الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤
في الرابع من أكتوبر، أكمل عامان على إنتقالي للإمارات وعاصمتها أبوظبي، لم أنتقل بالعمل والمسكن والأبعاد الجغرافية فقط بل أخترت أن أنخرط في حياتها وثقافتها وأسلوب عيشها الذي لا يشبه سواها.. في الإمارات طبيعي أن تسمع كلمة "فنان" عدة مرات باليوم من الإماراتيين، وصفهم للأشياء الجميلة والمتقنة فاتن جدا ويسبغون على الأماكن والتجارب وحتى على الناس كلمة فنان.. أي كرم يا قوم حتى في "رمستكم " انتم تُعلون الفن عاليا كوصف أعلى للجمال !؟ صراحة الإمارات رفعت مستوى التهذيب لدي، كل شيء له مقدار وطريقة وأسلوب، لا أعتقد أن هناك شعب بالعالم أكثر تهذيبًا منهم، الثقافة المجتمعية أصلا هناك تقوم على "السنع" أي صنع الأشياء بطريقة متزنة ومهذبة وأنيقة ! الإماراتي أنيق في كل المحافل، له طرازهُ وأسلوبهُ وله تهذيبهِ ورفعة أخلاقهُ، صعب جدا أن تُخرج الإماراتي عن طورهِ لأنه تربى في مدرسة زايد -طيب الله ثراه- تلك المدرسة الأخلاقية الثقافية التي تقوم على حب الخير للغير، والمحافظة على رفعة وتميز الفرد الإماراتي بأن يستقبل جميع الثقافات وبنفس الوقت أن يحفظ على هويته وأسلوبه. النساء في الإمارات قائدات حقيقيات والمجتمع يكبر بهن ويقدمهن في كل المحافل ، يشتبكن بذكاء بالموضة لكنهن يحافظن على قيافتهن باللباس المحلي المحتشم والأنيق، صوت المرأة الإماراتية متزن ورصين وطريقة كلامها لها فرادتها وجمالها..طريقة كلام الإماراتيات…
الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: منذ قررت أن أعبر نحو الضفة الأخرى من الشرق، حيث أبوظبي الجميلة وقعت اتفاقية مع نفسي بالشروط التالية : _أن لا أعود .. أن لا أعود إلا وأني أنجزت عملا واضحا لنفسي وللبلد الذي اختارني في هذه المرحلة من النضج في بيئتها ومنظومتها.. _أن أرفع عتبة الحنين، فلا كلمات أغنية لموسى حجازين ولا موسيقى لزيد ديرانية تستطيع أن تتجاوز حد عتبتي من الحنين الذي سأدفع تكلفته سريعا بتذكرة وعودة سريعة قبل الموعد المقرر لإجازتي… _أن أعيد بناء ذاتي،مهارة هنا وصقل مهارة هناك، وكل نهار يوجد فيه خطة واضحة لاكتساب مهارات إضافية، مثلا بدأت تعلم تمارين الصوت .. فالدراية الإعلامية وأصول الخطابة المهنية سيمنحها جمال الذبذبات الصوتية حين تأتي من حنجرة بدوية،فيها عزف الناي وفناجين النعنع بالشاي .. _الانخراط الفعال في ثقافة المجتمع الإماراتي،،فلا يصح أن يعبر عام وأنا لم أجيد ثقافة "السنع الإماراتي" أريد أن يقولوا عني نشمية سنعة ! _أن لا أتوقف عن الهام جميع من حولي، تارة بمهارات الحديث، ومرة في جمال تغذية الروح بالفن والموسيقى ومرات في كيفية فك التعلق بكل شيء، التعلق بالآخرين، بالراحة ، بالعادات الغذائية وحتى التعلق بالسموم البشرية حين تأتي على شكل علاقة مؤذية… _أن أجاهر بعمري بمناسبة أو بدون، وأن أكشف عن ضعفي بكل قوة وأقرُّ به، لكن…
السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: كانت جدتي سلمى رحمها الله، تصف الناس عادة بجملة افتتاحية أو جملتين شهيرتين ، " فلان عندُه سالفة " و "فلان ما عنده سالفة" وبعدها تطبق جدتي قبضتها من الأحكام الاستباقية وتكمل انطباعاتها الأولية التي 90% منها تصيب . كبر وعينا وتفتح، وانخرطنا في عوالم الإعلام الذي يطرح كل يوم أديمهُ الجديد ويختبر فينا قدرات جديدة ومفاجئة،واكتشفنا أنه حتى تدافع عن فكرة أنت تحتاج ذخيرة من اللغة، مع كثير من المعلومات المتخصصة، على حبتين من الكاريزما، مع كمشة تقنيات في الأداء، مع معرفة “ متى تطلع بنبرة الصوت ومتى تعطيهم حنون الصوت، مثلا قبل عشر أعوام لم أكن أعرف أن حين تبتسم وأنت تتحدث، ستتغير تماما نبرة صوتك لتذوب البسمة في جدية الكلمة وتعطيها قوة وعذوبة .. وكي تتأكد من هذا جرب الآن أن تلفظ كلمة “دراية” بصوتك العادي وبعدها جرب لفظها وأنت تبتسم ! يقود العالم اليوم ساسة جدد، ساسة في حقل التكنولوجيا وآخرون في عالم الموضة، وغيرهم في عالم صناعة التعاطف الفيروسي، ومجموعة مهمة من قادة العالم من ملاك العلامات الفكرية العالمية وبضعة حكام يصنعون القضايا الرائجة " التريندي توبيكس" وبينهم جميعا قادة السياسة وقادة الإعلام .. جميعهم كي يصلوا دفة التأثير، لا بد أن عبروا من "درب التغيير"، تغيير أنماط تواصلهم واستراتيجياتهم في…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: أكتب لك هذه السطور وأنا على متن الطائرة، على إرتفاع لا يقل عن 30 ألف قدم عن الأرض، الأرض التي طويتها ذهابًا وأيابا في مطاردة النجاح وال career وبعدتني عنك حتى صار من المستحيل أن تكوني لي . في هذا الوقت من العمر، وأمك في قمة مجدها الصغير، المجد النظيف الذي بنيته بالكد، والالتزام والانضباط الذي وضعته لي رتبة ذاتية ومسيرة حياتية، تذكرتك.. وتذكرت أن كان لي يوما حلما أن تكوني نسخة من قلبي لا من عقلي.. فعقلي كان دوما يحب الجبال العالية، ويحترف قطع الدروب الوعرة، عقل محموم بالجنون .. وددت يا بنيتي، أن أخبرك أن لا تمنحي زمام طُهر قلبك لأي إنسان على وجه البسيطة، وأن تحبي بذات الوقت بكافة نقاء روحك، لكن موضوع الزمام والخيط المربوط بالكف إنسيه تماما . سينظر لك الناس بعمق عقلهم، فهناك من عقله لا يتجاوز 4 ملمتر في العمق ويصطدم بلون بشرتك ومساحيق تجميلك ويتوقف طويلا عند علامات تجارية هزيلة ترتدينها، وهناك من يبحر في عمقك، مثل حوت مغوار يطوي كل المسافات ويستقر في جوهرك العميق، سيكتشف شعاب دماغك ومرجان روحك! أنتي وحدك من يقرر من سيكون معك في هذه الرحلة .. حيث رحلة العمر القصير زمنيا !! لا يخدعونك ويقولوا لك كوني عاقلة وجادة وبحر كتب وتنسي…