هاني سالم مسهور

«الحشاشون الجدد»

الأحد ٢٤ مارس ٢٠٢٤

لسنا بحاجة إلى الاستدعاء التاريخ باستحضار رواية «الحشاشين»، الذين ظهروا في زمن بعيد، وصنعوا مساراً في العقل السياسي، مبنياً على الإيديولوجية فتلك أمةّ قد خلت وهذه أمة حاضرة في زمن مغاير يفترض أنها تعيش في حقبة الثورة التكنولوجية والمعرفية. ما بين حسن البنا وحسن الصباح فكرة واحدة منها خرجت المقاربة بين جماعتي «الحشاشين» و«الإخوان » بما يتمثل في مبدأ الولاء والبراء. فعندما يتبنى الفرد هذا المبدأ، ويقدم البيعة للأمير أو المرشد أو المسؤول أو مكتب الإرشاد، وفقاً للتسميات التي تعتمدها الجماعة لقادتها، فإن هذه البيعة تعني تفانياً نفسياً ومعرفياً وفقهياً من العضو تجاه المرشد أو الأمير، وعليه أن العضو في «الحشاشين»، أو «الإخوان» يمنح تفويضاً كاملاً للأمير ليتحكم فيه كما يشاء، دون أي حقوق له، بل يتوجب عليه الانصياع والطاعة. في كلتا الجماعتين، يعتقد الأعضاء أن المرشد يفتح باب الجنة أمامهم، ويمتلك مفتاح الآخرة، ولذلك تُعَد هاتان الجماعتان من أخطر الجماعات، إذ تعتمد كل منهما على شخص واحد يحكم جماعة من البشر بتفويض إلهي، ويمنحهم الجنة المفترضة والخلاص، ويصبح في نظرهم المنقذ والمخلص. يقوم المرشد في كلتا الجماعتين بتوجيه المجموعات التابعة له وفقاً لإرادته، ما يمثل جانباً من التشابه بينهما، لدى «الحشاشين» و«الإخوان» ما يشتركان فيه آخر متشابه، وهو «الفدائيون»، الذين يقومون بتنفيذ عمليات الاغتيال والهجمات الانتحارية لصالح الأمير أو…

بن بيّه.. إطفائياً لنيران السودان

الإثنين ١٠ يوليو ٢٠٢٣

الناس بين مشردين وخائفين، والحالة السودانية ليست استثناء في المنطقة العربية والأفريقية، غير أن شيئاً ما يمكن التقاطه في هذه المأساة، وهي ما أشغلنا على امتداد سنوات في رغبة تجديد الخطاب الديني، حتى جاءت كلمة يمكن أن تعيد الحوافز في الدفع ناحية ما يجب أن يكون عليه رجال الدين عند هذه المواقف. دعا منتدى «مجلس أبوظبي للسلم»، لعقد «المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم» في العاصمة الموريتانية نواكشوط لتدارس أوضاع السودان ودول الساحل، وفي هذا اللقاء قدم معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه رئيس «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي»، رئيس «منتدى أبوظبي للسلم»، كلمةً جاء فيها:«إن مهمة اللقاء هي المساهمة في إطفاء الحريق في السودان، دون تحيز لطرف أو تحديد من أشعل الشرارة الأولى، لأن مهمة رجل الإطفاء هي إخماد النيران لا محاسبة من أضرمها»، وعند هذه الجملة الواسعة مفهوماً والعميقة في معناها واجب التوقف والتأمل، فهذه هي المهمة: إطفاء النيران وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وممتلكات، فليس من مهمة أخرى للإطفائي غير هذه المهمة. ابتليت الناس منذ أن سيطرت تيارات الإسلام السياسي على خطاب مختلف عن هذا الخطاب العقلاني الواضح، فلطالما قدمت التيارات المتشددة خطابات في الأزمات بها من الانحياز وعليها من التصنيف ما يوزعون به صكوك الشر والخير والعقاب والحساب، اعتدنا على أحادية في الطرح الديني تتعمد تضييق المساحات وتقصير…

جددوا.. أو اندموا

الإثنين ١٧ أبريل ٢٠٢٣

في زمن التسويات السياسية، والحديث الذي يبدو جاداً لتصفير مشاكل هذا الشرق الأوسط، ثمة ما يجدر التطرق إليه، فالفرصة تبدو مواتية لبعث ما يجب بعثه حول تجديد الخطاب الديني، فهذه التسويات السياسية إن لم تترجم إلى تسوية صحيحة، تذهب إلى أصول المشكلات، فهذا يعني أن علينا توريثها لأجيال تالية ستعيش الأزمات ذاتها التي عانت منها أجيال سبقت. وحتى لا نغرق في من يتحمل مسؤولية تلك المعضلات القديمة، فإن شيئاً من المحفزات يدعو لاتخاذ خطوة جادة ناحية تجديد الخطاب الديني، فالقوى السياسية التي تتقارب تحت ضرورات اللحظة الصعبة سياسياً واقتصادياً عليها أيضاً إدراك أن التقارب يدعو لإيجاد صيغة واضحة لمعالجة أصل المشكلات، التي أوصلت المنطقة الشرق أوسطية لكل هذا الاحتقان. النزاعات أصلها من نشأة تسييس الدين، وهذه النقطة انطلقت مع تأسيس جماعة «الإخوان المسلمين» في مطلع القرن العشرين على يد حسن البنا، هناك كانت الإشكالية التي باتت كل العقول تدركها، وتدرك أن عدم معالجتها بطريقة صحيحة أنتج تأزيماً في العقول. المشكلة ليست في الدين الإسلامي ولا حتى في المذاهب سنيّة وشيّعية، بل في أنها أخضعت للتسييس، فتحولت لرؤوس حربة استُخدمت لتوظيفها في صراعات دامية لم ولن تنتهي، حتى مع هذه التسويات التي ليست طارئة، فلطالما كانت حاضرة في سياقات العلاقات السياسية بين الدول، غير أن اللحظة الراهنة تتطلب استدراكاً يحتم الاستدارة…

الإمارات.. استثنائية القيادة

الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢

القاعدة تقول إذا أردت النجاح والتفوق عليك الاعتبار بما تصنعه الآن وفي اللحظة الراهنة بما فيها من التحديات والصعوبات، وعليك أن تعرف قوتك في تطويع الصعوبات مهما كانت وتجعلها يسيرة لتمضي ناحية المستقبل. بهكذا رؤية صنع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رؤية الإمارات مستلهماً من مؤسسها الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- التصميم والعزم والإرادة، التي ليست في هذه البلاد مجرد مصطلحات في القواميس اللغوية، بل هي أساسيات تكاملت في ظرفية الزمان والمكان، فثابرت هذه البلاد بمخزونها البشري، وانطلقت بكثير من الشغف لتحقيق هذا النجاح الفريد وتتحول دولة الإمارات العربية المتحدة لقوة إقليمية لها اعتبارها في شرق أوسط صعب المراس. الاهتمامات الدولية حول الشخصية الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ما زالت حديث الصحافة الدولية ومراكز الدراسات حول العالم، فهذه شخصية تصنع توازنات السياسة في أكثر المناطق حساسية وتعقيداً على مدار التاريخ البشري. تبدو العشرية الأخيرة جديرة بما يكفي لقياس مدى الاختبارات القاسية للبنى التحتية في مختلف المجالات من سياسية وعسكرية واقتصادية وحتى معرفية، عشرية صعبة ولا جدال في ذلك وقيادة صلبة شديدة البأس تقدمت الصفوف بشجاعة. وعندما تهاوت أوطان كبرى، استشعرت القيادة الإماراتية واجباتها الوطنية والقومية، فتحملت…

الإماراتي إذا غضب

الأحد ٢٣ يناير ٢٠٢٢

الإماراتيون طيبون ومحبون، فتحوا قلوبهم لشعوب الدنيا، فصنعوا نسيجاً من التعايش لم تعرفه الدول الحديثة في منطقة الشرق الأوسط، التي تتابع بانبهار وإعجاب نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة ومنهجها في التسامح الذي جعلت منه قوانين وطنية غير مألوفة حول العالم بينما هي أسست الحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذه البلاد الصحراوية التي تعيش سباقاتها الذاتية في منافسة لا تنتهي مع منجزات تحققت بكسر المستحيلات. ما تعرضت له العاصمة الإماراتية أبوظبي من عدوان إرهابي تبنته ميليشيات «الحوثي»، واستهدف منشآت وأعياناً مدنية أحدث رد فعل دولياً تضامنياً غير مسبوق، وهو ما يؤكد أن العالم صدم من التصرف الأرعن لميليشيات غير منضبطة وتعيش في أيديولوجية الإسلام السياسي المتعطشة للدمار والخراب وهي انعكاس لخسائرها العسكرية الميدانية بعد أن أعادت ألوية العمالقة الجنوبية انتشارها في الساحل الغربي من اليمن وأطلقت عملية «إعصار الجنوب»، التي وفي ثمانية أيام غيرت التوازنات العسكرية كلياً في الحرب اليمنية. تحررت مديريات محافظة شبوة النفطية واستعيدت المناطق التي سلبتها القوات التابعة لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) ومع هذه التحولات الدراماتيكية كشفت عورة التخادم بين «الحوثيين» وحزب «الإصلاح» في مشروعهم استنزاف التحالف العربي، فلقد اتضح أن «الحوثي» لا يشكل قوة كما تقدم، لولا تخادم الطرفين وهو ما شكل صدمة لميليشيات «الحوثي» وأدخلها في حالة تخبطات انعكست على مواجهات بين قياداتها في داخل العاصمة اليمنية…

طحنون بن زايد.. وتحديات الأمن القومي العربي

الأحد ٠٥ سبتمبر ٢٠٢١

الإماراتيون يرددون كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «لا تستهينون بإرادة الرجال» في إشارة لما يمتلكه الإماراتي من عزيمة وهمة وشجاعة في مواجهة التحديات واجتياز الصعوبات والعبور على العقبات مهما بلغت من صعوبات. هذه الكلمات تردد في كل الأرجاء والأمكنة في هذه البلاد التي يعرف أهلها أن عليها قادة يمتلكون الإرادة والصلابة، ما جعلهم اللاعب الأهم في الشرق الأوسط، وتحولت بلادهم لعاصمة التنوير وقبلة عواصم العالم كلما اشتدت الأزمات والعواصف، فالمواقف الثابتة تظل في قيادة الإمارات. منذ ثورة 30 يونيو 2013 المصرية شكلت الإمارات القوة الأكثر صلابة والجدار الأعلى في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمين» ولم تُخفي ذلك، بل أظهرت قوتها في كل ميدان حاول فيها التنظيم التسلل في الدول الوطنية العربية. هذه معركة إماراتية نابعة من قيم ومبادئ الإمارات، والتزامها بحماية الأمن القومي العربي. ومن هنا يأتي دور سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي، كشخصية سياسية لعبت الأدوار المتقدمة في الملفات الملتهبة، وحقق المكاسب السياسية الكبيرة، واستطاع برفقة فريق من السياسيين الإماراتيين تغيير معادلات وتوازنات الشرق الأوسط، التي صمدت طويلاً حتى جاء الإماراتيون وغيروا كل القواعد السياسية، وفرضوا توازنات وسياسات أوسطية بما يتلاءم والرؤية الإماراتية، وبما يحقق الأمن القومي العربي. التدخلات الإقليمية في الشؤون…

الخمينيون.. الماركسيون

الخميس ١٧ يونيو ٢٠٢١

كلما طرأت أزمة في الشرق الأوسط كلما تردد التساؤل المتبقي من مخلفات القرن العشرين ليأتي للقرن الجديد وعشريته الثانية وقد يصل للثالثة وللرابعة دون قدرة على تحقيق الإجابة الشافية حول كيفية تزاوج اليسارية بالإسلام السياسي بشقية السني الإخواني والشيعي الخميني. الإيديولوجيات التي صنعت شكل العالم ما بعد الحرب العالمية الأولى وجدت في الحرب الباردة البيئة الأكثر ملائمة لتفريخ الشحنات الضمنية حتى وأن تذرعت بسباق المعسكرين الرأسمالي والماركسي في الصعود إلى القمر. إذا كانت حركة اليسار تشعر بخيبة كبرى بعد أن سقط جدار برلين وتهاوى الاتحاد السوفييتي فإن اليسار العربي كان، بل ولازال، يعيش الخيبة العظمى من نكسة 1967 والصدمة التي حاول أن يتحملها الزعيم جمال عبد الناصر بشجاعة وجسارة وهو يخوض غمار معاركه في مساندة الشعوب لتحقيق التحرر الوطني، التيار الناصري فعلياً تلقى الضربة القاتلة غير أنه في وجدان الشعوب ظل عبد الناصر ساكناً محافظاً بهالته التي لا يمكن استيعابها حتى وأن فات على وفاته عقود من الزمن، حتى أنه مازال حياً في أجيال لم تعرف من عبد الناصر غير ما احتفظت به ذاكرة التاريخ. الشعارات الثورية التي صنعتها حركة اليسار والقدرة اليسارية في صناعة الرمزيات النضالية حتى أن تشي غيفارا الذي كان ثائراً في كوبا تحول لأيقونة النضال في عموم العالم حتى في المناطق الأكثر خصومة لأفكاره، لم تستطع…

عن قرقاش ودبلوماسية الإمارات

الأحد ٢١ فبراير ٢٠٢١

تتزاحم الأفكار حول أي جانب يمكن الإضاءة عنه فيما يعني معالي د. أنور قرقاش، غير أن واحداً من أهمها في ما شكّله ظهوره وتأثيره في واحدة من الحقب التاريخية المهمة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط والعالم من تحولات تغيرت فيها المعادلات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الألفية الميلادية الجديدة التي حملت إرثاً ثقيلاً مع التطور العالمي بالتحول التقني المتسارع، الذي واكب المتغير الأهم في التاريخ السياسي بما أعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وفرضت الحرب على الإرهاب نفسها كأولوية أمنية وسياسية انعكست على كل جزء من العالم. في خضم كل هذه الظرفية، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تستعد لواحدة من أهم القفزات الوطنية بما يمكن أن يسمى مرحلياً ما بعد التأسيس السياسي، الذي امتد عدة عقود حتى جاءت سنوات التحديث الوطني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مما تطلب معه تصعيد الجيل الثاني من القيادات الوطنية لتحمل مسؤولية الانعطافة الكبيرة على كافة المستويات التي وضعت مقرراتها الدولة الاتحادية كأهداف مرحلية وأخرى بعيدة المدى. في تلك المرحلة ظهر اسم الدكتور أنور قرقاش، وإنْ كان لافتاً في العرف العربي على الأقل ظهور هذا النمط غير الكلاسيكي من التعريفات السياسية كوزير دولة للشؤون الخارجية، وفيما بدا للمحيط الإقليمي والعربي أنه شكل مختلف في التعاطي السياسي، فلقد كانت التطورات السياسية في الشرق الأوسط أكثر انعطافاً…

«حديث العرب».. ومهمة التنوير

الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠

على منصة منتدى دافوس الصحراء 2018، أعلن ولي عهد المملكة العربية السعودية سمو الأمير محمد بن سلمان قيادته لمواجهة ما يسمى بـ«الصحوة»، معلناً عدم استعداد المملكة والمنطقة لأربعين عاماً أخرى، في ظل استحواذ التيارات المتشددة على مجتمعات الشرق الأوسط. وضوح الرؤية عند القيادة في المنطقة تستلزم تفكيك ما تلبس بالعقل العربي خلال أربعة عقود كانت «الصحوة» تعمل على صب كتل خراسانية، أصابت العقل العربي بالتحجر والجمود وأعادته لما قبل العصور الوسطى بإلغائها الفلسفة، واعتبار العديد من رواد الفلسفة المسلمين فاسقين وملحدين وخارجين عن الدين الإسلامي. واحد من أبرز البرامج التي تعني بالحوار الفلسفي في الإعلام العربي برنامج «حديث العرب» على قناة سكاي نيوز عربية، ويدير أطروحاته الدكتور سليمان الهتلان، وإذا كان المشاهد العربي قد عاش حلقات متوالية في ليالي شهر رمضان المبارك، فإن ما تلى تلك الحلقات التي استضافت نخباً من مصر والمغرب العربي، ناقشت جوانب فلسفية غاية في الأهمية، وفتحت مجالاً واسعاً لمناقشة لا حدود لها تتخطى الحواجز والأبواب المرصودة وهمياً. أهمية ما يقدمه برنامج «حديث العرب» أنه يستعيد الفلسفة العربية الإسلامية التي كانت جزءاً من تراث الحضارة الإسلامية، فكرة استعادة الفلسفة تعزز رؤية القيادة السياسية في الدول الوطنية التي حددت خيارها من سيطرة مجموعة الأفكار المتصلبة وإنهاء فصول حقبة تاريخية لا وقت يجب أن يهدر في تجربتها مرة…

الإمارات.. 2071

الأحد ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٠

بحلول الثاني من ديسمبر 2020 تكون الوثبة الإماراتية قد انطلقت نحو مئوية قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وتكون الدولة التي كانت حلماً صعباً أمام تحديات ما بعد النصف قرن الأولى من عمرها الذي انقضى في التأسيس والتثبيت لدعائم الدولة وكيانها، مرحلة صعبة خاضها الآباء المؤسسون بكل الاعتبارات الزمنية والظرفية، التي كانت تحيط بالبلاد آنذاك مع تحديات الطبيعة الصحراوية القاسية، التي تشكل عاملاً من عوامل التحدي الأكثر ضراوة على نجاح مشروع سياسي استثنائي في الشرق الأوسط والعالم العربي. سيتذكر الإماراتيون قيادةً وشعباً عام 2020 كمحطة مهمة في طريق وطنهم إلى المئوية، سيتذكرونه أنه كان عام الوثبة إلى المئوية بعد سنة اختبروا فيها البنية التحتية للقطاع الصحي، وإنْ كان اختباراً صعباً مع ما مثلته جائحة كورونا من خطر وجودي على حياة البشر، اختبرت الإمارات البنى التحتية في زمن كورونا على كافة الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الإعلامية، كان اختباراً واسعاً ومفاجئاً تعاملت معه القيادة العليا بمسؤولية كما تعامل الآباء المؤسسون مع ميلاد الاتحاد بذات الإحساس بالمسؤولية تجاه الأرض والإنسان، وبهذه النظرة نحو تحديات 2020 تكون الوثبة للمستقبل بترميم ما قد يكون قد تأثر من البنى التحتية، التي أنشئت على مدار النصف القرن الأول من دولة الاتحاد. الاستراتيجية العامة للإمارات تعتمد ليس على التنافسية فحسب، بل على أعلى معايير التنافسية في…