتواء الصدمات الاجتماعية عند انتشار الأوبئة. موقعنا في هذا التصنيف يمنحنا ثقة تتعدى مواصلة النجاح في التصدي للوباء، مع استمرار انتشاره صيفاً، ووسط توقعات علمية بموجة ثانية الشتاء المقبل، فنحن نتعامل محلياً مع أزمة عالمية، ترتفع أرقام ضحاياها في كل لحظة، وتعصف بأكبر الاقتصادات، وتضع أسساً جديدة للسياسة الدولية، وكل نجاح في هذا السياق ينطوي على اكتشاف لمكامن قوتنا في إدارة الأزمات الكبرى، سواء في ظل «كورونا» أو غيرها. الإدارة والتخطيط والفاعلية في الاستجابة، ظهرت في الأيام الأولى لتسجيل إصابات في الإمارات، فكانت محط ثناء منظمة الصحة العالمية ودول أخرى في العالم، حينما سخّرت الدولة كل إمكانياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، لمواجهة لم تختبرها سابقاً، وعلى قدر محاكاتنا لنماذج عالمية كانت لنا خصوصيتنا في سياسات وإجراءات، ساهمت في بقاء الوفيات عند…
الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
يسعدنا جداً، ما يحصده برنامج «قلبي اطمأن» على قناة أبوظبي من نجاح جماهيري في العالم العربي، وهو يواصل للموسم الثالث نشر القيم الإنسانية، التي تشكلت منها الشخصية الإماراتية، ويصل بأهدافه إلى مساعدة معوزين ومحتاجين وفك كربة أشخاص وعائلات محرومة، في وقت يشهد فيه بعض التنافس الإنتاجي العربي في المواسم الرمضانية تحطيماً لقيم الشهر الفضيل، باتخاذ عمل الخير طريقاً للشهرة، وللدعاية. «غيث الإمارات» هو أحد وجوهنا المعروفة منذ عقود، وحينما ينهمك الناس في محركات الإنترنت في البحث عن صورته، فالدوافع تتعدى التشويق والإعجاب، إلى الامتنان للمبادئ الجوهرية في عمل الخير، دون رياء الناس، وهذا نهج خطه لنا زايد الخير، وقد عرفنا جميعاً بعد وفاته، رحمه الله عن كثير من المشروعات الإنسانية والخيرية، خارج الأضواء الإعلامية. البحث عن وجه «غيث الإمارات»، يحسب نجاحاً للبرنامج وفكرته وأهدافه، وفي الطريق إلى تلبية هذا الفضول الجماهيري، يجد كثيرون وجوهاً عدة للخير الإماراتي في المنطقة والعالم. يجدون قرى نائية وفقيرة في إفريقيا، أقامت فيها الإمارات مراكز صحية ومدارس، يجدون مخيمات أنشأها الهلال الأحمر الإماراتي لغوث اللاجئين، ويتعرفون إلى وجوه إماراتية حقيقية من الموظفين والمتطوعين على امتداد خريطة الغوث، التي ترسمها بلادنا، دون انتظار مغانم أو مدائح. لكن، لكل نجاح خصوم وحاسدون، حتى ولو كان المجال قضاء دين عن غارم، أو إسعاف مريض بالدواء، أو بناء مسكن…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
من المهم، أن نعرف جميعاً أنّ المواجهة مع «كوفيد-19» تحتاج وقتاً طويلاً، حتى يتمكن العلماء من تطوير اللقاح وإنتاجه وتوفيره لحقن مليارات الناس، وقبل ذلك، على البشرية أن تجد وسائل التكيف اللازمة، وفقاً لواقع كل بلد، واقتصاده، وإمكانات قطاعه الصحي، ومستوى الوعي الاجتماعي فيه. الفيروس المستجد فاجأ العلماء والأطباء بقوة العدوى وسرعة انتشارها، وفرض على الدول جهود مكافحة طويلة، فعلى الرغم من استقرار أرقام الإصابات والوفيات في دول قليلة، إلا أنّ تصاعدها لا يزال مقلقا في دول أخرى، أولها الولايات المتحدة، مما يجعل البشرية غير قادرة الآن على وضع سقوف زمنية واضحة لانتهاء المرحلة الأولى من التصدي للوباء. إدارة الأزمة في الإمارات تدرك أنّ التكيف بات مطلوباً، وتعمل الآن على استقرار منحنى الإصابات، بجهود جبارة، حالت دون تركز بؤر للإصابة، ودون ضغوطات كبيرة على نظامنا الصحي، والتكيف المطلوب اجتماعي بالدرجة الأولى، فما دمنا نسجل إصابات فعلينا جميعاً التزام المعايير العالمية للتجنب والوقاية والتباعد، والحذر من أي مخالطة عشوائية، واتباع الإرشادات والتعليمات الرسمية. البشرية كلها تعيش حياة يومية مختلفة، لم تعرف تفاصيلها من قبل؛ لا تجمعات كبيرة، لا مباريات لكرة القدم، التسوق اختلف، اللقاءات العالمية والاحتفال بالأعياد، والصلوات في دور العبادة، وكل مشاهد الحياة المكتظة السابقة تغيرت، وعلى الناس إيجاد وسائل التأقلم، حتى تمر الجائحة أو يجد العلماءُ الحلول المناسبة. كثير…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
تتزايد في دول كثيرة في العالم، ومنها الإمارات، فحوص التقصي الوبائي للأشخاص، بحثاً عن مصابين بفيروس كورونا المستجد. وربما يتساءل كثيرون عن جدوى هذا الفحص المكلف، والغاية منه، علماً أن مجرد إجرائه، لا يقدم أي ضمانات بعدم الإصابة في اليوم التالي. هذا هو الواقع الآن. لكن المعلومات الطبية عامل أساسي في مكافحة انتشار «كوفيد 19»، والعثور على إصابات، يساعد في عزلها صحياً، وتخفيف أضرار المخالطة، فمثلاً، ساهم مسار التقصي في الإمارات في اكتشاف حالات وتوثيقها والمضي قدماً في برامج الحجر وتتبع المخالطين والعلاج، ما يعني مزيداً من الخطوات التي تؤدي إلى السيطرة. ارتفاع أرقام المصابين في أي دولة، تنتج عنه ضغوطات هائلة على القطاع الصحي. حيث يتطلب الأمر مزيداً من الأسرّة في المستشفيات، وأجهزة إضافية للتنفس الصناعي، والاستعانة بطواقم كبيرة من الأطباء والممرضين، وهذا أمر لم يكن محتملاً في الصين وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة، فدول العالم قاطبة لم تكن مهيأة ليطال الوباء نحو مليوني إنسان، على الرغم من أننا نتحدث عن دول متقدمة علمياً واقتصادياً. لا بد من اللجوء إلى كل ما يمكن عمله لمحاصرة سرعة التفشي الهائلة للفيروس، ولنلاحظ أنّ الإجراءات المتبعة في العالم متشابهة أو موحدة إلى حد كبير، وكلها تسعى إلى استيعاب النشاط والانتشار الكبيرين للفيروس القاتل، سعياً إلى تقليل الخسائر في الأرواح، وعدم تحميل الأنظمة الصحية…
الأحد ١٢ أبريل ٢٠٢٠
الأرقام لدينا في حدود 3736 مصاباً، والوفيات دون العشرين بوباء «كوفيد - 19»، وأكثر من 588 متعافياً، وسرعة التفشي زادت عن التوقعات في العالم، أو ربما لم تعد التوقعات قادرة على رسم خطوط في منحنى انتشار الفيروس، مع غموض كبير يكتنف هذا الخطر الداهم الذي تواجهه البشرية. من كوريا الجنوبية، تقول الأخبار إن فحوصاً أظهرت أنّ الفيروس عاود الظهور في عينات عشرات المصابين المتعافين. وهذا وحده كفيل بإلقاء ظلال من الشك حول فرضيات علمية راسخة، استنتجها العلماء من تاريخ الفيروسات والأوبئة، وفي كل يوم نقرأ عن سيناريوهات مسار هذه الجائحة، وعن نصائح طبية جديدة، تفرض على الدول والمجتمعات تغيير خططها في الوقاية، وآخرها أنّ مسافة التباعد المطلوبة بين الأشخاص باتت أربعة أمتار. هذه ليست مقدمة للتشاؤم، ولكن هذا ما يحدث الآن، وقد أصبح خبر الجائحة في أي دولة في العالم شأناً محلياً لكل دولة، وارتفاع الأرقام في أي مكان يساعد على إجراءات المواجهة، ويظل أفضل من وجود إصابات غير مكتشفة، لا تعلم عنها الجهات الصحية، ما يزيد الأمر سوءاً على الفرق الطبية والإمكانيات الصحية. الأرقام في الإمارات لا تزال تؤكد أننا قمنا ونقوم بكل ما يمكن من سياسات وإجراءات للتصدي الفعال للجائحة، ونحن مثل غيرنا، نعلن كل يوم عن الإصابات، ونحقق كل يوم مكاسب مع ارتفاع أعداد المتعافين، ومع استمرار…
الخميس ٢٦ مارس ٢٠٢٠
«الحبس والغرامة لكل من لا يلتزم بالتدابير الوقائية، والتقيد بالتعليمات التي تعطى له، بهدف الحيلولة دون نقل العدوى إلى الآخرين». هذا ما ينص عليه القانون الاتحادي، بشأن الأمراض السارية، لسنة 2014، بوضوح لا يقبل الالتباس، وبعقوبات تسري على مخالفي الخطة الوطنية، لمنع تفاقم انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19». ولولا هذه العدوى المرعبة التي تجتاح العالم، وتنشر فيه الموت كل ثانية، لما احتاجت وزارة العدل أمس الأول إلى التذكير بهذا القانون، ولولا أن بيننا من يستهتر بالأمن الصحي، لما وجدنا آلاف المواطنين والمقيمين يطالبون على مواقع التواصل الاجتماعي بالتشدد في تنفيذ التشريع، ويستنكرون ذلك الفيديو الذي تظهر فيه سيدتان في دبي، تسخران من حملة «خلك في البيت»، بحثاً عن استعراض فج، ودراما مرضيّة، لا علاج لها، إلا الردع، بذراع القانون. نحن في مرحلة صعبة جداً، وكلنا على السفينة نفسها، والمحاججة بأن استهتار السيدتين سلوك فردي ليس أكثر، ينطوي على خطأ فادح، فالفيروس أيضاً ينتقل من فرد واحد، ويصيب عشرات الآلاف من البشر، وهذا ما حدث في إيطاليا حرفياً، كما أن حالة واحدة، أدت إلى انتقال العدوى إلى 17 شخصاً في الإمارات في الأيام الأخيرة. تدعو السيدتان إلى كسر التباعد، وتستخدمان لغة غير لائقة، ومفرطة في الأنانية، في حين يواصل الآلاف من الفرق الأمنية والطبية والتطوعية واجبهم في إدارة الأزمة…