نجدت إنزور: تستاهلون!

الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢

بعض الغاضبين بيننا على نجدت إنزور وفيلمه القادم «ملك الرمال» نسوا أنهم -حتى الأمس القريب- فضلوه على القريب وأنزلوه منزلة لم يحظ بثلثها كل المنتجين والمخرجين في الخليج. قلنا مرة بعد أخرى إن خير الاستثمارات خليجياً هي تلك التي تستثمر في أبناء بلداننا من مثقفين ومبدعين، وأن شراء «الوفاء» عبر المشروعات الضخمة التي تمنح لأمثال نجدت إنزور سيتحول إلى عداء في أقرب فرصة. في الخليج اليوم قامات إبداعية مبهرة في الطب والعلوم والإعلام والفنون. وفي الإعلام خصوصاً، تقود المؤسسات الإعلامية الخليجية مشهد الإعلام العربي. لكن كثيرها تصنع نجومها من خارج حدودها. وما زال بعض جماعتنا «مغرز» في الثمانينات من القرن الماضي حينما كانت المجلات اللبنانية وبعض الإصدارات من لندن تتسيد المشهد. تغيرت المعادلة في العشرين سنة الماضية وأصبحت بلدان الخليج مؤثرة في الإعلام وصناعة الرأي العام العربي. لكن مؤسساتنا الإعلامية ما تزال أسيرة لفكرة قديمة مفادها أن الإعلامي الناجح هو من يرتدي ربطة العنق ويتحدث لهجة غير الخليجية. وفي بعض فعالياتنا ومنتدياتنا الإعلامية ترى المنظمين -من بني جلدتنا- أسرى لحالة «الانبهار» بأسماء عربية من مدرسة عفى عليها الزمن ، لا تعيش اليوم ولا تجيد لغته. ومع ذلك تعطى المنصات الرئيسة والصفوف الأمامية. هذه ليست دعوة لإقصاء القدرات الإعلامية المهنية من خارج دول الخليج. لا أبداً. لكنها دعوة أن تعطى المواهب…

حربنا مع إيران!

الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٢

رب ضارة نافعة. فلو لم يزر أحمدي نجاد، قبل أيام، جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، في موقف استفزازي غير مستغرب على السياسة الإيرانية، لما شهدنا خطاباً خليجياً جديداً أكثر جرأة في طرحه للخطر الإيراني. دول مجلس التعاون الخليجي تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه خطابنا الإعلامي المتباين في ردات فعله تجاه استفزازات إيران. من قال إن مقالا في صفحة رأي بصحيفة خليجية إنما يمثل موقفاً سياسياً للدولة التي تصدر منها الجريدة؟ فيما الساسة الإيرانيون يمررون عبر «كاهان» وغيرها رسائلهم الاستفزازية ثم يعلقون «إن كاهان لا تمثل الموقف الرسمي الإيراني»، كانت الصحافة الخليجية لوقت طويل تتحاشى النقد المباشر لسياسات إيران الاستفزازية في المنطقة. اليوم انكشفت اللعبة الإيرانية، من إطلاق النار على المتظاهرين في سوريا، إلى تسليح الحوثيين في اليمن، ومن إثارة الفتن الطائفية في الخليج إلى زيارة أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى. اليوم لم يعد التعاطي مع الغطرسة الإيرانية بـ«الديبلوماسية» الهادئة تجدي. وأصحاب الرأي، من محللين وكتاب رأي، لا يمثلون موقفاً رسمياً لبلدانهم. ولهذا تأتي صناعة خطاب إعلامي خليجي – بلغة أكثر مباشرة ومواجهة – ضد الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية وضد ألاعيب إيران الخطيرة في المنطقة ضرورة ملحة من الخطأ تأخيرها. اتركوا الإعلام الخليجي يكشف المزيد عن الداخل الإيراني وحينما تحتج الخارجية الإيرانية جاوبوها بنفس الطريقة: «كاهان لا تمثل موقفكم الرسمي…

هل انتهت قضايا البلد؟

الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٢

أتعامل كثيراً مع سؤال صار عندي معتاداً: وهل انتهت قضايا البلد حتى تكتب في هذا الموضوع؟ لا يا أخي! لم تنته قضايا البلد ولن تنتهي. وهي كثيرة وشائكة ومهمة. لكن ماذا تريدني أفعل؟ هل أكتب كل قضايا البلد، الكثيرة والشائكة والمهمة، في مقالة واحدة؟ هل أناقشها جميعها في يوم واحد؟ ثم أتوقف بعده عن الكتابة لأنني قد كتبت وعالجت كل قضايا البلد في مقالة واحدة؟ لا حل أمامي غير هذا. لأني إن كتبت عن قضية واحدة لا بد أن «ينط» أحدهم محتجاً: وهل انتهت قضايا البلد حتى تكتب في هذا الموضوع؟ كتبت عن أهمية الحوار بين تيارات المجتمع المختلفة جاءني من يسأل: وهل انتهت قضايا البلد؟ وآخر اقترح أن أكتب عن البطالة. أقسمت له أنني كتبت – وكتب غيري – كثيراً عن البطالة. هل أخصص يومياً مقالاً عن البطالة؟ ومع ذلك فلن أسلم وسيأتي من يسأل: ذبحتونا بالبطالة، ماذا عن سوء الطرق؟ البعض – معذوراً – يرى في قضيته «أم القضايا». وما غيرها لا يستحق الكتابة والاهتمام. هذا خطأ. قضيتك مهمة. لكن قضايا غيرك أيضاً مهمة. والموضوع الذي لا يشكل عندك أهمية ربما كان من أهم القضايا عند غيرك. وما تراه أنت هامشياً ربما كان عند غيرك أساسياً. وما قد لا أتمكن من الكتابة عنه اليوم قد أكتب عنه غداً.…

يدخلون تويتر بـ«المشعاب»!

الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢

بعض المستجدين على تويتر، يدخلون تويتر وكأنهم يحملون «المشعاب» على أكتافهم! و«المشعاب» – لمن يقرأني من خارج ثقافة «المشعاب»- هو عصا غليظة يحملها من يتوجّس الخطر أو من يخطط للدخول في معركة. بعضهم من أول يوم يدخل فيه تويتر يرفع «مشعابه» ضد كل من يظنه عدوه اللدود في الأفكار والآراء. أتحدَّى أكثر هؤلاء أن يكون قد حكم بنفسه على من يهاجمهم لفكرهم أو توجُّهاتهم. بل لعله لم يقرأ لهم كتاباً أو مقالاً! تويتر مساحة حرة للتعبير المحترم وتبادل الآراء والنقاش المؤدب. وحينما نعبّر عن رأينا أو عن اختلافنا مع الرأي الآخر فإننا لسنا في معركة نحشد فيها كل الأسلحة كي نهزم الطرف الآخر. في مواقع التواصل الاجتماعي، ثمّة من يتجاوز كل حدود وأعراف الحوار والاختلاف فيلجأ لأسلحة الدمار الشامل من شتيمة وأكاذيب وتخوين وتحريض. هؤلاء هم نتاج عقود من الشحن والتحريض ضد أي فكرة لا تنسجم مع السائد والمعتاد من الأفكار والأعراف والتقاليد. وهم أيضاً ضحايا الجهل بمبدأ الحوار والتعبير عن الرأي. فأن أعبر عن فكرة جديدة ومختلفة لا يعني أنني سآتي غداً بجيش يفرضها على الناس ويجبرهم على قبولها. إنها أفكار تنضج بالنقاش والحوار. وهي ليست دائماً صحيحة أو كاملة لكن من حق صاحبها أن يطرحها للنقاش ومن حق الآخرين أن يأخذوا بها أو يردون عليها أو يتجاهلونها تماماً.…

شباب «السروال والفنيلة»!

السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢

وصلني قبل أيام إيميل مع صورة لشاب يبدو سعودياً يمشي بسرواله وفنيلته في شارع مزدحم بالناس في مدينة كأنها نيويورك! ويبدو الأخ، في الصورة، «مطنش» العالم كله فهو يتحدث في هاتفه ويمشي بكل ثقة كما لو كان لابساً أحدث موديلات أرماني. وسمعت مرة عن سعودي وقع في مشكلة مع الفندق الفخم الذي أقام فيه في باريس لأنه نزل إلى بهو الفندق ببجامته. وذات ظهيرة رأيت في ممرات المركز التجاري بدبي ثلاثة شباب سعوديين يمشون بخطى بطيئة وهم لابسون بجامات من فئة «الثوب المغربي». حاولت إخبارهم أن المكان مركز أعمال مهم وقد يوقفهم مسؤولو الأمن لكنهم تجاهلوا النصيحة فأخرجهم رجال الأمن سريعاً. أذكر أن بعض إمارات المناطق قد أصدرت تعليمات مشددة تمنع دخول المراجعين للدوائر الحكومية بثياب مغربية أو بجامات نوم. ولن أستغرب لو سمعت عن مراجع ذهب للبلدية وهو لابس «سروال وفنيلة»! أتساءل أحياناً ما الذي يجعل إنساناً سوياً وربما تجاوز الثلاثين من عمره يرتدي بجامة نوم في الأماكن العامة؟ ألا تعلمنا قيمنا وتقاليدنا احترام الأماكن العامة والاهتمام بمظهرنا والمحافظة ولو على الحد الأدنى من «الذوق» داخل بيوتنا وخارجها؟ الله على أيام الصبا في قريتنا حينما كان الآباء يغضبون لو استقبلنا ضيفاً برؤوس حاسرة. كان كبار السن في قريتي والقرى المجاورة يعاتبون الشاب الذي يلبس ثوباً طويلاً ( ويسحب في…

تجربة «الابتعاث»!

الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢

يخطئ من يختزل أهمية مشروع الابتعاث في الحصول فقط على الشهادة الجامعية. التجربة الأكاديمية للمبتعث هي وجه واحد من أوجه التجربة التي يخوضها الدارس في الخارج.لكن ثمة أوجها أخرى لا تقل أهمية عن حصول المبتعث على الشهادة الأكاديمة! المبتعث الذي يعزل نفسه عن الحياة في المجتمع الذي يدرس فيه ويختزل رحلته في مكتبة الجامعة وقاعاتها الدراسية إنما يعيش، في غربته، تجربة ناقصة. ننتظر من مبتعثينا فهم الثقافة الجديدة التي يعيشون بين جوانبها؛ يفهمون تاريخ البلد الذي يدرسون فيه، يستوعبون ثقافة أهله السياسية، حواراته الفكرية، طريقة تفكيره ورؤاه للمستقبل. كثير من طلابنا يسافر للدراسة في الخارج بجسده لا بعقله. تراه أسيراً في نظرته للمجتمع الجديد الذي يعيش وسطه لنظرته القديمة التي نشأ عليها من دون تمحيص أو إعادة قراءة. يعيش أربع سنوات أو أكثر في الخارج ثم يعود بمفاهيم أكثر انغلاقاً – وجهلاً – حول البلاد التي درس بها. يحيط نفسه دوماً بزملاء وأصدقاء من بني جلدته. لا يقوى على تكوين دوائر جديدة من الزملاء والأصدقاء من ثقافات وتجارب مختلفة فيعود لوطنه فقط بشهادة أكاديمية كان ممكن أن يحصل عليها بالمراسلة أو عبر فرع لجامعة أجنبية في بلاده. أنا لا أطالب المبتعث أن يُغرم بثقافة المجتمع الذي يدرس به. لكنني أحثه أن يفهمها. يجيد لغة أهلها. يقرأها جيداً. يفكر في الأسباب…

خوجة.. وزيرنا «الملوسن»!

الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢

يمتاز الدكتور عبدالعزيز خوجة بقدرته الفائقة على إرضاء كل الأطراف مهما كانت متناقضة. فهو يستقبل مكالمة داعية غاضب فيعطيه من «معسول الكلام» ما يريحه فلا يغلق سماعة الهاتف إلا بضحكة وسعة بال.ثم يستقبل بعدها مكالمة هي نقيض المكالمة السابقة وتنتهي بذات المزاج وكان الله غفوراً رحيماً. وزير الثقافة والإعلام يؤيد المثقفين الداعين لفصل الثقافة عن الإعلام. وهو -في الكلام- مع تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة قطاع خاص ولعله يؤيد فكرة «سك» أبواب وزارة الإعلام إلى الأبد. ومن تجربتي القصيرة مع هذا الوزير، الذي أحب فيه طيبته وحسه الأبوي، أنت لا تأخذ منه «لا حق ولا باطل». إنه وبجدارة من فئة «الوزير الملوسن» لكن ميزته الكبرى أنه من الندرة في زماننا التي إن لم يأت منها خير لن يأتي منها شر. وسؤالي لمعاليه: بما أنك مع فصل الثقافة عن الإعلام، ما هي خطوتك العملية القادمة؟ هل ستقدم -مثلاً- مشروعاً متكاملاً بهذه الفكرة للمقام السامي؟ منذ ألحقت الثقافة بالإعلام وكثيرنا يصرخ: يا جماعة؛ لا تجتمع الثقافة والرقابة في وزارة واحدة! فهل يعقل أن توصي «الثقافة» بكتاب لن يباع في المكتبات قبل أن يمر على «الرقابة» -في المكتب المقابل- من أجل الإجازة بعد الحذف والقص والمزع؟ الثقافة بحاجة لمنظومة متكاملة من المؤسسات التي تعمل بجهد وجد من أجل خلق بيئة فكرية وثقافية تسمح…

عقال عائض القرني!

الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٢

بعد مقالته الأخيرة في «الشرق»، قبل أمس، هل نتوقع أن تُنشر صور الشيخ عائض القرني بالعقال؟ وهل نشاهده على التلفزيون وقد لبس العقال رسمياً؟ لطالما تساءلت – مثلما تساءل الشيخ عائض – عن أسباب تمييز «مطاوعتنا» لأنفسهم بعدم لبس العقال. ولم أسمع قط أن أياً من «شيوخ العلم» في بلاد الخليج العربي قد أفتى – أو ألمح – بحرمة لبس العقال. غير أني بعد قراءة مقال أخي العزيز الدكتور عائض القرني، «فصل المقال في حكم لبس العقال»، تذكرت أن بعضنا يجاري أحياناً فكرة سائدة وإن لم يقتنع تماماً بوجاهتها وذلك خوفاً من ردة فعل تفقده «جماهيريته» خصوصاً بين الشباب المتحمس. لكن لبس العقال أو عدم لبسه – كما كتب الشيخ عائض – تبقى من المسائل «الشكلية» التي يفترض ألا نتوقف عندها كثيراً. ومع ذلك فإن ثمة سؤالا لابد من طرحه: إن كان بعض «مشايخنا» الكرام مضطرين لمجاراة الصورة النمطية السائدة التي لا يلبس فيها «المطوع» عقالاً فماذا نقول عن القضايا الاجتماعية الشائكة التي قد يُجارى فيها السائد والتقليدي؟ كثير من قضايانا الاجتماعية والفكرية تحتاج إلى مبادرات جريئة من دعاة أفاضل لهم تأثيرهم الكبير على الشباب وعلى قطاعات واسعة من أبناء المجتمع. وهنا التحدي. إننا نظلم أنفسنا – كمجتمع – حينما نختزل الإنسان من حولنا في الصورة النمطية التي تشكلت حول…

لا ربيع في «الربيع»!

الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢

لأننا عطشى فإننا نفرح و ننتشي بأي قطرة مطر. وعندما ينهكنا العطش يلتبس علينا السراب بالماء! لكن الحقيقة تبقى أن الربيع العربي الغائب هو ربيع التفكير الحر، ربيع العقل لا العواطف. وبعيداً عن جدالاتنا حول ما حدث من تغيير مهول في الشارع العربي على مدى سنة، ونحن ندرك أن كثيرا من إفرازاته هي من نتاج ما زرعته الأنظمة السابقة، تبقى أحداث الشارع العربي اليوم شاهد على أزمة العرب الحقيقة: غياب العقل! هذه الحروب والفتن المنتشرة على مد البصر في خارطتنا العربية تعكس عمق الأزمة الحقيقة في ثقافتنا. فلا إنسانية الإنسان تحترم ولا قيم الدين تراعى ولا ظروف العصر وتحدياته تؤخذ في الحسبان. والأسوأ أن الكل يبرر اليوم مواقفه وأفعاله تارة بالدين وأخرى بالتاريخ. خطيب جامع في مصر يقسم من على المنبر أن الله، جل جلاله، قد أوصى خيراً بأحد المرشحين للرئاسة في مصر. وهذه الروح «العدائية» المنتشرة بين أطياف المجتمع الواحد تعكس عمق «العداوة» المتجذرة بين أصحاب الرأي المختلف. مناخ مخيف من التوتر وضبابية الرؤية ينذر بما قد يكون أسوأ. ويبقى السؤال: من أسس لهذا المشهد العربي المخيف؟ أليست هي أجهزة القمع في الأنظمة المخلوعة؟ الجديد اليوم هو أن الجهل الكبير المنتشر في منطقتنا كان كثيره مدفوناً بفعل القبضة الأمنية الصارمة لكنه اليوم ظاهر على السطح. وحينما يكون الجهل سيد…

5 نجوم بخدمة «أبو نجمتين»!

الإثنين ٠٩ أبريل ٢٠١٢

في الخليج، تدخل أحياناً مقهى أو مطعما أو «بهو» فندق من فئة الخمسة نجوم لتفاجأ أن مستوى الخدمة هناك لا يليق حتى بفئة النجمتين! فنادق كلف بناؤها و تجهيزاتها مئات الملايين، جميلة أنيقة في مداخلها و أثاثها و نوافيرها و مسابحها لكنها فقيرة في مستوى خدماتها. و الإدارة ليست وحدها المشكلة لكن طريقة اختيار العاملين فيها تكون غالباً هي المشكلة. البحث عن العمالة الرخيصة و السرعة في توظيف تلك العمالة قادت إلى هذا المستوى المتدني في نوعية العاملين في أغلب الفنادق و المطاعم الغالية في مدن الخليج. يخبرني مستثمر شاب في قطاع الفنادق في دبي أن غالبية العمالة في قطاع الفنادق في الخليج تأتي بخبرة فندقية متواضعة في بلدانها. بعض العاملين في فنادقنا لم يدخل طول حياته فندقاً من فئة الخمسة نجوم ثم يُوظف في فندق خمسة نجوم في دبي أو الدوحة أو جدة. كثيرهم يمشون بين الطاولات في المطاعم أو في ردهات الفنادق و عيونهم في السقف لا في الناس فتضطر للصراخ منادياً عسى أن يلتفت لطلبك واحد من عشرات العاملين الذين لا تعرف بأي لغة تتفاهم معهم فتلجأ أحياناً للغة الإشارة لعلك تظفر بأي انتباه! ما ذا لو اشترطت الجهات المعنية بالسياحة في بلداننا دورات تدريبية عملية في الخدمات الفندقية المتقدمة على العمالة الوافدة قبل أن تبدأ العمل؟…

وزير بلا بشت؟!

الأحد ٠٨ أبريل ٢٠١٢

في الأسابيع القليلة الماضية شاهدت صوراً في الصحافة لوزراء الزراعة والنقل والتعليم العالي، في جولات عمل، بلا بشت! معقولة؟ مسؤول سعودي في صورة من دون مشلح؟ لم أكد أصدق. أم إننا أمام «تحوُّل» إداري في ثقافة جعلت من هذا البشت رفيقاً لحركة المسؤول حتى لو خرج من مكتبه لسيارته؟ أفهم أن يلتزم المسؤول الكبير بلبس البشت في المناسبات الرسمية أو الاجتماعية ولكن أن يجرجر بشته في كل جولة عمل يقوم بها فتلك مسألة لم أفهمها. بل أكاد أشك أن بعض المسؤولين لا يفك بشته من فوق كتفه حتى وهو على الغداء مع عائلته. أو لعله ينام في مشلحه! ولهذا كانت دهشتي كبيرة لرؤية صور لمعالي الوزراء من دون مشالح. عرفت أستاذاً جامعياً عين مستشاراً في مؤسسة حكومية فصار نادراً أن تراه يمشي بلا بشت؛ مرة ملفوفاً على ذراعه وغالباً معلقاً على كتفه. قلت له يوماً ساخراً: لم يبق إلا أن تلبس البشت في قاعة المحاضرات. ورد معانداً: لو كان بيدي لفعلت! وذات يوم دعاني مسؤول كبير في جلسة عتب على بعض ما كتبت وعند مكتبه كان مدير مراسمه يركض وجلاً مستغرباً معاتباً: ما يصير يا دكتور: أين البشت؟ ثم فاجأني وقدأحضر ثلاثة مشالح كي أرتدي أنسبها مقاساً قبل الدخول على مديره. وغضب الرجل أنني رفضت «بشته» وكانت حجتي أن لقائي…

«أعزب»؟ مواطن درجة ثانية!

السبت ٠٧ أبريل ٢٠١٢

حينما أصدر أمير الرياض قراره بالسماح للعزاب بدخول الأسواق التي كانت محتكرة على العائلات جاء من يسأل: من يحمي العوائل من أذى العزاب؟ وإن طالب بعضنا بفتح دور السينما في مدننا كوسيلة مهمة في الترفيه والتثقيف قفز من يكرر السؤال: كيف نأمن من أذى المتطفلين والمزعجين؟ أما «أم القضايا» فهي قيادة المرأة للسيارة: كيف نضمن سلامة وأمن المرأة في الشوارع أو إن تعطلت سيارتها؟ ومع تقديري الصادق لمثل هذه الأسئلة، وفيها وجاهة وأهمية، فإن هذه الأسئلة تطرح سؤالاً مهماً بين سطورها: أين الأجهزة الأمنية من هذه المخاوف؟ تلك أسئلة تخفي أيضاً بين سطورها فكرة خطيرة ألا وهي أن المجتمع في نظرته وتعامله مع المرأة قد أصبح متخلفاً متوحشاً إلى درجة أن المرأة لا تأمن على نفسها إن قادها أي ظرف لتمشي وحيدة في الشارع العام. بل تحول العزاب -في نظرة المجتمع- إلى قطعان من الذئاب اللاهثة وراء أي امرأة في الأسواق والأماكن العامة. من أسس لهذه النظرة؟ ولنفترض أن هذه المحاذير تجاه المرأة حقيقية، أين دور المؤسسات الأمنية في حماية الناس -رجالاً ونساءً- من الأذى (بكل أشكاله) في الأسواق والشوارع والأماكن العامة؟ وإن لم يرتدع الشباب -من تلقاء أنفسهم- عن أذى الغير هل نكتفي بالقول: شباب قليل أدب؟ ألا توجد أنظمة وقوانين تردع «قلة الأدب» التي قد تؤذي المجتمع؟ لا…