الإمارات.. استثنائية القيادة

آراء

القاعدة تقول إذا أردت النجاح والتفوق عليك الاعتبار بما تصنعه الآن وفي اللحظة الراهنة بما فيها من التحديات والصعوبات، وعليك أن تعرف قوتك في تطويع الصعوبات مهما كانت وتجعلها يسيرة لتمضي ناحية المستقبل. بهكذا رؤية صنع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رؤية الإمارات مستلهماً من مؤسسها الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- التصميم والعزم والإرادة، التي ليست في هذه البلاد مجرد مصطلحات في القواميس اللغوية، بل هي أساسيات تكاملت في ظرفية الزمان والمكان، فثابرت هذه البلاد بمخزونها البشري، وانطلقت بكثير من الشغف لتحقيق هذا النجاح الفريد وتتحول دولة الإمارات العربية المتحدة لقوة إقليمية لها اعتبارها في شرق أوسط صعب المراس.

الاهتمامات الدولية حول الشخصية الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ما زالت حديث الصحافة الدولية ومراكز الدراسات حول العالم، فهذه شخصية تصنع توازنات السياسة في أكثر المناطق حساسية وتعقيداً على مدار التاريخ البشري.

تبدو العشرية الأخيرة جديرة بما يكفي لقياس مدى الاختبارات القاسية للبنى التحتية في مختلف المجالات من سياسية وعسكرية واقتصادية وحتى معرفية، عشرية صعبة ولا جدال في ذلك وقيادة صلبة شديدة البأس تقدمت الصفوف بشجاعة.

وعندما تهاوت أوطان كبرى، استشعرت القيادة الإماراتية واجباتها الوطنية والقومية، فتحملت المسؤولية بكامل القوة والجسارة، بما تتطلبه التحديات، وقام ولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحمل الدرع، وانطلق في مهمة تاريخية للدفاع عن وطنه وعن الأمن القومي العربي.

المعركة كانت واسعة والرؤية الإماراتية كانت لها بذات اتساعها وحجمها وبذلك التقدير للمخاطر عملت الإمارات بالاستناد على ما تمتلك من بنى تحتية متينة، ففي الأوقات الصعبة يمكنك فقط أن تختبر نفسك وتختبر قدراتك، وهذا ما حدث مع هبوب رياح الشر من كل الاتجاهات فتعاملت الإمارات عبر قيادتها وشعبها بكثير من الحنكة والدهاء السياسي والشجاعة العسكرية التي جسدتها القوات الإماراتية بمشاركتها ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش»، ثم تلتها بالمساهمة الفاعلة في «التحالف العربي»، والذي شهدت له عَدن، وكل شبر في محافظات الجنوب اليمني والشمال اليمني على جسارته ونبالته.

استثنائية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في أنه الأكثر قدرة على التحرك داخل دوائر السياسة في الشرق الأوسط، ومع هذه القدرة اتسعت دائرة التأثير إلى ما هو أبعد من هذا الشرق الأوسطي، وهو ما استشعرته مراكز القوى البحثية والصحفية الأميركية والدولية فاعتبرت الشيخ محمد بن زايد زعيم هذه المنطقة، فالقرن الحادي والعشرون قد صُنعت توازناتُه السياسية في عاصمة القرار أبوظبي.

التفوق العلمي والصحي والمعرفي وفي غيرها من المجالات هو محصلة رؤية سابقة ولحظة قرار سابقة اتُخذت فيها القرارات ثم إن فرقاً تابعت وثابرت لتحقق النجاحات المتوالية في زمن أصيب العالم بالجمود، غير هذه الإمارات التي كانت تحصد ما زرعت، ومع كل التحديات واصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تغيير التوازنات لمصلحة الإمارات أولاً وأبداً، ففتحت العواصم أبوابها استثناءً للشخصية الاستثنائية في عملية سياسية براغماتية فيها من الديناميكة ما حققت به الإمارات مكاسب سياسية إضافية وغيرت من توازنات كانت حتى وقت قريب من المحرمات السياسية لذلك، فإن هذا الدور المعتبر وضع الإمارات في موقع متقدم يفسره حجم التضامن الدولي مع حادثة الاستهداف الإرهابية التي تعرضت لها الإمارات من قبل مليشيات «الحوثي». استثنائية محمد بن زايد في أنه الشخصية الأقوى سياسياً في شرق أوسط لا يعترف إلا بالأقوياء.

المصدر: الاتحاد